Skip links
طفل رضيع يبكي

داء القلس المعدي المريئي عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » داء القلس المعدي المريئي عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ القلس المعدي المريئي (Gastroesophageal Reflux (GER))، ويُسمّى أيضاً الارتجاع أو الارتداد المعدي المريئي من أشيع الاضطرابات عند الرضع، وغالباً ما يكون فيزيولوجياً، حيث يقوم الطفل بإخراج كميةٍ قليلةٍ من الحليب من فمه بعد الرضاعة، وذلك بسبب مرور محتويات المعدة إلى المريء بشكلٍ منفعل.

يبدأ عادةً في عمر 2 إلى 3 أسابيع، ويصل إلى ذروته بين عمر 4 إلى 5 أشهر، ومعظم الأطفال المولودين بتمام الحمل تزول لديهم أعراض القلس عندما يبلغون من العمر 9 إلى 12 شهراً، وذلك بسبب نضوج الجهاز الهضمي العلوي وظيفياً، وأيضاً بسبب نمو الطفل، وتطوره الروحي والحركي، حيث يصبح قادراً على التحكم في الرأس (تثبيت الرأس) والجلوس، بالإضافة إلى أن إدخال الطعام الصّلب في هذه المرحلة العمرية يساعد في تحسين أعراض القلس.

ولكن عند بعض الأطفال قد يستمر لفترةٍ أطول، ويؤدي إلى اضطرابٍ في التغذية، أو فشلٍ في النمو، أو التهاب المريء، أو يؤدي إلى صعوباتٍ في التنفُّس، مثل: السُّعال، أو الصفير، أو توقف التنفس، وعندها يسمّى بداء القلس المعدي المريئي (Gastroesophageal Reflux Disease (GERD)). [1]

ما هو داء القلس المعدي المريئي عند الأطفال؟

اضطرابٌ هضميٌّ مزمن يحدث بسبب عدم كفاية عمل العضلة العاصرة المريئية السفلية (المُعصّرة المريئية السفلية)، وهي عبارة عن عضلة دائرية تُفتح عند البلع ثم تنغلق مرةً أخرى، للحفاظ على المواد الطعامية والأحماض ضمن المعدة، كما أنها قد تفتح قليلاً للسماح بخروج فقاعات الغاز عند التجشُّؤ أو الإصابة بالفواق.

ولكن عندما تضعف بشكلٍ مؤقت أو دائم تؤدي إلى عودة محتويات المعدة إلى المريء، مما يُسبّب أعراضاً مزعجةً وغير مريحةٍ للطفل، وذلك لأن المعدة مجهزةٌ بشكلٍ خاص للتعامل مع الحمض القوي اللازم لعملية الهضم، في حين أن المريء لا يتمتع بنفس الحماية، ويؤدي القلس إلى حدوث الإقياء عندما تنتقل محتويات المعدة إلى أعلى المريء، بينما يؤدي إلى الإحساس بألمٍ حارق (حرقة المعدة) عندما تنتقل هذه المحتويات إلى جزءٍ من المريء فقط. [2] [3]

ما هي أسباب داء القلس المعدي المريئي عند الأطفال؟

1- عند الرضع

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالقلس عند الرضع، فمثلاً: في الأشهر الستة الأولى من الحياة يقضي الرضع الكثير من وقتهم مستلقين، وتكون المعصرة المريئية السفلية غير ناضجة بشكلٍ كافٍ لديهم، كما أنهم يتناولون وجباتٍ سائلة، وتُعتبر كبيرة الحجم بالنسبة لحجم أجسامهم مقارنةً بالأطفال الأكبر سناً أو البالغين، وكل هذه العوامل تزيد من احتمال عودة محتويات المعدة إلى المريء، كما يكون الرضع أكثر عرضةً للإصابة بالقلس إذا كانوا يعانون من حالاتٍ صحيةٍ معينة، بما في ذلك:

1- الأطفال المولودون قبل الأوان (الخدج).

2- العيوب الخلقية والمتلازمات الصبغية، مثل: متلازمة داون.

3- الحالات المرضية التي تؤثر على الرئتين، مثل: التليُّف الكيسي.

4- الاضطرابات التي تؤثر على الجهاز العصبي، مثل: الشلل الدماغي.

5- فتق الحجاب الحاجز: وهي حالةٌ مرضيةٌ يتحرك فيها الجزء العلوي من المعدة نحو الأعلى باتجاه تجويف الصدر عبر فتحةٍ في الحجاب الحاجز.

6- وجود عمليةٍ جراحيةٍ سابقة لتصحيح رتق المريء.

7- أيضاً يمكن أن تساهم الحساسية على حليب البقر في حدوث داء القلس المعدي المريئي.

