Skip links
فتاة صغيرة تشعر بالخجل وتقوم بحضن قدم رجل يقف بجانبها ويقوم هو بوضع يده على ظهرها

قلق الانفصال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هو حالةٌ طبيعيةٌ تمرُّ في فترةٍ من حياة كل إنسان، سواءً أكان صغيراً، كبيراً، أو مراهقاً، ولكن أغلب الأطفال يتخلصون منها في عمر الثلاث سنوات وما فوق، ولكن إذا استمرت لمرحلة ما قبل المدرسة، فإن ذلك يعدُّ مشكلةً وغير طبيعي، ويُسمّى عندها اضطراب قلق الانفصال. [1]

ما هو الفرق بين قلق الانفصال عند الأطفال وعند الكبار؟

في عمر 8 سنوات يبدأ قلق الانفصال بالظهور عند الأطفال، وغالباً المشاعر في هذه المرحلة تتداخل بين الخوف والإحباط، والخجل من مواجهة الأشخاص ضمن محيط بيئتهم، إضافةً إلى تعلقهم الكبير بوالديهم الأمر الذي ينجم عنه إحساسهم بعدم الأمان عند مغادرتهم.

وقلق الانفصال أكثر شيوعاً في عمر السنتين عند الأطفال أما عند الكبار، فالاختلاف الرئيسي هو نوعية الشخص المحبوب والمقرب كثيراً بحيث يشعر الكبار بقلق الانفصال عن الأصدقاء، أو الحبيب، إما زوج، أو شخصٍ مُفضّل، ومن الممكن دخولهم في حالة صدمةٍ واكتئاب. [2]

ما الفرق بين قلق الانفصال واضطراب قلق الانفصال؟

قلق الانفصال هو جزءٌ لا يتجزأ من نمو الطفل الرئيسي، حيث ينفصل عن والديه، ويذهب للحضانة، ويتأقلم بشكلٍ عفوي، ولابدَّ من المعاناة قليلاً في الفترات الأولى من بكائه، وصعوبة إرضائه، ولكن سرعان ما تزول هذه الأزمة.

أما بالنسبة لاضطراب قلق الانفصال، فهو خوفٌ شديدٌ من الانفصال عن الوالدين، وعدم القدرة على تركهم أبداً، ولا يتوقف الأمر عند الخوف، فمن الممكن أن يتزايد لإلحاق الأذى بنفسه أو البكاء حتى الاختناق، ويصبح قلق الانفصال اضطراباً عندما يؤثر على السلوك الذي يجب على الطفل أن يقوم به، ولا يستطيع رغم أنه في العمر المناسب للقيام به. [2]

ما هي أسباب قلق الانفصال؟

1- العوامل البيولوجية

الدماغ يحتوي على ناقلاتٍ عصبيةٍ تتضمن مواد كيميائية، وهذه النواقل ترسل أوامر ذهابٍ وإيابٍ للتحكُّم في إحساس الشخص، ويعدُّ هرمون السيروتونين والدوبامين من الناقلات المهمّة التي يمكن أن تؤدي للقلق في حال الخروج عن السّيطرة.

2- التاريخ العائلي

قد يرث الطّفل عن أحد والديه لون البشرة، وكذلك من المُحتمل أن يرث القلق من أحدهما، ومن الممكن أن يساهم الوالدين في نقل القلق لأطفالهم من خلال طريقة استجابتهم للمشكلة، على سبيل المثال: أن يسمح الوالدين للطفل بإهمال دراسته، واللعب مع أفراد الحي، وهذا ما يُسبّب قلق الطفل، وخوفه من معلميه، ومن الرّسوب في الاختبارات أيضاً.

3- العوامل البيئية المحيطة

قد تؤدي تجارب الحياة الفاشلة، مثل: الطلاق، أو مرض أحد الوالدين، أو وفاة أحد أفراد العائلة إلى ظهور وانتشار قلق الانفصال. [3]

ما هي أعراض قلق الانفصال عند الأطفال؟

1- الخوف من أي ردّة فعلٍ تحدث من شخصٍ مقرّبٍ منه وعزيزٍ عليه، فالتوتر والخوف أكثر صفتين شيوعاً عند الطفل المصاب بقلق الانفصال، على سبيل المثال: قد يشعر الطفل بالقلق عند مرض أحد والديه أو أخوته.

