Skip links
جملة مبالغة اسم الفاعل، الصفة المشبهة مكتوبة بالعربي

المُشتقّات (مبالغة اسم الفاعل – الصفة المُشبّهة)

الرئيسية » المقالات » اللغة العربية » المُشتقّات (مبالغة اسم الفاعل – الصفة المُشبّهة)

لاسم الفاعل صيغٌ تدلُّ على المُبالغة أي أن فاعل اسم الفاعل يُكثِر من القيام بالفعل أو يُكرّر القيام بالفعل، وهذه الصيغ تُسمّى صيغ مبالغة اسم الفاعل، وقد جاء في قطر الندى: (كلُّها تقتضي تكرار الفعل، فلا يُقال “ضرّاب” لمن ضرب مرةً واحدةً)، ومعنى ذلك أن المُبالغة تأتي من إفادة الأوزان تكرار معناها بحيث يصبح هذا المعنى للمُتّصف به عادةً له تتكرّر كثيراً. [1]

ما هي أوزان مبالغة اسم الفاعل؟

تُصاغ من الفعل الثلاثي وغير الثلاثي على الأوزان نفسها، وإن كان الغالب صياغتها من الثلاثي، وهي خمسة أوزان: (فعَّال، مِفْعال، فَعول، فَعيل، فَعِل)، وأمثلة ذلك: (شَرَّاب، مِقْدام، شَكور، رَحيم، حَذِر)، وأفعالها (شَرِبَ، قَدِمَ، شَكَرَ، رَحِمَ، جذَرَ) مثال: كنْ حذراً الأعداءَ، ومن صِيغ المبالغة التي تُصاغ من الأفعال فوق الثلاثية (درّاك، مِعْطاء، مِهْوان، نَذير، سَميع، زَهوق)، وأفعالها (أدركَ، أعطى، أهانَ، أنذرَ، أسْمَعَ، أزْهَقَ).

وقد سُمِعت أوزانٌ أخرى غير هذه الأوزان، وهي: (فِعّيل، فُعَلَة، فاعول، مِفعيل، فُعَال، فُعّال) وأمثلتها: (سِكّير، هُمَزَة، فاروق، مِعطير، كُبار، كُبّار)، قال تعالى: “ومَكَروا مكْراً كبّارا” {نوح 22}. [2] [3]

ما هو عمل مبالغة اسم الفاعل؟

تعمل صيغ مبالغة اسم الفاعل كعمل اسم الفاعل، فترفع فاعلاً، وتنصب مفعولاً به أو مفعولين، وذلك لأن صيغ المبالغة محوَّلة في الأصل عن اسم الفاعل؛ لذلك أخذَتْ عملها وشروطها.

– إذا كانت صيغ مبالغة اسم الفاعل معرّفةً ب (ال) تعمل بلا شروط،

مثال: أنت الظّلومُ نفسَكَ، فكلمة (نفسك) هي مفعولٌ به لمبالغة اسم الفاعل (الظّلوم).

ما هي شروط عمل مبالغة اسم الفاعل المجردة من (ال)؟

أما إذا كان مجرّدةً من (ال) فإنها تعمل إذا دلّت عل الحال والاستقبال، واعتمدت على ما يأتي:

1- الاستفهام

مثال ذلك: أحريصٌ أخوكَ على القراءة؟ فإن كلمة (أخوك) هي فاعلٌ لمبالغة اسم الفاعل (حريص)، والسبب سُبقت بحرف الاستفهام (الهمزة).

2- النفي

مثل: ما مِعطاءٌ أخوكَ جارَه حقَّه، فإن كلمة (أخوك) هي فاعلٌ لمبالغة اسم الفاعل (مِعطاء)، و(جاره) هي مفعولٌ به لها أيضاً، والسبب أنها سُبقت ب (ما) النافية.

3- النداء

مثال: يا حمّالاً أعباءَ أسرته، فإن كلمة (أعباء) هي مفعولٌ به لمبالغة اسم الفاعل (حمّالاً)، والفاعل ضميرٌ مستترٌ تقديره (أنت)، والسبب أنها سُبقت بنداء.

4- المبتدأ

مثال: المؤمن شكورٌ نعمةَ ربَّه، فإن كلمة (نعمة) هي مفعولٌ به لمبالغة اسم الفاعل (شكور) الذي جاء خبراً للمبتدأ (المؤمن).

5- الحال

مثال: رأيتُ المعلّمَ حاملاً حقيبَته، فإن كلمة (حقيبته) هي مفعولٌ به لمبالغة اسم الفاعل (حاملاً) الذي جاء حالاً.

