النوم القهري (التغفيق) – الأعراض، التشخيص وكيفية العلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
النوم هو اللحظة المفضلة في اليوم لدى الكثيرين، خاصةً بعد يومٍ شاقٍّ من العمل خارج المنزل أو التعب الذي ينجم عن الدراسة والالتزامات اليومية. بعض الأشخاص يحبون النوم لفتراتٍ طويلةٍ بلا سببٍ محدد. النوم هبة تساعدنا في استعادة حيويتنا، وتمنح الجسم الراحة الضرورية، وتنظم عمليات نمو الجسم، وتعزز النظام المناعي، لكن ينبغي أن تكون حذرًا، فالنوم الزائد يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تشبه تلك التي تحدث نتيجةً لقلة النوم والأرق، مثل: الاكتئاب، والتعب المزمن، وفقدان التركيز.
يعتبر النوم الزائد عرضًا ثانويًا لعدة حالاتٍ طبية، مثل: متلازمة الرجل المتململة (Restless legs syndrome)، واضطراب ثنائي القطب، ولكن أخطر أشكال النوم الزائد تكون عندما يفقد المريض السيطرة على نمط نومه، ويعاني من نوباتٍ متكررةٍ من النوم المفرط المفاجئ خلال النهار، على الرغم من حصوله على ساعاتٍ كافية من النوم في الأيام السابقة، وهذه الحالة تعرف باسم متلازمة التغفيق (النوم القهري) (Nacrolepsy).
ما هو النوم القهري أو التغفيق؟
هو حالةٌ دماغيةٌ نادرةٌ مزمنة يمكن أن تمنع الشخص من اختيار وقت الاستيقاظ أو النوم، يعاني فيها المصاب من صعوبة البقاء متيقظاً، بالإضافة إلى النوم المفاجئ دون نعاس، الأمر الذي يضر بالحياة المهنية والاجتماعية للمصابين. وتصنف بشكلٍ رئيسي إلى نمطين: [1] [2]
● النوم القهري من النمط الأول: وهو النمط الذي يشمل الجمدة (Cataplexy).
● النوم القهري من النمط الثاني: وهو النمط الذي لا يتظاهر فيه المصابون بالجمدة، ويشمل معظم حالات النوم القهري.
الجمدة
هو عرضٌ عضليّ يشمل ضعفاً، وعدم القدرة على تحريك العضلات الإرادية دون سابق إنذار، قد تتحرض الجمدة في بعض الحالات الانفعالية العاطفية، وقد تتظاهر دون محرض (كما في النوم القهري)، يُعتقد أن سبب ظهور هذا العرض عند بعض مرضى النوم القهري ينتج عن تثبيط للسبل المسؤولة عن الحركات الإرادية (الأمر الذي يحصل عادةً بشكلٍ طبيعي أثناء النوم).
أعراض النوم القهري
الأعراض غير محددة بشكلٍ واضح، وتختلف من شخصٍ لآخر بشكلٍ كبير، قد تتظاهر الهجمات بشكلٍ مزمنٍ مستمر للعديد من السنوات أو تتظاهر لفترةٍ قصيرة ثم تهجع الأعراض وتزول، ومن الأعراض الشائعة المشاهدة عند مرضى النوم القهري نذكر: [2] [3] [4]
1- النعاس الشديد خلال اليوم
يشاهد على مرضى النوم القهري النعاس بشكلٍ مستمر خلال النهار على الرغم من حصولهم على نومٍ جيد، الأمر الذي قد ينظر إليه من قبل الوسط المحيط للمريض على أنه تكاسل عن العمل أو التساهل في أداء المهام، وهو أحد أشيع أعراض النوم القهري وأولها تظاهراً.
2- نوبات النوم
يغفو فيها المريض فجأةً ودون سابق إنذارٍ وقدرةٍ على السيطرة من قبل المريض، قد تكون هذه النوبات قصيرة المدة تمتدّ لثوانٍ عدة، وقد تدوم لعدة ساعات، وهي تتظاهر خاصةً عند المرضى غير المعالجين.
3- الجمدة
كما ذكرنا سابقاً هي اعتلال يصيب العضلات الإرادية، حيث يلاحظ على هذه العضلات الضعف، وفي الحالات الشديدة الشلل، يذكر أن هذا الاعتلال ليس خاصاً بالنوم القهري، عادةً ما تتظاهر الجمدة في حالات الشدة النفسية والتقلبات العاطفية، إلا أنها قد تشاهد عند مرضى النوم القهري دون أي تغيراتٍ في الحالات المزاجية، ويُشاهد على مريض الجمدة:
– ارتخاء الفك.
