Skip links
أسنان امرأة مبتسمة عليها سلك معدني

تقويم الأسنان – التشخيص والاستطباب

الرئيسية » الطب » طب الأسنان » تقويم الأسنان – التشخيص والاستطباب

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تقويم الأسنان فرعٌ من فروع طب الأسنان يهتمُّ بتصحيح وتحسين مواقع الأسنان ضمن الفكين، وذلك عبر علاجٍ ميكانيكي يقوم بتحريك الأسنان إلى موضع أكثر مثالية، حيث يعتمد الوضع المثالي لكل مريض على عدة عوامل، مثل: ملامح الوجه، والاعتبارات التجميلية، كما يسعى إلى تحسين العلاقة بين أسنان الفك العلوي والفك السفلي، أي تحسين الإطباق، وإصلاح سوء الإطباق الوظيفي.

الأسباب الرئيسية لإجراء تقويم الأسنان

بشكلٍ عام توجد ثلاثة أسباب رئيسية لإجراء تقويم الأسنان تتلخص بما يلي: [1] [2]

● تحسين الناحية الجمالية للوجه والابتسامة.

● تصحيح العلاقة الإطباقية بين الفكين.

● القضاء على سوء الإطباق الذي يمكن أن يضر بصحة الأسنان واللثة على المدى البعيد.

تمّ التوصل إلى إجماعٍ حول ما يعتبر إطباقاً مثالياً أو طبيعياً على مرّ السنوات، ومع ذلك ليس من الشائع وجود أشخاصٍ لديهم صفات الإطباق المثالي دون تلقي العلاج التقويمي، الاختلافات الشكلية في حجم وشكل الأسنان والمواقع السهمية للفكين العلوي والسفلي تخلق تنوعاً كبيراً في أشكال الإطباق لدى الأفراد، وتعدُّ فقط 8 بالمئة من حالات سوء الإطباق لها سبب معروف بينما 92 بالمئة الباقية من الحالات ليس لها أسباب معروفة، ولكنها على الأرجح ناتجة عن عوامل جينية وبيئية.

تقييم وتشخيص مريض التقويم

أهمّ جزءٍ في علاج مريض التقويم هو تقييم المريض بشكلٍ دقيق، وبمجرد بدء خطة علاجٍ معينة تصبح التغييرات اللاحقة غالباً صعبة، ويمكن أن يؤدي العلاج التقويمي غير المناسب إلى نتائج عكسية، لذلك من الضروري إجراء فحصٍ كامل للشكل الهيكلي، والعلاقات بين الأنسجة الرخوة، وصفات الإطباق قبل البدء في العلاج. ويجب أن يتضمن التقييم الأولي ما يلي:

– التاريخ الطبي للمريض.

– شكوى المريض.

– الفحص خارج الفم.

– الفحص داخل الفم.

– الفحص الشعاعي.

– مبررات العلاج.

– أهداف العلاج.

– خطة العلاج.

الفحص خارج الفم

من المفيد اتباع تسلسل الفحص التالي: [3]

1- تحديد النمط الهيكلي

يجب تقييم النمط الهيكلي للمرضى، وتقييم العلاقات الأمامية-الخلفية والعمودية، والعرضية. على الرغم من أن الأنسجة الرخوة يمكن أن تؤثر على ميلان تيجان الأسنان، إلا أن النمط الهيكلي يحدد بشكلٍ أساسي موضع جذور الأسنان. كما أنه يحدد الحجم النسبي للفك السفلي والفك العلوي بالنسبة لبعضهما البعض.

وكلما زاد التفاوت في الحجم بين الفكين أصبحت المعالجة أصعب وأقل احتمالية لأن يتمّ تصحيح سوء الإطباق باستخدام تقويم الأسنان فقط. على الرغم من أن بعض أجهزة تقويم الأسنان لها تأثير عظمي صغير، إلا أن العلاج يتم عادةً بسهولةٍ أكبر على المرضى الذين لديهم نمط هيكلي طبيعي وعلاقة طبيعية بين الفكين.

