Skip links
صبي يقف أمام طاولة في الصف ويضع يديه مضمومتين على صدره

تعريف الطفل بنفسه – الفوائد، الخطوات وما دور الأهل والمعلمين؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر تعريف الطفل بنفسه من أهمّ الخطوات التي تساهم في بناء شخصيته، وتحديد هويته في سنٍّ مبكّرة، فمن خلال تعلّمه كيفية التعبير عن ذاته، وهواياته، وأحلامه يبدأ الطفل في استكشاف علاقاته مع الآخرين، وتطوير مهاراته الاجتماعية التي ستكون أساساً في تشكيل مستقبله، لذلك فإن مساعدة الطفل على تقديم نفسه بفعاليةٍ تعدُّ جزءاً أساسياً من نموّه النفسي والاجتماعي.

فوائد تعريف الطفل بنفسه

تعريف الطفل بنفسه يحمل العديد من الفوائد المهمّة لتطوّره النفسي والاجتماعي: [1]

1- تعزيز الثقة بالنفس

عندما يتعلم الطفل كيف يُقدّم نفسه، ويُعبّر عن هويته، فإنه يكتسب الثقة عند التحدُّث أمام الآخرين، والتفاعل معهم، وهذا يجعله يشعر بالراحة في المواقف الاجتماعية المختلفة، ويساهم في تطوير شخصيته.

2- تنمية مهارات التواصل

يساعد تعريف الطفل بنفسه على تحسين قدراته في التعبير عن أفكاره ومشاعره، وهذا ما ينُمّي مهاراته اللغوية والاجتماعية، ويعزّز تواصله مع أقرانه ومع الكبار أيضاً.

3- فهم الذات وبناء الهوية

أي من خلال تعريف الطفل بنفسه سيبدأ في استيعاب من هو، وما هي هواياته، واهتماماته، وطموحاته، وهذا يُسهم في بناء هويةٍ شخصيةٍ مستقرة تساعده على اتخاذ قراراتٍ واعيةٍ في المستقبل.

4- الاستقلالية والمسؤولية

عندما يتعلم الطفل كيفية تقديم نفسه، فإنه يطور حسّ المسؤولية عن أفعاله وكلماته، هذه المهارة تعزّز الاستقلالية لديه في جميع أمور حياته.

5- تسهيل التكيُّف الاجتماعي

فالطفل الذي يتقن تعريف نفسه يصبح أكثر قدرةً على التفاعل مع الآخرين، مما يُسهّل عليه تكوين الصداقات والاندماج في بيئاتٍ اجتماعيةٍ جديدة، مثل: المدرسة أو الأنشطة الجماعية.

خطوات تعليم الطفل التعريف عن نفسه؟

إن تعليم الطفل كيفية التعريف عن نفسه يتطلب بعض الخطوات البسيطة التي تساعده على اكتساب هذه المهارة بشكلٍ تدريجي وبطريقةٍ ممتعة، وهنا بعض النصائح العملية التي يمكن أن تساعد الأهل والمعلمين في هذا المجال: [1]

1- البداية بالأساسيات

يجب البدء بتعليم الطفل الأساسيات التي يجب أن يعرفها عن نفسه، مثل:

● اسمه الكامل: أي نطق اسمه بشكلٍ صحيح، وتعليمه كيفية تقديم نفسه باستخدام الاسم.

● العمر: وذلك بتعليم الطفل كيفية ذكر عمره.

● مكان إقامته أو مدرسته: حيث يجب تعليمه كيفية ذكر بعض المعلومات البسيطة عن بيئته المحيطة.

2- التحدث عن الهوايات والاهتمامات

بعد أن يتقن الطفل الأساسيات يمكن تشجيعه على التحدث عن هواياته، وما يحب فعله، حيث يمكن سؤاله بعض الأسئلة، مثل:

● “ما هو الشيء الذي تحبه أكثر؟”

● “ما هي هوايتك المفضلة؟”

هذه الأسئلة تساعد الطفل على التعبير عن اهتماماته، وتقديم نفسه بطريقةٍ واثقةٍ وذكية.

3- استخدام الألعاب والأنشطة

يمكن استخدام الألعاب والأنشطة التفاعلية لتعليم الطفل كيفية تقديم نفسه، على سبيل المثال: يمكن القيام بلعب أدوارٍ مختلفة، حيث يقوم الطفل بتقديم نفسه كأنه في موقفٍ اجتماعي، مثل: مقابلة صديقٍ جديد، أو جعل الطفل يقدّم نفسه أمام أفراد العائلة، أو الأصدقاء في بيئةٍ مريحة.

4- اتخاذ الأهل كنموذجٍ يُحتذى به

وذلك بتقديم الأهل للطفل مثالاً على كيفية التعريف بالنفس، وتكرار الأمر عدة مرات حتى يشعر بالثقة، حيث يمكن لهم قول: “مرحباً، أنا (اسم) أحب القراءة واللعب مع أصدقائي”، ثم جعل الطفل يُحاكي هذا المثال.

