Published in: الطب

انقطاع الطمث – أسبابه، أعراضه والعلاج

Author د. سوزين بلال

Published on: 23 أبريل، 2023

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هو انعدام حدوث الطمث بعد شهرين من ظهور الأثداء لدى فتاة في سن البلوغ، أو وصول الفتاة إلى سن السادسة عشرة بدون طمث، وعدم ظهور الصفات الجنسية الثانوية، ويُدعى هذا بانقطاع الطمث البدئي، أو غياب الطمث لمدة أكثر من ستة أشهر عند امرأة (كانت تطمث سابقاً)، ويُدعى هذا بانقطاع الطمث الثانوي. ^[1]

متى تبدأ الدورة الطمثية عند الأنثى؟

تبدأ الدورة الطمثية بالظهور عند الأنثى في فترة البلوغ، التي تتراوح من11 إلى 14سنة، وتكون الدورة الطمثية غير منتظمة في البداية غالباً، إلا أن هنالك الكثير من الحالات التي يغيب فيها الطمث لأسباب مختلفة.

ما هي أسباب انقطاع الطمث؟

يحدث انقطاع الطمث لأسباب طبيعية مثل: فترة الحمل، والإرضاع عند المرأة، أو بعد سن اليأس بسبب عوامل هرمونية.

أما الأسباب المرضية، فتختلف بين نوعي انقطاع الطمث البدئي والثانوي.

أسباب انقطاع الطمث البدئي هي: ^[2]

1- العيوب الجينية الوراثية

إن الصبغي الجنسي X هو المسؤول عن تكوّن الجنين الأنثوي، وأي شذوذ في هذا الصبغي يؤدي لحدوث مشاكل في الجهاز التناسلي الأنثوي. مثال: مُتلازمة تورنر (Turner syndrome)، التي تتمثل بغياب كامل للصبغي X ، وبالتالي لا تتطور الأعضاء التناسلية الأنثوية الداخلية، كالرحم، والبوقين، والمبيضين في فترة البلوغ، وانعدام الطمث، وعدم القدرة على الحمل مستقبلاً. ^[6]

2- مشاكل في الوطاء أو الغدة النخامية

بسبب حدوث خللٍ في إفراز الوطاء والغدة النخامية للهرمونات المحرّضة لعمل المبيض، فيؤدي ذلك إلى عدم حدوث الإباضة، وبالتالي غياب الطمث. تُعدُّ قلّة التغذية والرياضات الشديدة، كالجري، والاضطرابات النفسية من أهم الأسباب المؤثرة على صحة الوطاء والنخامة.

3- مشاكل خلقية

كغياب الرحم، أو عنق الرحم، أو انسداد غشاء البكارة الخلقي، مما يمنع خروج دم الطمث وتجمّعه في الحوض.

أسباب انقطاع الطمث الثانوي هي

1- وسائل منع الحمل

وتشمل الحبوب عند أخذها لفترة طويلة أو وضع اللولب (أداة توضع في الرحم لمنع تعشيش البيضة الملقحة)، ويستمر انقطاع الطمث لفترةٍ مؤقتةٍ بعد التوقف عن استعمال هذه الوسائل.

2- العلاج الشعاعي أو الكيماوي لدى مريضات السرطان

وخاصةً سرطان الدم أو النقي Leukemia  وسرطان الثدي حيث يُدمر الإشعاع الخلايا المصنّعة للأستروجين في المبيض، مما يؤدي لغياب تطور الجريبات وانقطاع الطمث.

3- متلازمة المبيض متعدد الكييسات أو PCO

لزيادة نسبة الهرمون الذكري (التستوستيرون) وإعاقته لنضج الجريبات المبيضية، وبالتالي تباعد فترات الطمث أو غيابها.

4- مشاكل الغدة الدرقية

تُنتج الغدة الدرقية هرمونات تتحكم بالاستقلاب في الجسم، وتؤثر على إنتاج الهرمونات الجنسية الأنثوية، لذلك يُلاحظ انقطاع الطمث عند مريضات قصور الدرق أو فرط الدرق، فتُسبّب خللاً في التنظيم الهرموني الأنثوي، وبالتالي انقطاع الطمث.

5- العمليات التي تجرى على الرحم

مثل تجريف الرحم عند حوادث الإسقاط، التي يُمكن أن تُسبّب أذيةً دائمةً في بنية الرحم وعدم القدرة على الطمث. ^[3]

ما هي أعراض انقطاع الطمث؟

تعاني مريضات انقطاع الطمث من أعراض جسدية ونفسية عديدة، مثل: ^[4]

1- اكتئاب، وعدوانية، وتقلبات في المزاج.

2- ألم الحوض.

3- الصداع.

4- البثور أو حبّ الشباب.

5- نمو شعر زائد في الوجه.

6- إفراز الحليب من حلمة الثدي (عند زيادة هرمون البرولاكتين).

7- أعراض سن اليأس كالهبّات الساخنة، وجفاف المهبل.

ما هي الفحوصات اللازمة لتشخيص انقطاع الطمث؟

1- يبدأ الطبيب بسؤال المريضة عن عمر انقطاع الطمث لتحديد نوعه (بدئي أو ثانوي )، والتفصيل في القصة الدوائية والعائلية، ويقوم بعدها بالفحص السريري الشامل للثدي، والمهبل، والمبيضين، والرحم. ^[6]

2- فحص وجود الحليب في الثدي (ثر اللبن)، الذي يدلُّ على ارتفاع هرمون البرولاكتين لأسباب نخامية أو دوائية.

3- تصوير الحوض بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)، للتأكد من حالة الرحم، وتشوهاته، والمبيضين لاستبعاد المبيض متعدد الكييسات مثلاً.

4- اختبار الحمل عند المتزوجات، وذلك في حالة انقطاع الطمث الثانوي.

5- تحاليل هرمونية وتشمل هرمونات الغدة الدرقية TSH  ,FT4  لكشف حالات القصور أو الفرط الدرقي، إضافةً إلى البرولاكتين والهرمونات الذكرية، وذلك عند شكاية مريضة انقطاع الطمث من زيادة الأشعار وظهور حبّ الشباب.

6- الفحص المهبلي عند مريضات انقطاع الطمث البدئي، للتحقق من غشاء البكارة، وهو غشاء رقيق يقع بين المهبل وعنق الرحم لا يكون مسدوداً بالكامل في الحالات الطبيعية.

7- عند وجود أعراض دماغية، مثل: اضطرابات السمع، والرؤية، والصداع، يطلب الطبيب صورة طبقي محوري CT  للتحري عن آفات الغدة النخامية.

يلجأ الطبيب أخيراً إلى الفحوصات الصبغية كونها غالية الثمن.

ما هو علاج انقطاع الطمث؟

يكون بمعرفة السبب المؤدي لانقطاع الطمث أولاً ومحاولة معالجته، إضافةً إلى اتباع عادات صحية كممارسة الاسترخاء، والتمارين الرياضية غير المجهدة، كالمشي. إضافةً إلى كسب الوزن بطريقة صحية، وتناول المكمّلات، مثل: الفيتامينات، والمعادن في حال نقصها لدى المريضة، ويمكن إعطاء الهرمونات الجنسية الأنثوية (الأستروجين والبروجسترون)، للتقليل من أعراض معينة، كالهبّات الساخنة، وجفاف المهبل، وفي حالات التشوهات الخلقية التناسلية، يلجأ الأطباء إلى العمليات الجراحية لمحاولة إصلاحها. ^[5]