Published in: العلاقات

المِثليّة الجنسية

Author أ. بتول ندة

Published on: 11 أكتوبر، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

المِثليّة الجنسية أي الانجذاب والحب بين الأشخاص الذين هم من جنسٍ واحد، والميل للاختلاط معهم، حيث إنها تبدو على عكس الهوية الجنسية المُتعارف عليها حب الذكر للأنثى، فالمِثلية هي توجّهٌ جنسيّ، مثال: أن يحبَّ الذكر ذكراً آخر، ويمارس معه الحب، بالإضافة لتفريغ العواطف، وتتطور هذه العلامات خلال سنوات المراهقة عندما يكتشف الفرد نفسه، ويشعر بوجود مشاعر عاطفية تجاه أفراد جنسه، وقد تظهر في مراحل مختلفة من حياة هؤلاء الأشخاص. ^[1]

ما هي التوجُّهات الجنسية؟

تتنوع المصطلحات والأسماء لتعبير ووصف التوجُّه الجنسي، وتضمُّ: ^[2]

1- سويٌّ وغير شاذّ (الانجذاب من جنسين مختلفين)، حيث تكون الميول والعواطف عاطفياً وجنسياً للأفراد من الجنس الآخر.

2- مثليُّ الجنس، ويتمُّ استخدام هذا المصطلح للرجل الذي ينجذب لرجلٍ آخر.

3- الفتاة المثلية أي الأنثى التي تنجذب لأنثى أخرى.

4- ثنائي التوجُّه الجنسي أي النوع الذي ينجذب لكلا الجنسين من الرجال والنساء.

5- النوع اللاجنسي، وهو الذي لا ينجذب للآخرين جنسياً، ومن الممكن أن يميل أو ألا يميل بالرومانسية، والغزل فقط، والكلام الجميل.

ما هي أسباب المِثلية الجنسية؟

لم يتمّ التّوصل حتى الآن لسببٍ رئيسيٍّ عن حقيقة الإصابة بهذا الاضطراب حيث تمَّ استنتاج: ^[3]

1- بعض علماء الأعصاب اعتقدوا أن طبقةً ما تحت المِهاد في الدماغ غير موجودةٍ عند المِثليين، حيث يقول علماء آخرون أنه يوجد مكوّنٌ وراثيٌّ مسؤولٌ عن الرغبة، والتفضيل الجنسي، حيث تمَّ إيجاد مكوناتٍ قليلةٍ منه، ويُدعى الجين المسؤول عن الكروموسوم الجنسي.

2- نظرية الارتباط الطفولي بالوالدين أو بالجنس الآخر، ونظرية التثبيت عند مستوىً محدّدٍ من النمو الجنسي لدى الأطفال، والتي لا تدعمها الأبحاث العلمية.

3- لا يمكن اعتبار المِثلية الجنسية مرضاً، فبعض الفلاسفة من أمثال فرويد اعتبروها اختلافاً في التّطوُّر الجنسي.

هل المِثلية الجنسية فعلٌ وأمرٌ طبيعيّ؟

1- الشخص المِثلي إنسانٌ عفويٌّ وعادي في جميع نواحي حياته.

2- لا يمكن معرفة أو ملاحظة هذا الاضطراب على الشخص لأنه ليس عيباً خلقياً، أو تشوهاً، أو اضطراباً ظاهراً، حيث يمكن التّعرف عليه فقط من تفضيلاتهم الجنسية، وميولهم المغايرة للأسوياء جنسياً.

3- المِثلي جنسياً قد يجد صعوبةً في الحصول على شريكٍ دائم، وكذلك غير قادرٍ على تغيير مساره أو التعبير لشريكه، والتحرك معه بشكلٍ طبيعي.

4- من الممكن أن يصاب المِثلي بالأمراض المنقولة جنسياً، مثل: الإيدز، والتهاب الكبد، إذا استمر في تغيير الشريك. ^[3]

ما السبب الذي يجعل الفرد لديه توجّهٌ جنسيٌّ معين؟

لا توجد أسبابٌ دقيقة تجعل الفرد يطور أفكاره ليصبح ثنائي الجنس أو مِثلياً، ويتجه اتجاهاً مغايراً عن المجتمع بأكمله، غير أن الدراسات والأبحاث تناولت العديد من التأثيرات الهرمونية، والثقافية، والاجتماعية، والوراثية عن التوجُّه الجنسي، ومع ذلك لم يصلوا لأسبابٍ تستنتج أن التّوجه الجنسي يتحدّد بواسطة عاملٍ أو مجموعةٍ من العوامل، ويتجه البعض في أفكاره ومعتقداته إلى دور الطّبيعة، والتنشئة، والبيئة، والعادات، والتقاليد في ظهور التوجُّه الجنسي المغاير. ^[4]

ماذا لو لم يتأكد التوجُّه الجنسي عند الأفراد وهل المثلية اضطرابٌ نفسي؟

بعض الأفراد يستغرق الفهم عندهم للميول الجنسية سنوات، وهذا أمرٌ شائع أو حتى لمدى الحياة، وفي بعض الأوقات نجد النّاس يتساءلون عن وصفٍ للتوجُّه الجنسي في حال كان لا يناسبهم، ومن الممكن أن يقوم بعض الأشخاص بتجربة شيءٍ ما لمعرفة فيما كان مناسباً أم لا ثم يقومون بتغييره إلى سلوكٍ آخر، فالناس مختلفون بميولهم، وطباعهم، ونظرتهم المتعلقة بالجنس.

فلا ضرر في حال شعر الفرد بشعورٍ مختلفٍ في المستقبل، فالتصنيف متعدّدٌ لهذه الأمور، ولهذا لا تعدُّ التّوجهات الجنسية، ولا المثلية اضطرابات نفسية، حيث لم يوجد علاقة متواصلة بين أي من الميول الجنسية، والاضطرابات النفسية كما أن السلوك المثلي والسلوك الجنسي المختلف هما جانبين جانبان مختلفان من أوجه الطّبيعة البشرية الجنسية

وقد تمَّ توثيق هذا الكلام في العديد من الثقافات والعصور التاريخية بمراحلها المختلفة، على الرغم من وجود الصّورة النَمطية التي تؤكد أن المصابين بالمِثلية، وثنائيُّ التوجُّه الجنسي هم مضطربون، وهذه الصورة تمثل شكلاً من أشكال التجربة الإنسانية حيث إن العلاقات بينهما تعد نموذج من الارتباط البشري، لذلك لم يتمّ تصنيف المِثلية الجنسية كاضطرابٍ عقلي. ^{[4] [5]}