Skip links
فتاة مغمضة العينين ممدة على الأرض وبجانبها حقيبة كتف ونظارات شمسية

صرع الغياب الطفلي – ما هو؟ كيف يتمُّ تشخيصه وعلاجه؟

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » صرع الغياب الطفلي – ما هو؟ كيف يتمُّ تشخيصه وعلاجه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُشكّل صرع الغياب الطفلي (Childhood Absence Epilepsy) المُسمّى أيضاً الصرع الصغير أو الصرع الصامت 10 بالمئة من النوبات الصرعية التي تحدث في مرحلة الطفولة، وتُقدَّر نسبة الإصابة ب (6 إلى 8) حالات لكل 100 ألف طفل بعمر أقل من 15 سنة، وغالباً ما يحدث لأسبابٍ وراثية.

ومعظم النوب النموذجية تزول عند بلوغ الطفل عمر 12 سنة، وعلى الرغم من قصر مدة النوبة إلا أنها تؤثر على نوعية حياة الطفل، وتُسبّب اضطراباتٍ في التعلُّم، والانتباه، والسلوك، وقد تكون خطرةً في حال حدثت والطفل يقوم بأنشطة ما، مثل: السباحة، أو تسلُّق المرتفعات، أو ركوب الدراجة لذلك من المهم جداً الالتزام بالعلاج الدوائي، وتثقيف الطفل، ووالديه، أو من يقوم برعايته، والكادر التدريسي حول المرض، وكيفية التعايش معه. [1]

ما هو صرع الغياب الطفلي؟

هو أحد أنواع الصرع المُعمّم، ويحدث فيه توقفٌ مفاجئٌ عن النشاط الذي يقوم به الطفل سواءً أكان حركياً أو كلامياً، وتكون العينان مفتوحتان وجامدتان تحدّقان في الفراغ، وقد يحدث رفيفٌ منتظمٌ في الأهداب، ولا يستجيب الطفل خلال النوبة للمُنبّهات الصوتية أو اللمسية، وقد يقوم بحركاتٍ متكررةٍ في أصابع اليدين، أو الفم، أو العينين، وتستمر النوبة حوالي 10 ثواني (بعض الحالات تصل إلى 15 أو 20 ثانية)، وتتوقف بشكلٍ مفاجئٍ، ويعود إلى ما كان يفعله قبلها، وكأن شيئاً لم يحدث، أكثر ما تحصل في حال كان الطفل مرهقاً أو مريضاً.

وقد يصل عددها إلى أكثر من 30 نوبة في اليوم، وفي حال النوب النموذجية لا يحدث فقدان لمقوية الجسم أي لا يسقط الطفل، ولكن في الأشكال غير النموذجية يفقد الطفل المقوية، ويقع أرضاً، وتستمر أكثر من 20 ثانية، وتحدث عادةً عند الأطفال الذين لديهم أذيّاتٍ دماغية، وصعوبات تعلم. [2]

ما هي عوامل الخطر للإصابة بصرع الغياب الطفلي؟

1- العمر

تُعتبر نوب الغياب أكثر شيوعاً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 10سنوات.

2- الجنس

تحدث عند الإناث بشكلٍ أشيع من الذكور بحوالي ثلاثة أضعاف.

3- القصة العائلية

حوالي 25 بالمئة من الأطفال المصابين يوجد قصة عائلية للإصابة بصرع الغياب عند أحد أفراد العائلة. [2]

ما هي مُحرّضات نوب صرع الغياب الطفلي؟

1- قلة النوم، والتعب، والإرهاق.

2- عدم تناول الأدوية المضادة للصرع بشكلٍ منتظم.

3- التوتر العاطفي، أو القلق، أو فرط الاستثارة.

4- فرط التهوية (التنفس بشكل سريع).

5- الضجيج العالي والأضواء الساطعة.

6- الانسحاب من البنزوديازيبينات (Benzodiazepines)، وغيرها من أدوية الجهاز العصبي المركزي.

7- استخدام الأدوية التي تزيد من احتمال حدوث النوب، مثل: الأدوية المُستخدمة في علاج السل، والأدوية المضادّة للذهان.

8- تناول الكحول أو تعاطي المخدرات. [3]

كيف يمكن التفريق بين صرع الغياب وأحلام اليقظة عند الأطفال؟

في حال أحلام اليقظة، فالطفل يستجيب مباشرةً عند مناداته من قبل والديه، أو معلمه في المدرسة، أو أصدقائه، وتحدث بشكلٍ بطيءٍ، وبسبب ملل الطفل وضجره أما نوب الغياب، فتحدث بشكلٍ مفاجئ، ولا يستجيب الطفل خلالها للمُنبهات، ويمكن أن تحدث في أي وقتٍ بما في ذلك أثناء ممارسة الأنشطة البدنية، وتزول من تلقاء نفسها خلال 20 ثانية عادة. [3]

ما هي مضاعفات الإصابة بصرع الغياب الطفلي؟

يستجيب حوالي 2 من أصل كل 3 أطفال للعلاج، وتختفي النوبات في منتصف مرحلة المراهقة، ويمكن عندها إيقاف الأدوية المضادة للنوب الصرعية، وقد تستمر مشاكل الانتباه على الرغم من السيطرة على النوبات، وما يقارب 10 إلى 15 بالمئة من الأطفال سوف يصابون بأنواعٍ أخرى من النوبات في سن البلوغ، وعادةً ما تكون نوبات مقوية رمعية أو نوبات رمعية مُعمّمة.

