Skip links
جملة المفعول معه مكتوبة باللغة العربية

المفعولُ معه

هو اسمُ فُضلى منصوبٌ يأتي بعد واو المعيّة المسبوقة بفعلٍ أو ما في معناه. كلمةُ (معه) تفيد المُصاحبة، فمعنى المفعول معه المفعول من أجل المُصاحبة. مثلاً: سار محمدٌ والطريقَ، معنى (والطريقَ) أي مع الطريقِ، ولا يجوز أن تكون الواو هنا عاطفة؛ لأن الطريقَ لا تسير. [1]

العاملُ في المفعولِ معه

– ينصب المفعول معه الفعل وشبهه: مثال النصب بما سُبق من الفعل :(سرتُ والطريقَ). ومثال النصب بما سُبق من شبه الفعل: (أنا سائرٌ والطريقَ ) هذا شبه فعل؛ لأنه اسمُ فاعل. (أنا مُسيَّرٌ والطريقَ) شبهُ فعلٍ؛ لأنه اسمُ مفعول (يُعجبني سيري والطريقَ) هذا مصدرٌ وهو شبهُ فعلٍ أيضاً. ويجب أن يَسبق العاملُ واو المعيّة، فلو قلتَ:” والطريقَ سرتُ” لم يصحّ ذلك.

 – يجوز أن يُنصب بعد واو المعيّة إذا سُبقت بما الاستفهامية أو كيف: وعلى ذلك نُقدر فعلاً مناسباً للمقام، كما ورد ذلك عن بعض العرب قولهم: “كيف أنتَ وقصعةَ من ثريد؟” ويقولون”: ما أنتَ وزيداً؟” فإن كلمتي (قصعةَ وزيداً) مفعولٌ معه نُصبا بفعل كونٍ مُضمَر، يعني أننا نُقدّر فعلَ كونٍ وهو (كان) أو (تكون) أو ما أشبه ذلك، فالتقدير: (كيف تكونُ أنتَ وقصعةَ من ثريد؟) و(ما تكونُ أنتَ وزيداً؟)، وبعضهم يقولُ نُقدّرُ تصنع أي (ما تصنعُ أنتَ وزيداً؟)، و(كيف تصنعُ أنتَ وقصعةَ من ثريد؟). [1]

ما هي وظيفة المفعول معه؟

وظيفةُ المفعولِ معه الدّلالةُ على المعيّة أو الاقتران أو المُصاحبة حين حصول الحدث. قد يدلُّ على أنه مُشترِكٌ في الحكم، ولكن هذه الدّلالة ليست مقصودة، وقد لا يدلُّ على الاشتراك في الحكم، فقد يكون مع المعيّةِ مشاركة، وقد لا يكون.

– قال تعالى: “فأجمعوا أمرَكم وشُركاءَكم” {يونس 71}، فإن (شركاءَكم): مفعولٌ معه، لأن المعنى أجمعوا أمركم بصحبةِ شركائكم، وقد دلّ على المُصاحبة ولا دلالة على الاشتراك في حكم الإجماع، والفعل (أجمعوا) لا ينصبُ إلا مفعولاً من المعاني لا الذوات، والشركاءُ اسمُ ذات، فلا تكونُ مفعولاً به للفعل (أجمعوا).

– تقولُ: “جئتُ وزيداً”، فإن (زيداً): مفعولٌ معه لأنه جاء بعد واو بمعنى (مع)، وسُبق بجملة، ودلَّ المفعول معه على المُصاحبة والاقتران، كما دلَّ على الاشتراك في الحكم وهو المجيء. [2]

ما هي أحوال الاسم بعد الواو؟ 

لما كانت واو العطف تحتملُ أحياناً أن تدلّ على المُصاحبة، ولما كانت واو المعيّة تحتمل أحياناً أن تدلَّ على المُشاركة في الحدثِ أو الحكم، كان للاسمِ بعد الواو الحالات التالية:

1– وجوبُ المعيّةِ وامتناع العطف:

