النوم الغزلاني – ما هو؟ أسبابه وطرق علاجه
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
كالعادة وفي نهاية كل يوم تذهب إلى غرفتك، تطفئ الأنوار، تغلق النوافذ، تستلقي على سريرك، وتغلق عينيك، وتخلد إلى النوم، تلك هي التجربة الاعتيادية للنوم، والتي يتمتّع معظمنا بها، لكننا نسمع أن هناك من يستطيع النوم دون أن يغلق عينيه خاصةً كبار السن، وكثيراً ما يعتبرها البعض حالةً طبيعيةً إلا أنها تُعتبر حالةً مهمّةً قد تنتج عن إصابةٍ عصبيةٍ مهمّة، ويُطلق على هذه الحالة من عدم القدرة على إغلاق العينين أثناء النوم بحالة “النوم الغزلاني”.
وعلى الرغم من احتمال كونها ناتجةٌ عن إصاباتٍ طبيعيةٍ تنكُّسيةٍ للأجفان، ولا تحمل اختلاطاتٍ عصبيةٍ مهمّة، إلا أنها تهدُّد سلامة الكرة العينية نتيجة انكشافها لفتراتٍ طويلةٍ أثناء النوم، الأمر الذي يعرّضها إلى اختلاطاتٍ عديدةٍ مهمّة، ومن أهمّها اضطرابات الرؤية والساحة البصرية، لذا فإن النوم الغزلاني من الحالات التي تستحقُّ المتابعة والرعاية الطبية.
ما هو النوم الغزلاني؟
هو عدم القدرة على إغلاق الجفون أثناء النوم، ويرتبط بالتعرُّض لاعتلال القرنية، وضعف النوم، والأعراض المرتبطة بعدم إغلاق فتحة كرة العين. هنالك مجموعةٌ متنوّعةٌ من أسباب الإصابة بالنوم الغزلاني، تمّ تجميعها على أنها مُسبّبات جحوظ العين ومُسبّبات قصور الجفن.
على الرغم من أنه يتمُّ عادةً اكتشاف النوم الغزلاني بسهولة، إلا أنه من الصعب أحيانًا اكتشاف هذه الحالة في حال ترافقها مع إصاباتٍ عينيةٍ أخرى، مثل: انسداد الرموش أو بروز الجفن العلوي والجزء العلوي من الجفن السفلي في وضعٍ مغلق. النوم الغزلاني هو نوعٌ من أنواع العين الأرنبية (العين غير المُغلقة)، وتشمل الأنواع الأخرى:
1- العين الأرنبية الشللية
حيث لا تُغلق العينين تمامًا بسبب فقدان الوظيفة (الشلل) في العصب الوجهي، وقد نلاحظ هذه الإصابة على شكل إصاباتٍ أحادية أو ثنائية الجانب، وذلك في حالة إصابة العصبين الوجهيين في كلا الجانبيين.
2- العين الأرنبية الميكانيكية
في بعض الأحيان، تؤدي المشاكل الهيكلية أو الصدمات إلى الإصابة بالعين الأرنبية الميكانيكية بدلاً من مشاكل الأعصاب. العين الأرنبية ندبية هي نوعٌ واحدٌ من العين الأرنبية الميكانيكية. [1]
أعراض النوم الغزلاني
لا يُعدُّ النوم الغزلاني من الأمراض الصحية الخطيرة على المدى القريب، ولا يعاني كثيرٌ من المصابين من أي شكاياتٍ مهمّة، فالبعض يعتاد على النوم مع بقاء العينين مفتوحتين، إلا أن الاختلاطات الناتجة على المدى الطويل قد تكون مهمّةً وخطيرة، جميعها ينتج عن بقاء العينين مفتوحتين لفتراتٍ طويلةٍ أثناء النوم.
في الحالات الطبيعية يجب ترطيب السطح الخارجي للكرة العينية باستمرار، وذلك من خلال إغلاق كرة العين أثناء النوم أو الرمش في حالات اليقظة، من بين الأعراض التي قد يعاني منها المريض: [2]
– احمرار.
– عدم وضوح الرؤية.
– حكة في العين.
– تهيُّج أو ألم في العين.
– سيلان الدموع أو إفرازات من العين.
– حكة أو رمل.
– حساسية للضوء.
– الشعور بجسمٍ أجنبي داخل العين.
– صعوبة في فتح العين.
يذكر أيضاً أنه من الممكن أن يعاني المريض من الأرق وصعوبة النوم.
