Skip links
شابة تضع يدها على رأسها ويبدو عليها التوتر تجلس على كرسي وأمامها طاولة عليها كتب كثيرة

التوتر – ما تأثيره على صحة الإنسان، وكيف نواجهه؟

الرئيسية » الصحة النفسية » التوتر – ما تأثيره على صحة الإنسان، وكيف نواجهه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

نتعرض يومياً في حياتنا للعديد من المواقف التي تسبّب القلق، أو التوتر، أو الغضب، وغيرها من الحالات التي تسبّب شكلاً من أشكال التوتر، ورغم وصف التوتر بأنه حالة غير صحية، إلا أنه استجابة طبيعية وضرورية للجسم والعقل البشري لمواجهة الحالات الخطيرة والحرجة، وبفضل التوتر يصبح الإنسان متيقظاً وحذراً، وفي قمة تركيزه إلى أن يتمكن الإنسان من تجاوز هذه الظرف الحرج المهم، لذلك فإن التعرض للتوتر بين الفترة والأخرى قد يكون صحياً.

تظهر المشاكل والاضطرابات الضارة للتوتر عند التعرض له بشكلٍ مستمر ولفتراتٍ طويلة، وذلك بغض النظر عن المسبّب لهذا التوتر، فالغضب المستمر، أو الانفعال، أو القلق المستمر جميعها يمكن أن تسبّب تداعياتٍ خطيرة على صحة الإنسان على المدى الطويل، عندها يصبح التوتر ضاراً ويجب تجنبه.

كيف يؤثر التوتر على الجسم البشري؟

يستجيب الإنسان عند تعرضه للتوتر عبر تفعيل الجهاز العصبي الذاتي اللاإرادي الودي، وهو الجهاز الذي يعنى بمواجهة حالات الخطر، هذه الحالات تشمل أي حالة قد تسبّب توتراً، كالتعرض لمحاولة سرقة، والخوف من الامتحانات، ومقابلات العمل، والإصابات بالأمراض الشديدة، وحتى حالات التوتر الناتجة عن مواجهة الأشخاص الذين نحبهم أو نكرههم، جميع الحالات السابقة تفعل الجهاز العصبي الودي، وعندما يتفعّل هذا الجهاز نلاحظ تغيرات تتمثل في:

رسم توضيحي للقلب ورسم بياني لنبضات مُتسارعة بجانبه، ورَجُل يتنفس بسرعة بالإضافة لامرأة تتعرق وأخرى تضع يديها أسفل بطنها

– تسرع القلب.

– زيادة معدل التنفس.

– توسع الحدقة.

– زيادة إفراز العرق.

– جفاف الإفرازات اللعابية.

– تثبيط عملية التبول، وزيادة احتباس البول.

هذه التغيرات وغيرها من التغيرات تشكل ما يسمى باستجابة الكر أو الفر (fight or flight response) المشكلة من قبل الجهاز العصبي الودي، هذه الاستجابة تساعد على جعل الإنسان متيقظاً وحذراً في المواقف المهمة.

التعرض والبقاء بحالة التوتر لفتراتٍ طويلةٍ يسبّب مجموعةً من الأعراض المرضية، والتي تعتبر بشكلٍ أو بآخر مضاعفات للاستجابة الطبيعية السابقة:

– التنفس السريع أو معدل ضربات القلب.

– الدوار أو الدوخة.

– آلام في البطن.

– عسر الهضم.

– ألم صدري.

– تعب.

– أرق.

– صداع.

كما يمكن لحالات التوتر الشديد أن تسبّب الغثيان والدوخة، جميع التظاهرات السابقة تشمل القسم الجسدي والفيزيائي لتظاهرات القلق المستمر، والتي قد تكون خطيرةً جداً، وتتسبّب باختلاطاتٍ طبية مهمة عن بعض الأشخاص الذي يعانون من أمراض قلبية وعائية، إلا أن الأعراض النفسية المشاهدة بسبب التوتر هي الأخرى أعراض خطيرة ذات أهميةٍ عند الجميع. [1]

التأثيرات النفسية السلبية للتوتر المستمر

يمكن ملاحظة تداعيات نفسية خطيرة على الأشخاص الذين يتعرضون بشكلٍ مستمر للقلق والتوتر:

1- ضعف وصعوبة التركيز مع الإحساس المستمر بالهلاك، وعدم المبالاة.

2- التهيج المستمر الذي يحدث لأبسط الأسباب وبدون محرضات مناسبة.

3- الإحساس بالتعب الشديد وعدم الارتياح أثناء النهار، وذلك بدون أي نشاطاتٍ مهمة.

4- الاكتئاب والعزلة، والابتعاد عن النشاطات الاجتماعية، والإحساس باليأس، وفقدان الأمل.

5- فقدان الرغبة الجنسية.

