Skip links
بعوضة تقف على سطح الجلد لشخصٍ ما

حمى الضنك – الأسباب، الأعراض وما هو العلاج؟

الرئيسية » الطب » أمراض » حمى الضنك – الأسباب، الأعراض وما هو العلاج؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي حمى الضنك؟

هو مرضٌ فيروسيّ يصيب الإنسان عن طريق لدغة البعوض، خاصةً في المناطق الحارة المدارية والمناطق الاستوائية، وتسمّى أيضاً (حمى عدن)، وتنجم عن فيروسٍ يسمّى فيروس الضنك المستوطن بصورةٍ أساسية في جنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى إفريقيا؛ حديثاً أصبحت هذه الحمى تنتشر إلى مناطق جديدة في جنوب أمريكا، وكذلك بعض المناطق في أوروبا.

تحدث سنوياً ملايين الإصابات وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وقد يصل عدد الإصابات سنوياً إلى 200 مليون إصابة أغلبها في المناطق الاستوائية والمدارية، ويسبّب كذلك حوالي 2000 وفاة سنوياً. تحدث أغلب الإصابات بين عمر (20- 40) سنة، وقد تصيب الأطفال بصورةٍ قليلة. ما زال العمل قائماً على تطوير اللقاحات في المناطق الموبوءة إلا أن حجر الأساس في الوقاية هو القضاء على البعوض الناقل للمرض. [1]

أسباب حمى الضنك

كما تحدثنا سابقاً حمى الضنك مرضٌ فيروسيّ معدٍ ناجمٌ عن فيروس (الرنا – ريبونوكلييك)، ويعود هذا الفيروس إلى عائلة فيروسات (Flaviviridae)، وهناك أربعة أنواعٍ مصلية مختلفة لهذا الفيروس (DENV-1 إلى DENV-4) تصل إلى جسم الإنسان من خلال لدغ أنثى بعوضةٍ ما تسمى (الزاعجة المصرية – Ae aegypti)، وكذلك أنثى بعوض (الزاعجة المنقطة بالأبيض – albopictus) أو بعوضة (النمر الآسيوي) بصورةٍ أكثر ندرة.

ينتقل الفيروس من الشخص المصاب إلى الشخص السليم عن طريق لدغ البعوضة الزاعجة التي تحمل الفيروس من دم الشخص المصاب إلى السليم، وتستمر هذه الحلقة كلما قامت البعوضة الحاملة للفيروس بلدغ شخصٍ سليم جديد. يبقى دم الشخص المصاب معدياً حتى خمسة أيام من الإصابة، وقد يبقى لفترةٍ أطول حوالي الأسبوع، وتعطي العدوى بنمطٍ مصلي معين مناعةً دائمةً لهذا النوع فقط، بينما يمكن للإنسان أن يصاب بنوعٍ مصلي آخر. [2]

أعراض حمى الضنك

تختلف الأعراض بصورةٍ متباينة من حيث الشدة والإنذار، فقد تكون لا عرضية عند نسبةٍ كبيرة من المرضى أو تكون ذات أعراضٍ خفيفة تشبه أعراض الإنفلونزا، كما أنها قد تسمّى (حمى كسر العظم) من شدة الآلام الهيكلية المرافقة، ولكن هناك نسبة من هؤلاء المرضى قد تتطور لديهم حمى الضنك النزفية الخطيرة، فتؤدي إلى الوفاة. وأهم الأعراض المرافقة:

1- الحرارة العالية تصل إلى 40 درجة.

2- ألم الرأس والصداع.

3- الآلام الهيكلية في العضلات والعظام.

4- غثيان وإقياء.

5- طفح جلدي.

6- ضخامة عقد لمفاوية.

تبدأ هذه الأعراض بالظهور بعد لدغة البعوضة بحوالي 5 أيام، وأغلب هذه الحالات لا تتطلب سوى الرعاية الصحية بالتسكين، والعمل على خفض درجة الحرارة، بالإضافة إلى تعويض السوائل، ويتمُّ الشفاء غالباً خلال أسبوع أو أكثر بقليل.

ولكن للأسف في الجهة المقابلة هناك ما يسمّى حمى الضنك الشديدة الخطرة أو ما يسمّى حمى الضنك النزفية الناجمة عن تخرب بطانة الأوعية الدموية الدقيقة في الجسم، وبالتالي استنزاف عوامل التخثُّر، وتخرب الصفيحات، مما يسبّب النزوف العفوية، وقصور أعضاء شديد، مما يؤدي إلى الصدمة والوفاة.

بالإضافة إلى ما سبق هناك بعض التظاهرات غير النوعية التي قد ترافق حمى الضنك، منها: قصور كلوي حاد، التهاب دماغ، اختلاجات عند الأطفال، بالإضافة إلى متلازمة الانحلال الدموي اليوريمائي. [3]

العلامات التحذيرية للإصابة بحمى الضنك النزفية الشديدة

هناك العديد من النقاط التحذيرية التي تشير إلى إمكانية تطور الحالة النزفية الخطرة لحمى الضنك أهمها:

1- الإقياءات المعندة.

2- الآلام البطنية الشديدة.

3- الرعاف والنزف العفوي من اللثة.

4- ظهور الدم في البول أو البراز.

5- بدء ظهور كدمات عفوية.

6- صعوبة التنفس.

7- اضطرابات عصبية (تهيج، أرق، هذيان). [4]

سير المرض

هناك ثلاثة مراحل أساسية لسير المرض: [5]

1- الطور البادري

يعاني المرضى في الطور البادري من حمى مفاجئة تصل إلى حوالي 40 درجة مئوية، قد تكون حرارةً مستمرة أو نوبية عند حوالي 6 بالمئة من الحالات خاصةً في حمى الضنك النزفية وحمى الضنك الشديدة. بالإضافة للحرارة تبدأ الآلام الهيكلية، والأعراض الهضمية، والطفح الجلدي، وتستمر حوالي يومين إلى ثلاثة أيام.

