Skip links
طبيب يقوم بفحص الضغط عند امرأة حامل تجلس أمامه على سرير المرضى

ما قبل الانسمام الحملي – ما هي أنماطه؟ كيف يتمّ علاجه؟

الرئيسية » المقالات » الطب » طب التوليد وأمراض النساء » ما قبل الانسمام الحملي – ما هي أنماطه؟ كيف يتمّ علاجه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعرف ارتفاع التوتر الشرياني بأنه بلوغ التوتر الشرياني الانقباضي 140ملم زئبقي أو أكثر، والانبساطي 90 ملم زئبقي أو أكثر، ويحدث ارتفاع التوتر الشرياني عند 7 إلى 10 بالمئة من الحوامل حيث إن 70بالمئة منه ناتجٌ عن ارتفاع التوتر الشرياني الحملي، ومقدمة الانسمام الحملي أو (مقدمة الإرجاج)، و30 بالمئة ناتجٌ عن ارتفاع التوتُّر الشرياني المزمن.

ما هي أنماط ارتفاع التوتر الشرياني خلال الحمل؟

1- ارتفاع التوتر الشرياني المزمن (Chronic Hypertension)

 هو إصابة السيدة بارتفاع التوتر الشرياني قبل الحمل أو في مراحل الحمل الباكرة (قبل الأسبوع 20 من الحمل)، ولا يتراجع بعد الولادة.

2- ارتفاع التوتر الشرياني الحملي (Gestational Hypertension)

هو ارتفاع التوتر الشرياني المُحرّض بالحمل، يصيب السيدة لأول مرة خلال النصف الثاني من الحمل (بعد الأسبوع 20 من الحمل)، وغالباً ما يتراجع خلال ستة إلى ثمانية أسابيع بعد الولادة.

3- ما قبل الانسمام الحملي (Preeclampsia)

هو ارتفاع التوتر الشرياني خلال الحمل، وغالباً خلال النصف الثاني من الحمل مع وجود بيلةٍ بروتينية، أو أذيةٍ كلوية، أو دماغية، أو كبدية. قد يحدث بشكلٍ نادر قبل الأسبوع 20 من الحمل، وهنا يجب البحث عن وجود إصابةٍ كلويةٍ سابقة، أو وجود حملٍ رحوي، أو إصاباتٍ أخرى. [1]

ما هي عوامل الخطورة لحدوث ما قبل الانسمام الحملي؟

1- الخروسات.

2- السُّمنة وخاصةً BMI أكثر من 30.

3- العمر (أكبر من 35 سنة، والمراهقات أصغر من 20سنة).

4- الحمل المُتعدّد.

5- ارتفاع توترٍ شرياني سابق أو أذيةٍ كلوية.

6- سوابق انسمامٍ حملي.

7- الإصابة بالداء السكري أو سوابق سكري حملي.

8- وجود قصةٍ عائلية للانسمام الحملي.

9- الحمل الرحوي.

10- متلازمة أضداد الفوسفوليبيد والذئبة الحمامية.

11- التقنيات المساعدة على الإخصاب. [2]

ما هي الآلية الإمراضية لحدوث الانسمام الحملي؟

هناك عدة نظريات تمّ وضعها لتفسير حدوث الانسمام الحملي، ومنها:

1- نقص التروية الرحمية المشيمية بسبب ضيق الشرايين الحلزونية، والتي تؤدي إلى إفراز مواد شبيهة بالترومبوبلاسين التي ترفع التوتُّر الشرياني.

2- التشنُّج الوعائي الذي يؤدي إلى زيادة المقاومة، ورفع التوتُّر الشرياني.

3- عدم التوازن في إنتاج البروستاغلاندينات حيث يحدث عند مريضات الانسمام زيادة في الترومبوكسان (الذي يُحرّض التقبُّض الوعائي) عوضاً عن البروستاسكلين (الموسّع الوعائي)، وأيضاً يلاحظ زيادة في PGf2a،  ونقص في PGE2 وPGI2.

4- أسباب مناعية، وجينية، وتبدُّلاتٌ خثارية.

5- زيادة الحساسية للأنجيوتنسين 2.

كيف يتمُّ تصنيف حالات ما قبل الانسمام الحملي؟

هنالك عدة تصانيف لحالات ما قبل الانسمام الحملي، وقد تمَّ تصنيفها حديثاً إلى: [3]

1- مقدمة الانسمام الحملي بدون أعراضٍ شديدة (Preeclampsia Without Sever Features): هو ارتفاع التوتُّر الشرياني الانقباضي أكثر أو يساوي 140ملم زئبقي، وأقلّ من 160ملم زئبقي، أو الانبساطي أكثر أو يساوي 90ملم زئبقي، وأقلّ من 110ملم زئبقي مع بيلة بروتينية (البروتين >300 مغ في بول 24 ساعة).

2- مقدمة الانسمام الحملي مع أعراضٍ شديدة (Preeclampsia With Sever Features): هو ارتفاع التوتُّر الشرياني الانقباضي أكبر أو يساوي 160ملم زئبقي، أو الانبساطي أكبر أو يساوي 110ملم زئبقي، ويجب أن يُقاسا على مرتين بفاصل 4 ساعات على الأقل مع وجود أعراضٍ أخرى، وهي :

– أعراضٌ دماغية (صداعٌ غير مستجيبٍ على المُسكنات، تخليطٌ ذهني).

– أعراضٌ بصرية، مثل: تشوُّش الرؤية.

– اضطرابات وظائف الكبد: مثل: ارتفاع خمائر الكبد وجود ألم شرسوفي أو ألم في المراق الأيمن.

– قلة صفيحات (Thrombocytopenia).     

