داء الرشاشيات – الأسباب، طرق والوقاية والعلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هو داء الرشاشيات وأسباب الإصابة به؟
داء الرشاشيات (Aspergillosis) هو عبارةٌ عن مجموعة أعراض تسبّبها أبواغ الفطريات الرشاشية التي يفوق عددها حوالي مئة نوع، ويُصيب الإنسان أنواع محدّدة منها فقط، وتُفضّل الفطريات الرشاشية الأشخاص ناقصي المناعة والمصابين بالأمراض التنفُّسية المزمنة، أو المُتعاطين للأدوية المثبّطة للمناعة بعد إجراء عمليات زراعة الأعضاء، أو في سياق الإقامة الطويلة في المستشفيات والمنشآت الصحية.
تعيش هذه الأنواع من الفطور في الظروف الرطبة وقليلة التهوية خارج وداخل جسم الإنسان، وعند دخولها الجسم تقوم بتفعيل جهاز المناعة، وإحداث ردّ فعلٍ تحسُّسي، وخاصةً لدى الأشخاص المصابين بمرض عوز المناعة المُكتسَب، والسكريين، والحوامل ناقصات المناعة، وتتظاهر هذه الإصابة في الجهاز التنفُّسي بشكلٍ أساسي، ولاسيّما لدى مرضى الربو والتليّف الكيسي، وقد تصيب أعضاء أخرى، مثل: الدماغ، ومجرى الدم.
تشخيص الإصابة بداء الرشاشيات
مع الأسف لا يوجد اختبار مُشخِصٌ للإصابة بداء الرشاشيات، لذا يتطلب تشخيصه خبرةً ومهارةً من الطبيب، وذلك من خلال البدء بأخذ القصة السريرية المُفصّلة لجمع الأعراض والعلامات الدالة على المرض، مثل: الوزيز، وقصور التنفُّس، والحمّى مع السعال المنتج للقشع مع ضرورة طلب فحص القَشَع أو مسحاتٍ من الطرق التنفُّسية، وزرعها على أوساط مناسبةٍ للفطور.
بالإضافة إلى إمكانية طلب صورةٍ بسيطةٍ أمامية خلفية بالأشعة السينية للصدر لكشف التغييرات المرئية، مثل: ظهور الإرتشاحات في الساحة الرئوية، وقد يُفيد التصوير بالطبقي المحوري متعدّد الشرائح للكشف عن الكهوف المُحدَثة بالأمراض المزمنة، والتي تعدُّ مُسكّناً مناسباً لتجمُّع الفطور الرشاشية.
والأهمُّ قياس الأضداد المسؤولة عن ردّ الفعل التحسُّسي IgE، وكشف الأضداد الأخرى المتعلقة بالمرض، مثل: IgA, IgG, IgM مع ارتفاع قيمة الحمضات في فحص الكريات البيض وتعداد الدم الكامل. [1] [2]
أعراض وعلامات الإصابة بداء الرشاشيات
ظهور الأعراض التنفُّسية المتمثلة بالسُّعال المُنتِج للقَشَع، ويمكن أن يكون القَشَع مدمّى نتيجة تخريش جُدُر الطرق التنفُّسية أو مخاطي مائل للون الأسود، إضافةً إلى الحرارة المتوسطة، والتي لا تستجيب على الصادات الحيوية، وهذا يستبعد السبب الجرثومي للأعراض التنفُّسية.
وعند انتشار الفطريات الرشاشية إلى الجيوب الأنفية، ولا سيما الجيب الفكي تظهر أعراض التهاب الجيوب من صداعٍ يزداد بالانحناء للأمام أو الاستلقاء، ويمكن أن تتضاعف الحالة لظهور البوليبات الأنفية التي تسبّب انسداداً بالأنف وسيلان أنفي.
وعند إهمال الحالة تشتدُّ الأعراض لتشمل الزلّة التنفُّسية، وهي عبارةٌ عن تسرُّع وصعوبة التنفُّس عند القيام بمجهود، إضافةً إلى نقص الوزن، والتعب، والوهن، كما ذكر بعض المرضى حدوث ارتفاع الحرارة مع العروءات، والقشعريرة، والألم الصدري، وبعض الآفات الجلدية المميزة. [3]
أنواع الإصابة بداء الرشاشيات
كما ذكرنا سابقاً أن الفطور الرشاشية تصيب الجهاز التنفُّسي في المقام الأول، لكن مع تطور الحالات، وظهور دراساتٍ على الحالات التي تظهر فيها الإصابة على شكل الورم الرشاشي (Aspergilloma)، حيث تتشكل كرات أو تجمُّعات من الفطور الرشاشية داخل الكهوف الموجودة في النسيج الرئوي.
