Skip links
عبارة ألفا 1 أنتي تريبسين بالإنكليزية

نقص ألفا 1 أنتي تريبسين عند الأطفال – كيفية تشخيصه وعلاجه

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » نقص ألفا 1 أنتي تريبسين عند الأطفال – كيفية تشخيصه وعلاجه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ نقص ألفا 1 أنتي تريبسين (Alpha-1 Antitrypsin Deficiency) حالةً وراثيةً شائعة تزيد من خطر الإصابة بأمراض الرئة والكبد، وفيه لا يُنتج الكبد كمياتٍ كافية من إنزيم ألفا 1 أنتي تريبسين (A1AT) الذي يعمل على حماية الرئتين من الالتهابات، والمواد المُهيّجة المستنشقة.

وفي حال نقصه، فقد تتضرر الرئتان بسهولةٍ أكبر من التدخين، أو التلوث، أو الغبار من البيئة المحيطة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حالة خطيرة في الرئة تسمّى مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، ويحدث عادةً عند البالغين، وقد يسبّب نقص A1AT أيضاً تليّف الكبد، ويحدث بشكلٍ أكثر شيوعاً عند الأطفال. [1]

كيف يتمُّ تشخيص نقص ألفا 1 أنتي تريبسين عند الأطفال؟

يتمُّ الاشتباه بالإصابة بنقص ألفا 1 أنتي تريبسين في حال: [2] [3] [4] [5] [6]

1- الرضع الذين لديهم أعراض نموذجية.

2- المراهقون الذين قاموا بالتدخين في سنّ مبكرة.

3- الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من انتفاخ الرئة أو تليف الكبد غير المبرر.

4- الأطفال المدخنون السلبيون الذين أصيبوا بالنفاخ الرئوي.

5- الأطفال الذين يعانون من اضطراب الكبد غير المفسر.

6- الأشخاص الذين يصابون بالتهاب السبلة الشحمية.

7- الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي لنقص ألفا 1 أنتي تريبسين.

كيف نتأكد من نقص ألفا 1 أنتي تريبسين عند الأطفال؟

يتمُّ تأكيد النقص عادةً عن طريق الاختبارات الجينية، كما يتمُّ إجراء عددٍ من التحاليل المخبرية والشعاعية، وتشمل:

1- التحاليل الدموية       

● يتمُّ قياس مستوى ألفا 1 أنتي تريبسين في الدم، إذا كان المستوى أقل من الطبيعي، فمن المحتمل أن يكون الطفل مصاباً بنقص ألفا 1 أنتي تريبسين.

● يتمُّ إجراء اختبار غازات الدم الشرياني: وهو أحد التحاليل الدموية الخاصة، ويستخدم لقياس مستويات الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون في الدم، ويتمُّ فيه أخذ الدم من أحد الشرايين، وعادةً ما يكون من المعصم، حيث يتمُّ قياس النبض.

● كما يجب قياس وظائف الكبد.

2- الاختبار الجيني (Genetic testing)

 يُطلق عليه أيضاً اسم اختبار الحمض النووي، وهو نوعٌ من الاختبارات التي يمكنها تحديد التغيرات في الجينات، أو الصبغيات، أو البروتينات في الجسم، ويتمُّ فيه أخذ عينةٍ من الدم، أو الجلد، أو الشعر، أو الأنسجة، أو السائل الأمنيوسي، وقد يكون الاختبار قادراً على تأكيد أو استبعاد ما إذا كان لدى الأطفال جينات غير طبيعية، ومرتبطة بالإصابة بنقص ألفا 1 أنتي تريبسين، ويتمُّ إجراؤه في حال كانت مستويات ألفا 1 أنتي تريبسين منخفضةً في الدم.

3- خزعة الكبد (Liver biopsy)

يتمُّ أخذ عينةٍ صغيرةٍ من الخلايا باستخدام إبرةٍ رفيعةٍ جداً، ويتمُّ فحصها بحثاً عن علامات الأذية والتليف.

