Skip links
رسم توضيحي لموضع الكليتين بجانبي العمود الفقري

فيزيولوجيا الكلية

الرئيسية » المقالات » الطب » فيزيولوجيا الكلية

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

فيزيولوجيا الكلية (Kidney) هي آليةٌ معقدةٌ يشارك فيها العديد من المكونات في سبيل تشكيل البول، والتخلص من سموم الجسم، لذلك تعدُّ الكلية من الأعضاء التي لا يستطيع الإنسان العيش بدونها، لكنه يستطيع البقاء على قيد الحياة مع كليةٍ واحدةٍ سليمة إذا تمّ استئصال الأخرى أو أصيبت بقصور وظيفي أثر على أدائها.

تشريح الكلية

يحوي جسم الإنسان على كليتين تشبهان بالشكل حبة الفاصولياء، وتقعان خلف البريتوان على جانبي العمود الفقري في الناحية القطنية ابتداءً من مستوى الفقرة الصدرية الثانية عشر T12 حتى الفقرة القطنية الثالثة L3، ويقع على الكليتين مباشرةً الغدتان الكظريتان (Suprarenal Glands)، ويكون توضُّع الكلية اليمنى أخفض من اليسرى بسبب وجود الكبد فوقها، ويحيط بالكلية مجموعةٌ من الوريقات والشحم، وهي بالترتيب من المحيط إلى الداخل:

1- الشحم خارج الكلية (Pararenal fat).

2- اللفافة الكلوية (Renal Fascia) أو لفافة جيروتا (Gerota’s fascia) التي تحيط بالكلية والغدة الكظرية معاً.

3- الشحم حول الكلية (Perirenal Fat).

4- المحفظة الكلوية (Renal Capsule) التي تلتصق بشدة بقشر الكلية.

وعند أخذ مقطعٍ طولي في الكلية تظهر منطقتان مختلفتان في اللون والبنى، وهما القشر (Cortex) في المحيط، واللب (Medulla)، فيدخل القشر باتجاه اللب مشكلاً أشكالاً مثلثيةً تُدعى الأهرامات الكلوية (Renal Pyramids) التي تتجه قمتها نحو الأسفل، حيث تسمّى الحليمة الكلوية (Renal Papilla) ثم تتصل هذه الأهرامات ببنىً تُدعى الكؤوس الصغيرة (Minor Calyx)، فتجتمع عدة كؤوسٍ صغيرةٍ لتعطي الكؤوس الكبيرة (Major Calyx) منتهيةً بالحويضة الكلوية (Renal Pelvis) التي تنقل البول من الكلية إلى الحالب (Ureter) فالمثانة.

التروية الشريانية

تبدأ من الشريان الكلوي (Renal Artery) القادم من الأبهر البطني، وينقسم إلى فرعين: أمامي يروي حوالي ثلاثة أرباع التروية الكلوية، والخلفي الذي يقدم حوالي ربع التروية الكلوية. وتنقسم الشرايين إلى شرايين قطعية (Segmental Arteries) ثم ينقسم كل شريانٍ قطعي إلى شرايين بين فصيّة (Interlobar Arteries) التي تدخل في المسافة بين كل هرمين كلويين، وبعدها تعطي الشرايين القوسية (Arcuate Arteries)، وأخيراً تعطي الشرينات الواردة، وهي أصغر الفروع (Afferent Arterioles). [1] [2]

ممّ يتكون النفرون؟

النفرون (Nephrons) هو الوحدة الأساسية الموجودة في الكلية، ويوجد حوالي مليون نفرون في كل كليةٍ سليمة، وهو عبارة عن أنبوبٍ رفيعٍ طوله حوالي أربعين ميلي متر، حيث يتسع في مكانٍ معين، ويصبح جداره مؤلفاً من طبقتين، لتشكل محفظةً تدعى محفظة بومان (Bowman’s Capsule)، إذ تدخل شبكةٌ من الشعيرات الدموية المتفرعة من الشرين الوارد على شكل كبيبةٍ كلوية، فتتحدُّ هذه الكبيبة مع محفظة بومان، لتشكل جسيماً يدعى جسيم مالبيكي (Malpighian Body).

بعد تشكل جسيم مالبيكي يتضيق أنبوب النفرون مجدداً ليشكل الأنبوب المعوج القريب (Proximal convoluted tubule) الذي ينزل من القشر إلى الأهرام الكلوية مشكلاً حرف U، ويدعى عندها بعروة هانلة (Loop of Henle)، ولها ذراعان واحدةٌ قصيرة والأخرى طويلة، وبعدها يعود إلى القشر مشكلاً الأنبوب المعوج البعيد (Distal convoluted tubule)، وبعدها يصبُّ في القناة الجامعة (Collecting duct). [3]

تفصيل فيزيولوجيا عمل الكلية

تعتمد الكلية في عملها على النفرونات الموجودة وأجزائها، فالوظيفة الأساسية للكلية هي تخليص الدم من السُّموم، والسوائل، والأدوية الزائدة، وطرحها مع البول، كما تحافظ على نسبة الشوارد والمكونات اللازمة للجسم عبر إعادة امتصاصها.

