Skip links
فتاة خائفة تجلس على الأرض في الزاوية

الهلوسات، الأوهام، التوهُّم – الأسباب، الفرق بينهم وطرق العلاج

الرئيسية » الصحة النفسية » الهلوسات، الأوهام، التوهُّم – الأسباب، الفرق بينهم وطرق العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

أثناء جلوسك في مكانٍ هادئ مثل المكتبة، قد تسمع صوتاً منخفضاً لأحد يتحدث دون أن تتمكن من فهم المحتوى، فتشعر بالفضول، وتلتفت لمعرفة مصدر الصوت، لكنك تكتشف أنه في الواقع صوت طابعةٍ إلكترونيةٍ تصدر أصواتاً تشبه الثرثرة. يمكن أن تخدعك هذه الحالة لفترةٍ طويلة، لكن في النهاية، تكتشف أنها مجرد هلوسات، أو وهم، أو توهُّماً.

يشهد الكثيرون، حتى داخل المجتمع الطبي، الالتباس بين مفاهيم الهلوسة والوهم، وعلى الرغم من اعتقاد الكثيرون أنهما نفس المصطلح، إلا أن الفرق بينهما ذو أهميةٍ كبيرةٍ من الناحية الطبية، فالهلوسات (Hallucinations) تشير إلى حالةٍ خطيرةٍ من العرض الطبي، بينما يعتبر الوهم (Illusion) حادثةً عرضيةً يمكن لأي شخصٍ تجربتها يوميًا.

ما هي الهلوسات؟

الهلوسة هو تلقي تنبيهاتٍ حسية غير موجودة على أرض الواقع، سواءً كانت هذه التنبيهات حسيةً سمعيةً، أو بصريةً، أو لمسية، تقترن هذه التنبيهات باعتقاد المريض بأنها حقيقية، فمثلاً: رؤية شخصٍ ما، والتحدث معه دون أن يكون ذلك الشخص موجوداً، أو سماع كلماتٍ وجمل دون وجود أحدٍ يتكلم.

وتتميز الهلوسات بأنها مقنعة جداً للشخص المصاب بها، حيث يستجيب الدماغ للهلوسات على أنها تنبيهاتٌ حسيّةٌ حقيقية، يوجد العديد من الاضطرابات الدماغية التي يمكن أن تسبّب الهلوسات، بالإضافة إلى الأمراض النفسية، كالفصام، إلا أنها قد تنتج أيضاً عن الإدمان على بعض المواد أو عن بعض الإصابات العصبية. [1]

أنواع الهلوسات

تصنف الهلوسات بحسب التنبيه الحسي الذي تحرضه إلى: [1]

1- هلوسات سمعية

هي أكثر أشكال الهلوسات شيوعاً، وتشمل سماع أحاديث أو أصوات حركة دون أن تكون هذه الأصوات حقيقة، حيث تتولد هذه الأصوات من العدم دون أي أساسٍ لها (وهنا لا نتحدث عن التفسير الخاطئ لبعض الأصوات الحقيقية، مثل: صوت الرياح الذي قد يُفسَّر بشكلٍ خاطئٍ على أنه همس، فهذه الحالة طبيعية، ولا تصنّف على أنها هلوسة).

2- هلوسات بصرية

تتضمن هذه الهلوسة رؤية أشياء غير حقيقية، مثل: الأشياء، أو الأشكال، أو الأشخاص، أو الحيوانات، أو الأضواء.

3- هلوسات لمسية

هذه الهلوسة تجعل المريض يشعر باللمس على جسده أو بحركةٍ غير حقيقية في جسده، وقد تنطوي على الشعور بأن الحشرات تزحف على الجلد أو أن الأعضاء الداخلية تتحرك.

4- هلوسات شمّية

تتضمن تجربة روائح غير موجودة أو لا يستطيع أحد شمّها.

5- هلوسات ذوقية

تسبّب مذاقاتٍ غالبًا ما تكون غريبةً أو غير سارة، وتعتبر الهلوسة الذوقية (غالبًا ما تكون ذات طعمٍ معدني) من الأعراض الشائعة نسبيًا للأشخاص المصابين بالصرع.

6- هلوسات ذاتية عميقة

 تجعل المريض يعتقد أن جسده يتحرك، مثل: الطيران، أو الطفو.

7- هلوسات الوجودية

هي الهلوسات التي تجعل المريض يعتقد بوجود أشخاصٍ معه أو اعتقاده بوجود أشخاصٍ يقفون خلفه، على الرغم من كونه في غرفة لا يوجد فيها أحد.

ما هي مسبّبات الهلوسة؟

قد تنتج الهلوسة عن كثيرٍ من الحالات الطبية، وبشكلٍ عام تعتبر من التظاهرات الطبية الخطيرة، وتوجه إلى حالةٍ طبيةٍ مهمة منها: [2]

رسم توضيحي لامرأة كبيرة في السن وبجانبها صبي صغير وبينهما ميزان حرارة يُظهر القراءة 40 درجة مئوية ورسمة لامرأة تعاني من صداع نصفي وامرأة مستلقية في السرير تظهر متعبة ويوجد هالات سوداء تحت عينيها بالإضافة لامرأة تقوم بالبكاء

– تأثير الكحول أو بعض المخدرات، مثل: الماريجوانا أو المهلوسات، والكوكايين والأمفيتامينات، والهيروين أو الكيتامين.

