Published in: الطب

الهيبارين

Author د. سوزين بلال

Published on: 3 أكتوبر، 2023

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو الهيبارين؟

يُعتبر الهيبارين من الأدوية المضادة للتخثُّر (Anti-coagulation)، والتي تُدعى الأدوية المُميّعة، وهي من أكثر الأدوية المُستخدمة، وخاصةً عند المُسنّين، وتعمل على حلّ الخثرات أو الوقاية من تشكلها في بعض الأمراض، وذلك بتثبيط عوامل التخثُّر المسؤولة عن المرحلة الثانية من شلال التخثُّر.

اكتشف دواء الهيبارين عام 1916 على يد طالب طبٍّ يُدعى جاي ميكلين (Jay Mclean) بشكلٍ طبيعي إذ عمل على استخلاصه من كبد الكلاب، وتعود تسميته إلى مكان تواجده إذ أن مصطلح (Heparin) يقسم إلى قسمين (Hep) ويعني كبد، و(Rin) يعني عديد السكاريد، ويدلُّ ذلك على وجود الهيبارين بشكلٍ طبيعي في جسم الإنسان أيضاً، ولكن بكمياتٍ قليلة.

وإن آلية عمل الهيبارين هي معاكسة الثرومبين (Anti-thrombin)، وهو العامل الثاني من شلال التخثُّر بشكلٍ غير مباشر، ويتمُّ ذلك بارتباط الهيبارين بمضاد ثرومبين، ويُعزز فعاليته بتثبيط الثرومبين، وبالتالي يمنع تحول الفيبرينوجين إلى فيبرين، وتشكل الخثرة، وبذلك نستنتج أن الهيبارين يعمل على تثبيط الطريق الداخلي من شلال التخثُّر. ^[1]

ما أنواع الهيبارين؟

1- الهيبارين غير المُجزَّأ (Unfractionated Heparin) أو UFH

اسمه التجاري الهيبارين، ويعمل هذا النوع على تثبيط عدة عوامل تخثَّرٍ، مثل: العامل الثاني عشر، والحادي عشر، والتاسع، والثاني، والسابع بشكلٍ بسيط، لذلك تقف عملية التخثُّر في الطريق الداخلي، ولا تصل للطريق المشترك، وهذا يؤدي إلى تطاول قيمة اختبار التخثُّرAPTT  الذي يجب إجراؤه بشكلٍ دوريّ لتعديل جرعة الهيبارين.

2- الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي (Low Molecular Weight Heparin) LMWH

يختلف عن النوع السابق بأنه نوعيّ بتثبيط العامل العاشر فقط، لذلك يؤثر على الطريق المشترك من شلال التخثُّر، ولكنه لا يؤثر على اختبار التخثُّر APTT الخاص بالطريق الداخلي، ونتحقق من فعاليته بإجراء اختباراتٍ خاصةٍ بالعامل العاشر، ومن هذه الأدوية (Enoxaparin) إنوكسابارين.

3- الهيبارين الصُّنعي (Synthetic Heparinoids)

وهو يشبه النوع السابق بتثبيطه العامل العاشر، وعدم تأثيره على اختبار APTT، وتتمُّ مراقبة فعالية الدواء باختباراتٍ خاصةٍ بالعامل العاشر، ويُسمّى النوع المتواجد في الأسواق (Fondparinux)، ويُعتبر الخيار الأفضل. ^{[2] [3]}

ما هي استعمالات الهيبارين؟

يُستعمل الهيبارين في الحالات الإسعافية، وغرف العمليات، والعناية المشددة لأن نصف عمره قصير، ويستخدم لدى مرضى: ^[4]

1- التخثُّر داخل الأوعية مثل: DVT، وهي تحصل عند الاستلقاء لفترةٍ طويلةٍ، مثل: مرضى العمليات الجراحية خلال فترة الاستشفاء.

2- مرضى الصّمة الرئوية: وهي انتقال جزءٍ من الخثرة إلى الشرايين الرئوية مما يؤثر على تنفس المريض.

3- السكتات الدماغية الخثرية: وهي انسداد أحد شرايين الدماغ الأساسية.

4- الرجفان الأذيني: وهي حالةٌ تتشكل فيها خثراتٌ داخل الأذين، وتنتقل إلى معظم شرايين الجسم.

يُعطى الهيبارين حقناً تحت الجلد، ويكون موجوداً في المشافي على شكل فيالات (Vial) سائلة بشكلٍ جاهزٍ من المصنع، ويسحب حسب حاجة المريض بإبرة 1cc، ويُحقن في البطن بعيداً عن السّرة بحوالي 2 سم، ويُفضّل عدم الحقن في مكانٍ واحدٍ بشكلٍ متكرر لتجنُّب التلوث والنزف.

ما هي الآثار الجانبية للهيبارين؟

عند وصف الهيبارين قد تحدث بعض الآثار الجانبية عند المرضى، مثل: ^{[5] [6]}

1- الحساسية، وعدم تحمُّل أو تساقط الشعر.

2- هشاشة العظام لأنه يعمل على تثبيط بانيات العظم، ويُعزّز من عمل كاسرات العظم.

3- يُصاب بعض المرضى بنقص الصفيحات المعتمد على الهيبارين حيث يُنتج فيه الجسم أضداداً ضدّ الصفيحات، فيقلُّ عددها مما يمنع تشكل الخثرات بسهولة.

4- ألمٌ أو التهابٌ مكان الحقن، وخاصةً إذا كان بشكلٍ مستمر، وباستخدام مواد وحقن ملوثة.

عند إعطاء الهيبارين بكمياتٍ كبيرةٍ أو بجرعةٍ خاطئة يحدث استعدادٌ للنزف بشكلٍ أكبر، وعندها يجب إيقاف النزف، ومعاكسة مفعول الهيبارين بمادة البروتامين سلفات (Protamine Sulfate) الذي يُفعّل شلال التخثُّر، ويمكن تعويض الدم المفقود حسب اختبارات تعداد الدم، وقياس الهيموغلوبين.