Skip links
امرأة شعرها قصير بني اللون تجلس على كرسي قرب نافذة وتضع إحدى يديها على وجهها

فوبيا الألوان – الأسباب، الأعراض وكيفية التعامل معها

الرئيسية » الصحة النفسية » الرهاب » فوبيا الألوان – الأسباب، الأعراض وكيفية التعامل معها

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي فوبيا الألوان؟

هي الخوف الشديد من التعرض للألوان، حيث توجد فئةٌ من الأشخاص يعانون من رهاب النظر إلى لونٍ واحدٍ أو لونين فقط، والفئة الأخرى لديها فوبيا من الألوان جميعها أو قد تكون لديهم درجات عالية من الحساسية تجاه الألوان الزاهية والغامقة.

ومن الممكن أن يواجهوا انزعاجاً شديداً ونوبات غضب عندما يرون لوناً يثير قلقهم، حيث يتعرقون كثيراً، ويصبح لديهم انقطاعٌ تدريجيٌّ في التنفس، مما يدفع المصاب إلى أن يبقى في حالة انعزالٍ تامٍّ عن جميع المؤثرات التي تدفعه لذلك. [1]

ما هي الحالات التي تتضمنها فوبيا الألوان المحددة؟

يشمل رهاب الألوان عدة محاور متنوعة نذكر منها ما يلي: [2]

1- رهاب الكريسوفوبيا: ويعني الخوف من اللون الذهبي أو البرتقالي.

2- رودوفوبيا: الخوف من اللون الوردي.

3- سيانوفوبيا: الخوف من جميع مشتقات اللون الأزرق، والسماوي أو النيلي.

4- براسينوفوبيا: الخوف من اللون الأخضر الحشيشي.

5- الميلانوفوبيا: الخوف الشديد من اللون الأسود.

6- رهاب الأبيض: الخوف من اللون الأبيض لأنه لون الكفن.

7- كاستانوفوبيا: الخوف من اللون البني الغامق.

8- الخوف من اللون الأصفر.

ما هي أشكال فوبيا الألوان؟

1- رهاب أحادي اللون

وهذه الحالة تتضمن الخوف من عددٍ محدّدٍ من الألوان أو لونٍ واحدٍ فقط، وقد يخاف بعض المصابين به من الألوان الداكنة، لأنها تبعث الحزن بنظرهم، والألوان الزاهية أيضاً، لأنها تعتبر مصدراً للإزعاج، والنظر إليها غير مريح أبداً.

2- رهاب الطيف

والمقصود به الكراهية الشديدة، والخوف من النظر إلى قوس قزح وألوانه، وظلاله أيضاً، فيعاني المصابون به من ذعر وخوف بمجرد رؤيتهم لألوانه، لأنهم يعتقدون أن قوس قزح له خصائص غير محببة تدعو إلى القلق والخوف من المجهول القادم، فتسيطر عليهم مشاعر متنوعة من عدم الارتياح، ويفضلون البقاء في الظلام لساعاتٍ معينة فقط ليتخلصوا مما شاهدوه.

3- رهاب اللون الأحمر

وهو رهاب لوني محدّد يعاني المصاب به من كره وتوتر كبير تجاه رؤيته للّون الأحمر، لأنه في نظره يدل على الخطر ولون الدم، وكأنه يشعر أن الموت قادمٌ إليه، وتصيب الفرد حالةٌ من ارتفاع الضغط أو الدخول بغيبوبة قد تكون لبضع دقائق أو ساعات.

4-  رهاب اللون الأصفر

وهو اضطرابٌ يوجه به الفرد كرهه للون الأصفر لأنه يحمل معنى الذبول، والتعب، والتشاؤم، وانعدام الأمان، والذكريات السيئة، وبمجرد رؤيته لهذا اللون تنتابه هذه الأحاسيس كلها. [3]

ما هي أسباب فوبيا الألوان؟

1- المعاناة من تجارب سيئة وحوادث صادمة

حيث يتمّ ربط الأحداث المؤلمة برهاب الألوان، على سبيل المثال: قد يربط الشخص ذكرى تعرضه لحادثٍ بأنه كان يرتدي معطفه الأحمر أو ذكرى وفاة شخصٍ مقرب إليه بأنه كان يرتدي قميصاً أصفر، فاللون له دورٌ كبيرٌ في ربط الحدث مع المشاعر التي تنتابه.

2- تجارب الطفولة وعوامل النمو

من الممكن أن تؤثر معاناة الطفل وتجاربه السلبية على نموه وتحديداته الشخصية من ناحية ما يكره، وما يحب، ومن ضمن ذلك قد تكون الأمور السلبية أو الأحداث غير المرغوب بها عنصراً فعّالاً بذلك، فعلى سبيل المثال: يمكن أن يكره الطفل لوناً محدداً عندما يتقدم في العمر، وذلك إذا ما تمّ ربطه بالعقاب أو المعاناة التي مر بها.

