تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو النزف بعد الجِماع؟

هو نزيفٌ يحدث بعد ممارسة الجنس، ولكن ذلك لا يشمل النزف الذي يحدث عند تمزُّق غشاء البكارة خلال أول علاقةٍ جنسية، ولا علاقة له أيضاً بموعد الدورة الطمثية. يحدث النزف بعد الجِماع عند حوالي 9 بالمئة من النساء في سن النشاط التناسلي، ورغم أنه قد يكون مقلقاً ومخيفاً، إلا أن هناك العديد من الأسباب السليمة التي قد تؤدي إلى نزفٍ بعد الجِماع.

وتختلف شدة النزف من نزفٍ خفيفٍ إلى شديد، وقد يكون لمرةٍ واحدةٍ فقط، وقد يستمر لأيام، وتختلف هذه الصفات حسب السبب المؤدّي للنزف. إن حوالي 30 بالمئة من النساء اللواتي يعانين من نزيف بعد الجِماع يكون لديهن نزيفٌ شاذٌّ خلال وقتٍ آخر من الدورة الطمثية. ^[1]

هل يعدُّ النزف بعد الجِماع طبيعياً؟

لا يعدُّ النزف بعد الجِماع طبيعياً رغم أنه شائع الحدوث، والعديد من أسبابه قد تكون سليمة، إلا أنه يجب على السيدة مراجعة طبيبها فوراً لمعرفة السبب، خاصةً في حال تكرار النزف أو في حال كان غزيراً. ^[2]

ما هي أسباب حدوث النزف بعد الجِماع؟

1- جفاف المهبل يسبّب نزيفاً بعد ممارسة الجنس، وهناك العديد من الحالات المرضية التي تسبُّب جفاف المهبل، مثل:

– خللٌ في توازن الهرمونات الجنسية، مثل: حالات نقص هرمون الأستروجين في فترة سن اليأس.

– الاستخدام الخاطئ للدوش المهبلي.

– استخدام بعض الأدوية، مثل: أدوية الربو، والأدوية المضادة للحساسية.

– العلاج الكيماوي في سياق علاج الأورام.

– ردُّ الفعل التحسُّسي تجاه صابون، أو عطور، أو كريمات، أو أي منتجٍ تمّ تطبيقه على المنطقة التناسلية.

– متلازمة شوغرن (sjögren’s syndrome)، وهي مرضٌ مناعيٌّ ذاتيّ يصيب غدد الجسم، ويُسبّب جفاف العينين والفم بشكل شائع، وقد يصيب الجفاف كامل الأغشية المخاطية في الجسم بما فيها المهبل.

– فترة الرضاعة.

– استخدام موانع الحمل الفموية والأدوية المضادة للاكتئاب.

– التهاب المهبل الضموري بعد سن اليأس.

– نقص التحفيز قبل ممارسة الجنس.

2- الداء الحوضي الالتهابي.

3- أذيات المهبل: مثلاً نتيجة ممارسة الجماع بشكلٍ عنيفٍ قد تؤدي إلى حدوث تمزُّقاتٍ صغيرة في أنسجة المهبل.

4- سلائل عنق الرحم: وهي فرط نموّ الأنسجة، وغالباً يكون سليماً.

5- شتر عنق الرحم: هو واحد من أشيع أسباب النزف بعد الجِماع، وهو حالةٌ شائعة وغير خطيرة تحدث نتيجة تبدُّل مستوى الهرمونات الجنسية، حيث تنمو الخلايا التي تُبطّن قناة عنق الرحم إلى الخارج، وهي أكثر حساسيةً، لذلك قد يحدث النزف بعد الجِماع.

6- الإنتانات: مثل: التهابات المهبل الفطرية أو الجرثومية، وإنتان عنق الرحم والأمراض المنقولة جنسياً.

7- هبوط الرحم: وهو تبدُّل وضعية الرحم من مكانه الطبيعي إلى الأسفل والأمام، حيث ينزل باتجاه فوهة المهبل نتيجة ضعف وارتخاء الأربطة والعضلات التي تدعمه وتثبته في مكانه.

8- سلائل الرحم عندما تتدلى عبر عنق الرحم إلى المهبل، وتنزف في حالات الاحتكاك عند ممارسة الجنس.

9- قرحة عنق الرحم: وهي تآكل وأذية في خلايا عنق الرحم لها العديد من الأسباب أهمّها الإنتانات المزمنة.

