المعالجة اللبّية – الاستطبابات، الأعراض وخطوات العلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
لبُّ الأسنان أو الحجرة اللبّية هي المنطقة المتوسطة داخل مركز السن التي تحتوي على الأعصاب، والأوعية الدموية، والأنسجة الضامة، يمتدُّ لبُّ السن من الحجرة اللبّية إلى الجذور الخاصة بالسن ضمن القنوات الجذرية ليصل إلى ذروة السن. يُقصد بمصطلح المعالجة اللبّية أو علاج القنوات الجذرية ((RCT) Root Canal Treatment) الإجراء الطبي الذي يقوم به طبيب الأسنان، ويهدف إلى إزالة اللبّ السنّي المُصاب أو التالف من الحجرة اللبّية والأقنية الجذرية للسن ثم تنظيف الأقنية وتعقيمها، ومن ثم ملء وإغلاق القناة بمادةٍ خاصة لمنع تكرار الإنتان.
وظيفة العصب ضمن اللبّ هي توفير الإحساس بالحرارة أو البرودة، وبالتالي فإن وجود العصب أو عدمه لن يؤثر على الوظيفة اليومية للسن التي تتمثل بمضغ وقطع الطعام. ومع ذلك، فإن استئصال اللبّ يجعل السن أقل حيويةً وأكثر عرضةً للكسر. إن اللبّ السنّي مجهّزٌ بشكلٍ جيدٍ لاستشعار ومكافحة البكتيريا ومنتجاتها، ويقوم بتفعيل آلياتٍ دفاعيةٍ متنوعة ومعقدة لمكافحة الكائنات الدقيقة الموجودة في الفم، والتي تقوم بتفكيك الأنسجة المعدنية للميناء والعاج، وتغزو النسيج الضام اللين في اللبّ السني. [1] [2]
يتكون الصف الأمامي للدفاع من طبقة من الخلايا المولّدة للعاج (الأودونتوبلاست) التي تقوم بتشكيل العاج الثانوي، وتُبطّن حجرة اللبّ باتجاه العاج، كما تؤدي أيضًا وظائف مهمّة أخرى، فهي تتعرف على مُسبّبات الأمراض في وقتٍ مبكر، وتفرز مركباتٍ مضادةٍ للبكتيريا، وتساهم في تحييد السموم البكتيرية، حيث تبدأ الاستجابة المناعية.
مع اقتراب البكتيريا من اللبّ تساهم أنواع خلايا إضافية في اللبّ بما في ذلك الخلايا الليفية، والخلايا الجذعية، والخلايا المناعية، وكذلك الشبكات الوعائية والعصبية، بآلياتٍ دفاعيةٍ متنوعة، وتُعتبر آليات الاستجابة الالتهابية حاسمةً للحفاظ على توازن الأنسجة.
ومع ذلك، قد يؤدي النخر العميق إلى تنخُّر الأنسجة اللبّية، مما يسمح للبكتيريا باستعمار قناة الجذر، وقد تتطور إلى غزو العظم المحيط بالجذر عبر الثقبة الذروية في حال لم يتمّ عمل المعالجة اللبّية، ويمكن أن يحدث الشفاء بعد إزالة المُسبّبات المرضية، والذي يتمّ تحقيقه من خلال تعقيم وملء مساحة اللبّ بواسطة علاج قناة الجذر. [3]
استطبابات المعالجة اللبّية
تُستطب المعالجة اللبّية في العديد من الحالات، مثل: [2]
– النخور العميقة التي تسبّب أذيةً لبّية.
– التآكل الشديد للأسنان.
– الرضُّ القوي.
– الحشوات والترميمات السيئة.
– تكرار الإجراء السنّي، كالحشوات يمكن أن يؤدي إلى أذى غير ردودٍ في اللبّ.
الأعراض والعلامات
تتخلص الأعراض التي تستدعي إجراء معالجةً للأقنية الجذرية للأسنان بما يلي: [4]
1- ألم في السن لا يزول بالمسكنات، ويكون الألم عميقاً في السن أو ينتشر إلى الفك، أو الوجه، أو الأسنان الأخرى.
2- حساسية للحرارة أو البرودة تستمر بعد زوال السبب.
3- الألم عند الأكل أو الضغط على السن.
4- تورُّم اللثة، والشعور بالألم فيها.
5- ظهور ناسور على اللثة يفرز صديدًا ذو رائحة كريهة.
6- تورُّم الفك، فقد يتورّم الفك من القيح الذي لا يتمّ تصريفه من السن المصاب.
7- تغير لون السن، حيث تمنع عدوى لبّ السن وصول الدم إلى السن، مما يجعل لون السن يتحول إلى الداكن.
8- تحرك السن، حيث يمكن أن يتسبّب الصديد من لبّ السن المصاب في تليين العظام الداعمة للسن، مما يؤدي إلى حركةٍ خفيفةٍ للسن ضمن العظم.
في بعض الأحيان قد يكون هناك نخر عميق يصل للحجرة اللبّية بدون أعراض أو ألم، يكتشف عندما يقوم طبيب الأسنان بعمل صورة أشعةٍ سينية، ويستدعي عمل معالجةٍ لبّية.
الخطوات الأساسية لإجراء المعالجة اللبّية
1- التشخيص
قبل إجراء علاج قناة الجذر يتمّ أخذ صورة أشعةٍ للسن المصاب، هذا يسمح ببناء صورةٍ واضحةٍ لقناة الجذر، وتقييم مدى الضرر، كما يمكن إجراء اختباراتٍ أخرى لتحديد ما إذا كان لبّ السن ميتًا، أو مصابًا، أو ملتهبًا، والتأكد من الحاجة إلى علاج قناة الجذر منها:
– النقر بلطفٍ على السن أو لمسه بمادةٍ باردة أو ساخنة للتحقّق من الحساسية أو الانزعاج.