3- التأثيرات الاجتماعية والوراثية

حيث يمكن أن تتأثر خلفيات اللون واتجاهاته بالقيم والعادات الثقافية والاجتماعية لبعض البلدان، فقد يتمُّ ربط بعض الألوان برموزٍ معينة محببة، والبعض الآخر برموزٍ مكروهة وعنصرية، ويمنع التداول بها، مما يؤدي إلى خلق انحيازٍ متنوعٍ واستجاباتٍ مختلفةٍ لتلك الألوان.

4- العوامل البيئية والمستفادة

يمكن أن تلعب العوامل البيئية المختلفة دوراً في رهاب الألوان، فعلى سبيل المثال: التعرض لمحفّزات ألوانٍ مثيرةٍ للاشمئزاز، أو تناول نوع طعامٍ، أو بهار يدعو للقرف، فكل ذلك من شأنه خلق رهاب الألوان، كأن يقول الفرد لأحد أصدقائه لا تذكرني باللون الأخضر لأنني كنت قد تناولت مؤخراً سلطة خضار طعمها غير لذيذ، وتسمّمت معدتي بعد ذلك، وأنا أكره كل مشتقات هذا اللون. [4]

ما هو تشخيص فوبيا الألوان؟

يقدم الأخصائي النفسي مجموعةً من الأعراض التي تشخص الإصابة برهاب الألوان، ومنها: [4]

1- المعاناة من القلق الشديد أو نوبات من الصرع والهلع التي تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل.

2- بذل جهدٍ كبيرٍ لتجاوز الحدث المؤلم، والذي كان سبباً في الضيق والاكتئاب.

3- يسبّب رهاب الألوان تأثيراتٍ سلبية على حياة الفرد، ويلحق الضرر بها، وبالعلاقات المحيطة.

ما هو علاج فوبيا الألوان؟

هنالك أنواع متعددة من العلاجات المُتّبعة مع مصابي رهاب الألوان، ومنها: [5]

1- العلاج المعرفي السلوكي

وهو النوع المفضل من العلاجات، حيث يوفر لنا القدرة على تغيير نظرات التشاؤم والحزن تجاه بعض المعتقدات الشائعة، ويساعد في تنظيم العواطف، وتحديد آلية عملها، وكيفية صياغة الأفكار الإيجابية، وتطويرها بما يحقق مصلحة المصاب، والابتعاد عن مصادر الأفكار الخاطئة، مما يفيد في التغلب على المخاوف، وهو يندرج تحت فئة العلاج النفسي الذي يسمح للفرد أن يتحدث عن مشاعره، بالتالي التعاون مع المعالج لإيجاد استراتيجياتٍ تمكنه من مواجهة الاضطراب.

2- العلاج بالتعرض

يستخدم هذا العلاج مع المصاب لمساعدته في التغلب على قلقه، حيث يتمكن الأخصائي من خلال التعرض التدريجي أن يساعد المريض على الاسترخاء، ومنحه فسحةً من الأمان لممارسة تقنيات الاسترخاء، حيث من يتعلم الأشخاص بعدها كيفية إدارة مخاوفهم بشكلٍ صحي بما فيه تجنُّبهم للألوان المزعجة من دون أن يتسبّب ذلك في تعزيز قلقهم.

3- العلاج بالتنويم المغناطيسي

من أحد الخطط العلاجية المتوافرة، حيث يصبح المريض من خلال تجربة التنويم أكثر انفتاحاً، وتقبلاً للمؤثرات الخارجية بما في ذلك الأفكار والسيناريوهات الجديدة، ويمكن لجلسة التنويم أن تعزز ثقة الفرد بنفسه من خلال زرع تأكيداتٍ إيجابيةٍ في ذهن المريض، وهو في مرحلةٍ من اللاوعي، مما يلعب دوراً في تشجيع النظرة الإيجابية نحو الألوان جميعها، ويساهم في فك عقدة اللون والحدث المؤلم.

4- الأدوية

قد يوصي الطبيب النفسي باستخدام مضادات الاكتئاب والقلق، لأنها تساعد في علاج نوبات الهلع والغضب، وترفع من معنويات الفرد، وتزيد من فهمه لما يجري معه.

5- اتباع أنشطةٍ رياضية

تسيطر على هذه المخاوف، وممارسة تمارين التأمل، والتنفس العميق، وأيضاً يمكن الاستفادة من تمارين اليوغا، واليقظة العقلية في ضبط الانفعالات وتوجيهها بشكلٍ صحيحٍ نحو ما يستحق ذلك.

المراجع البحثية

1- Professional, C. C. M. (n.d.-k). Chromophobia (Fear of colors). Cleveland Clinic. Retrieved March 27, 2024

2- Lcsw-Bacs, K. G. (2024, January 18). Chromophobia (Fear of color): Meaning, symptoms, & causes. Choosing Therapy. Retrieved March 27, 2024

3- Menon, A. (2023, June 18). Chromophobia: The Fear of Colors. Amrita Menon – Medium. Medium. Retrieved March 27, 2024

4- Wisner, W. (2023, August 18). Xanthophobia (Fear of the color yellow): What you need to know. Verywell Mind. Retrieved March 27, 2024

5- Psychology, P. (2023, October 9). Fear of colors – chromophobia. Practical Psychology. Retrieved March 27, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.