– ارتفاع في درجة الحرارة، خاصةً عند الأطفال وكبار السن.

– الجفاف الشديد.

– الحرمان من النوم.

– صداع نصفي.

– صدمة.

– ألم حاد.

– الحزن.

– الالتهابات، مثل: عدوى المسالك البولية، وخاصةً عند كبار السن.

– التعافي من التخدير بعد العمليات الجراحية.

– عند بداية النوم أو الاستيقاظ.

كما أن كثير من الأمراض النفسية والعصبية تسبّب أعراض الهلوسة، مثل:

– الفصام.

– الاكتئاب الشديد.

اضطراب ثنائي القطب.

– داء باركنسون.

– الصرع.

– الزهايمر.

ما الفرق الهلوسة والتوهُّم والوهم؟

الوهم يجعل المريض يعتقد بوجود أمورٍ بخلاف ما هو عليه، كأن يعتقد أن الأصوات التي يسمعها هي أصوات كلامٍ على الرغم من كونها صوت رياح، أي أن المريض يفسر تنبيهاتٍ حسيةٍ معينة بشكلٍ غير صحيح، ويمكن للوهم أن يحدث في مختلف التنبيهات الحسية سواءً أكانت بصرية أو سمعية.

تتشابه الهلوسة والوهم بأنهما يصفان حالةً يخبر فيها المريض الأمور بخلاف ما هو عليه، الهلوسات هي إخبار بتنبيهاتٍ حسية، والاعتقاد بوجودها دون وجود هذه التنبيهات في الواقع، حيث إن السيالة العصبية المتشكلة في الهلوسات تتشكل دون وجود تنبيهٍ فيزيائي فعلي.

أما الوهم، فهو أن يفسر تنبيه حسي تفسيراً غير صحيح، وهنا التنبيه الحسي ينتج عن منبه حسي حقيقي، إلا أن التفسير غير صحيح أو دقيق. أما التوهُّم، فهو الاعتقاد الراسخ بأشياء غير ممكنة أو غير صحيحة (وذلك بغض النظر عن المعتقدات أو الشعائر الدينية المختلفة)، كتوهُّم الشخص بأنه يمتلك قوةً خارقة، كالقدرة على الطيران، وهذه الاعتقاد لا يرتبط بوجود تنبيهٍ حسي.

عادةً ما يتظاهر الوهم في العديد من الحالات الطبية العصبية والنفسية (ويمكن للكثير من الأمراض النفسية أن تسبّب أعراض التوهُّم والهلوسات بشكلٍ متزامن)، إلا أنه يمكن للوهم أن يلاحظ في حالات غير مرضية، وليس بالضرورة أن يوجه الوهم إلى اضطرابٍ مهمٍّ، بينما التوهم يشير غالباً لمرضٍ أو حالةٍ نفسية شديدة. [1]

تدبير الهلوسات والتوهُّم

كما ذكر سابقاً، الهلوسات تشير إلى اضطراباتٍ وحالاتٍ مرضية خطيرة، لذا فإن التدبير الأول والأساسي يعتمد على تدبير المرض المسبّب لهذه الهلوسات، إلا أن الهلوسات الناتجة عن بعض الأمراض المزمنة تتطلب تدبيراً خاصاً بالهلوسات، نظراً لعدم إمكانية شفاء المريض من المرض المسبّب بشكلٍ تام (مثل: مرضى الزهايمر، والفصام مثلاً)، وتتضمن التدابير الدوائية: [1]

● الأدوية النفسية التقليدية وغير التقليدية، والتي تساعد على تخفيف الأعراض النفسية عند مرضى الفصام وثنائي القطب، وهي تخفف من أعراض الهلوسة بشكلٍ خاص.

● يمكن للأدوية المثبطة للأستيل كولين أستيراز (Acetylcholinesterase inhibitors) أن تخفف التظاهرات النفسية، خاصةً عند مرضى الزهايمر وباركنسون.

تدبير الأوهام

نظراً لاختلاف المسببّات بين الأوهام والهلوسات (الأوهام لا ترتبط دوماً بحالات مرضية خطيرة)، فإن تدبير الأوهام يتضمن العلاج المعرفي السلوكي، وعيادات الدعم النفسي، بالإضافة إلى تدبير الأمراض المسبّبة (في حال وجودها). [2]

المراجع البحثية

1- Professional، C. C. M. (n.d.). Hallucinations. Cleveland Clinic. Retrieved July 16، 2024

2- Mfa، J. H. M. M. (2021، June 4). Understanding the Difference Between Hallucinations vs. Delusions. Healthline. Retrieved July 16، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.