5- تشجيع الأسئلة التفاعلية

بعد أن يتعلم الطفل كيفية تقديم نفسه يجب تشجيعه على طرح الأسئلة مثل: “وأنت، ما اسمك؟” هذا يُعزّز مهاراته في التواصل وفتح الحوارات.

6- التدرب على التعريف بالنفس كتابة

إلى جانب التقديم الشفوي يمكن تشجيع الطفل على كتابة جملٍ بسيطةٍ عن نفسه كي يتعزّز لديه الفهم اللغوي، ولمساعدته على تنظيم أفكاره بشكلٍ أفضل.

7- استخدام الوسائط المساعدة

يمكن استعمال الكتب أو مقاطع الفيديو الموجهة للأطفال التي تدعم مهارة تقديم النفس.

ما أهمية تشجيع الأهل والمعلمين للطفل؟

إن تشجيع الطفل على الثقة بنفسه هو عاملٌ حاسمٌ في مساعدته على التعريف بنفسه، والتفاعل بشكلٍ إيجابي مع الآخرين، فعندما يشعر الطفل بأنه مدعومٌ من أهله ومعلميه سيتعزّز إحساسه بالأمان، وسيشجعه هذا على تطوير شخصيته، والتعبير عن نفسه بثقة، وهنا بعض الجوانب التي تبرز أهمية التشجيع والدعم المستمر في هذه المرحلة: [2]

1- إيجاد بيئةٍ داعمةٍ وآمنة

البيئة التي ينشأ فيها الطفل تلعب دوراً كبيراً في تشكيل ثقته بنفسه، فعندما يشعر الطفل بأنه محاطٌ بأشخاص يشجعونه، ويهتمون به سيكون أكثر استعداداً لتجربة أشياء جديدة، والتعبير عن نفسه، ودور الأهل والمعلمين هنا هو خلق جوٍّ يشجّع الطفل على التحدّث دون خوفٍ من الحكم أو الانتقاد.

2- التعزيز الإيجابي

يجب على الأهل والمعلمين أن يشجعوا الطفل باستمرار، ويمكن أن يكون ذلك من خلال مدح جهود الطفل عند تقديم نفسه، حتى لو كانت البداية غير مثالية بكلمات، مثل: “أنت تفعل ذلك بشكلٍ رائع!” أو “أنا فخور بك لأنك قدّمت نفسك”، هذا يمنح الطفل دفعةً قوية، ويُعزّز ثقته بقدراته.

3- تجنُّب النقد القاسي

من المهمّ تجنُّب النقد القاسي أو السخرية من الطفل عندما يتعثّر في تقديم نفسه، فإذا شعر الطفل بالخجل أو الحرج نتيجةً للانتقاد، قد يتجنّب المواقف الاجتماعية، ويصبح أكثر انطواءً، لذا يجب أن يكون النقد بناءً ومشجعاً بحيث يساعد الطفل على التحسُّن دون إحباطه.

4- التحفيز على المبادرة

يمكن تشجيع الطفل على أخذ المبادرة في تقديم نفسه في المواقف الاجتماعية، على سبيل المثال: يمكن أن يشجعه الأهل على تقديم نفسه في تجمُّعات العائلة أو بين الأصدقاء، فكل مرةٍ ينجح فيها الطفل في التحدث عن نفسه يشعر بمزيدٍ من الثقة في قدرته على التواصل.

5- دور المعلمين في المدرسة

المعلمون يلعبون دوراً مهماً في تعزيز ثقة الطفل بنفسه خصوصاً في البيئات التعليمية، حيث يمكن للمعلمين أن يشجعوا الطلاب على المشاركة في الأنشطة الصفية والمناقشات، كما يجب أن يقدموا دعماً للطلاب الذين قد يشعروا بالخجل أو القلق، ويمكن أيضاً أن ينظم المعلمون أنشطةً تشجّع الطلاب على التعريف بأنفسهم بطرقٍ إبداعيةٍ وممتعة.

في الختام: تعليم الطفل كيف يُقدّم نفسه بثقةٍ يمثّل خطوةً أساسيةً في مسيرته نحو بناء شخصيته، وتطوير قدراته الاجتماعية، وبدعم وتشجيع الأهل والمعلمين يتمكن الطفل من استكشاف هويته، والتعبير عن نفسه بحريةٍ وثقة، مما يُعزّز من شعوره بالانتماء والاستقلالية، فالثقة بالنفس ليست مجرد مهارة يكتسبها الطفل في طفولته، بل هي أساسٌ لمستقبله الناجح في مختلف مراحل حياته ليصبح فرداً قوياً وقادراً على مواجهة التحدّيات بثباتٍ وإيجابية.

المراجع البحثية

1- Siegel, D. J., & Bryson, T. P. (n.d.). The whole-brain child: 12 revolutionary strategies to nurture your child’s developing mind. Retrieved October 18, 2024

2-  The Confident Child. (1 Decembre, 2006). Amazon.com. Retrieved October 18, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.