Skip links
رسم توضيحي لأعصاب الجسم عند شخص بالغ

رنح فريدريك

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » رنح فريدريك

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

من الأمراض الوراثية النادرة، لكنها من أشيع أشكال الضعف العضلي العصبي الوراثي، بالإضافة لكونها من أقدم الأمراض الوراثية المدروسة في الأدب الطبي، والتي لا تزال كما هو الحال في الكثير من الأمراض المتوارثة دون الوصول إلى علاجٍ شافٍ لها، وقد سُمّي حديثاً باختصار رنح فريدريك (Friedreich’s Ataxia).

ما هو رنح فريدريك؟

رنح فريدريك هو داءٌ عصبيٌّ عضليّ تمَّ وصفه أول مرة في عام 1863، ويلاحظ فيه تخرٌّب واسعٌ في الجهاز العصبي، وخاصةً في جذع الدماغ، بالإضافة إلى تخرُّبٍ واسعٍ في الأعصاب المحيطية، بالإضافة إلى تشوُّهٍ في بنية عضلة القلب. وهو مرضٌ وراثيٌّ نادر الحدوث نسبياً (نسبة الإصابة به عالمياً هي 1 إصابة لكل 50000 شخص حول العالم)، إلا أنه يعدُّ من أشيع أشكال الرنح الوراثي (يمثل حوالي نصف حالات الرنح الوراثي عالمياً). [1] [4]

وهو مرضٌ مُترقٍّ تسوء فيه الأعراض بمرور الزمن إلى أن تحدث الوفاة عند بعض الحالات، إلا أن ترقّي الأعراض يختلف بشكلٍ كبير بين مريضٍ وآخر، حيث إن كثيراً من المرضى يعيشون حياةً طويلةً نسبياً قبل أن تسوء الأعراض، وفي حال تدهور حالة المريض، فيوجد للمرض عدة أصنافٍ دوائيةٍ قادرةٌ على تخفيف حدة هذه الأعراض خاصةً القلبية منها، إلا أنه لا يوجد علاجٌ شافٍ للمرض، وجميع الخطط العلاجية هي فقط لتدبير الأعراض فقط. [2]

ما هي أعراض رنح فريدريك؟

عادةً ما تبدأ الأعراض بالتظاهر في الأعمار بين 5 إلى 15 سنة،  إلا أن الأعراض قد تتظاهر في أي فئةٍ عمرية، وعادةً ما يكون العرض الأول الملاحظ لدى رنح فريديك هو الضعف العضلي، حيث إن هذا الضعف يكون واضحاً في الطرفين السفليين بشكلٍ متساوٍ، وينجم عن هذا الضعف عدة أعراضٍ أخرى أهمّها: [1] [2]

1- صعوبةٌ قي المشي والجري.

2- حركاتٌ ارتجاجيةٌ لا يمكن السيطرة عليها.

3- خدرٌ في القدمين.

الأعراضٍ الأخرى

1- صعوبة التوجُّه.

2- صعوبةٌ في التوازن.

3- صعوبةٌ في البلع والنطق.

4- تعبٌ عام.

5- اضطراب حاسة البصر.

6- اضطراب حاسة السمع.

7- انحناء النخاع الشوكي (الجنف).

8- ضعف في المُنعكسات.

عادةً ما يحافظ المريض على قدراتٍ ذهنيةٍ كاملة حتى في المراحل المتأخرة من المرض، إلا أن المريض قد يشكو من عدم القدرة على التركيز، وبعض الأعراض النفسية، كالاكتئاب.

ما هي مُسبّبات رنح فريدريك؟

يحدث داء فريدريك بسبب تشوُّهٍ في الجين المحمول على الصّبغي التاسع، والذي يُسمّى فراتاكسين (FXN)، حيث يلاحظ لدى الشخص المصاب تطاول التعبير عن هذا الجين لأكثر من 200 حمض أميني، ويختلف تأثير الخلايا بطفرة جين الفراتاكسين بين خلايا الجسم، فيلاحظ أن هذا الجين يتمُّ التعبير عنه بكثرة ضمن الخلايا العصبية، وطفرة هذا الجين قد تؤدي لظهور أعراضٍ عصبية.

