تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعُرف سلائل الرحم (uterine polyps) أيضاً باسم بوليبات الرحم أو لحمية الرحم، وهي حالةٌ حميدة لا تستدعي القلق، ولكن يجب معالجتها ومراقبتها بسبب وجود احتمالية تحولّها إلى خَباثة.

ما هي سلائل الرحم؟

هي فرط نموٍّ في نسيج بطانة الرحم، وهي الطبقة الداخلية من الرحم، ويأخذ هذا النمو شكلاً كروياً أو بيضوياً، ويتراوح حجمها من عدة ميلي مترات إلى عدة سنتيمترات، وقد يصل إلى حجم كرة غولف، وتبرز هذه الزوائد ضمن جوف الرحم، ولكن تبقى مرتكزةً على البطانة بواسطة قاعدةٍ عريضة أو سويقةٍ رقيقة، وقد يوجد عند نفس السيدة أكثر من بوليب. إن نسبة شيوع السلائل الرحمية غير معروفةٍ بشكلٍ دقيق بسبب وجود العديد من الحالات التي لا تترافق مع أعراض، وبالتالي قد لا يتمّ تشخيصها. ^[1]

ما هو سبب حدوث سلائل الرحم؟

لم يتمّ تحديد سبب واضح لحدوثه، لكن يبدو أن العوامل الهرمونية تلعب دوراً في حدوثها، كما يبدو أن سلائل الرحم حساسة لهرمون الأستروجين، حيث لوحظ نموّها استجابةً لوجود تراكيز عالية من هرمون الأستروجين. ^[1]

ما هي عوامل الخطر لحدوث سلائل الرحم؟ 

1- السُّمنة، وخاصةً في حال كان مشعر كتلة الجسم أكبر من 30، حيث تترافق السُّمنة مع زيادة تركيز هرمون الأستروجين الجائل في الدوران.

2- ارتفاع التوتر الشرياني.

3- تكون الإصابة نادرةً في حال كان عمر السيدة أقل من 20 عاماً ثم تزداد نسبة شيوعه لتبلغ ذروتها بين 40 إلى 50 عاماً بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه الفترة (الفترة حول سن اليأس).

4- استخدام العلاج الهرموني التعويضي الذي يحوي جرعاتٍ عالية من الأستروجين.

5- استخدام دواء التاموكسيفين: وهو دواءٌ يُستخدم في حالات الإصابة بسرطان الثدي، وهو من فئة معدلات مستقبلات الأستروجين الانتقائية (SERM)، حيث يقلّل من تأثير الأستروجين على معظم أنسجة الجسم بما فيها الثدي، ولكن يعزّز تأثير الأستروجين على بطانة الرحم، وبالتالي يسبّب فرط نموّ بطانة الرحم، وحدوث لحمية الرحم، وقد يحمل أيضاً خطر حدوث فرط تنسُّج بطانة الرحم أو سرطان الرحم. ^[2]

ما هي أعراض سلائل الرحم؟

قد لا تترافق السلائل الرحمية مع أعراض خاصة في حال كانت صغيرة الحجم أو في حال وجود بوليبٍ واحدٍ فقط، ومن أهمّ الأعراض التي ترافقها: ^[2]

– دورات طمثية غير منتظمة من حيث الفترة الفاصلة بينها أو مدة الطمث.

– نزوف طمثية غزيرة.

– نزف أو تمشيح دموي بين الدورات الطمثية.

– وجود نزفٍ تناسلي شاذ في سن اليأس.

– حدوث نزفٍ بعد الجماع.

– الم أسفل الظهر أو ألم أسفل البطن في حال كانت سلائل الرحم كبيرة الحجم.

– العقم ونقص الخصوبة.

كيف يتمُّ تشخيص سلائل الرحم؟

1- القصة السريرية للسيدة مع الأعراض المفصلة، وخاصةً النزوف الشاذة.

2- التصوير بالأمواج فوق الصوتية عبر المهبل قد يظهر التشكل بوضوح ضمن الرحم أو قد يظهر على شكل تسمُّكٍ في بطانة الرحم.

3- فحص الحوض مع إجراء مسحة عنق الرحم.

4- تنظير باطن الرحم: حيث يتمّ إدخال منظارٍ عبر عنق الرحم، ورؤية جوف الرحم كاملاً.