4- التصوير الشعاعي للصدر

ويمكن للتصوير الشعاعي أن يظهر علامات نقص ألفا 1 أنتي تريبسين في الرئتين، ويستبعد الحالات المرضية الأخرى، وتحديد موقع أي ضرر ومدى خطورته، ويشمل:

تصوير الصدر المقطعي المحوسب (CT)

هو اختبار تصويرٍ غير مؤلم يلتقط العديد من الصور التفصيلية للرئة والجزء الداخلي من الصدر، ويمكن لأجهزة الحاسوب دمج هذه الصور لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد توضح حجم وشكل وموضع الرئتين، وهياكل الصدر، ويمكن أن يساعد التصوير المقطعي المحوسب للصدر في تشخيص أسباب الأعراض الرئوية، مثل: ضيق التنفس، أو ألم الصدر، ويمكن أيضاً من خلاله معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من مشاكل معينة في الرئة، مثل: الورم، أو السوائل الزائدة حول الرئتين (انصباب الجنب)، أو الالتهاب الرئوي.

الأشعة السينية للصدر

هي اختبار تصويرٍ سريعٍ وغير مؤلم لفحص الهياكل الموجودة داخل الصدر وما حوله، ولا يمكن للاختبار تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن، ولكن يمكن استخدامه لاستبعاد الأسباب المرضية الأخرى.

5- اختبارات وظائف الرئة

لا يمكن لاختبارات وظائف الرئة (Pulmonary function tests) تشخيص نقص ألفا 1 أنتي تريبسين، ولكن يمكن من خلالها تحديد مدى كفاءة عمل الرئتين، فهي تعطي معلومات عن مقدار الهواء الذي يدخل ويخرج من الرئتين، وكم الهواء الذي ينتقل من الرئتين إلى الدم، ومدى كفاءة عمل الرئتين أثناء التمرين، وهي :

قياس التنفس (Spirometry)

هو واحدٌ من اختبارات وظائف الرئة الأكثر شيوعاً، ويقيس مقدار الهواء الذي يمكن استنشاقه وزفيره، كما أنه يقيس مدى السرعة التي يمكن بها تفريغ الهواء من الرئتين، ويُطلب من الطفل أن يتنفس بعمق، ثم ينفخ بأقصى قوة وأطول فترة ممكنة من خلال قطعة فموية، وهناك مجموعةٌ من الحوافز المعتمدة على الحاسوب، مثل: إطفاء الشموع، لتشجيع الطفل على القيام بذلك قدر استطاعته.

الاستجابة على موسع القصبات الهوائية

في بعض الأحيان بعد قياس التنفس، قد يحتاج الطفل إلى اختبار BDR لمعرفة تأثير الدواء الموسع للقصبات الهوائية (Bronchodilator response (BDR))، وهو السالبوتامول (Salbutamol) على الشعب الهوائية، حيث يتمُّ إجراء قياس التنفس قبل تناول الدواء ثم مرةً أخرى بعد 15 دقيقة لمعرفة ما إذا كان هناك أي تغيير في وظائف الرئة.

اختبار زفير أكسيد النيتريك الجزئي

يمكن لهذا الاختبار قياس الالتهاب في الشعب الهوائية، ويقوم الطفل فيه بأخذ نفسٍ عميقٍ من خلال جهازٍ خاص، ومن ثم يقوم بعد ذلك بالنفخ بلطف وسلاسة كما لو كان يُبرد كوباً من الشاي، ويمكن استخدام الألعاب لتشجيع الأطفال على النفخ بشكلٍ صحيح في هذا الاختبار.

اختبار نقل الغاز (Gas transfer (TLCO))

يتمُّ في هذا الاختبار تحديد مدى انتقال الأوكسجين إلى الرئتين من الهواء الذي يتمُّ تنفسه، ومدى انتقاله من الرئتين إلى الدم، وفيه يقوم الطفل بأخذ نفسٍ كبيرٍ وعميق، وذلك حتى تمتلئ رئتيه بالكامل بخليط غازٍ غير ضار (كميات صغيرة من غازات الهيليوم، وأول أوكسيد الكربون، وهي غير ضارة تماماً عند المستويات المستخدمة المنخفضة جداً)، ثم يقوم بحبس أنفاسه لمدة 10 ثوانٍ، ثم يزفر الهواء بثباتٍ في الجهاز، وقد يحتاج إلى القيام بذلك عدة مرات، مع توقف لبضع دقائق بينهما، وقد يستغرق الأمر عدة محاولات للحصول على قراءةٍ موثوقة.

اختبار حجوم الرئة (Lung volumes) أو مخطط التحجم (Plethysmography)

في هذا الاختبار يجلس الطفل داخل صندوق يشبه إلى حدٍّ ما صندوق الهاتف، ثم يقوم بمجموعةٍ من تمارين التنفس لحساب حجم الهواء في الرئتين.

