Skip links
منزل خشبي أزرق اللون وحوله الثلج الأبيض

تأثير المناخ على العمارة – أنواع المساكن وفقاً للظروف المناخية

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي أنواع المساكن وفقاً للظروف المناخية؟

تختلف المساكن في أنواعها من منطقةٍ لأخرى وفقاً لأحوالها المناخية السائدة، كما تختلف في نوعية المواد المُستخدمة في البناء، لذا يمكن ذكر أنواع المساكن وفقاً للمناخ على النحو الآتي: [1]

1- المناطق الحارة الرطبة

بحكم ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة النسبية في هذه المنطقة، فقد صُمّمت المساكن بأن تكون مناسبةً للحصول على أعلى تبريدٍ فضلاً عن ذلك تكون هذه المساكن مرتفعةً عن سطح الأرض لحمايتها من الأمطار الغزيرة، والحيوانات المؤذية، والحشرات الضارة.

2- منطقة السافانا

نتيجةً للارتفاع في درجات الحرارة، وسقوط الأمطار في فصل الصيف مع جفاف فصل الشتاء بُنيت المساكن من الطين، وأغصان الأشجار مع نوافذ وفتحات صغيرة للمسكن لتوفير الحماية من شدة الإشعاع الشمسي، والتخفيف من درجات الحرارة العالية، حيث إن السكان يستظلّون بالأشجار نهاراً.

3- المنطقة الحارة الجافة

يُستخدم الطين كمادةٍ أساسيةٍ في البناء، لأنه يُعدُّ مادةً عازلةً للحرارة، فهو يمنع تسرُّب حرارة البيت شتاءً إلى الخارج، كما يقي داخل البيت من حرارة الهواء في الخارج صيفاً، فضلاً عن ذلك، فالمنازل تكون متقاربةً للتقليل من تأثير شدة الإشعاع الشمسي بتوفيرها الظل لبعضها، كما أنها أيضاً تُظلّل الطرقات بينها، وكما تحتوي البيوت على نوافذ صغيرة. أما سقوفها وجدرانها، فتُطلى باللون الأبيض لعكس الإشعاع الشمسي، وتوفير الإنارة الطبيعية نهاراً في داخل المسكن، فضلاً عن التخفيف من درجات الحرارة.

4- منطقة البحر المتوسط

يتكون مسكن هذه المنطقة من ساحةٍ داخليةٍ تحيط بها غرف المسكن، حيث تدخل الشمس الى الساحة، وتضيء الغرف عندما تكون الشمس عمودية، لذا فهي تصل بمقادير قليلة تفي بمتطلبات الإضاءة الطبيعية نهاراً. ونتيجةً لجفاف فصل الصيف، فإن سكان المنزل بإمكانهم الجلوس والنوم في ساحة المسكن.

5- المنطقة الصحراوية

تستعمل الخيمة المصنوعة من الصوف والشعر في الظروف الصحراوية، والتي بالإمكان رفع جوانبها لتمرير الهواء إلى داخلها.

6- المنطقة المُعتدلة

تُصمَّم مساكن هذه المنطقة على أساس الاحتفاظ بدرجات الحرارة، لذا تستخدم مواد العزل الحراري في البناء، كالفلين، كما تكون نوافذها متوسطة الحجم تسمح للإشعاع الشمسي بالدخول إلى المنزل، حيث تتميز سقوفها بالانحدار الذي يمنع تراكم مياه الأمطار والثلوج الساقطة.

7- المنطقة الباردة

يُستعمل الخشب في بناء مساكن هذه المنطقة لأنه عازلٌ جيد، وتكون نوافذها صغيرة الحجم، وعلى ارتفاعاتٍ مناسبةٍ للرؤية. أما سقوفها، فتكون منحدرةً بقدرٍ يكفي لتصريف مياه الأمطار المُتساقطة صيفاً، كما تمنع تراكم الثلوج شتاءً.

8- منطقة الأسكيمو

يُبنى مسكن الأسكيمو من مادة الثلج، لأنه موصل غير جيد للحرارة، ويكون ذو شكلٍ دائري يُبطّن المسكن بجلود الحيوانات للحفاظ على حرارة داخل المسكن، ويكون الدخول إلى المسكن بممرٍّ ملتوٍ لحمايته من تأثير الرياح القارصة البرد. أما أرضية البيت، فتتكون من مصطبةٍ مغطاةٍ بجلود الحيوانات، كما توجد فتحة في أعلى المنزل لتصريف الهواء.

ما هو تأثير عناصر المناخ على الأبنية؟

تتباين عناصر المناخ في تأثيرها على الأبنية، وأهمّها: [1] [2] [3]

1- الإشعاع الشمسي

الإضاءة الطبيعية الناتجة عن الإشعاع الشمسي تحتلُّ درجةً كبيرةً من الأهمية في البناء والمكان، وذلك لأنها تبعث شعوراً بالراحة لدى الإنسان، كما تعمل على الاستغناء عن استخدام وسائل الإنارة الصناعية في المسكن، حيث يقلّل من كلفة الطاقة الكهربائية المُستعملة، كما تعمل على توفير الطاقة للاستخدام في مجالاتٍ أخرى.