وهي حالةٌ متقدّمة تستمر أعراضها لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، وتسبّب صعوبةً في التنفُّس دون وجود انتقالاتٍ إلى أماكن أخرى أو أعضاء أخرى من الجسم، كما شوهدت الإصابة الجلدية بالفطور الرشاشية، وذلك بدخول الفطور أو الأبواغ عبر جرحٍ موجودٍ في الجلد، وتسبّب أعراضاً موضعية، وتفعّل الحالة الالتهابية في الجسم.
ومع المعالجة غير الكاملة، وظهور السلالات المقاومة من الفطر ظهر نوع من الإصابة يدعى بداء الرشاشيات المقاوم للآزول (Azole-resistant aspergillosis)، وهي الأدوية المُستخدمة كمضادات للفطور، لذلك إن معالجة هذه الحالات صعبة، وينبغي على الطبيب إيجاد صنفٍ دوائيٍّ فعّالٍ وبديل. [1] [4]
ما هي مضاعفات الإصابة بداء الرشاشيات؟
تؤدي الإصابة بداء الرشاشيات إلى بعض المضاعفات الخطيرة، وذلك حسب نوع الإصابة، وعمر المصاب، والخدمات الطبية المتوفرة، وأهمُّ الاختلاطات هو النزف بسبب تشكل الأورام الرشاشية في الرئتين، فتتمزّق الشعيرات الدموية، ويرتشح الدم إلى النسيج الرئوي على هيئة نفثٍ دمويّ غزير قد يهدّد الحياة، كما يسبّب داء الرشاشيات الإنتانات أو العدوى الجهازية، إذ تنتقل الفطور عبر الدم لتصيب أعضاء أخرى، كالدماغ، والقلب، والكليتين، مع أن الإصابات هذه نادرة، لكنها مهددّةٌ للحياة، ويجب معالجتها قبل الوصول إلى الاختلاطات المميتة. [5]
علاج داء الرشاشيات والوقاية منه
إن الخط الأول في معالجة داء الرشاشيات هو العلاج الدوائي بمضادات الفطور، وهي حسب الأهمية، وشيوع الاستخدام: [1] [2] [5]
● إيتراكونازول (Itraconazole) المعروف بالاسم التجاري (Sporanox).
● فوريكونازول (Voriconazole) المعروف بـ ( Vfend).
● أمفوتريسين (AmphotericinB)، وهي من مضادات الفطور المعروفة (AmBisome).
● بوزاكونازول (Posaconazole) واسمه التجاري (Noxafil).
● كاسبوفنغين (Caspofungin) أو كانسيداس (Cancidas).
وتتراوح فترة المعالجة بمضادات الفطور من عدة أيام إلى أشهر، وذلك بالاعتماد على الحالة العامة للمريض وشدة إصابته، بالإضافة إلى المعالجة العرضية، مثل: خافضات الحرارة عند اللزوم مع التنويه إلى خطورة التأثيرات الجانبية لمضادات الفطور.
لذلك يجب تأكيد التشخيص بالإصابة بداء الرشاشيات قبل إعطاء المعالجة السابقة، كما تستخدم الستيروئيدات القشرية في معالجة هذا الداء بالمشاركة مع مضادات الفطور السابقة، وتعطى الستيروئيدات بالطريق الفموي، وليس عبر الجهاز التنفُّسي لعدم فعاليته، وقد يحتاج مريض التهاب الجيوب بالفطريات الرشاشية الجراحة في حال وجود بوليباتٍ أنفيةٍ مرافقةٍ للإصابة.
تتمُّ الوقاية من داء الرشاشيات بتجنُّب الرطوبة المنزلية عن طريق تعريض الأثاث للهواء وأشعة الشمس، وارتداء الكمامة عند التعامل مع الأتربة في حديقة المنزل أو عند التعرض للغبار بكثرة، لأن الفطور الرشاشية تنتقل إلى الأنف، ومنه إلى الجهاز التنفُّسي. أما الوقاية الأساسية، فهي تقوية الجهاز المناعي بتناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، ومعالجة الأمراض المزمنة من خلال تناول الأدوية بانتظامٍ لمساعدة الجهاز المناعي في التصدّي للفطور.
المراجع البحثية
1- Aspergillosis. (2022, January 6). Mayo Clinic. Retrieved October 19, 2024
2- Aspergillosis. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved October 19, 2024
3- Aspergillosis. (2024, August 2). Medscape.com. Retrieved October 19, 2024
4- Badii, C. (2012, July 25). Aspergillosis. Healthline. Retrieved October 19, 2024
5- Aspergillosis. (N.d.). Bmj.com. Retrieved October 19, 2024