يجبُ النصب على المعيّة إذا امتنعَ التشريكُ في الحكم، قال تعالى: “والذين تبوؤوا الدارَ والإيمانَ من قبلهم يحبّونَ من هاجرَ إليهم” {الحشر 9}، فإعراب كلمة (الإيمانَ): مفعولٌ معه، منصوب، لأن الإيمانَ لا يُتبوّأ، لذلك فإن المعيّةَ هنا واجبة. [2]

2- قبحُ العطف واستحسان المعيّة:

يقبح العطف لسببٍ لفظيّ في موضعين: [2]

– العطف على ضمير الرفع المستتر أو المتصل بلا فاصلٍ بين المُتعاطفَيْن، لذلك يحسن أن ينتصب ما بعد الواو على أنه مفعولٌ معه، تقول: “جئتُ وخالداً”، ففاعل الفعل (جئتُ) ضميرُ رفعٍ متصل، لا يمكن العطف عليه من غير فاصلٍ يفصلُ بين المتعاطفَيْن. وتقول: “أخي سافرَ وجميلاً” ففاعلُ الفعل (سافرَ) ضميرٌ مستتر، ولا يجوز العطف عليه من غير فاصلٍ بين المتعاطفَيْن.

وفد ذُكر الفاصل في القرآن الكريم، قال تعالى: “فاذهبْ أنتَ وربُّك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون” {المائدة24} فجاء الضمير (أنت) ليفصلَ بين فاعل (اذهب) وهو ضميرٌ مستتر، والمعطوفُ عليه وهو كلمة (ربُّك).

– العطف على الضمير المجرور من غير إعادة العامل: تقول: “ويلاً لهُ وأخاه”، لو أردت العطف لأعدت حرف الجرّ وقلت: ويلاً لهُ ولأخيه.

3- جواز العطف والمعيّة، واستحسان العطف:

إذا لم يكن هنالك دليلٌ على أن المراد هو أحد المعنيَيْن (التشريكُ أو المعيّة)، ولم يكن هنالك ما يوجب المعيّة أو يستحسنها فالعطف أحسن، لأنه يشتملُ على المعيّة أيضاً تقول: “أكرمَ أبوك وأخوك الضيوف”، يجوز فيهما النصبُ على المعيّة، ويُستحسَنُ العطف. [2]

4- وجوب العطف وامتناع المعيّة:

ذلك إذا صحّ العطف دون مانعٍ لفظيّ أو معنويّ، ويتحققُ هذا إذا أمكن مشاركة ما بعد الواو لما قبلها دون إخلالٍ بالمعنى أو باللفظ، مثل: (تعيشُ في الحياة الفضيلةُ والرذيلةُ) و(تجدُ بين الناسِ الكريمَ واللئيمَ). [3]

5-امتناع الشريك وامتناع النصب على المعيّة:

قد يأتي الاسمُ منصوباً بعد واو، ولا يجوز عطفه على ما سبقه لانتفاء التشريك بينهما في الحكم، ولا يجوز نصبه على أنه مفعولٌ معه لانتفاء الاقتران، فيكون منصوباً بفعلٍ محذوف، قال الراجز: “علفْتُها تبناً وماءً بارداً… حتى غَدَتْ همّالَةً عيناها”، فإن (ماء) لا يصحُّ نصبه على المفعولِ معه؛ لأن الواو ليست بمعنى (مع) والماء لا يُعلف، والتقدير: علفتها تبناً، وسقيتها ماءً بارداً، كما أنها لا تصلحُ لعطفِ المفردات، وإنما هي لعطفِ الجمل. [3]

المراجع البحثية

1- بن محمد العثيمين محمد بن صالح. (1421). المفعول معه Version.  المكتبة الشاملة). In شرح ألفية ابن مالك للعثيمين (pp.12- 11 جزء 36–) موقع الشبكة الإسلامية. Retrieved April 1, 2023

2- جطل مصطفى. (1425). المفعول معه. In النحو والصرف 2 (pp. 47–52). essay, مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية.

3- عيد محمد. (1971). المفعول معه Version. المكتبة الشاملة). In النحو المصفى (pp. 50–51). مكتبة الشباب. Retrieved April 2, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.