Skip links
امرأة ترتدي لباس أبيض وقفازات زرقاء وتضع كمامة على وجهها وتقوم بمسح أدوات فحص الأسنان

التعقيم في العيادات السنية – ما هي طرقه الأساسية؟

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأسنان » التعقيم في العيادات السنية – ما هي طرقه الأساسية؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يشكل موضوع السيطرة على انتقال العدوى في طب الأسنان قلقاً متزايداً باستمرار، وتعتبر خطورة مرضى الأسنان عاليةً بالنسبة لقدرتهم على نقل الأمراض المعدية واكتسابها، ويمكن نقل العدوى في العيادات السنية من خلال طرقٍ متعددة:

● الاتصال المباشر مع الدم والسوائل الفموية أو غيرها من المواد الملوثة.

● الاتصال غير المباشر مع أجسام ملوثة، مثل: الأدوات، والمعدات الطبية.

● الاتصال مع الأغشية المخاطية الملتهبة للأنف، أو الفم، أو الرذاذ المنطلق من الشخص المصاب عن طريق السعال، أو العطاس، أو التحدث.

● استنشاق الميكروبات الهوائية التي يمكن أن تبقى معلقةً في الهواء لفترةٍ طويلة.

يجب على الفريق الطبي في العيادات السنية اتباع معايير دقيقة للحفاظ على سلامتهم من انتقال الأمراض إليهم، فمن الضروري على العاملين ارتداء القفازات، والأقنعة، والمعاطف الطبية، وواقي العينين، إذ يعتبر طب الأسنان واحداً من أكثر المهن تعرضاً للأمراض التنفسية، مثل: كوفيد 19. بالإضافة إلى دورهم الأساسي في منع انتقال العدوى بين المرضى عن طريق تعقيم الأدوات المستخدمة في المعالجة، وكذلك تعقيم كافة السطوح.

قام مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بتصنيف الأدوات السنّية بناءً على الخطورة المحتملة أثناء استخدامها إلى ثلاثة أصناف:

1- الأدوات ذات الخطورة العالية: هي الأدوات التي تكون على تماسٍّ مباشرٍ مع الدم، وتخترق النُّسج الرخوة أو العظمية ضمن الفم، مثل: المشارط، الكلابات، المسابر، المجارف اللثوية والسنية، السنابل.

2- الأدوات متوسطة الخطورة: وهي الأدوات التي لا تخترق الأنسجة الفموية الرخوة أو الصلبة، لكن يمكن أن تمسّ النُّسج الفموية، مثل: المرايا، الطوابع، مدكات الأملغم.

3- الأدوات منخفضة الخطورة: وهي التي لا تستخدم بشكلٍ مباشرٍ داخل الفم، مثل: العبوات الدوائية، السباتول، أنابيب التوصيل، وغيرها. [1] [2]

ما هي طرق التعقيم الأساسية المعتمدة في طب الأسنان؟

1- التعقيم بالحرارة.

2- التعقيم بالغاز.

3- التعقيم باستخدام السوائل الكيميائية.

التعقيم بالحرارة

وتقسم إلى نوعين، وهما:

1- التعقيم بالحرارة الجافة

وهي أكثر الأساليب استخداماً في العيادات السنية، يتمُّ من خلالها تعقيم الأدوات المعدنية وجميع الأدوات التي تتحمل درجات حرارة عالية، ويعتمد نجاح التعقيم على تطبيق الزمن المحدد للتعرض عند درجة الحرارة المطلوبة للتعقيم، ولا يُحتسب زمن التسخين (الوقت المطلوب للوصول إلى درجة حرارة التعقيم) من ضمن وقت التعقيم.

حيث يتمُّ اعتماد درجة حرارة حوالي (160 إلى 190 درجة مئوية)، وهناك نوعان للتعقيم الحراري الجاف، وهما: التعقيم بواسطة الهواء الساكن، والتعقيم بواسطة الهواء المحرّض (المدفوع)، والفرق بينهما هو كيفية دوران الهواء الساخن في حجرة التعقيم.

