عسر الهضم – الأعراض، الأسباب وطرق العلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
عسر الهضم (Dyspepsia) هو عبارةٌ عن عرضٍ هضمي مزعج يتظاهر دون وجود أي سببٍ تشريحي عضوي، ويسمّى حينها بعسر الهضم الوظيفي، وله أسباب بيئية عديدة، وتقترح الدراسات وجود سببٍ وراثي، ويتواجد لدى الأشخاص المصابين بالجزر المعدي المريئي، وبعض الحالات الأخرى، وأغلب المرضى من فئة الشباب، وتشيع الحالة لدى الإناث أكثر من الذكور، وعلاجها يعتمد على تغيير العادات الصحية، وتناول بعض الأدوية في الحالات المُعنّدة والمُزمنة.
يُعتبر عسر الهضم من المشاكل الشائعة التي تصيب عشرين بالمئة من سكان العالم، يُشخّص عسر الهضم الوظيفي بعد نفي الأسباب العضوية الأخرى بإجراء الاستقصاءات المناسبة، مثل: تصوير البطن بالأمواج فوق الصوتية، وإجراء التحاليل المخبرية المناسبة، والتحقُّق من صحتها. [1]
أعراض عسر الهضم
إن أهمّ الأعراض التي يعاني منها مريض عسر الهضم هي الألم البطني المُعمّم، وأحياناً يكون الألم مُتوضّعاً في الناحية الشرسوفية، وتطبُّل البطن بسبب تجمُّع الغازات في جوف البطن، والشعور بالتُخمة بعد تناول الطعام، وخاصةً بعد تناول الوجبات الدسمة أو الاستلقاء، والنوم بعد تناول الوجبة مباشرة، بالإضافة إلى الإحساس بالشّبع المبكر نتيجة تشنّج عضلات جدار المعدة، إضافةً إلى الغثيان والإقياء.
ويعاني المرضى في بعض الأحيان من الإمساك المزمن، وتغيّر عادات التغوط بدون وجود أي أعراض أو علامات خطيرة، مثل: النزف الهضمي العلوي، أو السفلي واليرقان، أو وجود كتلٍ مَجسوسة في منطقة البطن التي قد تدل على ضخامة الكبد، أو الطحال، أو تكون مجرد كتلٍ برازية. [1] [2]
ما هي أسباب عسر الهضم؟
ينقسم عسر الهضم إلى وظيفي وعضوي، وينتج النوع الوظيفي عن العادات السيئة، والإجهاد، والقلق المستمر، والتوتر النفسي، لذلك تُعدُّ ساعات العمل الطويلة، وقلة ساعات الراحة من أهمّ الأسباب لعسر الهضم الوظيفي. أما عسر الهضم العضوي، فهو ناتج عن أمراض هضمية مزمنة.
مثل: الجزر المعدي المريئي التي تسبّب ألماً صدرياً بسبب ارتخاء المعصرة المريئية السفلية أو قد يظهر عسر الهضم لدى المرضى المصابين بجرثومة الملتوية البوابية (هيليكوباكتر)، وما ينتج عنها من القرحة الهضمية، وسرطان المعدة، ولدى مرضى متلازمة الأمعاء الهيوجة IBS، والتهاب المعدة والأمعاء أو التهاب المرارة، وطيفٌ واسعٌ من الأمراض الهضمية الأخرى.
كما يزداد احتمال عسر الهضم لدى النساء الحوامل، خاصةً في الثلث الأخير من الحمل، وذلك بسبب زيادة إفراز حمض كلور الماء من جدار المعدة، وزيادة الضغط داخل البطن، وكل هذه العوامل تؤهّب للإصابة بالجزر المعدي المريئي، وبالتالي عسر الهضم. [1] [3]
ما هي الاستقصاءات المُساعدة في تشخيص عسر الهضم؟
إن عسر الهضم عرض سريري بالمرتبة الأولى أي لا يحتاج إلى كثيرٍ من الاستقصاءات، إذ يبدأ الطبيب بأخذ القصة المرضية بالتفصيل، وفحص البطن الذي يكون طبيعياً في كثيرٍ من الأحيان، وبعدها تُطلب بعض الفحوصات المخبرية، مثل: تعداد الدم، والصيغة CBC، والبروتين سي، وسرعة التثفُّل في حال الشك بحالة التهابية أو يقوم بالفحوص التصويرية، مثل، إجراء الإيكو للبطن لكشف أي آفةٍ عضوية.
