المفعول المُطلق – أغراضه، أنواعه وما ينوب عنه
قائمة المحتويات
المفعول المُطلق هو مصدرُ الحدث الذي دلّ عليه الفعل، فهو اسمٌ لأحد مدلولي الفعل وهو الحدث، وهذا تفسير ابن مالك، وقد فسّره صاحب الآجرومية بشكلٍ أوضح قائلاً: “هو الذي يجيء ثالثاً في تصريف الفعل”، تقول: (قامَ يقومُ قياماً، صعدَ يصعدُ صعوداً). [1]
يُنصب المصدر بمثله، أي قد يكون الناصب له مصدراً، مثال: (عجبت من ضربك العبد ضرباً شديداً)، فالناصب له مصدرٌ مثله وهو (ضرْب)، أو يكون الناصب له فعلاً، مثال: (ضربه ضرباً شديداً)، فالناصب له الفعل ضربه، أو وصفاً، مثال: (أنا الضاربُ المجرمَ ضرباً شديداً) فالمصدر (ضرباً) منصوبٌ بالوصف، والعامل فيه اسم الفاعل (الضاربُ)، وإعراب (ضرباً): مفعولٌ مطلقٌ منصوب.
ما هي أغراض المفعول المطلق؟
ويأتي المصدر لأغراضٍ عديدةٍ منها: [1]
1- التوكيد
مثل قوله تعالى: “وكلّم الله موسى تكليماً، {النساء 164}، أي أنه أكّد الكلام بقوله تكليماً، وهذا لا يكون إلا في الكلام المسموع حقيقة.
2- بيان النوع
يكون بيان النوع بوصف المصدر أو إضافته، فالوصف أو الإضافة يبيّنان نوع الحدث، قال تعالى: “قال اذهب، فمن تبعك منهم فإنّ جهنم جزاؤكم جزاءً موفوراً”، {الإسراء 63}، فالمصدر(جزاءً) وُصف بأنه (موفورٌ) وأدى وظيفة بيان النوع، حيث أصبح واضحاً نوع الجزاء الذي سيلاقونه، أما المُضاف، كقوله تعالى: “وقلْ: ربي أدخلني مُدخل صدق، وأخرجني مُخرج صدق”، {الإسراء 80}، فالمصدر (مُدخل) أُضيف إلى كلمة (صدق) وكذلك المصدر (مُخرج) وكلاهما بينا نوع الفعل.
3- بيان العدد
الغرض بيان عدد مرات القيام بالفعل، مثال: (قرأت الكتاب قراءتين)، المفعول المطلق (قراءتين) بيّن عدد مرات القيام بالفعل.
ما هي أنواع المفعول المطلق
يأتي المفعول المطلق نكرة، أو محلىً ب (ال) الجنسية أو العهدية، أو مضافاً إلى نكرة أو معرفة. [2]
تقول: “قرأت قراءةً”، فالمصدر جاء نكرة، ومعرّفاً ب(ال) الجنسية “، قال تعالى: “فيعذبه الله العذابَ الأكبر” {الغاشية 24}، جاء المفعول المطلق معرفاً ب(ال) الجنسية، أما (ال) العهدية، تقول مثلاً: (قرأتُ القراءةَ التي تعرف)، فهي معهودةٌ بيني وبين المُخاطب، كما يأتي المفعول المطلق مضافاً إلى نكرة، كقولك: (قرأت قراءةَ طامحٍ)، ويأتي مضافاً إلى الضمير، قال تعالى: “وقد مكروا مكرَهم”، {إبراهيم 46}.
من ينوب عن المفعول المطلق؟
ينوب عن المفعول المطلق ما يلي: [3]
1- اللفظتان (كلّ، بعض) مُضافتين إلى المصدر، وما يؤدي معناهما من الدلالة على العموم والبعضية نحو (جميع، عامة..): قال تعالى: “فلا تميلوا كلَّ الميل”، {النساء 129}، وأيضاً كقولك: “حزنت بعضَ الحزن”، فإعراب (كلّ وبعض): نائبا مفعولٍ مُطلق، منصوب.
2- (الكاف) التي بمعنى (مثل) و(حقّ) بشرط إضافتهم إلى مثل المصدر المحذوف، تقول مثلاً: “ربيتُ ولدي مثلَ تربيةِ الصالحين”، وكقوله تعالى: “والذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقَّ تلاوته” {البقرة 121}. و(أيّ) الكمالية: كقولك “درستُ أيَّ دراسةٍ”، فأيّ تعني كمال الدراسة، وتُعرب نائب مفعولٍ مطلق.
3- أسماء الأعداد المضافة للمصدر أو المميّزة به: كقوله تعالى: “فاجلدوهم ثمانين جلدةً”، {النور 4}، فإعراب (ثمانين): نائب مفعول مطلق، منصوبٌ، وعلامة نصبه الياء لأنه مُلحقٌ بجمع المذكر السالم.
4- صفة المصدر: إذا حُذف المصدر وأقيمت الصفةُ مقامه، مثل قولك: (نمتُ كثيراً)، تقدير الكلام نمت نوماً كثيراً، فقد حُذف المصدر (نوماً) وأقيمت الصفة (كثيراً) مقامه.
5- المصدر المُرادف للفعل وليس من لفظه: كقولك: (فرحتُ جذلاً)، فإن تقدير الكلام، فرحتُ فرحاً جذلاً، ولكن حُذف المصدر وأُقيم المصدر المُرادف له (جذلاً) مقامه.
6- الضمير المتصل المنصوب العائد على مصدرٍ سابق: كقوله تعالى: “فمن يكفرْ بعدُ منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين” {المائدة 115}، فهاء ضمير النصب المتصل بالفعل (لا أعذب) يعود على المصدر الذي قبله (عذاباً)، فهو في محل نصب نائب مفعولٍ مطلق.
ما هي مواضع حذف المفعول المطلق؟
يُحذف عامل المفعول المطلق جوازاً إذا دلّ عليه سياق الكلام: كقولك “حجاً مبروراً”، ويحذف وجوباً في عدّة مواضع وهي: [3]
1- مصادرٌ وردت في اللغة منصوبةً دائماً دون أن تستعمل أفعالاً، منها: “سبحان الله، معاذ الله، ويْحه، ويْله، أيضاً”.
2- مصادرٌ استعملت في أسلوب الخبر منصوبةً دون أفعال، ودلّت القرائن على أفعالها: كقول من يُواسي نفسه: “صبراً لا جزعاً”.
3- المصادر التي تدل على الطلب: بأن تكون خطاباً من شخصٍ لآخر يطلب منه شيئاً بواسطة “الأمر، النهي، الاستفهام، الدعاء” ومن ذلك: ما ورد عن العرب في التوبيخ: “أتوانياً وقد علاك المشيبُ”.
المراجع البحثية
1- بن عثيمين محمد. (1421). المفعول المطلقVersion (المكتبة الشاملة). In شرح ألفية ابن مالك (pp. 2–5). موقع الشبكة الإسلامية. Retrieved March 8, 2023
2- جطل مصطفى. (2004). المفعول المطلق في. النحو والصرف (1) (pp.126). essay, مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية.
3- عيد محمد. (1971). المفعول المطلقVersion (المكتبة الشاملة). In النحو المصفى (pp. 431–433). مكتبة الشباب. Retrieved March 10, 2023