تلف الأعصاب – الأعراض، التشخيص وكيف يتمُّ العلاج؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يُطلق مصطلح “تلف الأعصاب” على العديد من الإصابات التي تصيب الجهاز العصبي، وعادةً ما يُساء استخدام هذا المصطلح ليشمل العديد من الحالات التي لا تتعلق بالأعصاب، حيث إن تلف الأعصاب هو مصطلحٌ يصف أذيّات الأعصاب المختلفة في الجسم، وعليه فإن الإصابات يجب أن تشمل الأعصاب على وجه الخصوص بينما إصابات الدماغ والنخاع الشوكي لا تقع تحت مسمّى أذيّات الأعصاب.
يمكن لتلف الأعصاب أن ينتج عن أي إصابةٍ مرضية، أو رضّية، أو خلقية بعضها عكوس شافٍ، والبعض الآخر غير عكوسٍ مزمن، وغالباً ما يتطلّب تدبيره بشكلٍ عام خبرةً كبيرةً لضمان عدم فقدان وظيفة العصب بشكلٍ دائم، إلا أنه وبشكل عام تُعتبر الإصابات العصبية المحيطية من الإصابات صعبة التدبير.
ما هو المقصود بتلف الأعصاب المحيطية؟
يشير مصطلح تلف العصب المحيطي إلى إصابة أو تعطُّل الأعصاب التي تمتدُّ من الحبل الشوكي والدماغ إلى بقية الجسم، خارج الجهاز العصبي المركزي. يمكن أن تصاب الأعصاب المحيطية بعدة طرق، مثل: الصدمة، أو الهرس، أو الالتهاب. يمكن أن تؤثر هذه الإصابات على وظيفة الأعصاب، وتسبّب أعراضًا، مثل: الألم، أو الضعف، أو التنميل، أو الوخز في المنطقة المصابة من الجسم، وتعتمد شدة الأعراض، ونوعها على مكان الإصابة، ومداها.
قد تشمل خيارات علاج إصابات الأعصاب الطرفية الأدوية، أو العلاج الطبيعي، أو الجراحة، أو التدخُّلات الأخرى اعتمادًا على الحالة المحدّدة، ويمكن أن تشمل الأسباب الأخرى غير الشائعة الأورام، والأمراض الانضغاطية الورمية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. [1]
ما هي الأعراض الناتجة عن تلف الأعصاب؟
في حالة إصابة العصب المحيطي، قد تتراوح الأعراض من خفيفةٍ إلى خطيرة، وتعتمد الأعراض غالبًا على الألياف العصبية المتضررة: [2]
1- الأعصاب الحركية (Motor nerves)
تُنظّم هذه الأعصاب جميع العضلات الهيكلية في الجسم، كالعضلات في الوجه، والأطراف المُستخدمة في المشي، والتحدُّث، وحمل الأشياء، ويمكن أن يؤدي تلف هذه الأعصاب إلى ضعف العضلات، وتشنُّجاتٍ مؤلمة، وارتعاش العضلات.
2- أعصاب حسّية (Sensory nerves)
تتنوّع الأعراض المُشاهدة عند إصابة الأعصاب الحسّية نتيجة تنوُّع الوظائف الحسّية لهذه الأعصاب، وتشمل الخدر، أو الوخز في اليدين، أو القدمين، وصعوبة في المشي، اضطراب حسّ الوضعية والتوازن، الشعور بالألم مع تغيّراتٍ في درجة الحرارة، وإصابة الأعصاب الحسّية قد تسبّب الألم أيضًا.
3- الأعصاب اللاإرادية (Autonomic nerves)
تُنظّم هذه المجموعة من الأعصاب الأنشطة التي لا يتمّ التحكم فيها بشكلٍ واعٍ، مثل: التنفُّس، ووظيفة القلب، والغدة الدرقية، والهضم، وقد تشمل الأعراض التعرُّق الزائد، والتغيُّرات في ضغط الدم، وعدم القدرة على تحمُّل الحرارة، وأعراض الجهاز الهضمي.
تصنيف الأذيّات العصبية المحيطية
بالاعتماد على الأعراض المُلاحظة يتمُّ التصنيف إلى عدة درجاتٍ تبعاً لانتشار الأعراض، ومدى تضرُّر البُنى العصبية: [3]
الدرجة الأولى: وتشمل انضغاطا موضعياً مع سلامة العلامات العصبية في المستويات الأعلى والأدنى من مستوى الإصابة والتلف العصبي، عادةً ما يكون عكوساً، والتعافي التام هو القاعدة، ويتمُّ خلال مدة تصل إلى 12 أسبوعاً.
الدرجة الثانية: وهي الإصابات العصبية الأشد، وتشمل أعراضاً انضغاطيةً شديدة، وأعراض خدرٍ تمتدُّ لمستوى أبعد من منطقة الانضغاط، والإصابة العصبية، في هذه الدرجة يُستطبّ إجراء تخطيطٍ كهربائي للعصب (تخطيط كهربية العضل) المصاب للتأكد من سلامة التوصيل العصبي للبُنى، والأعضاء التي تقع بعد موقع الإصابة العصبية.