2- مرحلة الذروة – الحرجة

تحدث بين اليومين الثالث والسابع، تنخفض فيها درجة للحرارة إلى 38 درجة تقريباً، وفي هذه المرحلة تبدأ الصفيحات والكريات البيض بالانخفاض، وتبدأ علامات الجفاف بالظهور، وارتفاع تركيز الهيماتوكريت، ومن المهمّ مراقبة عدد الكريات البيض في هذه المرحلة، حيث إنها تنخفض قبل الصفيحات بحوالي 24 ساعة، وتعتبر علامةً خطيرةً لضرورة التدخل قبل بدء الاضطرابات الخثارية والنزف.

3- مرحلة الشفاء والتعافي

تحدث على مدى 2 إلى 3 أيام تعود خلالها وظائف الجسم للاستقرار. 

متى أزور الطبيب؟

بقدر ما يمكن لحمى الضنك الشديدة أن تكون حالةً طارئةً خطيرةً مهددةً للحياة، إلا أن أغلب الحالات تكون لا عرضية أو متوسطة الشدة. راجع طبيبك في حال ظهرت عليك أي من الأعراض المذكورة سابقاً (الحرارة، التعب العام، الغثيان، آلام بطنية) بعد زيارتك لمنطقة موبوءة أو في حال السفر أو تعاملك مع المسافرين. [6]

علاج حمى الضنك

يختلف العلاج حسب نمط الإصابة وشدتها، يتمُّ علاج المرضى أصحاب الأعراض الخفيفة أو المتوسطة، والذين ليس لديهم علامات تحذيرية في المنزل باستخدام الأسيتامينوفين (السيتامول) لخفض الحرارة والسوائل الفموية الكافية. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري شرح العلامات التحذيرية المرافقة للحالة الخطرة من حمى الضنك للمرضى، ونصحهم بطلب العناية الطبية الفورية في حالة حدوث أي من هذه العلامات.

أما المرضى الذين تظهر لديهم علامات الخطورة، كالنزوف من اللثة، أو الإقياء المعند، أو الذين لديهم عوامل خطر أخرى، كالعمر المتقدم، أو الحمل، أو داء السكري، فيجب إدخالهم المستشفى، ويجب البدء بالإماهة الوريدية، وكذلك استخدام المعيضات المختلفة وفق الحاجة.

يمكن نقل الدم في حالات النزيف الحاد، وكذلك يعدُّ نقل الصفائح الدموية ضرورياً إذا انخفض عددها إلى أقل من 20000 خلية لكل ميكرولتر، ويمنع إعطاء الأسبرين، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومضادات التخثُّر الأخرى، كما أنه لا ينصح بأي أدوية مضادة للفيروسات، وكما أسلفنا إن أساس الوقاية القضاء على البعوض الناقل للفيروس المُسبّب. [7]

الإنذار والمضاعفات

تصل نسبة الوفيات إلى 20 بالمئة في الأماكن ذات التجهيزات الخفيفة والمتوسطة، وتنخفض هذه النسبة إلى 1 بالمئة في المناطق المجهزة بشكلٍ جيدٍ لاستقبال هذه الحالات. تشمل المضاعفات: قصور كلية، قصور كبد، التهاب خصية، أذية عصبية. [8]

كيف أحمي نفسي من الإصابة بحمى الضنك؟

إن الطريقة الوحيدة لتجنُّب الإصابة بفيروس حمى الضنك هي القضاء على البعوض، وتجنُّب المناطق الموبوءة، وهناك تدابير وقائية منها:

رسم توضيحي لشخص نائم في سريره ويحيط نفسه بناموسية منعاً لمرور الحشرات إليه، و علبة من المبيدات الحشرية و شخص آخر يقوم بوضع كريم ضد الحشرات على يده بالإضافة لبرميل من المياه المحكم الإغلاق

1- استخدام الناموسيات.

2- استخدام المبيدات الحشرية.

3- استخدام كريمات طاردة للبعوض.

4- ردم المستنقعات.

5- تحديد مناطق تكاثر البعوض والآفات، والقضاء عليها.

6- تغطية المياه المخزنة.

7- التثقيف الصحي.

اللقاح

تمّت الموافقة على (CYD-TDV)، وهو أول لقاح حمى الضنك الحي للاستخدام في المناطق الموبوءة في 20 دولة. [9]

المراجع البحثية

1- Dengue fever – Symptoms and causes. (2022, October 5). Mayo Clinic. Retrieved June 13, 2024

2- Professional, C. C. M. (n.d.). Dengue Fever. Cleveland Clinic. Retrieved June 13, 2024

3- Normandin, B. (2021, August 11). Dengue Fever. Healthline. Retrieved June 13, 2024

4- الصحة، ف. ب. و. (n.d.). Ministry of Health Saudi Arabia. Dengue Fever. Retrieved June 13, 2024

5- Schaefer, T. J., Panda, P. K., & Wolford, R. W. (2024, March 6). Dengue Fever. Retrieved June 13, 2024

6- Symptoms of dengue and testing. (2024, May 14). Dengue. Retrieved June 13, 2024

7- Tayal, A., Kabra, S. K., & Lodha, R. (2022). Management of Dengue: An Updated review. Indian Journal of Pediatrics/Indian Journal of Pediatrics, 90(2), 168–177. Retrieved June 13, 2024

8- Dengue Fever. (2024, April 11). Johns Hopkins Medicine. Retrieved June 13, 2024

9- World Health Organization: WHO. (2024, April 23). Dengue and severe dengue. Retrieved June 13, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.