2- عند الأطفال الأكبر سناً

1- يمكن أن يلعب النظام الغذائي دوراً في حدوث القلس المعدي المريئي عند هؤلاء الأطفال، حيث يمكن أن تؤدي الوجبات الكبيرة، والوجبات شديدة الحموضة أو الحارة، والأطعمة عالية الدهون، والشوكولاته، والنعناع، والطماطم، والثوم، والبصل، وكذلك المشروبات الغازية أو التي تحتوي على الكافيين إلى زيادة أعراض القلس.

2- كما يعدُّ القلس أكثر شيوعاً عند الأطفال الذين يعانون من البدانة، وذلك لأن الوزن الزائد يؤدي إلى ارتفاع الضغط ضمن تجويف البطن، مما يزيد من الضغط على المعدة، ويؤدي إلى انتقال المزيد من الحمض إلى المريء.

3- يؤهّب التعرُّض للتدخين السلبي للإصابة بالقلس، حيث يعمل دخان التبغ على استرخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية، كما يؤدي إلى السُّعال المزمن، مما يسهم في إضعاف عضلات الحجاب الحاجز، ويؤهّب لإصابته بالفتق، ويؤدي التدخين أيضاً إلى إبطاء عملية الهضم، ويجعل المعدة تنتج المزيد من الأحماض.

4- كما تؤهّب الإصابة بالتهاب المريء اليوزيني (Eosinophilic esophagitis) لحدوث القلس، وهو عبارةٌ عن اضطرابٍ مرضي التهابي يصبح فيه جدار المريء ممتلئاً بعددٍ كبيرٍ من الحمضات (أحد أنواعِ الكريات البيضاء)، وأسبابه غير معروفة بشكلٍ واضح، لكن يُعتقد أنه قد يكون ناتجاً عن ردّ فعلٍ تحسُّسي تجاه الطعام.

5- كما يمكن لبعض أنواع الأدوية والمُكمّلات الغذائية أن تهيج المريء عند الطفل، وتؤدي إلى حدوث القلس.

الأدوية والمُكمّلات الغذائية

1- الصادات الحيوية: مثل: التتراسيكلين (Tetracycline)، والكليندامايسين (Clindamycin).

2- البايفوسفونيت (Bisphosphonates) التي يتمُّ تناولها عن طريق الفم، مثل: أليندرونات (Alendronate)، وريسدرونات (Risedronate)، وهي من الأدوية المُستخدمة في علاج هشاشة العظام.

3- مُكمّلات الحديد (Iron supplements).

4- مُكملّات البوتاسيوم (Potassium supplements).

5- الكينيدين (Quinidine)، والذي يستخدم في علاج اضطرابات نظم القلب.

6- مسكنات الألم، مثل: إيبوبروفين (Ibuprofen)، والأسبرين (Aspirin).

7- الثيوفيلين (Theophylline)، وهو من الأدوية المستخدمة في علاج الربو.

8- حاصرات أقنية الكالسيوم (Calcium channel blockers)، والتي تستخدم في علاج ارتفاع الضغط الشرياني. [2] [3] [4]

ما هي أعراض داء القلس المعدي المريئي عند الأطفال؟

1- عند الرضع وصغار الأطفال

1- التهيُّج أو البكاء الشديد بعد الرضاعة أو تناول الطعام.

2- رفض تناول الطعام أو تناول كمياتٍ صغيرةٍ فقط.

3- نقص في كسب الوزن، وتأخر في النمو.

4- استمرار بصق الحليب والمواد الطعامية بعد إتمام الطفل العام الأول من العمر (معظم الأطفال يتوقف لديهم في هذا العمر في الحالة الطبيعية).

5- نوبات إقياءٍ متكررة في المراحل الأولى تكون ذات محتوىً حليبي، أو مخاطي، أو طعامي، وقد تترافق في المراحل المتقدمة مع وجود دمٍ أو تصبح بلونٍ أخضر.

6- التجشُّؤ الرطب (يحدث التجشُّؤ بعد تناول الوجبة بفترةٍ قصيرة، ويترافق مع بصق الحليب)، أو الفواق الرطب.

7- دخول محتويات المعدة إلى القصبة الهوائية والرئتين، وهذا ما يسمّى بالاستنشاق أو الرشف الرئوي (Aspiration)، مما يؤدي إلى حدوث الأزيز، والسُّعال، ونوب انقطاع التنفس، ويؤهّب لحدوث ذات الرئة الاستنشاقية.

8- البكاء مع تقوُّس الظهر، وارتداد الرأس نحو الخلف أثناء الرضاعة بسبب شعور الرضيع بالألم المرافق لعملية القلس، وهذا ما يُعرف باسم متلازمة سانديفير (Sandifer Syndrome).