2- دراسة البعد العمودي للوجه

يتمُّ عادةً قياس البعد العمودي بالنسبة لارتفاع الوجه، وكلما كان ارتفاع الوجه الأمامي أقصر زادت احتمالية أن يكون لدى المريض عضّة زائدة عميقة. وعلى العكس، كلما كان ارتفاع الوجه أطول زادت احتمالية أن يكون لدى المريض عضّة مفتوحة أمامية.

3- فحص الأنسجة الرخوة

تشمل الأنسجة الرخوة الشفاه، الخدين، واللسان، وهذه الأنسجة توجه تيجان الأسنان إلى مواضعها أثناء البزوغ، وفي النهاية تستقر الأسنان في وضعٍ متوازنٍ بين الأنسجة الرخوة واللسان من جهة، والشفاه والخدين من الجهة الأخرى.

4- فحص المفصل الصدغي الفكي

من المهمّ جسّ المفصل وتقييمه بحثًا عن علامات وأعراض خللٍ وظيفي فيه، ويجب التعامل بحذر مع المرضى الذين يعانون من ألمٍ في المفصل الصدغي الفكي، ويبحثون عن حلٍّ تقويمي لتصحيح المشاكل.

5- التحري عن العادات السيئة

يُعتبر مصّ الإصبع عاملًا معروفًا في التسبّب في العضّة المفتوحة الأمامية، وبروز القواطع العلوية، إذا توقف الطفل عن هذه العادة أثناء فترة النمو، فإن القواطع غالبًا ستعود إلى وضعها الطبيعي، ولكن بعد مرور سنوات المراهقة وتباطؤ نمو الوجه، تصبح العودة التلقائية إلى الوضع الطبيعي غير مرجحة إذا استمرت العادة في حياة البالغين، وقد يكون من الضروري استخدام علاجٍ بالأجهزة لتصحيح العضّة المفتوحة الأمامية الناتجة عن هذه العادة.

الفحص داخل الفم

يمكن اتباع التسلسل التالي:

– الصحة السنية والفموية.

– قوس الفك السفلي.

– قوس الفك العلوي.

– الإطباق السني.

– الأشعة السينية الذروية.

1- فحص الصحة السنية والفموية

لا ينبغي للمرضى الذين يعانون من أمراض سنية او حول سنية (لثوية) أن يخضعوا لعلاجٍ تقويمي نشط، وإذا كان لدى المريض نظام غذائي سيئ، ولا يقوم بتنظيف أسنانه بشكلٍ جيد، فإن العلاج التقويمي يمكن أن يؤدي إلى أضرار غير قابلة للتراجع. إن حركة الأسنان التقويمية في حالة وجود التهاب اللثة النشط أو التهاب النُّسج حول السنية سيسرع من فقدان العظم، ويمكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية يجب تجنبها.

2- فحص الفك السفلي

يجب فحص وتخطيط القوس السفلي أولاً، لأن أي علاج يتمُّ تنفيذه في القوس السفلي غالباً ما يحدد العلاج الذي سيتمّ تنفيذه في القوس العلوي. يجب فحص الأسنان للتحقق من وجود أي ميلانات، انفتالات أو تزاحم. الأسنان التي تميل باتجاه الأمام أكثر قابلية للعلاج، سواءً بالأجهزة المتحركة أو الثابتة من تلك التي تميل إلى الوراء، درجة التزاحم تؤثر على تحديد الحاجة إلى قلع الأسنان.

3- فحص الفك العلوي

يتمُّ فحص القوس العلوي بطريقةٍ مشابهةٍ للقوس السفلي، النقاط الإضافية التي يجب ملاحظتها في فترة الإطباق المختلط هي وجود فراغٍ بين الثنايا عند الخط المتوسط وموقع الأنياب العلوية.