وتشمل المضاعفات الأخرى: الاضطرابات السلوكية، مشاكل في الذاكرة واللغة، الميل إلى العزلة الاجتماعية، والقلق، والاكتئاب، تراجع المستوى التعليمي. [4] [5]

ما الفرق بين صرع الغياب الطفلي وصرع الغياب الشبابي؟

صرع الغياب الطفلي يبدأ بعمر 4 سنوات، وينتهي في سن البلوغ، وتواتر النوب يتراوح بين 10 إلى 50 نوبة في اليوم، ومعظم الحالات تشفى مع نمو الطفل، أما صرع الغياب الشبابي يبدأ عادةً بين عمر 9 و13 سنة أي في مرحلة البلوغ، وتواتر النوب أقلّ من صرع الغياب الطفلي، ولكن إنذاره أسوأ، ويستمر مدى الحياة، وينكس في حال إيقاف العلاج. [4]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بصرع الغياب عند الأطفال؟

1- تخطيط الدماغ الكهربائي

يتمُّ من خلاله تسجيل النشاط الكهربائي للدماغ، حيث يتمُّ وضع أقطابٍ على فروة رأس الطفل تلتقط الموجات الدماغية، وترسلها إلى جهاز تسجيل، ويمكن تحريض النوبة أثناء التخطيط بفرط التهوية (التنفس السريع)، وفي حال وجود صرع الغياب تكون الموجات الدماغية بطيئةً عالية الفولتاج (3 دورات /ثانية).

2- التصوير الشعاعي

يتمُّ إجراء تصويرٍ طبقي محوري أو رنينٍ مغناطيسي للدماغ، وذلك لنفي الأسباب الأخرى للصرع، كالنزف، أو الاحتشاء، أو الورم الدماغي. [5]

كيف يتمُّ علاج الإصابة بصرع الغياب عند الأطفال؟

1- العلاج الدوائي

يبدأ العلاج بأقلّ جرعةٍ ممكنةٍ من الدواء، ومن ثم تغيير الجرعة بناءً على حاجة الطفل وتواتر النوب، وفي بعض الحالات تتمُّ المشاركة بين عدة أنواع من الأدوية، وتشمل العلاجات المُتاحة.

أدوية الخط العلاجي الأول

1- الإيتوسكسوميد (Ethosuximide): هو الدواء النوعي المُفضَّل في علاج صرع الغياب عند الأطفال، وتحدث الاستجابة بشكلٍ جيد عليه في معظم الحالات، وقد تحدث بعض الآثار الجانبية، مثل: الغثيان، الإقياء، اضطرابات النوم، فرط النشاط.

2- الفالبروات (Valproate): يُعتبر فعالاً بقدر الإيتوسكسوميد، ولكنه يُسبّب أعراضاً جانبية أكثر، مثل: اضطراب في الانتباه، وفرط الشهية، وزيادة الوزن، وفي بعض الحالات النادرة قد يحدث التهاب بنكرياس، وقصور الكبد، وفي حال الاستمرار بالعلاج بعد مرحلة البلوغ، فيجب الانتباه عند استخدامه عند الإناث أثناء التخطيط للإنجاب أو أثناء الحمل لأنه يُسبّب عيوباً خلقيةً للجنين.

3- اللاموترجين (Lamotrigine): أقلُّ فعاليةً من الفالبروات والإيتوسكسوميد، ولكن الآثار الجانبية أقلّ، مثل: الغثيان، والطفح الجلدي.

أدوية علاجية أخرى

في حال عدم فعالية الأدوية السابقة يوجد عدة خيارات علاجية أخرى: توبيرامات (Topiramate)، ليفيتيراسيتام (Levetiracetam)، بنزوديازيبينات (Benzodiazepines).

2- العلاج السلوكي

1- قد يستفيد بعض الأطفال من نظام الكيتو الغذائي (ketogenic diet)، وهو عبارةٌ عن نظامٍ غذائيّ غنيّ بالدهون، وفقيرٍ بالكربوهيدرات، وذلك في حال عدم فعالية العلاج الدوائي في ضبط النوب، ويحتاج إلى مراقبةٍ دقيقةٍ للسعرات الحرارية، والسوائل، والبروتينات.

2- عند استحمام الطفل أو القيام بالسباحة، فينبغي التواجد بالقرب منه للمساعدة في حال حصول نوبةٍ بشكلٍ مفاجئ.

3- جعل الطفل يرتدي سوار تنبيهٍ طبي ليتمكن فريق الطوارئ من مساعدته بشكلٍ سريعٍ وصحيح في حالة حدوث نوبة لديه.

4- الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة. [4] [5]

المراجع البحثية

1- Posner, E. (2015, January 15). Absence seizures in children .American Family Physician. Retrieved July 17, 2023

2- Epilepsy Action. (2023, July 4). Childhood absence epilepsy (CAE). Epilepsy Action. Retrieved July 17, 2023

3- Cleveland Clinic medical. (2021, December 15). Absence seizures: Symptoms, causes, triggers & treatment. Retrieved July 17, 2023

4- Holmes, L, G. Fisher, R. (2013, September 1).  Childhood absence epilepsy. Epilepsy Foundation. Retrieved July 17, 2023

5- Mayo Clinic. (2023, April 1). Absence seizure. Mayo Clinic.  Retrieved July 17, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.