Published in: أمراض

عوز فيتامين B12 عند الأطفال – أهميته، أسباب عوزه والعلاج

Author د. نور شرابه

Published on: 29 يونيو، 2023

د. نور شرابه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر عوز فيتامين B12 من الاضطرابات الخطيرة عند الأطفال، والتي قد تؤثر على حياة الطفل، وتطوره الروحي، والحركي، ومستواه الفكري، والمعرفي، والإدراكي، حيث إن نقص B12 عند الطفل قد يُسبّب تأخراً في النمو مع نوبٍ صرعية، وتأخر في الكلام، واللغة، ونقص في مستوى الذكاء، وقد تُعرِّض الطفل إلى أذيةٍ دماغيةٍ شديدة، وقد تكون دائمة.

التشخيص والعلاج الباكر يمكن أن يساهم في تحسن الأعراض السريرية عند الطفل، وتحقيق نمو طبيعي، ولكن التأخر في التشخيص والعلاج قد يُسبّب إعاقةً ذهنيةً وتأخر تطورٍ لغوي ومعرفي شديد، ويمكن أن تستمر هذه الأعراض حتى بعد العلاج. ^[1]

ما أهمية فيتامين B12 عند الأطفال؟

يُعتبر فيتامين B12 أو ما يُعرف بالكوبالامين (Cobalamin) من الفيتامينات المهمة جداً لنمو الأطفال وتطورهم العصبي، فهو ضروريٌّ لعمل الجهاز العصبي المركزي، وتشكيل كريات الدم الحمراء التي تقوم بنقل الأوكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، كما يلعب دوراً هاماً في تشكيل الحمض النووي، إضافةً إلى دوره في تطور الدماغ عند الرضع والأطفال الصغار.

الجسم لا يقوم بتصنيع فيتامين B12، وإنما يتمُّ الحصول عليه عن طريق الغذاء، وضمن المعدة يرتبط مع بروتين يُسمّى العامل الداخلي، ومن ثم ينتقل إلى الأمعاء حيث يتمُّ امتصاصه. كما أن الطفل يأخذ فيتامين B12 من الأم عن طريق المشيمة في أثناء الحياة الجنينية، ومع الحليب أثناء الرضاعة الطبيعية أيضاً، لذلك نقصه عند الأم سيؤثر على الطفل. ^{[2] [4]}

ما هي الأطعمة التي تحوي على فيتامين B12؟

يتواجد فيتامين B12 في الأغذية ذات المصدر الحيواني، أما الأغذية النباتية فتُعتبر مصدراً فقيراً بفيتامين B12، ويتواجد في الأطعمة التالية: ^[3]

1- اللحوم بما في ذلك اللحوم الحمراء والدواجن: وأكثر ما يوجد في كبد البقر، ولحم الضأن.

2- السمك: يُعتبر كل من سمك السلمون والسردين مصدراً غذائياً غنياً بفيتامين B12.

3 -منتجات الألبان والأجبان: مثل: الحليب، واللبن، والجبن.

4- حبوب الإفطار المُدعّمة بفيتامين B12.

5- البيض.

ما هي أسباب عوز فيتامين B12 عند الأطفال؟

قد يعود سبب عوز فيتامين B12 إلى نقص وارد الطفل منه، أو سوء امتصاصه، أو وجود اضطرابٍ في استقلابه، ويحدث ذلك عند: ^[4]

1- الأطفال الذين لا يتناولون كمياتٍ كافيةٍ من اللحوم، والأجبان، والبيض، وأكثر ما يحدث في البيئات الفقيرة اقتصادياً غير القادرة على تأمين ما يكفي من التغذية للطفل.

2- كما قد يحدث عند الأطفال النباتيين الذين لا يتناولون المنتجات ذات المصدر الحيواني مطلقاً.

3- قد يحدث نقص فيتامين B12للطفل أثناء الحياة الجنينية، والإرضاع الوالدي، فالأم النباتية أو التي تتناول كمياتٍ قليلة من اللحوم سوف يتأثر طفلها سلباً بذلك.

– نقص امتصاص فيتامين B12على مستوى الأمعاء ويحدث ذلك عند:

1 -نقص إفراز العامل الداخلي على مستوى المعدة، فهو ضروريٌّ لامتصاص B12، ونقصه سوف يؤدي إلى نقص امتصاص B12، وبالتالي حدوث العوز.

2- التهاب مخاطية المعدة المزمن.

4- استئصال جزءٍ من المعدة.

5- استئصال جزءٍ من الأمعاء أو الإصابة بلمفوما الأمعاء.

6- الإصابة بالاضطرابات الهضمية: كالإصابة بداء كرون الذي يؤثر على قدرة الأمعاء على الامتصاص.

7- الإصابة بفقر الدم الخبيث: وهو مرضٌ مناعيٌّ ذاتيٌّ يحدث فيه تشكل أضدادٍ تهاجم العامل الداخلي الموجود في المعدة، وتمنعه من القيام بدوره في المساعدة على امتصاص فيتامين B12.