يعتمد النوع الأول (Static air) الهواء الثابت على التوزيع الطبيعي للهواء، حيث يتمّ التسخين بواسطة وشائع توجد في أسفل المعقمة أو على الجوانب ثم يرتفع الهواء الساخن إلى الأعلى، ويتراوح وقت التعقيم عادةً من 60 دقيقة إلى 120 دقيقة (بعد اكتمال زمن التسخين)، وذلك حسب الأدوات المستخدمة.

أما النوع الثاني (Forced air) يعتمد على التوزيع الميكانيكي للهواء، حيث يتمُّ استخدام مروحة لتدوير الهواء في الغرفة بشكلٍ ميكانيكي، مما يُقلّل من وقت نقل الحرارة إلى العناصر المعالجة، وبالتالي تكون دورة التعقيم أقصر من الأنواع ذات الهواء الثابت، وقد تصل إلى 12 دقيقة حسب الأدوات المستخدمة أيضاً.

ما هي فوائد التعقيم بالحرارة الجافة؟

عدم حدوث تآكلٍ أو صدأ للأدوات المعدنية، وخصوصاً إذا تمّ تجفيفها بشكلٍ جيد قبل التعقيم، إضافةً إلى سهولة الاستخدام، وعدم الحاجة إلى تغليف الأدوات، ومن مساوئها عدم إمكانية تعقيم الأدوات البلاستيكية والورقية والقبضات، كما إنها قد تؤدي إلى تغير لون الأدوات، إضافةً إلى أنها تحتاج إلى دورة تعقيمٍ طويلة في الأنواع ذات الهواء الساكن. [3]

2- التعقيم بالحرارة الرطبة (الأوتوغلاف)

المبدأ الأساسي للتعقيم بالحرارة الرطبة (البخار) هو تعريض كل الأدوات للتماس المباشر مع البخار عند درجة حرارة وضغط معينين ولوقتٍ محدد، وبالتالي هناك أربعة عناصر أساسية لإتمام التعقيم، وهي: البخار، والضغط، ودرجة الحرارة، والزمن.

درجتا الحرارة الشائعتان للتعقيم بالبخار هما 121 درجة مئوية (250 درجة فهرنهايت)، وكذلك 132 درجة مئوية (270 درجة فهرنهايت)، ويجب تطبيقها لفترةٍ زمنيةٍ محددة لضمان قتل البكتيريا والفيروسات. يوجد نوعان أساسيان لمعقمات البخار، وهما: الأوتوغلاف المجهز بدورة تفريغ مسبق (Prevacuum sterilizer)، والأوتوغلاف غير المجهز بدورة تفريغ (Displacement gravity)، ومن مزايا التعقيم بالأوتوغلاف قصر دورة التعقيم، والاختراق الجيد للأدوات، وإمكانية تعقيم الأدوات البلاستيكية.

أما مساوئها، فهي الصدأ، وتآكل الأدوات المعدنية، والأجزاء الحادة من الأدوات تصبح كليلةً (تفقد فعاليتها)، كما إن الأغلفة قد تبقى رطبةً بعد انتهاء دورة التعقيم. [4]

التعقيم باستخدام الغاز

يستخدم غاز أوكسيد الإيثيلين في عملية تعقيم العناصر الحرجة التي تكون حساسةً للرطوبة أو الحرارة (لا تتحمل درجات حرارة عالية)، وبالتالي لا يمكن تعقيمها باستخدام طرق التعقيم التقليدية بالحرارة الجافة أو الأوتوغلاف. أما العوامل الأساسية الأربعة المعتمدة لعملية التعقيم بأوكسيد الإيثيلين هي: تركيز الغاز (450 إلى 1200ميلي غرام/ لتر) درجة الحرارة (37 إلى 63 درجة مئوية) الرطوبة النسبية 40 إلى 80 بالمئة، حيث تحمل جزيئات الماء الإثيلين إلى المواقع التفاعلية، وزمن التعرض (1 إلى 6) ساعات.