كيف يتمُّ علاج نقص ألفا 1 أنتي تريبسين عند الأطفال؟

1- العلاج المُعزّز

إن العلاج المحدد الوحيد لنقص ألفا-1 أنتي تريبسين هو العلاج المُعزّز (Augmentation Therapy)، ويسمّى أيضاً العلاج البديل (Replacement therapy)، ويتمُّ فيه إعطاء مستحضرات بروتين ألفا-1 أنتي تريبسين التي تمّ عزلها من الدم المأخوذ من متبرعين أصحاء عن طريق التسريب الوريدي أسبوعياً، ويؤدي هذا إلى رفع مستويات ألفا 1 أنتي تريبسين في الدم إلى مستوياتٍ تحمي الرئة، وأظهرت الدراسات أن العلاج المُعزّز يساعد في الحفاظ على وظائف الرئة، ويقلّل من عدد وشدة التهابات الرئة.

2- علاج أمراض الرئة المرافقة

لا يوجد علاجٌ شافٍ لنقص ألفا1 أنتي تريبسين، ولكن يمكن علاج أمراض الرئة التي يسبّبها، والعلاج الأولي يشبه علاج النفاخ الرئوي، وهو نوعٌ من مرض الانسداد الرئوي المزمن، ويشمل العلاج:

موسعات القصبات الهوائية

تجعل التنفس أسهل عن طريق إرخاء العضلات المحيطة بالممرات الهوائية، ويمكن أن تكون موسعات الشعب الهوائية (Bronchodilators) قصيرة المفعول أو طويلة المفعول، وتستمر مدة تأثير الموسعات قصيرة المفعول حوالي 4 إلى 6 ساعات، وتستخدم حسب الحاجة، بينما الموسعات طويلة المفعول، فيستمر تأثيرها لمدة 12 ساعة أو أكثر، ويتمُّ استخدامها يومياً.

أدوية الكورتيكوستيروئيد المستنشقة

يمكن أن تقلّل من التهاب الشعب الهوائية، مما يسهل التنفس، وقد يكون لها آثار جانبية، بما في ذلك الكدمات، والالتهابات الفموية، وبحة في الصوت.

العلاج بالأوكسجين (Oxygen therapy)

في حال كانت مستويات الأوكسجين منخفضةً لدى الطفل، فيتمُّ إعطاؤه أوكسجين إضافي من خلال قناعٍ على الوجه (Face mask) أو القنية الأنفية (Cannula)، وهي أنبوبٌ رفيعٌ ومرن له شوكتان، توضع كل واحدة منهما داخل إحدى فتحتي الأنف.

الصادات الحيوية

يجب إعطاؤها مبكراً لعلاج نوبات التهاب الشعب الهوائية، ومنع تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن.

لقاحات الأنفلونزا والمكورات الرئوية

يوصى أيضاً بالتطعيم السنوي ضدّ الأنفلونزا (Flu vaccine)، والتطعيم ضدَّ المكورات الرئوية (Pneumococcal vaccine) كل 3-5 سنوات.

الجراحة والعلاجات الأخرى

في الحالات المتقدمة من المرض، هناك خياراتٌ جراحيةٌ متاحة، مثل: جراحة تصغير حجم الرئة، واستئصال الفقاعة الهوائية (Bullectomy)، وهي عمليةٌ جراحيةٌ لإزالة الجيوب، أو الفقاعات، أو المساحات الهوائية في الرئتين، وهناك أيضاً إجراءاتٌ تجريبية، مثل: وضع صمام في القصبات الهوائية القطعية، وذلك في محاولة لتقليص المناطق النفاخية، وتحسين وظيفة المناطق الأقل تأثراً في الرئة.

زراعة الرئة

في المراحل الشديدة من الإصابة قد يحتاج المرضى الذين يعانون من انتفاخ الرئة المتقدم جداً إلى جراحة زرع الرئة (Lung transplant)، وتتضمن العملية إزالة الرئة التالفة، واستبدالها برئةٍ سليمة من مُتبرّعٍ متوفى، ويمكن أن تؤدي عمليات زرع الرئة إلى تحسين وظائف الرئة، ونوعية الحياة بشكلٍ كبير، ولكنها تنطوي على العديد من المخاطر، بما في ذلك العدوى والرفض المناعي.