الأعراض السابقة قد يظهر بعضها أو جميعها عند التعرض للتوتر لفتراتٍ طويلة باستمرار، كما أن بعض هذه الأعراض لا يظهر إلا في حالات التوتر الشديد والمستمر لفتراتٍ طويلةٍ من الزمن. [2]

ما هي نوبات الهلع وما علاقتها بالتوتر والقلق؟

نوبات الهلع (Panic attack) هي مجموعةٌ من الأعراض النفسية والجسدية التي تشاهد عند الأشخاص الذين يتعرضون بشكلٍ مستمر للتوتر والضغوط النفسية الشديدة، تحدث نوبات الهلع عادةً نتيجة منبهاتٍ أو حالاتٍ بسيطة نسبياً، حيث يكون فيها استجابة الفرد غير متناسبة مع خطورة وشدة الموقف، كالبكاء والرجفة قبل الامتحان مثلاً، أو التعرق الشديد والرجفة أثناء إجراء فحص القيادة، ويمكن لأي شخصٍ أن يصاب بنوبة هلعٍ بشكلٍ عابرٍ دون أهميةٍ طبية تذكر، إلا أنها تصبح مهمةً طبياً عندما يصاب بها المريض بشكلٍ متكررٍ ودوري، الأمر الذي قد يؤثر على الحياة المهنية والاجتماعية للكثير من الأشخاص. [3]

كيف تؤثر نوبات الهلع على المرضى؟

كثيرًا ما يتوجه المرضى الذين يعانون من اضطراب الهلع إلى قسم الطوارئ، وهم يعانون من آلامٍ في الصدر أو ضيق التنفس، خوفًا من أن يموتوا بسبب احتشاء عضلة القلب. عادةً ما يبلغون عن ظهورٍ مفاجئ وعفوي وغير متوقع للخوف أو الانزعاج، وعادةً ما يصل إلى ذروته خلال 10 دقائق، وعادةً ما تكون أسباب الألم بسيطةً وغير خطيرة، إلا أنه بسبب نوبة الهلع يعتقد المريض أن هذه الحالة حرجة، وتهدد حياته.

يمكن أن تحرض نوبة الهلع للعديد من الأسباب البسيطة، وليس بالضرورة أن ترتبط بألمٍ أو أذيةٍ عضوية، بل يمكن أن تتولد نوبة هلع نتيجة بعض الحالات الاجتماعية الاعتيادية. نوبة الهلع هي فترة مفاجئة من الخوف الشديد أو الانزعاج المصحوب بأربعة أو أكثر من الأعراض الجهازية الثلاثة عشر التالية: [3]

– خفقان القلب، أو تسارع ضربات القلب.

– التعرق.

– الرجفان أو الاهتزاز.

– ضيق في التنفس أو الشعور بالاختناق.

– ألم في الصدر أو عدم الراحة.

– الغثيان أو الانزعاج في البطن.

– الشعور بالدوار، وعدم الثبات، والدوخة، أو الإغماء.

– القشعريرة أو الشعور بالحرارة.

– التنميل (أي خدر أو وخز).

– الانفصال عن الواقع (أي الشعور بعدم الواقعية) أو تبدد الشخصية (أي الانفصال عن الذات).

– الخوف من فقدان السيطرة أو الجنون.

– الخوف من الموت.

يذكر أن نوبات الهلع قد تتحرض بسبب العديد من الحالات الخطيرة، والأمراض الهامة، كالخناق، واحتشاء العضلة القلبية، وغيرها، بهذه الحالة تفاقم نوبة الهلع أعراض هذه الأمراض، وتسبّب اضطراباتٍ نفسية مهمة بسبب نوبة هلع.

كيفية مواجهة التوتر وتخفيف آثاره

التدبير الأول والأهمّ هو بكل تأكيد الابتعاد عن جميع مصادر التوتر والضغط، والحصول على الراحة يمكن أن يساعد على تخفيف أية أعراض واضطرابات ناتجة عن التوتر، كما أنها تقلل من نوبات الهلع. دوائياً، العوامل المضادة للاكتئاب هي الأدوية المفضلة في علاج اضطرابات القلق، وخاصةً مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية الأحدث (SSRIs).

تتمتع مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية بآثار جانبية أكثر أمانًا (خاصةً في حالة الجرعة الزائدة)، ويمكن الاعتماد على جرعاتٍ كبيرةٍ نسبياً للوصول إلى جرعاتٍ فعالة مع آثار جانبية أخف مقارنةً بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات الأقدم (TCAs). [4]

“درهم وقاية خير من قنطار علاج” ينطبق هذا القول بشكلٍ خاص على التوتر والاضطرابات الناتجة عنه، فالابتعاد عن التوتر والوقاية منه هو أفضل علاج ممكن.

المراجع البحثية

1- Alshak، M. N.، & Das، J. M. (2023، May 8). Neuroanatomy، sympathetic nervous system. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved August 12، 2024

2- Cherney، K. (2023، November 13). Effects of anxiety on the body. Healthline. Retrieved August 12، 2024

3- Mph، N. V. B. F. M. (n.d.). Anxiety Disorders: background، anatomy، pathophysiology. Retrieved August 12، 2024

4- Mph، N. V. B. F. M. (n.d.). Anxiety Disorders Treatment & Management: Approach considerations، pharmacotherapy for anxiety and panic disorders، Psychotherapy for anxiety and panic disorders. Retrieved August 12، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.