Skip links

تشنج الجفن الحميد (رفّة العين) – الأعراض، التشخيص والعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تتميز العين بأنها من أهمّ أعضاء الحسّ لدى الإنسان، وتتألف من العديد من البُنى المعقدة العصبية والمستشعرات الضوئية، إضافةً إلى العضلات المسؤولة عن تحريك الكرة العينية، جميع هذه البنى المعقدة يتمُّ حمايتها بغطاءٍ دمعي يغطي سطح كرة العين، بالإضافة إلى الحاجز الجلدي الذي يمنع وصول الغبار والمواد الضارة إلى الكرة العينية.

أي بنيةٍ من البُنى السابقة معرضةٌ للإصابة بالأمراض والاضطرابات التي تتسبّب باعتلال الحسّ البصري بشكلٍ أو بآخر، فالإصابات التي تلحق العصب البصري داخل العين تتسبّب باضطراباتٍ في الساحة البصرية أو فقدان الرؤية بشكلٍ كاملٍ أو جزئي. الإصابات العضلية للعضلات المحيطة بالكرة العينية تتسبّب بأشكال مختلفة من الحول، وعدم تناظر حركة الكرة العينية.

أما بالنسبة للإصابات التي تلحق الجفن، فقد يعتقد البعض أنها ليست ذات أهمية فيما يتعلق بالوظيفة الحسية لكرة العين، إلا أن اضطرابات حركة الجفن المتناظرة وغير المتناظرة قد تسبّب اضطراباتٍ بصريةٍ مهمة. يمكن للكثير من الأمراض العصبية أن تسبّب اختلال حركة جفن العين، هذا الاضطراب قد يتظاهر بما يسمّى تشنج الجفن الأساسي الحميد أو رفة جفن العين ((Benign Essential Blepharospasm BFB).

ما هو تشنج الجفن الأساسي الحميد؟

هو داءٌ عصبيّ المنشأ يعاني فيه المصابون من تقلصاتٍ متكررةٍ لا إرادية للعضلات المحيطة بكرة العين والمسؤولة عن حركة الجفن، هذه التقلصات تسبّب رفّة الجفن مع حركات فتحٍ وإغلاقٍ للجفن بشكلٍ متكرر، الأمر الذي يؤدي إلى رعشةٍ وتهيُّجٍ في العين، وفي الحالات المتقدمة قد يتسبّب تشنج الجفن الحميد بإغلاق كرة العين بشكلٍ لا إرادي، ويصنّف ضمن مجموعةٍ أكبر من الاضطرابات العينية، والتي تسمّى باضطراب التوتر البؤري (Focal dystonia).

سابقاً اعتبر تشنُّج الجفن الحميد بأنه اضطرابٌ نفسي، لكن حديثاً تمّ التأكيد على وجود أذيةٍ عصبيةٍ وراء هذا المرض، لكن لم يتمّ تحديد البُنى العصبية المصابة التي تسبّب هذا المرض، يعتقد أنها إصابات في جذع الدماغ، وهذه الإصابات تكون متعددة (أي يوجد اضطراب متعدد العوامل يسبّب تشنُّج العين الحميد بسبب سوء التواصل العصبي بين بنى جذع الدماغ).

التحديد الدقيق للبُنى العصبية المعنية بهذا المرض ليس سهلاً، وذلك لأن الأنوية والمراكز العصبية المسؤولة عن تنظيم وتنسيق حركات جفن العين غير معروفةٍ بدقة. يذكر أن المنشأ وراء هذا المرض قد يكون عائلياً متوارثاً ضمن المتلازمات التي تسبّب اضطرابات توترٍ عضلية، خاصةً في العائلات التي تعاني من خلل التوتر العضلي العائلي السائد، قد يعاني الأفراد المصابون من خلل التوتر العضلي العام أو الجزئي، إلا أن اضطرابات توتر الجفن قد تكون معزولةً دون أن تترافق مع أي إصاباتٍ عضليةٍ أخرى. [1] [4] [5]

أعراض تشنج الجفن الحميد

رغم أن الأعراض لا تتعدى الاضطرابات في حركة الجفن، إلا أن الإصابة بداء تشنج الجفن الحميد يترافق عادةً مع عدة إصاباتٍ عضلية في عضلات حركة العين والجفون، لذا للتحري عن الأعراض يجب البحث عن أي عرضٍ عيني. يتميز تشنج الجفن بزيادة وتيرة الرمش، خاصةً عند التعرض لمحفزاتٍ شائعة مختلفة، بما في ذلك الرياح، والغبار، وأشعة الشمس، والضوضاء وحركات الرأس أو العينين، واستجابة للضغوط النفسية أو البيئية.