3- إعادة التأهيل الرئوي

هو برنامجٌ للأشخاص الذين يعانون من مشاكل مزمنة (مستمرة) في التنفس، ويمكن أن يساعد في تحسين النشاط، والقدرة على القيام بالأعمال الروتينية اليومية، وتحسين نوعية الحياة، ولا يحلُّ محلّ العلاج الطبي، ولكن يمكن استخدامهما معاً، ويشمل برنامج إعادة التأهيل الرئوي (Pulmonary Rehabilitation):

● التمارين لتحسين القدرة على التحمل، وزيادة قوة العضلات، وذلك باستخدام جهاز المشي، أو الدراجة الثابتة، أو الأوزان، ويتمُّ البدء ببطء، ويزداد التمرين كلما أصبح الشخص أقوى.

● الاستشارات الغذائية: إن زيادة أو نقص الوزن يمكن أن تؤثر على التنفس،  ويمكن لاتباع نظامٍ غذائيٍّ سليمٍ ومتوازنٍ أن يساعد على الوصول إلى وزنٍ صحي.

● تثقيف الطفل ووالديه حول مرضه، وكيفية إدارته، ويتضمن ذلك كيفية تجنُّب المواقف التي تجعل الأعراض أسوأ، وكيفية تجنُّب العدوى، وإعطاء الأدوية.

● تعلم تقنيات يمكن استخدامها لتوفير الطاقة، وذلك عن طريق جعل الأعمال اليومية أسهل، وعلى سبيل المثال: قد يتمّ تعليم الطفل طرقاً لتجنب الرفع أو الانحناء، وهذه الحركات تجعل التنفس أكثر صعوبة، لأنها تستهلك الطاقة، وتشدُّ عضلات البطن، ويتمُّ تعليم الطفل أيضاً كيفية التعامل بشكلٍ أفضل مع التوتر، نظراً لأن التوتر يمكن أن يستهلك الطاقة أيضاً، ويؤثر على التنفس.

● تعلم تقنيات لتحسين التنفس: قد تزيد هذه التقنيات من مستويات الأوكسجين لدى الطفل، وتقلّل من عدد مرات التنفس، وتبقي مجاري الهواء مفتوحةً لفترةٍ أطول.

● الاستشارة النفسية والدعم الجماعي: يمكن أن يكون الأمر مخيفاً للطفل المريض أن يواجه صعوبةً في التنفس، وفي حال كان يعاني من مرضٍ رئوي مزمن، فيكون أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب، أو القلق، أو مشاكل عاطفية أخرى، لذلك غالباً ما يحتاج إلى الاستشارة النفسية أو مجموعات الدعم.

4- علاج إصابة الكبد

إن أخذ ألفا 1 أنتي تريبسين لا يعالج أو يمنع تلف الكبد، لأن أذية الكبد تحدث بسبب إنتاج إنزيمٍ غير طبيعي، وليس بسبب نقص الإنزيم، وفي حال كان الكبد مصاباً بأضرار بالغة، فقد يتمُّ إجراء عملية زرع كبد (Liver transplantation) سليم، ولا يتضرر الكبد المزروع لأن ألفا 1 أنتي تريبسين الذي ينتجه طبيعي، وبالتالي لا يتراكم في الكبد.

5- علاج التهاب السبلة الشحمية

قد يتمُّ إعطاء الكورتيكوستيروئيدات (Corticosteroids)، أو الأدوية المضادة للملاريا (Antimalarial drugs)، أو بعض الصادات الحيوية (Antibiotics)، مثل: التتراسيكلين (Tetracycline) لتخفيف الالتهاب، ولكن من غير الواضح إذا كانت هذه الأدوية فعالة أم لا. [6] [7] [8]

المراجع البحثية

1- MedlinePlus. (2023, September 19). Alpha-1 Antitrypsin Deficiency. Retrieved March 8, 2024

2- Cleveland Clinic. (2022, October 18). Alpha-1 Antitrypsin Deficiency. Retrieved March 8, 2024

3- Powell, A (2023, December 14). Alpha-1 antitrypsin (AAT) deficiency. WebMD. Retrieved March 8, 2024

4- NHS choices. (2020, January 22). Lung function tests. Retrieved March 8, 2024

5- Cleveland Clinic. (2022, May 21). DNA test – genetic testing overview. Retrieved March 8, 2024

6- Wise, R, A. (2024, February 16). Alpha-1 antitrypsin deficiency – lung and airway disorders. MSD Manuals. Retrieved March 8, 2024

7- Temple Health. (n.d). Alpha-1 antitrypsin deficiency treatment options. Retrieved March 8, 2024

8- MedlinePlus. (2018, February 20). Pulmonary rehabilitation | cystic fibrosis | COPD. MedlinePlus. Retrieved March 8, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.