4- فحص الإطباق

يجب قياس التباعد الأمامي (Overjet) والتغطية الأمامية (Overbite)، ويجب تقييم تصنيف القواطع، حيث تصنف إلى:

● الصنف الأول: حواف القواطع السفلية تكون على تماسّ مع منتصف السطح الحنكي للقواطع العلوية.

● الصنف الثاني: حواف القواطع السفلية تكون في موضعٍ خلفي بالنسبة للسطح الحنكي للقواطع المركزية العلوية، ويقسم إلى قسمين:

– القسم الأول: هناك زيادة في التباعد الأمامي، وغالبًا ما تكون القواطع العلوية مائلةً إلى الأمام.

– القسم الثاني: القواطع العلوية مائلة إلى الوراء، التباعد الأمامي عادةً ما يكون أصغري، ولكن قد يزداد.

● الصنف الثالث: حواف القواطع السفلية تكون في موضعٍ أمامي لسطح القواطع العلوية، والتباعد الأمامي يكون معكوسًا.

يجب قياس انحراف الخط المتوسط إن وجد عن طريق وضع مسطرة على الخط المتوسط لوجه المريض.

 5- الفحص الشعاعي

تستخدم الصور الشعاعية ثنائية الأبعاد، مثل: الصور البانورامية، والصور الجانبية (السيفالومترية) بشكلٍ روتيني لمرضى التقويم، حيث يمكن أن تكشف عن الهياكل غير الطبيعية أو الأمراض، كما تستخدم الصور ثلاثية الأبعاد CBCT في التشخيص الأكثر دقةً لمرضى التقويم. [4] [5]

استطبابات تقويم الأسنان

يمكن للتقويم أن يحل العديد من المشاكل التقويمية، مثل:

رسم توضيحي للأشكال المتعددة لتشوهات الأسنان والتي تظهر فيها الأسنان إما متباعدة أو متراكبة او داخلة أو خارجة أو متآكلة

1- الازدحام (Overcrowding)

يحدث الازدحام عندما تكون المساحة في الفك غير كافية لاستيعاب جميع الأسنان، مما يمكن أن يؤدي إلى توضُّعٍ غير منتظمٍ للأسنان، أو انحرافها، أو تداخلها. الأسنان المزدحمة يمكن أن تجعل من الصعب الحفاظ على نظافة الفم، وتسبّب صعوباتٍ في المضغ والنطق، وتؤثر على ثقة الفرد بنفسه.

2- الفراغات بين الأسنان

وتلاحظ في حالة الأسنان الصغيرة التي لا تستطيع ملء كافة المساحة في الفك، مما يؤدي لظهور فراغاتٍ بين الأسنان يمكن أن تؤثر على النطق والناحية الجمالية أيضاً.

3- العضّة العميقة (Overbite)

هي مشكلة تقويمية شائعة تحدث عندما تتداخل الأسنان العلوية بشكلٍ كبير مع الأسنان الأمامية السفلية أثناء إغلاق الفم، ويمكن أن تكون نتيجةً لعوامل وراثية، أو تطور مفرط للعظم الذي يدعم الأسنان، أو عاداتٍ فموية سيئة (مثل: مصّ الإصبع خلال الطفولة)، أو فقدان الأسنان السفلية، مما يؤدي إلى عدم توازنٍ في العضّة. حتى في مرحلة البلوغ، فإن علاج العضة العميقة ضروري، حيث يمكن أن يؤدي إلى تآكلٍ مفرطٍ للأسنان السفلية، وفي الحالات الشديدة قد يتطلب عمل ترميمٍ للأسنان.

4- العضّة المفتوحة (Open Bite)

تتميز بوجود فجوة بين الأسنان العلوية والسفلية عند إغلاق الفكين، يمكن أن تؤثر على المضغ والنطق، وتسبّب مشاكل جمالية.

5- العضّة المعكوسة السفلية (Underbite)

هي حالة تقويمية، حيث تبرز الأسنان السفلية إلى الأمام بشكلٍ يتجاوز الأسنان العلوية الأمامية، وهذا التوضع غير المنتظم نادر نسبياً، ولكن يمكن أن يشكل تحدياتٍ كبيرة لصحة الفم والناحية الجمالية والوظيفية.