– تدلي الرأس وارتخاء الرقبة.
– ارتخاء الساقين بشكلٍ مفاجئ.
– كلام غير واضح.
– رؤية مزدوجة (شفع الرؤية).
تدوم عادةً هذه التغيرات لعدة دقائق على الأكثر.
4- شلل النوم
يعاني بعض الأشخاص المصابين بالنوم القهري من نوبات شلل النوم، والذي يعرف بعدم القدرة المؤقتة على الحركة أو التحدث، ويحدث عند الاستيقاظ أو النوم، يمكن أن تستمر الحلقات من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق. على الرغم من أن شلل النوم لا يسبّب أي ضرر، إلا أنه يسبّب مشاكل نفسية واجتماعية عند المريض، وبعض الأعراض الأخرى غير الشائعة تشمل:
– الهلوسة، رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية، خاصةً عند النوم أو الاستيقاظ.
– مشاكل في الذاكرة.
– الصداع.
– النوم المضطرب، على سبيل المثال: الهبات الساخنة، أو الاستيقاظ بشكلٍ متكرر، أو رؤية كوابيس قوية، أو تمثيل الأحلام جسديًا.
– السلوك التلقائي، القيام بالنشاط دون الوعي أو تذكر القيام به.
– اكتئاب.
من الجدير بالذكر أن ساعات نوم المصابين قد لا تختلف كثيراً عن ساعات نوم الأشخاص الطبيعيين، إلا أن نوعية هذا النوم تكون أسوء، فالمصاب بالنوم القهري لا يحظى بنومٍ مريح، وكثير منهم لا يحصلون على نومٍ كافٍ أثناء الليل.
محرضات النوم القهري
لا يوجد تفسير محدد للإصابة بالنوم القهري، يعتقد أن هذه الحالة يرتبط حدوثها بشكلٍ مباشر بانخفاضٍ في مستوى هرمون الأوركسين (Orexin)، والذي ينظم مستوى مواعيد النوم عند الإنسان، بالإضافة إلى مشاركة بعض الآليات المناعية الذاتية بإحداث هذا المرض، وقد تمّ تحديد بعض المحرضات التي تسبّب الإصابة بهذا الداء، أو تثير نوبات النوم: [4]
– التغيرات الهرمونية، بما في ذلك تلك التي تحدث أثناء فترة البلوغ أو انقطاع الطمث.
– ضغوط نفسية كبيرة.
– تغير مفاجئ في أنماط النوم.
– بعض الإصابات الخمجية بالجراثيم العقديات.
– بعض لقاحات الأنفلونزا.
تشخيص النوم القهري
ذلك يتطلب فحص المريض من جميع الأمراض الأخرى المحتملة، والتي تشمل الاكتئاب، الصرع أو حتى رضوض الرأس، ويتطلب التشخيص أخذ المعلومات المفصلة عن عادات النوم عند المريض، وذلك عن طريق إجراء تخطيط النوم (Polysomnography)، وهو تخطيط يدرس النشاط الدماغي والعضلي الكهربائي أثناء النوم، ويتمُّ أيضاً معايرة مستوى هرمون الأوركسين. [2] [5]
علاج النوم القهري
لا يوجد تدبير نوعي لهذا المرض، ويشمل التدبير عادةً تغيير عادات النوم، والنوم بشكلٍ منتظم أثناء الليل، وعدم تناول الوجبات الدسمة قبل النوم بفترةٍ قصيرة، والابتعاد عن الضغوط والاضطرابات النفسية، ومن الأدوية المستخدمة في تدبير النوم القهري: [6]
● موندافينيل (Modafinil).
● أوكسيبات الصوديوم (Sodium oxybate).
● مضادات الاكتئاب.
وعلى الرغم من عدم شيوع هذا الداء عالمياً إلا أن الأعراض التي يسبّبها تجعله من الأمراض الفريدة التي تستحق الدراسة بشكلٍ مفصل.
المراجع البحثية
1- Website، N. (2023، January 5). Narcolepsy. nhs.uk. Retrieved July 11، 2024
2- Nallu، S.، MD. (n.d.). Narcolepsy: practice essentials، background، pathophysiology. Retrieved July 11، 2024
3- Website، N. (2023، January 5). Symptoms. nhs.uk. Retrieved July 11، 2024
4- Website، N. (2024، March 20). Causes. nhs.uk. Retrieved July 11، 2024
5- Website، N. (2024، January 11). Diagnosis. nhs.uk. Retrieved July 11، 2024
6- Nallu، S.، MD. (n.d.). Narcolepsy Treatment & Management: approach considerations، nonpharmacologic measures، Pharmacologic treatment. Retrieved July 11، 2024