Published in: طب الأسنان

طبُّ الفم الوقائي

Author د. ريما شيخ دبس

Published on: 21 مارس، 2024

د. ريما شيخ دبس

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما المقصود بطبّ الفم الوقائي؟

هو أحد تخصُّصات طب الأسنان، هدفها الحفاظ على الصحة الفموية، والوقاية من الأمراض (أو معالجتها في مراحلها المبكرة)، مثل: النخور السنية، والأمراض حول السنية (المشاكل اللثوية، ومشاكل الأربطة حول السنية)، فقدان الأسنان، وسرطانات الفم.

وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية WHO عام 2022 قدرت إصابة حوالي 3.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم بالأمراض الفموية، حيث يعيش 3 من كل 4 أشخاص منهم في البلدان ذات الدخل المتوسط، وعلى الصعيد العالمي يعاني نحو 2 مليار شخص من نخور الأسنان الدائمة، بينما يعاني حوالي 514 مليون طفل من نخور الأسنان المؤقتة.

يعتمد تعزيز الصحة (Health promotion) بشكلٍ عام على خمس استراتيجيات أساسية ينبغي تنفيذها بشكلٍ عالمي، وهي: 

● وضع السياسات الصحية العامة.

● تفعيل العمل المجتمعي.

● تنمية المهارات الشخصية الصحية للأفراد.

●خلق بيئةٍ داعمة للرعاية الصحية.

● إعادة توجيه الخدمات الصحية. ^{[1] [2]}

ما هي أهمية طبّ الفم الوقائي عند البالغين؟

1- الوقاية من النخور السنية

تتطور النخور السنية (Dental caries) عندما تتشكل طبقة اللويحة (Plaque) على سطح السن، وتقوم بتحويل السكر الموجود في الأطعمة والمشروبات إلى أحماضٍ تخرب بنية السن مع مرور الوقت، لذلك تعدُّ إزالة اللويحة باستمرار عن طريق التفريش المنتظم للأسنان أهمّ أساليب الوقاية من النخور.

2- الوقاية من أمراض النُّسج الداعمة

تؤثر هذه الأمراض على النُّسج المحيطة بالأسنان (اللثة، والأربطة حول السنية، والعظم السنخي)، حيث تتراوح الأعراض بين النزف، وتورم اللثة، والألم، وفي بعض الأحيان رائحة النفس السيئة. وفي الحالات الأشدّ قد تصل إلى التراجع والانحسار اللثوي الذي قد ينتهي بفقد السن بشكلٍ كامل، نتيجة فقد الدعم العظمي له، وعامل الخطورة الأكبر في أمراض النُّسج الداعمة (Periodontal disease) هو انخفاض الصحة الفموية والتدخين.

3- الوقاية من السرطانات الفموية

وكذلك الكشف المبكر عنها. ^[1]

ما هي أهمية طبّ الفم الوقائي عند الأطفال؟

1- الوقاية من النخور السنية.

2- الوقاية من الأمراض اللثوية.

3- التشخيص المبكر لاضطرابات الأسنان عند الأطفال.

4- التشخيص المبكر للمشاكل الإطباقية، والمعالجة التقويمية في عمرٍ صغير تساعد في تصحيح الإطباق الهيكلي والوظيفي للطفل.

5- اكتساب عادات العناية بالفم والأسنان المبكرة بشكلٍ منتظم.

6- تعوُّد الطفل على طبيب الأسنان، والحدّ من الخوف من إجراءات طب الأسنان. ^[3]

ما هي إجراءات طب الفم الوقائي؟

1- الزيارات الدورية لطبيب الأسنان

لا ينبغي أن تكون زيارة طبيب الأسنان فقط عند الألم أو عند وجود شكوى بحاجة للعلاج، حيث تعدُّ الوقاية دائماً خير من العلاج، ويقوم أخصائيو الصحة الفموية (Dental hygienists) بتقديم النصائح الطبية للمرضى، مثل: طرق التفريش الصحيحة للأسنان، والعناية باللثة.

وكذلك يقومون بعمل التقليح والبوليش (وهو نوعٌ من العلاج المحافظ، يتمُّ من خلاله تنظيف سطح الأسنان، وإزالة الترسبات والكتل القلحية الملتصقة بسطح السن، ولا يمكن إزالتها بالفرشاة العادية من قبل الشخص نفسه)، وهي عمليةٌ تساعد على حماية اللثة من الالتهابات، والانحسار، والتراجع اللثوي.

كذلك يمكن لأطباء الأسنان وأخصائي الصحة الفموية الكشف عن النخور البسيطة، ومعالجتها بشكلٍ محافظٍ عن طريق ترميمات (حشوات) صغيرة لمنع ازدياد حجم النخر، والحاجة للمعالجة اللبية (استئصال العصب) التي تضعف الأسنان، وتجعلها معرضةً للكسر.

