Skip links
ولد صغير على شاطئ البحر يمد لسانه للخارج ويظهر على اللسان رمل البحر

اضطراب سوء التغذية المتعلق بشهوة الطين

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطراب سوء التغذية المتعلق بشهوة الطين

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب سوء التغذية المتعلق بشهوة الطين؟

هو اضطرابٌ في الأكل يجبر فيه الشخص على تناول مواد غير غذائية غريبة، وليس لها علاقة بالأطعمة، ولا تمتلك أي قيمةٍ غذائيةٍ مفيدة، وبشكلٍ قسري دون معرفة السبب سوى أنه يريد تذوقها، ويكون الأمر خارجاً عن إرادته، وتنتشر هذه الحالة بشكلٍ كبيرٍ عند الأطفال وفق ظروفٍ معينة، ويمكن أن يكون ذلك خطيراً، وخاصةً إذا تمّ تناول مواد سامة، وأيضاً يصاب الفرد بحالةٍ من الوهن، والمرض بعد القيام بذلك، وتنقسم هذه الحالات إلى ثلاث مجموعاتٍ معينةٍ من الأشخاص، وتبدأ من: [1]

● الأطفال الصغار ممن تقلُّ أعمارهم عن 6 سنوات.  

● النساء الحوامل.

● الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية، وخاصةً إصابات طيف التوحُّد أو الذهان.

ما هي أعراض الاضطراب؟

يرتبط ظهور الأعراض بالطعام غير الصحي، ولا علاقة له بالمواد الغذائية، حيث يشمل ذلك: [2]

1- آلام في المعدة، وحدوث أمراض بها، إضافةً لحالات التسمُّم.

2- وجود دمٍ في البراز، وذلك بسبب القرحة التي نتجت عن تناول مواد ضارة.

3 -مشاكل في المعي الدقيق والغليظ، كالإسهال الشديد، أو الإمساك، وتنتج هذه الآثار تبعاً للطعام السام، وكمية البكتريا الموجودة فيه، حيث إن الاستمرار في تناول تلك الأشياء يتسبّب فيما يلي:

– انسداد في الأمعاء أو تمزقها، وخاصةً عندما يتمُّ تناول أشياء صلبة غير قابلةٍ للهضم، كالحجارة.

التسمُّم بالرصاص بسبب تناول شرائح من الطلاء الغنية بمادة الرصاص.

– كسور في ميناء الأسنان.

– حدوث عدوى وأمراض نتيجة المأكولات التي تحتوي على كائنات حية أو طفيليات وجراثيم تُسبّب المرض، والدخول في وضعٍ خطير.

ما هي أسباب اضطراب سوء التغذية المتعلق بشهوة الطين؟

الأسباب الدقيقة لم توضح حتى الآن، لكن يوجد بعض الأشياء التي تزيد من احتمالية الإصابة به، ومنها: [3]

1- أن يعاني الفرد من نقص الحديد، وفقر الدم أو الزنك، مما يؤدي لسوءٍ في التغذية.

2- الإصابة بالإعاقات الذهنية أو اضطرابات النمو العقلي، مما يجعل الفرد غير مدركٍ لما يقوم به.

3- التوتر والفقر، وخاصةً عند الأطفال الذين يعانون من النحافة الشديدة نتيجة الحروب أو نقص في الطعام، وذلك يدفعهم لتناول أي شيءٍ بهدف البقاء على قيد الحياة فقط.

4- المرأة الحامل التي تعاني من نقصٍ في الحديد والفيتامينات.

5- المعاناة من اضطراب الوسواس القهري أو الفصام.

6- في بعض دول العالم يعدُّ تناول الأتربة والطين أمراً مقبولاً اجتماعياً وثقافياً بسبب العادات والتقاليد التي تسمح بذلك، لكنهم لا يستوعبون مدى خطورة الأمر، وأن ذلك من شأنه أن يؤدي لأمراضٍ كثيرة.

7- إذا كان الفرد مصاباً بهوس نتف الشعر أو نزع الجلد.

كيف يتمُّ تشخيص الاضطراب؟

يمكن تشخيص الاضطراب عن طريق إجراء بعض الاختبارات، ومنها: [4]

1- إجراء اختبارات الدم لتقييم إمكانية الإصابة بفقر الدم أو بانخفاض الكالسيوم والزنك، مما يمكن الأخصائي حينها من التعرف على مضمون الأطعمة التي يتمّ تناولها.

2- يتمُّ إجراء اختبار يخصُّ النزيف المعوي عن طريق أخذ عينةٍ من البراز.

3- القيام بإجراءات التصوير بالأشعة السينية لمعرفة سبب انسداد الأمعاء والتحقُّق منها.

4- القيام باختبارات التحقُّق من الإصابة بالطفيليات أو وجود جراثيم في المعدة نتيجة تناول الأوساخ.

5- إجراء اختبار لنقص التغذية، ومعرفة نتيجته.

6- تقييم الوزن سواءً أكان الشخص نحيفاً أو سميناً.

ما هي مضاعفات اضطراب سوء التغذية المتعلق بشهوة الطين؟

تحدث نتيجة الاستمرار في تناول أطعمة سامة غير صحية على مدار شهر شهرين، مما يؤدي لعوامل خطيرة، ومنها: [4]

1- تقلصات شديدة في المعدة وألم غير طبيعي غير محتمل.

2- حالات من الغثيان والاستفراغ على مدار اليوم.

3- مشاكل في الأفعال والسلوك العام للفرد.

4- تعب وإرهاق طوال الوقت.