5- خزعة باطن الرحم: حيث يتمّ إدخال أداةٍ خاصة عبر العنق إلى جوف الرحم لأخذ خزعةٍ من البطانة، وتتمّ دراستها، وغالباً تكون السلائل الرحمية حميدة.

6- التصوير بالأمواج فوق الصوتية باستخدام التسريب الملحي SIS، حيث يتمُّ حقن محلولٍ ملحي معقم ضمن جوف الرحم عبر قثطرةٍ خاصة مع إجراء التصوير، حيث يظهر جوف الرحم بشكلٍ واضح. ^[3]

كيف يتمّ علاج سلائل الرحم؟

هناك عدة خيارات للعلاج: ^{[1] [3]}

1- المراقبة والمتابعة دون علاج

في حال كان حجمها صغيراً (أصغر من 2سنتيمتر)، ولا تسبّب أعراضاً شريطة عدم وجود عوامل خطر لحدوث سرطان باطن الرحم أو فرط تنسُّج باطن الرحم.

2- الأدوية

يمكن استخدام الأدوية الهرمونية، مثل: البروجستين لتخفيف الأعراض وتقليل النزف، ولكنه لا يُعتبر علاجاً شافياً، حيث تعود الأعراض عند إيقاف العلاج.

3- الاستئصال عبر تنظير باطن الرحم

وهي طريقة العلاج الأفضل والأكثر فعالية، حيث يتمُّ إدخال أدواتٍ جراحية خاصةً أثناء تنظير الرحم، واستئصال لحمية الرحم، وإرسالها إلى الفحص المجهري للتأكد من سلامتها.

ما هي مضاعفات سلائل الرحم؟

1- السرطان

رغم أن معظم حالات سلائل الرحم هي حالاتٌ حميدة إلا أنها قد تتحول إلى سرطان في 5 بالمئة منها.

2- العقم او نقص الخصوبة

قد يعوق وجود سلائل الرحم حدوث الحمل. ^[2]

ما هي آلية حدوث العقم عند المريضات اللواتي لديهن سلائل رحمية؟

هناك عدة آليات تسبّب فيها السلائل الرحمية نقص الخصوبة أو العقم، وهي: ^[4]

– السلائل الرحمية تنمو في بطانة الرحم، مما قد يعوق تعشيش البيضة الملقحة.

– تجعل وسط الرحم غير ملائمٍ للتعشيش ونموّ الجنين.

– قد تسدُّ قناتي فالوب، وبالتالي تعوق حدوث الإلقاح، حيث تمنع وصول النطاف إلى البيضة لحدوث الإلقاح.

– قد تسدُّ عنق الرحم، وبالتالي تمنع النطاف من الوصول إلى الرحم.

ما هي مضاعفات سلائل الرحم خلال الحمل؟

في حال حدوث الحمل بوجود سلائل الرحم تكون الحامل معرضةً أكثر لحدوث الإسقاط، والولادة الباكرة، وشذوذ في تطور الجنين، وهناك احتمالية أكبر لحدوث المشيمة المنزاحة. ^[4]

هل يمكن الوقاية من حدوث سلائل الرحم؟

للأسف لا يمكن الوقاية من حدوثها، لكن يمكن التقليل من عوامل الخطر، مثل: تخفيض الوزن. ^[3]

ما هو إنذار وجود سلائل الرحم؟

تتحسّن الأعراض عند أكثر من 75 بالمئة من السيدات بعد استئصال سلائل الرحم، وهناك احتمال لنكس سلائل الرحم، وعودة نموّها بعد إزالتها، ولكن يُعتبر هذا الاحتمال قليلاً، خاصةً في حال المراقبة، وتقليل عوامل الخطر. ^[2]

ما الفرق بين سلائل الرحم والأورام الليفية؟

 سلائل الرحم والأورام الليفية هما شكلان مختلفان من النمو رغم أنهما يتشابهان ببعض الأعراض، مثل: النزوف الطمثية الغزيرة، والنزوف الشاذة بين الدورات الطمثية، إلا أن الفرق هو أن سلائل الرحم هي فرط نموٍّ في خلايا بطانة الرحم بينما الأورام الليفية تنشأ على حساب الطبقة العضلية للرحم، حيث تتكون من نسيجٍ عضلي أملس مع نسيجٍ ليفي. ^[3]