ومن الأمور الهامة التي يقوم بها طبيب الأسنان في الفحص الدوري التحري عن وجود أي مظاهر غير طبيعية في الفم، مثل: البقع البيضاء، أو الحمراء، أو التقرحات، أو أي مظهرٍ آخر قد يكون من علامات سرطان الفم، حيث إن الكشف المبكر عن الأورام يعدُّ عاملاً أساسياً في العلاج، وإنقاذ حياة المريض، ويوصى بعمل الفحص الدوري مرةً كل ستة أشهر. ^[4]

2- تطبيق الفلورايد

يسهم الفلورايد في الوقاية من النخور السنية عن طريق زيادة مقاومة الأسنان للتأثيرات الحامضية لطبقة اللويحة التي تتشكل على سطوح الأسنان، كما أنه يدخل في تركيب الأسنان الدائمة عند الأطفال دون الست سنوات، مما يجعلها أكثر مقاومةً للنخور، ويساعد في عملية إعادة تمعدن الأسنان. يتوفر الفلورايد بأشكالٍ عديدة في العديد من الأطعمة والماء، كما يمكن تطبيقه مباشرةً على الأسنان من خلال معجون الأسنان والمضامض الفموية.

كذلك يمكن لطبيب الأسنان تطبيق الفلورايد على الأسنان مباشرةً على شكل جلّ أو مادةٍ رغوية، حيث تحتوي هذه العلاجات على مستوى أعلى بكثير من الفلورايد مقارنةً بالكمية الموجودة في المعاجين والمضامض الفموية، كما يتواجد الفلورايد على شكل أقراصٍ أو شراب يوصف من قبل طبيب الأسنان. ^[5]

3- تطبيق مانعات تسرب الشقوق

على الرغم من أن التفريش الجيد للأسنان، واستخدام الخيوط السنية يؤدي إلى إزالة بقايا الطعام، وطبقة اللويحة من على السطوح الملساء للأسنان، إلا أنه في بعض الأحيان لا تصل الفرشاة إلى عمق الشقوق والميازيب (الانخفاضات الموجودة على السطح الإطباقي للسن).

لذلك تطبق مانعات التسرب (Dental sealants) على شكل طبقةٍ رقيقةٍ فوق السطوح الطاحنة للأسنان الخلفية (الضواحك والأرحاء)، حيث تلتصق بالميازيب، وتكوّن درعاً واقياً يمنع حدوث النخور في هذه المناطق عن طريق إحكام الإغلاق، ومنع تراكم بقايا الطعام، وطبقة اللويحة على هذه السطوح.

بشكلٍ عام يجب تطبيق هذه المواد لدى الأطفال فور بزوغ الأسنان الدائمة، حيث تساهم في حماية الأضراس خلال السنوات الأكثر عرضةً لتسوس الأسنان، وهي بين 6 حتى 14 عام، وقد تستخدم أيضاً للأسنان اللبنية التي يحتوي الشكل التشريحي لها على انخفاضات وميازيب عميقة جداً، حيث تساهم في حماية الأرحاء اللبنية، والحفاظ عليها حتى يحين وقت التبديل الطبيعي للأسنان اللبنية. ^[6]

4- تحسين الصحة الفموية من خلال العناية المنزلية

تهدف إلى المحافظة على نظافة الفم والأسنان بين المواعيد الدورية لطبيب الأسنان حيث يوصى بما يلي: ^[7]

● تفريش الأسنان مرتين يومياً لمدة دقيقتين على الأقل في كل مرة باستخدام معجون أسنانٍ يحتوي على الفلورايد، بالإضافة لذلك يجب استخدام الخيط السني مرةً واحدةً على الأقل يومياً.

● استخدام واقي الفم عند المشاركة في الأنشطة الرياضية التي قد تؤدي إلى إصاباتٍ مباشرة في الفم.

● استخدام الواقية الليلية لدى المريض الذي يعاني من عادة الصرير (الكزّ على الأسنان) أثناء النوم.

● الإقلاع عن التدخين، وتجنُّب مضغ التبغ، حيث يرتبط التدخين بارتفاع معدلات النخور، وأمراض اللثة، وسرطان الفم، وغيرها من الأمراض الضارة.

● اتباع نظامٍ غذائي متوازن، وتجنُّب الأطعمة السكرية، والمشروبات الغازية، والوجبات السريعة النشوية عالية الكربوهيدرات، وشرب الكثير من الماء خلال اليوم، تناول الخضروات والفواكه المتنوعة، لضمان الحصول على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن، لدعم صحة الفم على المدى البعيد.