Published in: طب الأطفال

النوم عند الأطفال

Author م. آية غنامة

Published on: 21 نوفمبر، 2023

م. آية غنامة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

النوم هو عنصرٌ أساسيٌّ لصحة وتنمية الأطفال، فالنوم الجيد يساعد على تعزيز نموهم الجسدي والعقلي، ويسهم في تعزيز انتباههم وتركيزهم خلال النهار. ومع ذلك، قد يواجه الأهل تحدياتٍ في توفير نمط نومٍ منتظمٍ ومريحٍ لأطفالهم.

ما هي ساعات النوم الكافية للطفل؟

ساعات النوم الكافية للطفل تختلف حسب الفئة العمرية، وعدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الأطفال في كل فئةٍ عمرية، وهي: ^[1]

1- الرضّع من الولادة إلى 3 أشهر

يحتاج الرضع في هذه الفترة إلى حوالي 14 إلى 17 ساعة من النوم في اليوم، وقد تنقسم هذه الساعات على مدار الساعات النهارية والليلية بشكلٍ غير منتظم.

2- الأطفال الرضّع (من أربعة إلى أحد عشر شهر)

في هذه الفترة، يحتاج الأطفال الرضع إلى حوالي 12 إلى 15 ساعة من النوم في اليوم، تشمل النوم الليلي والنوم النهاري.

3- الأطفال الصغار (من سنة إلى سنتين)

يحتاج الأطفال الصغار في هذه الفئة العمرية إلى حوالي 11 إلى 14 ساعة من النوم في اليوم، بما في ذلك فترة النوم الليلي والنهاري.

4- الأطفال الصغار (من ثلاث إلى خمس سنوات)

يحتاج الأطفال الصغار في هذه الفئة العمرية إلى حوالي 10 إلى 13 ساعة من النوم في اليوم، ويتحولون تدريجياً إلى نمط النوم الليلي المتواصل دون نومٍ نهاري.

5- الأطفال الصغار (من ست إلى اثني عشرة سنة)

يحتاج الأطفال في هذه الفئة العمرية إلى حوالي 9 إلى 12 ساعة من النوم في اليوم، ويُفضّل أن يكون النوم في الليل متواصلاً دون نومٍ نهاري.

ما هي تأثيرات عدم انتظام النوم لدى الطفل؟

عدم انتظام النوم لدى الطفل يمكن أن يؤثر على صحته وسلوكه بشكلٍ عام، ومن التأثيرات المُحتملة لعدم انتظام النوم عند الأطفال: ^[1]

1- التأثير على الصحة الجسدية

قد يتسبّب عدم انتظام النوم في ضعف جهاز المناعة لدى الطفل، وزيادة تعرُّضه للإصابة بالأمراض والعدوى، كما يمكن أن يؤثر على نموه، وتطوره الجسدي بشكلٍ عام.

2- التأثير على الصحة العقلية والسلوكية

قد يصبح الطفل غاضباً أو متهيجاً أكثر نتيجةً لعدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وتظهر عنده صعوبةٌ في التركيز والانتباه.

3- التأثير على الأداء العقلي والتعلم

قد يؤثر عدم انتظام النوم على قدرة الطفل على التركيز والاستيعاب الجيد في المدرسة أو النشاطات التعليمية، ويمكن أن يعاني من صعوبةٍ في تذكر المعلومات، وتنفيذ المهام بشكلٍ فعال.

4- التأثير على الأسرة والعائلة

قد يؤثر عدم انتظام النوم للطفل على ساعات النوم لدى أفراد الأسرة الآخرين، وهذا ما يزيد من مستوى التوتر والإرهاق لدى الوالدين، ويؤثر على جودة حياتهم الشخصية والعائلية.

كيف يمكن للأهل تنظيم نوم أطفالهم؟

تنظيم نوم الأطفال يتطلب وجود روتينٍ منتظمٍ وبيئةٍ مناسبة للنوم، ومن النصائح التي يمكن للأهل اتباعها لتنظيم نوم أطفالهم ما يلي: ^[2]

1- وضع جدولٍ ثابتٍ للنوم

على الأهل أن يحاولوا تحديد ساعةٍ محددةٍ للذهاب إلى النوم والاستيقاظ في كل يوم، وقد يحتاجون إلى تجربة بعض الأوقات المختلفة لمعرفة ما يعمل بشكلٍ أفضل لطفلهم، وأن يكونوا ملتزمين بهذا الجدول قدر الإمكان، حتى يتعود الطفل على نمطٍ منتظمٍ للنوم.

2- إنشاء روتينٍ للنوم

قبل الذهاب إلى النوم من المفيد تقديم نشاطاتٍ هادئة تساعد الطفل على الاسترخاء، مثل: الاستماع للقصة، أو الغناء، أو تطبيق نشاطاتٍ ثابتة، مثل: الاستحمام الدافئ قبل النوم للإشارة للطفل أن موعد النوم قادم.

3- تهيئة بيئة النوم الملائمة

على سبيل المثال القيام بتخفيض الإضاءة، وضبط درجة الحرارة المناسبة في غرفة النوم، واستخدام مصدرٍ هادئٍ للضوء، كما قد تكون الأصوات الهادئة أو الضوضاء البيضاء مفيدةً لتهدئة الطفل، ومساعدته في النوم.

4- تجنُّب الأنشطة المنبّهة قبل النوم

يجب تجنُّب مشاهدة التلفاز أو اللعب بألعاب مُحفزّة قبل النوم، وإنشاء فترةٍ هادئةٍ قبل النوم تسمح للطفل بالاسترخاء والتهدئة.

5- تواجد الأهل بجانب الطفل

في بعض الأحيان، قد يحتاج الطفل إلى الشعور بالأمان والراحة بوجود أحد والديه بجواره، فمن الجيد الجلوس بجانب السرير لبضع دقائق قبل أن ينام، والتحدث معه بلطف، وتهدئته إذا كان يشعر بالقلق أو الخوف.

6- التحلي بالصبر والثبات

يمكن أن يستغرق الأمر بعض الوقت للأطفال للتكيُّف مع روتين النوم الجديد، لذلك يجب على الأهل أن يكونوا صبورين، ومصممين على الاستمرار في تنفيذ الروتين بشكلٍ ثابتٍ حتى يتعود الطفل عليه.

هل يمكن تنظيم نوم الأطفال الرضع؟

يمكن تنظيم نوم الأطفال الرضع بالتدابير الصحيحة والروتين المناسب، ولكن هذا قد لا ينجح مع معظم الرضع، لأنهم في هذه المرحلة لديهم احتياجات تغذيةٍ متكررة بسبب حجم معدتهم الصغير، والتي تستدعي استيقاظهم للرضاعة على مدار الساعة، وهذا يؤثر على نمط نومهم، كما أن النمو السريع في هذه المرحلة العمرية، وتغير جهازهم الهضمي، ونمو الدماغ تغيّراتٌ قد تؤدي إلى اضطراباتٍ في النوم والاستيقاظ. ^[3]

في الختام يجب التذكير بأهمية النوم على صحة ونشاط الطفل، لذلك يجب تركيز الأبوين على حلّ مشاكل واضطرابات النوم لدى طفلهم، لتأثيرها الكبير على نمط حياتهم، وعدم الاستهانة بها لأن تفاقمها سيؤثر على صحة الطفل النفسية والجسدية.