5- حالة نفسية سيئة جداً لدرجة أن يقوم الفرد بتناول أضعاف من المأكولات العديمة الفائدة بالرغم من معرفته بخطورتها.

6- إمساك شديد نتيجة انسداد في الأمعاء.

7- إسهال بسبب تناول أطعمة مجرثمة.

يجب أن يتمّ تقييم هذه الحالات عند المعاناة منها بشكلٍ فوري من قبل الطبيب المختص بحيث تشمل الإصابة بما يلي:

1- انسداد معوي: عندما لا يتمّ التخلص من مشاكل وآلام المعدة.

2- قرحة بالمعدة: التي تؤدي لوجود دمٍ في البراز.

3- اختلال في توازن الإلكتروليتات: عند المعاناة من نوباتٍ دائمة.

4- إصابات في الأسنان: نتيجة تناول أشياء غير قابلةٍ للمضغ، بالتالي يؤدي ذلك لتآكل في الفكين، وكسور بالأسنان.

5- الإصابة بالأمراض: التي تحدث إما نتيجة العدوى أو بسبب الجراثيم التي تدخل الجسد نتيجة المواد المليئة بالبكتيريا، والتي يتمّ ابتلاعها.

ما هو علاج اضطراب سوء التغذية المتعلق بشهوة الطين؟

يتضمن العلاج الكثير من التدخلات السلوكية والطبية، ولكن قبل تحديد أي إجراء ينبغي معرفة الأسباب الخفية وراء هذا السلوك، ومعالجتها عن طريق ما يلي: [5]

1- العلاج المعرفي السلوكي

يهدف هذا النمط من العلاج النفسي إلى تحديد وتعديل السلوك الذي يؤدي لهذا الاضطراب، ومن المحتمل أن يكون ذلك مفيداً للأطفال والبالغين المصابين به من الدرجة الخفيفة إلى المتوسطة، وقد يتضمن ذلك تعزيز للسلوكيات الإيجابية عند الطفل.

على سبيل المثال: تعريف الطفل بأنواع الأطعمة المغذية النافعة، والأنواع الأخرى الضارة، وتشجيعه على تناول الغذاء الصحي الغني بالمعادن والفيتامينات، كالخضراوات، واللحوم الطازجة، وقد يعمل المُعالج على تعريف الطفل بمصطلح المناعة، وكيف نعزّزه في الجسم، وذلك بالابتعاد عن الوجبات الضارة، وتناول ما هو نافعٌ ومفيدٌ فقط.

2- العلاج الدوائي

في بعض الحالات يمكن وصف الأدوية لعلاج إصابة الفرد بأمراضٍ عقلية، كاضطراب طيف التوحُّد أو الوسواس القهري، ويمكن أيضاً وصف الدواء لعلاج الأعراض المرتبطة بالاضطراب، مثل: فقر الدم، أو نقص الزنك.

3- القيام باستشاراتٍ غذائية

الاستشارات الغذائية تلعب دوراً كبيراً في بناء برامج وعادات تغذيةٍ صحيةٍ تساهم في تلبية الاحتياجات الصحية الغذائية، ويمكن أن يتمّ التعاون بين أخصائي التغذية والفرد المصاب بالاضطراب لمتابعة وضعه، ومساعدته على تطوير خطة وجباتٍ غنيةٍ بالبروتينات، والمغذيات التي من شأنها أن تساعد في تقليل الرغبة بتناول مواد ضارة لا قيمة لها.

4- وضع خطة السلامة

قد يحتاج الأفراد المصابون بالاضطراب عند شفائهم إلى وجود بعض الضمانات، التي تتضمن مراقبة أفعال وسلوكيات الفرد، والتأكد من عدم وجود رغبةٍ بتناول المواد غير الغذائية، وتوفير الرعاية الصحيّة المناسبة، وخاصةً إذا ظهرت حالة طوارئ.

5- التدخلات البيئية لضمان السلامة

قد يشمل ذلك إجراء تعديلاتٍ على البيئة المحيطة بالشخص، والتي كانت سبباً في نقل الاضطراب إليه، على سبيل المثال: كأن يقوم الوالدان بإبقاء طفلهم تحت عملية المراقبة لفترةٍ من الزمن، وإبعاده عن كل العوامل التي تحفّزه على تكرار سلوكياتٍ غير محببة.

والمتابعة مع المدرسة ومعلميه حول ما يقوم بتناوله، وهل السلوكيات التي يقوم بها طبيعية، ومن ثم اتباع نظامٍ روتينيٍّ جديدٍ معه، كأن يبدأ من جديد، ومن المهمّ تعريف الطفل بكل السلبيات التي مرّ بها، وكيف تجاوزها، وما هي كمية الإيجابيات التي وصل إليها، والتي ينبغي عليه المحافظة عليها من جسمٍ رياضي رشيق، وبشرةٍ جميلةٍ صافية، وصحةٍ جيدة.

المراجع البحثية

1- Professional, C. C. M. (n.d.-ac). Pica. Cleveland Clinic. Retrieved February 7, 2024

2- familydoctor.org. (2023c, October 5). What is PiCA? – Pica eating disorder | Familydoctor.org. Retrieved February 7, 2024

3- Curtis, L. (2023a, April 3). What is Pica? Health. Retrieved February 7, 2024

4- Christiansen, S. (2023, December 7). PiCA: Symptoms, causes, and treatment. Verywell Health. Retrieved February 7, 2024

5- Mbbs, S. M. (2023, April 24). Understanding PICA (Eating Disorder) Causes, food & symptoms. MedicineNet. Retrieved February 7, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.