وعند الشك بوجود الجزر المعدي المريئي يطلب الطبيب بعض الفحوصات الخاصة، مثل: قياس حموضة المريء، وضغط مصرة المريء السفلية. أما في حال نفي الأمراض المُسبّبة لعسر الهضم نتيجة سلبية جميع الاختبارات المخبرية والشعاعية يتمُّ تشخيص عسر الهضم الوظيفي. [4]
كيف يُعالج عسر الهضم؟
تساهم العادات الصحية الغذائية والأدوية في تخفيف عسر الهضم أو الوقاية منه، ويبقى حجر الأساس في العلاج هو كشف السبب المُستبطن، وعلاجه بالأدوية المناسبة، لذلك سنذكر تباعاً أهمّ القواعد الصحية والأدوية التي يمكن أن تساعد المريض مع التنويه أن العلاج يختلف من مريضٍ لآخر.
وبالنسبة للأطعمة يجب الابتعاد أولاً عن الوجبات الدسمة والمقلية، مثل: البطاطا، والأطعمة الجاهزة، والتوابل الحارة، وكل ما يحرّض الأعراض لدى المريض، وقد تبين استفادة البعض من الابتعاد عن الحليب ومشتقاته، والمشروبات المُنبّهة الغنية بالكافيين والكحوليات.
بالإضافة إلى ذلك ينُصح بتناول كمياتٍ قليلةٍ من الطعام في الوجبة الواحدة، وتقسيم الوجبات على فتراتٍ متباعدة لتسهيل عملية الهضم، وتجنُّب التلبُّك المعوي والتخمة، وينصح بتجنُّب الاستلقاء بعد الوجبات فوراً، ووضع عدة وسادات خلف الرأس أثناء الاستلقاء لتخفيف الجزر المعدي المريئي.
أما الأدوية التي يمكن تناولها في حالة عسر الهضم والمُصرَّح بها من FDA منظمة الغذاء والدواء، فهي مضادات الحموضة التي تعدّل من تركيز حمض كلور الماء المعدة، والتي تعطى فموياً، ومنها مالوكس (Maalox)، وريوبان (Riopan)، وميلانتا (Mylanta).
وتتميز هذه الأصناف أنها تباع في الصيدليات دون الحاجة لوصفةٍ طبية لأنها تعتبر من الأدوية الآمنة بالنسبة لتأثيراتها الجانبية، كما استفاد بعض المرضى على مضادات الهستامين التي تنقص أيضاً من إفراز حمض كلور الماء الذي يتأثر بمستويات الهستامين.
لكن مضادات الحموضة PPI أبدت تأثيراً أقوى من سابقتها، ومنها أسيفكس (Aciphex)، ونيكسيوم (Nexium) مع الانتباه إلى التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تتظاهر على المريض، مثل: التشنُّج العضلي، والقلق، والاكتئاب، وتدعم بعض النظريات أنه يمكن تحسّن الأعراض الهضمية، مثل: عسر الهضم على مضادات الاكتئاب، والصادات الحيوية في حال الترافق مع الخمج بالملتوية البوابية.
يفيد المرضى قيامهم بإنشاء جدولٍ خاص بهم يشرح كل العادات المُحرضّة والمخفّفة لعسر الهضم لأخذ التدابير اللازمة، كما يُنصح بتخفيف التوتر، والقلق، والسهر الزائد، وتنظيم ساعات النوم، وتناول المشروبات العشبية المهدئة، كالبابونج والنعناع، والإكثار من شرب السوائل، وممارسة الرياضة بانتظام، وخاصةً اليوغا، والبيلاتس، والتمارين الأخرى غير العنيفة. [4] [5]
في النهاية إن عسر الهضم عرضٌ وصفيّ غير خطير، لكن يُنصح بزيارة الطبيب، وأخذ المعالجة الدوائية في الحالات الشديدة التي تعوق المريض عن القيام بالأعمال الروتينية.
المراجع البحثية
1- Indigestion. (2024، February 1). Mayo Clinic. Retrieved September 13، 2024
2- Functional dyspepsia. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved September 13، 2024
3- Indigestion and your digestive system. (n.d.). WebMD. Retrieved September 13، 2024
4- Newman، T. (2020، October 15). Dyspepsia: Symptoms، causes، and treatments. Medicalnewstoday.com. Retrieved September 13، 2024
5- Garcia-Acain، A. (n.d.). Dyspepsia: Symptoms، Causes، and Treatments. Cary Gastroenterology Associates. Retrieved September 13، 2024