– التحقُّق من علامات التورُّم في اللثة والعظام حول السن.
– السؤال عن الألم عند العض على السن.
– إجراء اختبار اللبّ الكهربائي (EPT) باستخدام جهازٍ يرسل تيارًا كهربائيًا متزايدًا تدريجيًا عبر السن لمعرفة ما إذا كان لبّ السن يتفاعل.
2- التخدير
عادةً ما يتمُّ إجراء علاج قناة الجذر تحت تأثير مخدرٍ موضعي يخدّر السن المصاب واللثة المحيطة به. في بعض الحالات التي يكون فيها السن قد مات ولم يعد حساسًا يمكن عدم استخدام المخدر الموضعي.
3- استئصال اللبّ التاجي
يستخدم الطبيب قبضة التوربين لفتح السن من خلال التاج، للوصول إلى الأنسجة اللينة في مركز السن (اللبّ). ثم يزيل أي لبٍّ مصابٍ متبقي.
4- تحضير الأقنية الجذرية
يتمُّ تنظيف وتوسيع الأقنية الجذرية بواسطة سلسلةٍ من المبارد والموسّعات اليدوية أو الآلية لتوسيع القنوات، وجعلها ذات شكلٍ منتظمٍ حتى يمكن ملؤها، كما يجب تعقيم الأقنية كيميائياً بسوائل الإرواء بشكلٍ متكرّرٍ أثناء التحضير، عادةً ما تكون قناة الجذر ضيقة، ويستغرق هذا الجزء من العلاج عدة ساعات، وقد يحتاج الطبيب إلى إجرائه على عدة زيارات.
تحتوي الأسنان الأمامية (القواطع والأنياب) عادةً على جذرٍ واحدٍ يحتوي على قناةٍ جذريةٍ واحدة. تحتوي الأضراس الخلفية (الأرحاء والضواحك) على 2 أو 3 جذور، كل منها يحتوي على قناة جذرٍ واحدة أو اثنتين، وكلما زاد عدد الجذور في السن، زاد الوقت اللازم لإكمال العلاج.
إذا كان العلاج يحتاج عدة جلساتٍ لإجرائه، يضع طبيب الأسنان كميةً صغيرةً من الدواء في القناة النظيفة بين الزيارات لقتل أي بكتيريا متبقية. يتمُّ بعد ذلك إغلاق السن باستخدام حشوةٍ مؤقتة، وفي حال وجود أعراض، مثل: ارتفاع درجة الحرارة أو تورّمٍ كبير يتمّ وصف مضاداتٍ حيويةٍ للمساعدة في إدارة الإنتان، ومنعه من الانتشار.
5- حشي الأقنية الجذرية
بعد ذلك، يملأ الطبيب حجرة اللبّ الفارغة وقنوات الجذر بمادةٍ مرنة ومطاطية تسمّى “كوتا بيركا”، بالإضافة إلى استخدام مادةٍ مالئةٍ معها تسدُّ القنوات بشكلٍ محكم.
6- وضع الترميم النهائي
يتمُّ تطبيق مادة الترميم النهائي على التاج لعمل ختمٍ تاجي محكم، ومنع تسرُّب سوائل الفم إلى اللبّ.
7- وضع تاج
الأسنان التي تمّت معالجتها لبّياً تكون أكثر عرضةً للكسر من الأسنان السليمة غير المعالجة، لذلك قد يقترح طبيب الأسنان وضع تاجٍ على السن لحمايته،والتاج هو غطاءٌ صناعيٌّ يغطي السن بالكامل، ويحميه من الكسر،يمكن صنع التيجان من:
– المعدن الكامل.
– الخزف مع المعدن.
– الزيركون.
إذا كان هناك كمية صغيرة فقط من النُّسج السنّية المُتبقّية بعد علاج قناة الجذر، يمكن تثبيت دعامةٍ في قناة الجذر، واستخدامها للمساعدة في تثبيت التاج في مكانه. [4] [5]
التوصيات بعد إجراء المعالجة الجذرية
من المهمّ العناية بالأسنان أثناء التعافي من علاج قناة الجذر، ويوصى المريض بما يلي: [6]
1- تجنُّب العض على الأطعمة الصلبة حتى يكتمل العلاج.
2- بعد العلاج النهائي قد يشعر المريض بالألم لبضعة أيام قبل أن يختفي.
3- يمكن أخذ مسكناتٍ لا تحتاج إلى وصفةٍ طبية، مثل: الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، لتخفيف الألم التالي للعلاج.
4- مراجعة طبيب الأسنان في حال استمرار الألم، وعدم الاستجابة للمسكنات.
في معظم الحالات، يمكن منع الحاجة إلى إجراء علاج قناة الجذر مرةً أخرى عن طريق:
– الحفاظ على نظافة الأسنان باستمرار.
– عدم تناول الكثير من الأطعمة السكرية.
– تجنُّب التدخين.
المراجع البحثية
1- An overview of root canals. (2023، August 27). WebMD. Retrieved October 3، 2024
2- Root canal treatment. (n.d.). Healthdirect. Retrieved October 3، 2024
3- Galler KM، Weber M، Korkmaz Y، Widbiller M، Feuerer M. Inflammatory Response Mechanisms of the Dentine-Pulp Complex and the Periapical Tissues. Retrieved October 3، 2024
4- Professional، C. C. M. (2024a، May 1). Root canal. Cleveland Clinic. Retrieved October 3، 2024
5- Website، N. (2024، May 23). How it is performed. nhs.uk. Retrieved October 3، 2024
6- Website، N. (2022، February 3). Root canal treatment. nhs.uk. Retrieved October 3، 2024