6- آلام الفك (Jaw Pain)

يمكن للعلاج التقويمي أن يقلل بشكلٍ كبيرٍ من آلام الفك عند البالغين، خاصةً عند ارتباطها بنمو أو وجود الأرحاء الثالثة (أضراس العقل)، والتي تبزغ غالباً خلال أواخر المراهقة، ويمكن أن تسبّب الازدحام، والانحراف، وآلام الفك الملحوظة، حيث يمكن أن يخفف العلاج التقويمي من هذه الآلام من خلال تقييمٍ دقيقٍ وتخطيطٍ استراتيجي، وفي بعض الحالات قد يُوصى بقلع الأرحاء الثالثة.

7- تآكل الأسنان أو التسوس (Tooth Wear or Decay)

يمكن أن تؤدي الأسنان غير المتوازنة إلى ضغط غير متساوٍ أثناء المضغ، مما يؤدي إلى أنماط تآكلٍ غير طبيعية على الميناء، وهذا التآكل غير المتساوي يمكن أن يجعل الأسنان أكثر عرضةً للتسوس، حيث يتمُّ تآكل المينا الواقية، مما يكشف العاج، ويؤهب لحدوث النخور، الأسنان المنفتلة أو المزدحمة أصعب في التنظيف، مما يزيد من خطر تراكم اللويحة، وحدوث النخور في الأسنان. يعزز التقويم الشكل الخارجي للابتسامة، بينما يقلل من خطر التآكل المبكر للأسنان والنخور، مما يساهم في فم أكثر صحة وأسنان أطول عمرًا.

8- أمراض اللثة (Gum Disease)

والمعروفة أيضاً باسم أمراض النُّسج الداعمة، هي حالة خطيرة تؤثر على اللثة والهياكل الداعمة للأسنان. تبدأ بالتهاب اللثة الذي يتميز بالاحمرار، والتورم، ونزيف اللثة، ويمكن أن يتطور إلى الانحسار اللثوي، حيث تنزلق اللثة بعيداً عن الأسنان، وتشكل جيوباً تصبح مصدراً للإنتان يمكن أن يصحح العلاج التقويمي الأسنان غير المتوازنة أو المزدحمة التي يصعب تنظيفها، وتكون أكثر عرضةً لتراكم اللويحة، والتي هي السبب الرئيسي لأمراض اللثة.

تسمح الأسنان الموجهة بشكلٍ صحيحٍ بتنظيفٍ أكثر فعالية بالفرشاة والخيط السني، مما يقلل من خطر الإصابة بهذه الأمراض. [6]

المراجع البحثية

1- Ghodasra، R.، & Brizuela، M. (2023، April 23). Orthodontics، malocclusion. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved July 13، 2024

2- Jawad، Z.، Bates، C.، & Hodge، T. (2015). Who needs orthodontic treatment? Who gets it? And who wants it?. British Dental Journal، 218(3)، 99–103. Retrieved July 13، 2024

3- Roberts-Harry، D.، & Sandy، J. (2003). Orthodontics. Part 2: Patient assessment and examination I. British Dental Journal، 195(9)، 489–493. Retrieved July 13، 2024

4- Roberts-Harry، D.، & Sandy، J. (2003b). Orthodontics. Part 3: Patient assessment and examination II. British Dental Journal، 195(10)، 563–565. Retrieved July 13، 2024

5- Choi، J.، Oh، S. H.، Kim، S.، Ahn، H.، Kang، Y.، Choi، Y.، Kook، Y.، & Nelson، G. (2021). Effectiveness of 2D radiographs in detecting CBCT-based incidental findings in orthodontic patients. Scientific Reports، 11(1). Retrieved July 13، 2024

6- American Association of Orthodontists. (2024، July 1). Adult Orthodontics: Smile with Confidence at Any Age. Retrieved July 13، 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.