المساوئ الأساسية المرتبطة باستخدام أوكسيد الإيتلين هي: الزمن الطويل لدورة التعقيم، والتكلفة المرتفعة، والمخاطر المحتملة على المرضى والطاقم الطبي، حيث يمكن أن يؤدي إلى تهيج الجلد، والعينين، والجهاز الهضمي أو التنفسي. [5]

التعقيم باستخدام السوائل الكيميائية

تعتبر السوائل الكيميائية من المطهرات التي تستخدم لقتل البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والطفيليات على المعدات التي لا يمكن تعقيمها باستخدام الحرارة العالية، ومنها بيروكسيد الهيدروجين، الغلوتار ألدهيد، الفورم ألدهيد.

تعقيم السطوح

يوجد نهجان عامان لتعقيم السطوح في العيادات السنية:

1- تنظيف وتطهير السطوح الملوثة.

2- منع تلوث السطوح من خلال استخدام أغطية سطحية، وتبديلها بعد كل مريض.

تعتبر الكيماويات التالية مناسبةً لتعقيم السطوح والمعدات:

● الكلور، مثل: هيبوكلوريت الصوديوم.

● المركبات الفينولية.

● اليودوفورم.

● المركبات الكحولية (كحول الإيثيل أو الإيزوبروبيل مع أورثو فينيل). [1]

بعض التوصيات العامة عند معالجة المرضى في العيادة

1- قبل وضع المريض على الكرسي يجب تنظيف الكرسي، ومسح كافة السطوح بمحلولٍ مطهر، ويفضل تغطية الكرسي بغلافٍ بلاستيكي يتمُّ إزالته بعد انتهاء العلاج.

2- يوصى بجعل المريض يتمضمض بمحلول كلوهيكسيدين غلوكونات 0.12 بالمئة قبل البدء بالمعالجة.

3- يرتدي المريض نظارات واقية للعيون خوفاً من تطاير الرذاذ.

4- بمجرد ارتداء القفازات يمنع لمس أي شيء ما عدا المناطق التي تمّ تنظيفها وتطهيرها، مثل: الهاتف، أو ملف المريض، أو الصور الشعاعية.

5- يجب تطهير جميع المعدات غير القابلة للتعقيم بالحرارة بمحلولٍ مطهر مناسب لها، مثل: الألواح الزجاجية التي تستخدم للمزج، العبوات الدوائية، دليل ألوان الأسنان، والأقواس الوجهية، وغيرها.

6- جميع العناصر التي تغادر العيادة إلى مخبر صناعة الأسنان بعد استخدامها بشكلٍ مباشرٍ في فم المريض، مثل الطبعات أو العلاقة الشمعية يجب تطهيرها، حيث يتمُّ غسلها بتيارٍ مائي ثم غمرها بمحلول هيبوكلوريت الصوديوم 5.25 بالمئة لمدة عشر دقائق. 

إن نقص السيطرة على العدوى يشكل خطراً كبيراً على صحة وحياة كل من المريض والممارس السني، حيث إن الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم تتنوع كثيراً، وقد تكون مهددةً للحياة، مثل: فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، أو التهاب الكبد الوبائي C، إضافةً إلى الأمراض التنفسية المتنوعة، وفيروس كوفيد 19 (كورونا)، لذلك يجب تطوير برامج رسمية للسيطرة على العدوى، والسلامة الصحية، واتباعها بشكلٍ صارم من قبل جميع المتخصصين في مجال الرعاية السنية. [1]

المراجع البحثية

1- Upendran, A., Gupta, R., & Geiger, Z. (2023, August 8). Dental infection control. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved March 20, 2024

2- World Health Organization. (n.d.). Table 3.3.3, Spaulding classification of equipment decontamination – Global Guidelines for the Prevention of Surgical Site Infection – NCBI Bookshelf. Retrieved March 20, 2024

3- Miller, C. H., PhD. (2018, June 8). Sterilizing instruments with dry heat. Dimensions of Dental Hygiene | Magazine. Retrieved March 20, 2024

4- Steam Sterilization | Disinfection & Sterilization Guidelines | Guidelines Library | Infection Control | CDC. (n.d.). Retrieved March 20, 2024

5- Ethylene Oxide Sterilization | Disinfection & Sterilization Guidelines | Guidelines Library | Infection Control |CDC. (n.d.). Retrieved March 20, 2024

6- Chemical disinfectants & sterilants – Reproductive Health | NIOSH | CDC. (n.d.). Retrieved March 20, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.