2- عند الأطفال الأكبر سناً

حرقة المعدة (Heartburn)

والتي تسمّى أيضاً عسر الهضم الحمضي، وتوصف بأنها ألمٌ حارقٌ في الصدر يبدأ خلف عظم القص، ويتحرك للأعلى باتجاه الرقبة والحلق، ويمكن أن يستمر لمدة ساعتين، وغالباً ما يكون أسوأ بعد تناول الطعام، وخاصةً في حال الاستلقاء أو الانحناء بعد تناوله مباشرة.

وتُعتبر أكثر شيوعاً عند الأطفال الأكبر سناً والمراهقين، بينما تتواجد بشكلٍ أقل عند الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 12 عاماً، وبدلاً من ذلك قد يتظاهر القلس لديهم بسعالٍ جاف، وخاصةً ليلاً، أو بصعوبةٍ في البلع، أو بأعراضٍ تشبه أعراض الربو، كالسُّعال المزمن، والصفير، وضيق النفس.

القلس (الارتجاع)

أي عودة محتويات المعدة عبر المريء إلى الحلق أو الفم، مما قد يتسبّب في إحساس الطفل بطعمٍ حامضٍ في الفم، وقد يترافق مع حدوث الإقياء، أو نزلات البرد، أو التهاب الحلق والأذن المتكرر.

3- الأعراض الأخرى

1- التجشُّؤ: وهو التخلص من غازات الجهاز الهضمي عن طريق الفم.

2- الفواق: عبارةٌ عن تشنُّجاتٍ متكررة لا إرادية في الحجاب الحاجز.

3- وجود آلامٍ في المعدة أو ألم في الصدر.

4- يصبح الطفل منزعجاً ومتضايقاً في فترة تناول الطعام.

5- الغثيان والإقياء، فقدان الشهية.

6- رائحة الفم الكريهة، وفقدان أو تسوُّس ميناء الأسنان. [3] [4] [5]

ما هي مضاعفات داء القلس المعدي المريئي عند الأطفال؟

1- التهاب المريء

حيث يؤدي حمض المعدة إلى تهيُّج بطانة المريء، وحدوث الوذمة والتورُّم فيها، مما يؤدي إلى حدوث صعوبةٍ في البلع، ويؤهّب لتضيُّق المريء.

2- قرحة المريء

يعدُّ القلس المعدي المريئي السبب الرئيسي لحدوث القرحات في بطانة المريء، وتتظاهر بصعوبةٍ وألمٍ أثناء البلع، وغثيان، وألم في الصدر.

3- تضيُّق المريء

إن تعرُّض المريء بشكلٍ مستمر للالتهابات، والإصابات المزمنة يؤدي إلى تشكُّل أنسجةٍ ندبية، وتؤدي هذه الأنسجة بدورها إلى تضيُّق المريء، مما يجعل تناول الطعام والشراب أمراً صعباً.

4- الربو

قد يؤدي الحمض الموجود في مجرى الهواء إلى تفاقم الربو عند الأطفال المصابين به، أو يُسبّب أعراضاً تشبه أعراض الربو لدى الأطفال الذين لا يعانون من أي أمراضٍ تنفسية موجودةٍ مسبقاً، وذلك لأن جزيئات الحمض الصغيرة تؤدي إلى تهيُّج القصبات الهوائية، وتُسبّب انقباضها، مما يُّسبب السُّعال، وصعوبات التنفس.

5- مريء باريت (Barrett’s esophagus)

وهو تغيّرٌ في الأنسجة المُبطِّنة للمريء، حيث تصبح الخلايا الموجودة فيها أشبه بالخلايا المعوية، ويحدث هذا التغيير بعد التعرُّض المتكرر المزمن لحمض المعدة، وحدوث التهاب المريء لفتراتٍ طويلة، وهو عامل خطرٍ للإصابة بسرطان المريء.

الارتجاع الحنجري البلعومي (Laryngopharyngeal reflux)

قد يحدث عند بعض المصابين بداء القلس المعدي المريئي، حيث يمرُّ الحمض إلى الحلق أثناء النوم، مما يُسبّب تورُّماً وضخامةً في الحبال الصوتية، ويؤدي إلى بحةٍ في الصوت. [6]

المراجع البحثية

1- Porto, A. (2019, June 21). Gastroesophageal reflux & gastroesophageal reflux disease .HealthyChildren.org. Retrieved November 30, 2023

2- Johns Hopkins Medicine. (2019, November 19). Gerd  (gastroesophageal reflux disease) in children. Johns Hopkins Medicine. Retrieved November 30, 2023

3- CHOC – Children’s Hospital of Orange County. (2022, January 14). GERD & Heartburn in Kids: Signs, causes, & treatment. Retrieved November 30, 2023

4- National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. (November, 2020). Symptoms & causes of ger & gerd in children.  National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. Retrieved November 30, 2023

5- Denham, J , M . (2021, January).  Gastroesophageal reflux (GER) . KidsHealth. Retrieved November 30, 2023

6- Cleveland Clinic. (2023, September 28). Acid Reflux & GERD. Retrieved November 30, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.