10- سرطان عنق الرحم أو الحالات ما قبل سرطانية، حيث تكون الأنسجة هشّة، وتنزف عند الاحتكاك. ^{[1] [2]}

كيف يتمُّ تشخيص النزف بعد الجِماع؟

يقوم الطبيب بتشخيص نزيف بعد الجِماع، ومعرفة السبب بإجراء كلٍّ مما يلي: ^[1]

1- سؤال السيدة عن تفاصيل النزف من حيث كميته، ولونه، وتكراره، والاستفسار عن الحياة الجنسية، وإذا ما ترافق النزف مع عسر جِماع.

2- الفحص السريري الذي يشمل فحص الحوض، حيث يتمُّ فحص المهبل وعنق الرحم، والبحث عن أسباب النزيف.

3- أخذ مسحةٍ مهبليةٍ لتحرّي وجود الالتهابات.

4- إجراء لطاخة عنق الرحم، وتحرّي فيروس الورم الحليمي البشري HPV.

5- إجراء تحليل حمل.

6- إجراء تحليل بول.

7- إجراء تنظير عنق الرحم في حال كانت نتائج اللطاخة غير طبيعية.

8- تصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)، ويُفضّل عبر المهبل للبحث عن شذوذاتٍ في الرحم والملحقات.

 كيف يتمُّ علاج النزف بعد الجِماع؟

يعتمد علاج النزف بعد الجِماع على علاج السبب المؤدي للنزف، مثلاً: ^[2]

1- يتمُّ علاج الإنتانات إما باستخدام الصادات الحيوية أو مضادات الفطور.

2- يتمُّ تدبير حالات جفاف المهبل حسب السبب إما باستخدام المُزلقات المائية أو باستخدام العلاج الهرموني التعويضي في حالات نقص الأستروجين، وذلك باستخدام كريمات الأستروجين موضعياً أو باستخدام حبوبٍ فمويةٍ حاويةٍ على الأستروجين والبروجسترون.

3- يتمُّ استئصال سلائل عنق الرحم في حال وجودها.

4- في حالات هبوط الرحم قد تحتاج إلى علاجٍ جراحي.

5- يتمُّ علاج أي نموٍّ خلويٍّ شاذّ في عنق الرحم حسب نوع النمو ودرجته، حيث قد يحتاج إلى علاجٍ جراحي، أو شعاعي، أو كيماوي.

ما هي مضاعفات حدوث النزف بعد الجِماع؟

عند تكرُّر النزيف بعد الجِماع خاصةً في حال كان غزيراً، وامتدّ لعدة أيام قد يُسبّب فقر دمٍ ناجمٍ عن عوز الحديد. ^[3]

كيف تتمُّ الوقاية من حدوث النزف بعد الجِماع؟

1- إطالة فترة المداعبة لتحريض الإفرازات الطبيعية للمهبل، وترطيبه قبل الإيلاج.

2- استخدام المُزلقات، وهناك عدة أنواع منها، وتُعتبر المُزلقات ذات الأساس المائي الأكثر شيوعاً، وتتميز بأنها آمنة لا تسبّب التهاباً للمهبل، ويمكن استخدامها مع الواقي الذكري، لكن قد تجفّ بسرعة بينما المُزلقات الزيتية قد تسبّب أذيةً للواقي الذكري أثناء العلاقة.

3- تجنُّب الجنس العنيف، وإتمام العملية ببطء، والتوقُّف عند حدوث الألم.

4- الالتزام بالمراقبة الدورية مع طبيبك، وخاصةً إجراء لطاخة عنق الرحم في الأوقات التي يحدُّدها لك.

5- انتظار فترة بعد انتهاء الطمث قبل ممارسة الجِماع. ^[3]

هل يعدُّ النزف بعد الجِماع بعد انتهاء الطمث طبيعياً؟

من الممكن أن يحدث النزيف بعد الجِماع بشكلٍ طبيعي إذا حدث الجِماع قبل أيامٍ من بدء الطمث أو خلال أيام بعد انتهائه. ^[3]

هل هناك خصوصية عند حدوث النزف بعد الجِماع عند الحامل؟

تصبح أنسجة المهبل وعنق الرحم غزيرةً بالتروية الدموية خلال الحمل، وتصبح الأنسجة أكثر هشاشة، لذا قد يحدث نتيجة هذه التغيرات نزيف بعد الجِماع خلال الحمل، ولكن عند حدوثه يجب مراجعة الطبيب فوراً لأن هناك أسباب أخرى أشدّ خطورةً لحدوث النزف خلال الحمل. ^[3]