أسباب النوم الغزلاني
المُسبّب الأساسي هو عدم القدرة على إغلاق الجفن بشكلٍ سليمٍ أثناء النوم، وذلك قد ينتج عن: [1] [2]
1- الحالات الطبية
يمكن أن يؤدي شلل أو ضعف العضلة المسؤولة عن إغلاق الجفن، والمعروفة باسم العضلة الدائرية العينية إلى نوم الشخص وعيناه مفتوحتان. تشمل الحالات التي يمكن أن تسبّب ضعف العضلات أو شلل أعصاب الوجه ما يلي:
– شلل بيل.
– السكتة الدماغية.
– الورم.
– أمراض المناعة الذاتية، مثل: متلازمة غيلان باريه.
– متلازمة موبيوس، وهي حالة عصبية نادرة تؤثر على العضلات التي تتحكم في الوجه.
2- بعض الأمراض الإنتانية
قد تسبّب اضطراباتٍ بعمل عضلات الدويرية العينية، مثل: داء لايم، والنكاف، وشلل الأطفال، والدفتيريا، وغيرها.
3- بعض الأمراض تسّبب النوم الغزلاني بآليةٍ غير مباشرة
كداء غيرفز الذي يسبّب جحوظ العينين الأمر الذي يسبّب بقاء العين مفتوحةً أثناء النوم.
يذكر أيضاً أن الكحول وبعض الحبوب المنومة قد تسبّب النوم الغزلاني.
تدبير النوم الغزلاني
تهدف التدابير العلاجية بشكلٍ أساسي إلى حماية كرة العين أولاً من خطورة الجفاف نتيجة بقائها مفتوحة، بالإضافة إلى السعي لاستعادة وظيفة العضلات الدويرية العينية، وإغلاق الجفن بشكلٍ سليمٍ إن أمكن ذلك. [2]
1- التدابير الواقية للعين
عدسات الحماية
يجب على المريض أن يرتدي نظاراتٍ واقية من الرطوبة ليلاً، والتي تعمل على ترطيب العينين أثناء النوم، كما تتوافر أساليب أخرى غير العدسات تدعى الأقنعة العينية التي يرتديها المريض عند النوم للمساعدة في تحسين ترطيب العين.
تعليق كتلةٍ موضعيةٍ على الجفن العلوي عند النوم
من التدابير الوقائية الأخرى للعين تعليق كتلةٍ موضعيةٍ على الجفن العلوي عند النوم، وذلك من أجل إغلاق الكرة العينية بتأثير الجاذبية على الجفن العلوي، كما يمكن استخدام أشرطةٍ لاصقةٍ جراحيةٍ على الأجفان لتحقيق نفس الفائدة.
2- تعديل نمط الحياة
بعض التغيرات قد تكون قادرةً على تحسين الأعراض التي يعاني منها المريض، فيمكن تحسين بيئة النوم من خلال:
– الظلام: الكثير من الضوء يُقلّل من إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يُعزّز النوم.
– الضوضاء: الضوضاء الخارجية المتكررة يمكن أن تعطّل النوم العميق.
– درجة الحرارة: درجة حرارة الغرفة أثناء النوم يجب أن تتراوح بين (15.6-19.4 درجة مئوية) للمساعدة في النوم.
– المرتبة: يمكن للمرتبة المريحة والثابتة أن تحسّن النوم.
– كما يمكن وضع معدلات الرطوبة داخل غرفة النوم، والتي تساعد على حماية كرة العين من الجفاف أثناء النوم.
3- العلاج الجراحي
يتمُّ اللجوء للعلاج الجراحي عادةً في الحالات الشديدة، والتي لا يستفيد فيها المريض من التدابير الأخرى، يتلخص العمل الجراحي بإجراء شقٍّ فوق مستوى الجفن، ويقوم الجراح بزرع غرزاتٍ جراحيةٍ من الذهب فوق منطقة الجفن العلوي ثم يتمُّ تخييط مكان الجرح.
ينتج عن هذا العمل الجراحي انضغاط الجفن العلوي، وانغلاق فتحة الكرة العينية، ويحمل هذا التداخل عدة أعراضٍ جانبيةٍ أهمّها: تورُّمٌ، واحمرارٌ، وألمٌ في موضع العمل الجراحي، هذه الأعراض عادةً ما تنحسر تلقائياً بعد فترةٍ زمنية، يُنصح المرضى الخاضعون للعمل الجراحي بتناول الصادات الحيوية بشكلٍ وقائي لتخفيف الأعراض الجانبية المُحتملة.
المراجع البحثية
1- Lagophthalmos. (2024، May 1). Cleveland Clinic. Retrieved September 21، 2024
2- Cadman، B. (2023، December 8). What happens if a person sleeps with their eyes open?. Retrieved September 21، 2024