الدرجة الثالثة: شكلٌ أشدُّ من التلف العصبي المُلاحظ في الدرجة الثانية، وفيه يمكن مشاهدة ضعفٍ شديدٍ في النقل العصبي، والذي يمكن ملاحظته عبر تخطيط كهربية العضل مع ملاحظة مظاهر الضمور والتليف العضلي، وهي مظاهر مُشاهدةٌ في حالة ضعف التعصيب العضلي، يصبح الشفاء في هذه الدرجة بطيئاً، وغالباً ما يكون غير تامٍّ مع بقاء أعراض طويلة الأمد، وفي بعض الأحيان لا يوجد شفاء سليم (إعادة تعصيب معيبة).
الدرجة الرابعة: تؤدي الإصابة من الدرجة الرابعة إلى تلفٍ عصبيٍّ واسع، وتمنع أي محاور عصبية من التقدُّم بعد مستوى إصابة العصب، وتكشف الدراسات التشخيصية الكهربية عن تغيُّراتٍ في تعصيب العضلات المصابة.
الدرجة الخامسة: إصابة الدرجة الخامسة هي قطع كامل للعصب، مثل: الإصابة من الدرجة الرابعة، فهي تتطلب عمليةً جراحيةً لاستعادة الاستمرارية العصبية.
الدرجة السادسة: يحدث هذا النوع من الإصابة عادةً عندما تعمل بعض حزم العصب بشكلٍ طبيعي بينما قد تكون حزم أخرى في طور التعافي، وقد تتطلب حزماً أخرى تدخُّلًا جراحيًا للسماح بالتجديد المحوري، وضمان عدم تخرُّب الليف العصبي المُصاب.
الوسائل التشخيصية المهمّة في تقييم التلف العصبي
من العوامل المهمّة متابعة قصة المريض، والحصول على القصة الكاملة لشكايته مع السؤال عن السوابق المرضية والدوائية، فبعض الأدوية تحمل سُمّيةً عصبية، كالايثامبيتول الذي قد يسبّب تلف العصب البصري، بعدها يمكن التحرّي عن الآفات المُتوضّعة على الأعصاب المحيطية التالفة أو الآفات المحيطة بها، وذلك عبر التصوير بالرنين المغناطيسي.
يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) لتصوير النخاع عند الاشتباه بإصابة الضفيرة العضدية، على الرغم من أنه تمّ استبداله إلى حدٍّ كبيرٍ بالتصوير بالرنين المغناطيسي، ومن الفحوص المهمّة التي يتمّ إجراؤها عند الشك بالإصابة بتلف الأعصاب المحيطية هو التخطيط الكهربائي (تخطيط كهربية العضل Electromyography).
تُعتبر دراسات التوصيل العصبي مفيدةً بشكلٍ خاص في تحديد مواقع الضغط الثانوية على العصب المصاب التي قد تكون موجودة. إذا كان ضغط العصب في منطقةٍ ضيقةٍ تشريحياً، مثل: النفق الرسغي، أو النفق المرفقي، فقد نلاحظ علامات ضعف النقل العصبي مع علامات تضرُّر وتلف عصبي. [4]
علاج التلف العصبي
يعتمد العلاج الأساسي على الترميم العفوي التلقائي للعصب المصاب، وكل التدابير المُتّخذة تكون في البداية تلطيفيةً لتخفيف الأعراض، إلا أن التداخل الجراحي يصبح مستطاباً عند ملاحظة فشل الترميم الذاتي للأعصاب المصابة، وذلك في حالات الإصابات العصبية الشديدة، حيث إنه بعد فترةٍ من الإصابة، والتأكد من فشل الترميم عندها يصبح الترميم الجراحي العصبي مستطاباً، إلا الجراحة تصبح مستعجلةً وإسعافيةً في الإصابات العصبية المفتوحة.
بعض التدابير غير الجراحية قد تكون ضروريةً في بعض الإصابات العصبية التي تشمل الأعصاب الحركية، وتسبّب ضموراً وضعفاً عضلياً واضحاً، وذلك عبر مراجعة مراكز المعالجة الفيزيائية، واستخدام الدعامات الهيكلية والعضلية، وذلك تبعاً للعصب المصاب، وطبيعة الإصابة العصبية. [5]
المراجع البحثية
1- Peripheral nerve injuries – Symptoms and causes. (n.d.). Mayo Clinic. Retrieved October 26, 2024
2- Wachtel, A. (2023, March 4). Peripheral Nerve Injury. Barrow Neurological Institute. Retrieved October 26, 2024
3- Haddad, S. F., MD. (n.d.). Peripheral Nerve Injuries Clinical presentation: history and physical examination, classification. Retrieved October 26, 2024
4- Haddad, S. F., MD. (n.d.). Peripheral Nerve Injuries WorkUp: imaging studies, other tests. Retrieved October 26, 2024
5- Haddad, S. F., MD. (n.d.). Peripheral Nerve Injuries Treatment & Management: Approach considerations, Nonoperative therapy, Surgical therapy. Retrieved October 26, 2024