6- الصفة

مثال: الحسدُ نارٌ قتّالٌ صاحبَه، فإن كلمة (صاحبَه) هي مفعولٌ به لمبالغة اسم الفاعل (قتّال) الذي جاء صفةً. [3] [4]

الصفة المُشبّهة

هي اسمٌ مشتقٌّ يدلُّ على صفةٍ ثابتةٍ لصاحبها ثبوتاً عاماً، وسُمّيت كذلك لأنها تشبه اسم الفاعل في الدلالة على الحدث ومن قام به،  وكلاهما يقبل التذكير، والتأنيث، والإفراد، والجمع. [2]

ما هي أوزان الصفة المُشبّهة؟

تُصاغ من الفعل الثلاثي اللازم غالباً، المُتصرّف على أوزانٍ كثيرةٍ منها: [2]

– فَعِل: فَرِح.                          

– فَعْل: ضَخْم.                        

– فُعْل: صُلْب.

– فَعَل: حَسَن.

– فَعَال: جَبَان.                       

– فُعال: شُجاع.

– أفْعل: أعْرج، مؤنثه فَعلاء: عَرجاء.

– فَعْلان: غَضْبان، ومؤنثه فَعلى: غَضبى.

– طاهر: فاعل.

ما هو الفرق بين الصفة المُشبَّهة واسم الفاعل؟

الصفة المُشبّهة تدلُّ على الثبوت والدوام، ولا تكون إلا للحال، كقوله تعالى: “مالك يومِ الدين” {الفاتحة 3}، فاسم الفاعل دلّ على ثبوت صفة الملك لأن فاعله هو الله عزَّ وجلّ، فأصبح اسم الفاعل صفةً مشبهةً، ولا يتقدّم معمولها عليها فلا يُقال: محمدٌ خلُقُه جميلٌ، وإنما محمدٌ جميلٌ خلُقه، ويكون معمولها سبباً متصلاً بضمير الموصوف، وقد يكون مقترناً ب (ال)، أما اسم الفاعل فإنه يدلُّ على التجدّد، والاستمرار، والحدوث، ويكون للحال، والاستقبال، ويكون سبباً وغير سببي، مثل: محمدٌ جميلٌ الخُلق. [2] [3]

ما هو عمل الصفة المُشبّهة؟

يقول النُحاة: “الاسم المنصوب بعد الصفة المُشبّهة يُعرب على أنه (شبيهٌ بالمفعول به) لأن الصفة المُشبّهة تُصاغ من الفعل اللازم، فلا يصحُّ أن يُعرَب الاسم بعدها مفعولاً به، بل هو شبيهٌ بالمفعول به، أما الاسم المنصوب النكرة بعد الصفة المُشبّهة، فيُعرب على أنه (تمييز)”. إذاً يأتي معمول الصفة المُشبّهة في عدة حالاتٍ هي:

1- منصوباً على التمييز إن كان نكرة أو شبه المفعولية إن كان معرفة، مثل: أخوكَ حَسَنٌ وجهاً، أو أخوكَ حسنٌ الوجهَ، فإعراب (وجهاً): تمييزٌ منصوبٌ لأنه جاء نكرة، وإعراب (الوجه): شبيهٌ بالمفعول به لأنه جاء معرفة.

2- يأتي معمول الصفة المُشبّهة أيضاً مرفوعاً على أنه فاعلٌ لها لأن فعلها لازم، ومن ذلك، الطفلُ جميلٌ وجهُهُ، فإعراب (وجهه): فاعلٌ للصفة المُشبّهة (جميل).

 3- يأتي معمول الصفة المُشبّهة مجروراً بالإضافة إليها، قال الشاعر:

بيضُ الوجوهِ كريمةٌ أحسابُهم
    شمُّ الأنوفِ من الطّرازِ الأولِ

فقد أضيفت الصفة المُشبّهة إلى معمولها المعرّف ب (ال) (بيضُ الوجوهِ) و(شمُّ الأنوفِ)، أما (أحسابهم) فهي فاعلٌ للصفة المُشبّهة (كريمة). يجوز إضافة الصفة المشبهة المُعرّفة ب (ال) إلى اسم معرّفٍ ب (ال)، مثال: أحترمُ الرجلَ الطيبِ المعشرِ، ولا يجوز الفصل بين الصفة المُشبّهة ومعمولها. [2] [4]

المراجع البحثية

1- محمد عيد. (1971b). الصفة المشبهة. النحو المصفى (p. 672). essay, مكتبة الشباب. Retrieved July 24, 2023

2- علاء إسماعيل. (n.d.). شروط عمل الصفة المشبهة. الوسيلة في النحو العربي  (pp. 198–199). essay, ماستر للنشر والتوزيع. Retrieved July 24, 2023

3- مصطفى جطل. (2004b). مبالغة اسم الفاعل – الصفة المشبهة.  النحو والصرف 2 (pp. 147–152). essay, مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية. Retrieved July 24, 2023

4- هناء الوديان. (2021). ما هي شروط عمل المبالغة. لغتي. Retrieved July 24, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.