من الملاحظ أنه على مستوى الخلايا، فإن مرضى رنح فريدريك يعانون من تموُّتٍ آلي للخلايا العصبية أو نلاحظ في بعض الخلايا العصبية تخرُّباً في غلاف الخلايا العصبية (الغلاف الميلانيني)، وهذا التموُّت يمكن تفسيره بسبب طفرة جين الفراتاكسين، وما ينتج عنه من تعبيرٍ معيبٍ لهذا الجين قد يحرض الخلايا العصبية لتفعيل سبيل التموُّت التلقائي ضمنها، مما يفسّر التناقص الواضح للخلايا العصبية عند مرضى رنح فريدريك.

كما يلاحظ دور مهمّ لجين الفراتاكسين في تكوين وعمل الميتوكوندريا، بينما عند مرضى رنح فريدريك، فإن الميتوكوندريا يلاحظ أنها لا تعمل بشكلٍ سليم، وينتج عنها فضلات تراكمية من الحديد، هذه الفضلات قد يكون لها دورٌ مباشرٌ في ظهور الأعراض القلبية لدى رنح فريدريك، حيث إن القلب يعاني من تراكم الحديد ضمن الألياف العضلية وتخرُّبها، وينتج عن ذلك اضطرابات بعمل العضلة القلبية قد تكون أعراضاً بسيطة، وقد تكون أعراضاً خطيرةً مُهدّدةً للحياة. [4]

كيف يُشخَّص رنح فريدريك؟

تشخيص رنح فريدريك يبدأ عادةً بالقصة السريرية، والفحص السريري المناسب، غياب المُنعكسات، وضعف العضلات لدى الأشخاص بين 5 و15 عاماً يوجّه عادةً إلى رنح فردريك، إلا أنه ليس ضرورياً، فكما ذكرنا سابقاً قد يظهر رنح فريدريك ضمن أي فئةٍ عمرية.

عادةً ما يكون التشخيص النهائي يعتمد على تعقُّب وجود طفرة جين الفرتاكسين، وذلك بالاعتماد على تحليل تسلسل الحمض النووي DNA، وكما يتمُّ الاعتماد على هذا التحليل للكشف عن الأشخاص الحاملين لصفة التشوُّه في جين FXN، ولا تظهر عليهم الأعراض لأن نمط الوراثة في رنح فريدريك هو وراثةٌ متنحية، وفي بعض الحالات قد يتطلب تقدير التخرُّب ضمن جذع الدماغ إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير الطبقي المحوري. [1] [2]

تدبير رنح فريدريك

لا يوجد علاج شافٍ لداء رنح فريدريك، إلا أن التدبير المُتّبع حالياً قد يساعد على إطالة حياة المريض، وكما أن الالتزام بالتدبير العرضي للمرض يكون كفيلاً بحماية المريض من أخطر أعراض رنح فريدريك الأعراض القلبية، لذلك فإن جرعاتٍ عالية من الأدوية الحاصرة لقنوات بيتا، مثل: البروبرانولول (Propranolol) يوصف عادةً لمرضى رنح فريدريك، وتتوفر عدة أصنافٍ دوائيةٍ أخرى تعمل على تخفيف أعراض رنح فريدريك عبر التأثير بعمل الميتوكوندريا، مثل: [3]

1- أومافيلوكسولون (Omaveloxolone): وهو أحد أقدم الأدوية المُتّبعة في تدبير رنح فريدريك.

2- إيدبينون (Idebenone).

ويتمُّ حديثاً اختبار أصنافٍ دوائيةٍ أخرى تعمل على اضطراب الحديد داخل الخلوي.

المراجع البحثية

1- Friedreich’s Ataxia (FA) – Diseases | Muscular Dystrophy Association. (2021, April 28). Muscular Dystrophy Association. Retrieved October 25, 2023

2- Morgan, K. K. (2023, March 17). Friedreich’s Ataxia. WebMD. Retrieved October 25, 2023

3- Mba, J. C. M. (n.d.). Friedreich Ataxia Treatment & Management: medical care, surgical care, consultations. Retrieved October 25, 2023

4- Mba, J. C. M. (n.d.-a). Friedreich Ataxia: Background, Pathophysiology, Epidemiology. Retrieved October 25, 2023

  1. اضطرابات الحركة - كاف
    Permalink

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.