Published in: الرهاب

رهاب الدم – ما تأثيره على المصاب؟ أعراضه والعلاج

Author د. سوزين بلال

Published on: 11 مايو، 2023

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

رهاب الدم (باللاتينية Hemophobia) هو نوع خاص ومحدد من أنواع الرهاب الشائعة الحدوث، وخاصةً عند النساء، ويبدأ غالباً من سنّ الطفولة 10حتى 13 سنة، ويعاني منه 80 بالمئة من البشر، ويعدُّ هذا النوع فرعاً من فروع رهاب الإصابات والحقن. ^[1]

كيف يحدث رهاب الدم؟

يحدث رهاب الدم عند الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية مُسبقَة، مثل: القلق، أو اضطراب ما بعد الصدمة، ولا سيّما في الصدمات المترافقة مع وجود الدماء سواءً أكان من الشخص المصاب نفسه، أو في محيطه، أو حتى في الصور على الشاشات.

تؤدي كل هذه المواقف إلى تفعيل المُنعكَس الوعائي المُبهَمي (تفعيل العصب العاشر المُبهَم) الذي يُدعى (Vasovagus reflex) الذي يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، وبالتالي انخفاض ضغط الدم وبطء القلب، مما يضعف من ضخِّ الأوكسجين إلى الأعضاء المهمة وخاصةً الدماغ، ويصاب المريض بنقص الأكسجة مما يزيد احتمالية فقدان الوعي في هذا النوع من الرهاب. ^[3]

ما تأثير رهاب الدم على حياة المصاب؟

يؤثر رهاب الدم بشكل كبير على حياة المصاب، وخاصةً إذا اضطر لإجراء فحوصات مخبرية مهمة لصحته أو صحة شخص مُقرَّب منه، ويعدُّ الخطر مضاعفاً إذا كان مصاباً بمرض قلبي أو وعائي، مثل: ارتفاع التوتر الشرياني، فرهاب الدم يمنع المصاب من التوجه إلى مراكز الرعاية الطبية لمتابعة حالته الصحية.

تُسبّب نوبات فقدان الوعي وانخفاض الضغط مشاكل في أداء الواجبات اليومية في العمل والمنزل، بالإضافة إلى تجنُّب المريض العمل في بيئات تحوي على مشاهد الدم أو رائحة الدم، مثل: المخابر، والمشافي، ومراكز التجميل.

قد يمنع رهاب الدم الشخص المُصاب من التعامل مع الحالات الطارئة، مثل: تعرُّض شخص مُقرَّب منه بجرح يتطلب تضميده، وكذلك تمنعه من الذهاب إلى عيادة طبيب الأسنان مما يؤدي إلى إهمال مشاكل أسنانه وتفاقمها. ^{[1] [2]}

ما أعراض رهاب الدم؟

كل أنواع الرهاب تظهر بنفس الأعراض الجسدية والنفسية تقريباً مع اختلاف بسيط في حالة رهاب الدم بسبب تأثير الاستجابة الوعائية المُبهمية على القلب وبطء ضرباته، أما الأعراض الأخرى فتشمل: ^[4]

1- الشعور بالدوار، والتعب العام، وفقدان الوعي المؤقت.

2- تسارع ضربات القلب في البداية، ويتبعه التباطؤ بسبب تنبيه العصب العاشر.

3- انزعاج وألم في المعدة يتبعه غثيان، وأحياناً إقياء.

4- التعرق والشعور بضيق في النفس.

5- تسارع التنفس بسبب تأثير الجملة الودّية.

6- الرعشة والرجفان.

7- الشعور بالاشمئزاز، والقرف عند رؤية الدم، وشمّ رائحته.

8- الصدمة والشعور بصداع متوسط أو شديد.

تختلف بعض الأعراض عند الأطفال إذ يمكن أن يتظاهر بالبكاء الشديد عند رؤية الدم والتشنج في كامل عضلات الجسم، إضافةً إلى الإصابة بنوبات من الغضب والرفض التام للتواجد في نفس المكان. في الحالات الشديدة يمكن أن يُسبّب تباطؤ القلب لمدة طويلة توقُّف القلب ثم الوفاة.

كيف يُشخَّص رهاب الدم؟

لكشف إصابة الشخص برهاب الدم يجب أخذ قصة سريرية مُفصّلة مع الطبيب النفسي في مكان خالٍ من الإبر، والمحاقن، وصور الدم، وما يشبهه، والحديث بشكل مُفصَّل عن الحوادث والإصابات التي عانى منها الشخص سابقاً، ومن الضروري السؤال عن الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل: الاكتئاب، والتوتر عند الشخص نفسه، أو في محيطه، والسؤال أيضاً عن الأعراض التي يواجها المريض، ومدى شدتها وتأثيرها على نمط الحياة اليومي. ^[1]

كيف يُعالَج رهاب الدم؟

ينبغي علاج رهاب الدم بسبب تأثيره الكبير على حياة المريض، وعدم إمكانية تجنبه كباقي مُسبّبات الرهاب الأخرى، لذلك لا بدَّ من البدء بالعلاج الداعم، كالاستعانة بالأصدقاء، وبرامج التوعية على الإنترنت مثل: (Talkspace) و (Betterhelp)، والرغبة الحقيقية في التغلب على هذه المشكلة.

في حال عدم الاستفادة من الطرق السابقة يفضل اللجوء إلى مُعالِج نفسي لشرح القصة بالتفصيل، واتباع أنماط العلاج السلوكي المعرفي، مثل: العلاج بالتعرُّض، والذهاب إلى مراكز اليوغا، والاسترخاء، ودورات التحكم بالانفعالات، وضبط الخوف.

عند التعرُّض للموقف والإحساس ببداية فقدان الوعي يجب التوجه قدر الإمكان إلى مكان آمن لتجنب الإصابات الرضّية عند الوقوع، والقيام بتمارين التنفس العميقة، وشدّ عضلات اليدين والقدمين، والاستناد على مكان ثابت، أو الجلوس على كرسي، ويمكن الاستلقاء، ورفع القدمين لمساعدة الدم بالتوجه إلى الدماغ، وطلب المساعدة من الأشخاص المحيطين ليساعدوا على عودة الوعي.^[5]