تبدأ العملية بمرور الدم إلى الكبيبة الكلوية ومحفظة بومان عبر الشرين الوارد، حيث تلعب عدة عوامل في تحقيق ارتشاحٍ جيدٍ للدم، مثل: بنية جدار شبكة الأوعية التي تشكل الكبيبة الكلوية، وتتمثل بنية الجدار بالبطانة الوعائية مع وجود مسافةٍ بين خلايا الجدار، للسماح بمرور الجزيئات الصغيرة عبرها.

وصولاً إلى الغشاء القاعدي نصف النفوذ الذي يفصل بين الكبيبة ومحفظة بومان، فتعبر بعض المواد، مثل: الشوارد، والغلوكوز، والبروتينات صغيرة الحجم، والأحماض الأمينية من الدم إلى محفظة بومان دون السماح بعبور الجزيئات كبيرة الحجم، كالبروتينات المؤلفة من عدة أحماضٍ أمينية، وذلك بسب تشكل محفظة بومان من خلايا أنبوبية أو ظهارية (Epithelial cells)، وخلايا قدميه (Podocytes)، وسمّيت بذلك، لأنها تشبه القدم، وتكون هذه الخلايا محيطةً بالخلايا البطانية الموجودة في الكبيبة الكلوية، لسهولة نقل المواد والسوائل بين الدم وجهاز الإطراح.

بعد عبور الرشاحة إلى محفظة بومان تتجه إلى الأنبوب المعوج القريب، وهو القسم الثاني من النفرون، حيث تكون وظيفة الأنابيب إعادة امتصاص المواد الهامة للجسم بشكلٍ أساسي، فيتمُّ امتصاص 65 بالمئة من المواد في الأنبوب المعوج القريب، وأهمّها الصوديوم مع الماء، والكلور، والغلوكوز، وأيضاً الحموض الأمينية، وبعد المرور من الأنبوب المعوج القريب يتمُّ في الذراع النازلة لعروة هانلة الموجودة في لبّ الكلية إعادة امتصاص كميةٍ جيدة من الماء، ويتمُّ امتصاص الشوارد المتبقية، مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم، والكلور من الذراع الصاعدة لعروة هانلة الموجودة في اللبّ أيضاً لتعديل نسبة الشوارد والماء فيها.

بعد المرور من عروة هانلة في لبّ الكلية تصل الرشاحة إلى الأنبوب المعوج البعيد الذي له دورٌ بسيطٌ في إعادة امتصاص الشوارد المتبقية، ويلقي بالرشاحة إلى القناة الجامعة التي تجمع الرشاحة من عدة نفرونات عبر الأنابيب المعوجة البعيدة.

أما المواد الهامة التي أُعيد امتصاصها، فتتمُّ عودتها إلى الدم عبر الشعيرات الدموية المتفرعة من الشرين الصادر من الكبيبة الكلوية، وبهذا يكون البول قد تشكل مع المحافظة على مستويات عناصر الدم في الكلى السليمة، وتوجد للكلية وظائف أخرى مهمة، مثل: الحفاظ على ضغط الدم عبر جهازٍ موجودٍ في الأنبوب المعوج البعيد عبر آليةٍ فيزيولوجيةٍ أخرى، بالإضافة لوظيفتها الأساسية في تصفية الدم، لذلك يجب المحافظة على صحة الكلى، والوقاية من أمراضها. [4] [5] [6]

المراجع البحثية

1- TeachMeAnatomy. (2022, December 19). The Kidneys – Position – Structure – Vasculature – TeachMeAnatomy. Retrieved December 16, 2023

2- Thomas, L. (2018, October 24). Anatomy of the kidney. News-medical.net. Retrieved December 16, 2023

3- The Editors of Encyclopedia Britannica. (2023). nephron. In Encyclopedia Britannica. Retrieved December 16, 2023

4- Dalal, R., Bruss, Z. S., & Sehdev, J. S. (2023). Physiology, renal blood flow and filtration. StatPearls Publishing. Retrieved December 16, 2023

5- Countercurrent multiplication in the kidney. (2014, May 6) .Retrieved December 16, 2023

6- Formation of Urine – Nephron Function, Animation. (2020, October 7). Retrieved December 16, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.