– اضطراب استقلاب فيتامين B12، وقد يكون خلقياً منذ الولادة أو مُكتسباً، وهنا لا يستطيع الجسم الاستفادة من فيتامين B12.

ما هي أعراض عوز فيتامين B12 عند الأطفال؟

1- الأعراض العامة

1- شحوب في الجلد والأغشية المخاطية.

2- تقصُّف الشعر وتكسُّر الأظافر.

3- وهن وخمول مع الشعور بالإرهاق الشديد، وقلة النشاط والحركة.

4- التهاب اللسان مع ضمور في حُليمات اللسان.

5- قد يحدث قصور قلب خفيف الدرجة.

6- كما قد يحدث ضخامةٌ في الكبد والطحال.

7- ضعف في الشهية.

2- الأعراض الدموية

1- فقر دم كبير الكريات (أي تكون الكريات الحمراء أكبر من الحجم الطبيعي).

2- نقص كريات شامل أي ينقص عدد الكريات البيضاء، والحمراء، والصفيحات الدموية.

3- الأعراض العصبية والنفسية

1- نقص الانتباه، وضعف في الذاكرة، والتركيز.

2- اعتلال أعصاب محيطية مع إحساس بالخدر، والتنميل (كوخز الدبابيس).

3- ضعف في التوازن مع ترنح، وصعوبة في المشي، وضعف المُنعكسات العصبية.

4- وقد يحدث اضطراب في الوعي مع هلوسات.

5- اضطراب في المزاج مع هياج، وقلق، أو اكتئاب.

6- تأخر تطورٍ روحي حركي عند الطفل، مثل: تأخر في الجلوس، والزحف، والمشي.

7- اضطرابٌ في الرؤية.

4- الأعراض الهضمية

مثل: إسهال، أو إمساك، أو إقياء. ^[5]

ما تأثير إصابة الأم بعوز فيتامين B12 أثناء الحمل والإرضاع على الطفل؟

في حال كانت الأم نباتية أو تأخذ وارداً قليلاً من المنتجات الحيوانية قبل وأثناء الحمل والإرضاع، فقد يحدث عند الطفل الاضطرابات التالية: ^[6]

1- عيوبٌ في تشكيل الأنبوب العصبي عند الطفل أي تحدث تشوُّهاتٌ خلقيةٌ على مستوى الدماغ والنخاع الشوكي.

2- تأخر نمو الجنين ضمن الرحم، وانخفاض وزن الطفل عند الولادة.

3- اضطرابات سمعية وبصرية عند الطفل.

4- تأخر التطور الروحي والحركي عند الطفل.

5- زيادة المقاومة على الأنسولين مما يؤهب لحدوث البدانة والسكري من النمط الثاني لاحقاً.

6- في حال عدم العلاج قد يتطور الاضطراب عند الطفل إلى اضطرابات عصبية، ونفسية، وسلوكية شديدة، وقد تصبح غير قابلة للتراجع والشفاء.

كيف يتمُّ تشخيص عوز فيتامين B12 عند الأطفال؟

1- يتمُّ إجراء تعداد الدم الكامل (CBC) (Complete Blood Count):

حيث يبين عدد كريات الدم الحمراء، والبيضاء، وعدد الصفيحات الدموية.

2- يتمُّ قياس مستوى الخضاب Hgb) (Hemoglobin)):

وحجم الكريات الحمراء MCV) (Mean Corpuscular Volum)).

3- يتمُّ إجراء تحليل اللُّطاخة (المسحة) الدموية:

حيث يتمُّ أخذ عينةٍ من الدم، وتوضع تحت المجهر لمعرفة شكل عناصر الدم إذا كانت طبيعيةً أم لا.

4- يتمُّ إجراء تحليل لقياس مستوى B12 في الدم:

حيث يكون مستواه ناقصاً في الدم.

5- في بعض الحالات قد يتمُّ اللجوء إلى بزل النقي:

يتمُّ إدخال إبرةٍ مجوفةٍ عن طريق الجلد إلى العظم، ومن ثم إلى نقي العظم حيث يتمُّ أخذ عينةٍ منه، وفحصها بحثاً عن خلايا غير طبيعية. ^[7]

كيف يتمُّ علاج عوز فيتامين B12 عند الأطفال؟

1- إعطاء الأطعمة التي تحتوي على فيتامين B12 للطفل، كاللحوم، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان، والأجبان.

2- إعطاء المُكمّلات الغذائية التي تحتوي على فيتامين B12 للأطفال النباتيين، وأيضاً حبوب الإفطار المُدعّمة بفيتامين B12.

3- في حال النقص الشديد، أو وجود أعراضٍ عصبية، أو وجود سوء امتصاص عند الطفل يتمُّ إعطاء فيتامين B12 عن طريق الحقن العضلي. ^[8]