إن جدران المسكن تختلف فيما بينها من حيث حصولها على الإشعاع الشمسي، فبينما تحصل الجدران المواجهة للجنوب على الإشعاع الشمسي معظم النهار، فإن الجدران المواجهة للشمال تقع في الظل، وبينما تحصل الجدران المواجهة للشرق على الإشعاع الشمسي من وقت شروق الشمس إلى الظهيرة، فإن الجدران المواجهة للغرب تحصل عليه من الظهيرة إلى الغروب.

ولذا فإن مواضع نوافذ البيت من أبواب وشبابيك تختلف وفقاً لما يصلها من إشعاعٍ شمسي، كما تختلف وفقاً لدوائر العرض والتضاريس. رغبة الإنسان في الحصول على الإشعاع الشمسي تزداد في فصل الشتاء، وذلك لانخفاض درجات الحرارة، بينما يعمل الإنسان على تقليل الإشعاع الشمسي النافذ إلى البيت خلال فصل الصيف لارتفاع درجات الحرارة.

2- درجة الحرارة

بما أن المسكن يكون ذا شكلٍ مربعٍ أو مستطيل، فإن درجة حرارة الجدران تختلف فيما بينها، اعتماداً على مواجهتها للشمس، وبالتالي لهذا تأثيره على درجة حرارة المسكن، كما أن للون الجدران والسقوف تأثيراً على درجة حرارة المسكن، فألوان الطلاء الغامقة تمتصُّ نسبةً كبيرةً من الإشعاع الشمسي، فتؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المسكن، في حين تعكس الألوان الفاتحة نسبةً كبيرةً من الإشعاع الشمسي، فتخفض من درجة حرارة المسكن مقارنةً بالألوان الغامقة.

يُعدُّ ارتفاع السقف ذو تأثير على درجة حرارة المسكن، فكلما ارتفع السقف، كان له دورٌ في التخفيف من درجات الحرارة العالية، في حين كان الارتفاع القليل له دور في ارتفاع حرارة المسكن، إذ أن جزءاً من حرارة المسكن يأتي عن طريق السقف.

3- الرطوبة

يظهر أثر الرطوبة في المناطق الحارة الرطبة، عن طريق شعور الإنسان بارتفاع درجات الحرارة بمقدارٍ أعلى مما يسجّله المقياس الحراري، حيث يؤدي ذلك إلى الشعور بالضيق وعدم الراحة في المسكن، لذا يلجأ الإنسان إلى إزالة الهواء المُشبع بالرطوبة.

أما في المناطق الباردة، فإن استخدام الإنسان لوسائل التدفئة في المساكن يجعل هواء المسكن ذا رطوبةٍ نسبيةٍ منخفضة لدفء هواء المسكن، في حين تكون الرطوبة خارج المسكن أكثر ارتفاعاً، وهذا الأمر الذي يؤدي إلى إصابة الساكنين بأمراض الزكام والأنفلونزا عند خروجهم من البيت الدافئ القليل الرطوبة إلى الهواء المنخفض الحرارة الأكثر رطوبة.

4- التساقط

ينبغي الاهتمام عند بناء المساكن بالمواد التي تُبنى منها الجدران والسقوف بحيث تكون من المواد التي تمنع تسرُّب مياه الأمطار إلى داخل المسكن، فضلاً عن ذلك ينبغي أن تكون النوافذ والأبواب في مواضع من المسكن تحول دون دخول مياه الأمطار والثلوج عبرها إلى المسكن.

لاسيما في حال مُرافقة ذلك لهبوب الرياح والعواصف الثلجية، كما أن سقوف المنزل ينبغي أن يكون فيها بعض الانحدار بدرجةٍ أكبر يحول دون تجمُّع مياه الأمطار المتساقطة، وله القدرة على تصريفها رغم كثرتها وغزارتها، كما أن انحدار سقوف المسكن في المناطق الباردة يجب أن تكون بزاويةٍ تمنع تراكم الثلوج المُتساقطة عليها شتاءً، كما لها القدرة على تصريف مياه الأمطار صيفاً.

5- البرق

تشكُّل الصاعقة خطراً كبيراً على الأبنية العالية، ولتفادي أخطارها تتمُّ حماية المنشآت المرتفعة بموانع الصواعق، وهي عبارةٌ عن قضيبٍ من المعدن يمتدُّ فوق البناء، وينتهي في الأرض، وعند تعرُّض البناء للصاعقة يقوم قضيب المعدن بامتصاص الشحنات الكهربائية، وحملها وتفريغها في الأرض.

المراجع البحثية

1- سلام هاتف أحمد الجبوري. علم المناخ التطبيقي. (2014). Retrieved September 15, 2024

2- Architecture, A. (2023, April 4). تأثير المناخ على تصميم المباني. ArchUp. Retrieved September 15, 2024

3- Admin, A. (2023, November 8). تأثير الرطوبة على المنشآت السكنية – المعهد العربي لعلوم السلامة. Retrieved September 15, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.