– اضطرابات وظائف الكلية (الكرياتين أكبر من 1.1مغ/دل).

– وذمة رئوية.

ما هي أهمية الوذمة في تطوُّر مقدمة الانسمام الحملي؟

قد تكون الوذمة هي العلامة الأولى المُنبئة بتطور الانسمام الحملي، وتُعرف الوذمة بتراكم السوائل الذي يؤدي إلى زيادة وزن الحامل، وبشكلٍ أدقّ هي زيادة وزن الحامل أكثر من 1.8كغ خلال أسبوع في الثلث الثاني، أو الثالث من الحمل، وتكون الوذمة صباحيةً تتوضّع في الوجه واليدين بشكلٍ خاص.

كيف يتمُّ تدبير حالات ما قبل الانسمام الحملي؟

يعتمد تدبير الحالات على الاستشفاء، وفحص الأم والجنين بدقة حيث يجب بدايةً تحديد شدة الانسمام الحملي، وإجراء تحاليل مخبرية شاملة للأم، وتقييم وضع الجنين بإجراء اختبار اللا شدّة (Non stress test (NST)) أو إجراء الصيغة الفيزيوحيوية (Biophysical profile (BPP))، وإجراء تصويرٍ بالأمواج فوق الصوتية، ويجب مراقبة الأم والجنين بشكلٍ مستمر ودقيق لملاحظة وجود تطوّر الأعراض شديدة. [4]

كيف يتمُّ علاج الحالات الشديدة مما قبل الانسمام الحملي؟

إن أهداف العلاج في الحالات الشديدة هي: [4]

1- ضبط التوتر الشرياني.

2- الوقاية من الاختلاجات.

3- إنهاء الحمل.

4- يتمُّ ضبط التوتُّر الشرياني باستعمال الأدوية الخافضة للضغط، وأهمّها: هيدرالازين (Hydralazine)، لابيتالول (Labetalol)، نيفيديبين (Nifedipine).

5- تتمُّ الوقاية من الاختلاجات بإعطاء سلفات المغنزيوم بدايةً يُعطى 4 إلى 6 غ تسريب وريدي خلال 20 إلى 30 دقيقة ثم يُعطى 2غ كل ساعة خلال أول 24 ساعة.

ما هو الوقت الأفضل للولادة في حالات مقدمة الانسمام الحملي؟

في الحالات المستقرة والمضبوطة يُفضّل الانتظار حتى الأسبوع 37 من الحمل بينما تفضّل الولادة مباشرةً في حال: [4]

1- حدوث اختلاجات.

2- تطور تخثُّرٍ منتشرٍ داخل الأوعية DIC، أو قصورٌ كلويٌّ حاد.

3- تطوّر وذمة رئة.

4- انفكاك المشيمة.

5- ألم الجنين.

ما هي مضاعفات مقدمة الانسمام الحملي على الجنين؟

أهم المضاعفات التي تحدث عند الجنين: [5]

1- الخداجة.

2- موت الجنين داخل الرحم.

3- تأخر نموُّ الجنين داخل الرحم، وهو أشيع في حالات ارتفاع التوتُّر الشرياني المزمن.

ما هي مضاعفات مقدمة الانسمام الحملي على الأم؟

1- انفكاك المشيمة قد يُسبّب نزفاً شديداً يؤدي إلى وفاة الأم والجنين.

2- متلازمة هيلب (HELLP) تشمل (فقر دمٍ انحلالي، ارتفاع خمائر الكبد، قلة الصفيحات)، وتحدث عند 10 إلى 20 بالمئة من حالات ما قبل الانسمام الشديد.

3- الإرجاج وهي نوبٌ اختلاجيةٌ مُعمّمة تشبه نوب الصرع تتناوب مع فترات من السُّبات.

4- قد يتطور إلى قصورٍ كلوي حاد وقصور قلب.

5- قد يؤدي النزف الشديد إلى حدوث التخثُّر المنتشر داخل الأوعية DIC وقصور أعضاءٍ متعدد. [5]

هل هناك خطرٌ لتكرار مقدمة الانسمام في الحمول اللاحقة؟

بالطبع تزداد احتمالية حدوث ما قبل الانسمام الحملي في الحمول اللاحقة، ويبلغ خطر تكراره 20 بالمئة، وهناك أيضاً زيادةٌ في خطر تطوُّر ارتفاع توترٍ شرياني مزمن، وأمراض قلبية وعائية لاحقاً.

كيف يمكن الوقاية من مقدمة الانسمام الحملي؟

قد يساعد في الوقاية من تكرار ما قبل الانسمام الحملي: [3]

1- إعطاء أسبرين بجرعةٍ منخفضةٍ يومية في الحمول اللاحقة بدءاً من الأسبوع الثاني عشر.

2- الالتزام بالتمارين الرياضية، والنظام الغذائي الصحي الغني بالخضراوات.

3- أظهرت بعض الدراسات أن إعطاء مُكمّلات الكالسيوم يمكن أن ينقص من خطر تطوُّر الانسمام الحملي.

المراجع البحثية

1- Gestational hypertension: Causes, symptoms & treatment. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved June 22, 2023

2- Pre-eclampsia – causes. (n.d.). Nhs.uk. Retrieved June 22, 2023

3- Cunningham, F. G., Leveno, K., & Bloom, S. (2018). Hypertensive Disorders. (n.d.). McGraw Hill Medical. Retrieved June 22, 2023

4- Preeclampsia. (2022, April 15). Mayoclinic.org. Retrieved June 22, 2023

5- Karrar, S. A. (2023, February 13). Preeclampsia . StatPearls – NCBI Bookshelf.Retrieved June 22, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.