2- رفض الطفل الذهاب للمدرسة: قد يعاني الطفل المصاب بقلق الانفصال من الخوف دون وجود سببٍ أو مبرر من الذهاب للمدرسة، ويحاول فعل أي شيءٍ حيال عدم ذهابه للمدرسة.

3- عدم قدرته على النوم بشكلٍ طبيعي: الطفل المصاب يسيطر عليه الخوف من النّوم لوحده، ويحتاج لوجود أحد والديه بجانيه، وغالباً ما يعاني من الأرق، لذلك يُفضّل عرض هذه الأمر على طبيبٍ مختصٍّ لمساعدته على تجاوز الأمر.

4- الإصابة بمرضٍ في الجسم: كالشعور بألم في الرأس، مثل: الصداع، أو آلام في المعدة أثناء وقت الانفصال أو قبله بزمنٍ قصير، ومن الممكن أن يشعر الطفل بالمرض أو فقدانه الشّهية لتناول الطّعام، وهذا متعلّقٌ بالمزاج، والحالة النفسية أيضاً.

5- القلق من حدوث شيءٍ صادمٍ يؤدي للانفصال الأبدي: مخاوف الطفل الكثيرة لمجرد انفصال الوالدين عنه، حيث يمتلئ ذهنه بالأفكار الكارثية، مثل: الضياع، أو التعرُّض لحادثٍ، أو التّعرض للاختطاف. [4]

كيف يتمُّ تشخيص قلق الانفصال؟

عند تشخيصه لابدَّ أن يتطلب وجود أعراضٍ تتجاوز الطّبيعية، والتي يلاحظها الوالدين أو الأخصائي النفسي، ويجب أن تتعدى الأربعة أسابيع بشكلٍ تقريبي. [5]

كيف يتمُّ علاج قلق الانفصال؟

1- العلاج بالتكلم والتفريغ النفسي

هذا ما يجعل الطفل يشعر بالأمان تجاه الشخص الذي ينصت إليه، لأنه يفهم معاناته، ويوجهه نحو السلوك الصحيح، ويخفف عنه القلق، فالعلاج بالكلام يوفر الحضن الآمن لمخاوف الطفل.

2- العلاج باللعب

استخدام العلاج الجماعي أمرٌ في غاية الأهمية لكي يتأقلم الطفل مع الحياة الاجتماعية، مما يزيل عنه القلق عندما يرى أصدقائه، ويشاركهم الهوايات، ويُعبر عن شعوره بالسعادة.

3- الاستشارة التربوية المدرسية

من واجب المرشد النفسي أن يتابع هذا الأمر عند الطفل، ويُعرّف الطفل على المطالب الاجتماعية، والسلوكية، والأكاديمية للمدرسة.

4- تقديم الدعم والمشورة للأسرة

من الجيد تقديم التوجيه والإرشاد للأسرة لكي تتعرف على كيفية معاملة الطفل، ومساعدته على مواجهة أفكاره والتعبير عنها، وتفريغها من ذهنه، لأنها مصدر القلق عنده، وأيضاً يمكن لأحد الوالدين أن يُعزّز مهارة التأقلم عند طفله، وجعله يتعرف على نفسه، والصعوبات التي يعاني منها، والتعامل معها باستراتيجية التأقلم، والتقبل، وتجاوزها بشكلٍ طبيعي.

5- العلاج بالأدوية

يمكن استخدام الدواء في الحالات الشديدة لمعالجة قلق الانفصال، ويفضل استخدام الأدوية مع علاجاتٍ نفسيةٍ أخرى. [4]

المراجع البحثية

1- Anxiety disorders – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2018, May 4). Mayo Clinic. Retrieved October 25, 2023 

2- Professional, C. C. M. (n.d.-e). Anxiety disorders. Cleveland Clinic.  Retrieved October 25, 2023 

3- Separation Anxiety Disorder | Boston Children’s Hospital. (n.d.).  Retrieved October 25, 2023 

4- Robinson, L. (2023, October 11). Separation anxiety and separation anxiety disorder. HelpGuide.org.  Retrieved October 25, 2023 

5- Johnson, S. (2018, September 17). Separation anxiety disorder. Healthline. Retrieved October 25, 2023   

This website uses cookies to improve your web experience.