قد يشكو المرضى من رهاب الضوء، وشعور عدم الارتياح في العين ضمن الطرف المصاب، فعدم الارتياح في هذا الحالة ينتج عن جفاف العين بسبب اضطراب حركة الجفون، الأمر الذي يؤدي إلى جفاف العين عند الذين لا يستطيعون إغلاق جفونهم، ما يسبّب بانكشاف كرة العين بشكلٍ مستمر، وظهور أعراض عدم الارتياح وجفاف العين. تتطور هذه الأعراض على مدى ٍ زمنيةٍ متفاوتة، كما أن رفّة الجفن تبدأ أحاديةً لا إرادية، وتصبح فيما بعد ثنائية الجانب.

قد تصبح الأعراض شديدةً والرفّة والتشنجات اللاإرادية أيضاً قد تصبح شديدةً ومعيقة لحياة المريض، فكثير من المرضى تكون شكايتهم عدم القدرة على القيام بأبسط النشاطات اليومية المنزلية، مثل: مشاهدة التلفاز، أو القراءة، أو القيادة، وهذه الأعراض قد يتمُّ التغاضي عنها أو اعتبارها أعراضاً غير مهمة في العائلات التي فيها أمراض وراثية مسببة لـ (BFB).

كما أن الأعراض الجفنية تترافق مع تظاهراتٍ عينية أخرى، مثل: تدلي الجفن والحاجب، وتصلب الجلد، والشتر الداخلي (الشتر هو انقلاب الجفن إما نحو الداخل، شتر داخلي أو نحو الخارج، شتر خارجي). يذكر أن هذه الأعراض متفاوتة بين مريضٍ وآخر، كما أن بعض العوامل قد تخفف من حدة الأعراض، مثل: الغناء، والكلام، والنوم، واستخدام الدموع الصناعية. [4]

تشخيص تشنج الجفن الحميد

نظراً إلى أن حالة تشنج الجفن الحميد هي حالة غير محددة الأسباب بدقة، كما أن البُنى العصبية المسؤولة عن إحداث هذا المرض غير معروفةٍ بدقة أيضاً، نجد أن تشخيص تشنج الجفن الحميد لا يعتمد على صور شعاعية أو تحاليل مخبرية، بعض الحالات قد تتطلب التصوير بالرنين المغناطيسي لتحري أسباب التشنجات في العضلات الوجهية (فهي قد تكون مرافقةً لتشنج الجفن الحميد أو قد تكون ناتجةً عن إصابةٍ عصبيةٍ خاصة).

تشخيص تشنج الجفن الحميد يعتمد بشكلٍ رئيسي على القصة السريرية، والعلامات، والأعراض الملاحظة على المريض في العيادة، يجب أيضاً الاستفسار عن أي إصابات عصبية سابقة أو حالية يعاني منها المريض، كما يجب البحث عن السوابق العائلية والإصابات المشابهة عند عائلة وأقارب المريض. [3]

تدبير تشنج الجفن الحميد

تشنج الجفن هو حالة مزمنة غالبًا ما تتفاقم تدريجيًا، وعلى الرغم من عدم وجود علاج، فإن المرضى لديهم خيارات علاجية ممتازة، وبما أن المرض يتطور بشكلٍ متكررٍ على الرغم من العلاج، فقد يصاب المرضى بالإحباط، ويلجؤون إلى علاجاتٍ غير تقليدية، ويصبحون أحيانًا ضحايا للمشعوذين. تشمل العلاجات التقليدية الأكثر فعاليةً اليوم حقن توكسين البوتولينوم، والتثقيف، والدعم، والعلاج الدوائي، والتدخل الجراحي، وشملت العلاجات غير التقليدية العلاجات العشبية، والتنويم المغناطيسي، والوخز بالإبر.

لا يوجد دواءٌ فعّالٌ نوعي لتشنج الجفن الحميد، وذلك لعدم تحديد البُنى العصبية التي يجب أن تستهدفها هذه الأدوية، وعلى الرغم من وجود عدة افتراضاتٍ توجه إلى أنماط دوائية معينة، إلا أن التجارب وجهت إلى عدم فعالية الأدوية في تدبير تشنج الجفن الحميد، ومعظم المرضى الذين استخدموا الأدوية المقترحة (بشكلٍ خاص الأدوية المضادة للتشنج) لم ينالوا نتائج مرضية. [2] [6]

المراجع البحثية

1- Benign essential blepharospasm – Symptoms، causes، treatment | NORD. (n.d.). National Organization for Rare Disorders. Retrieved July 26، 2024

2- Benign essential blepharospasm – Symptoms، causes، treatment | NORD. (n.d.). National Organization for Rare Disorders. Retrieved July 26، 2024

3- Benign essential blepharospasm – Symptoms، causes، treatment | NORD. (n.d.). National Organization for Rare Disorders. Retrieved July 26، 2024

4- Graham، R. H.، MD. (n.d.). Benign essential blepharospasm clinical presentation: History، physical، causes. Retrieved July 26، 2024

5- Graham، R. H.، MD. (n.d.). Benign Essential blepharospasm: Background، pathophysiology، epidemiology. Retrieved July 26، 2024

6- Graham، R. H.، MD. (n.d.). Benign Essential Blepharospasm Treatment & Management: Medical care، Surgical care، Long-Term Monitoring. Retrieved July 26، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.