المشي عند الطفل – العلامات، العوامل المؤثرة وما دور الأم؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
عندما يبدأ الطفل رحلته الأولى في المشي تبدأ معها أجمل اللحظات المؤثرة والفريدة التي قد يعيشها الأهل، فطفلهم الصغير بكل قوة وشجاعة يتحدى نفسه، ويخوض تجربةً جديدةً في الحياة، هذه المغامرة التي يعيشها، وهو يتحرك بخطواته الأولى تعكس قوة إرادته وشجاعته في مواجهة التحديات، فكل خطوةٍ يقوم بها تعدُّ انتصاراً جديداً في عالمه المحيط، ونظراً لأهمية هذه المرحلة في حياة كل عائلة سنتحدث عنها في المقالة التالية.
في أي عمرٍ يبدأ الطفل المشي؟
يختلف عمر البدء بالمشي بين الأطفال، ولا يوجد عمر محدّدٌ تماماً ينطبق على جميع الأطفال، ومع ذلك، فإن معظم الأطفال يبدؤون بالمشي بين سن 9 إلى 15 شهراً، وقد يبدأ بعض الأطفال في المشي في سن 12 شهراً تقريباً. [1]
علامات تشير إلى اقتراب بدء الطفل بالمشي
هناك عدة دلالاتٍ قد تشير إلى اقتراب بدء الطفل بالمشي، ومن هذه العلامات التي يمكن أن تشير إلى ذلك:
1- عندما يقترب الطفل من الاستعداد للمشي قد يلاحظ الآباء أن طفلهم يستطيع الجلوس بثبات، والوقوف لفتراتٍ أطول مع الدعم.
2- قد يبدأ الطفل في الاستعداد للمرحلة الأكثر تعقيداً التي تسبق المشي، مثل: الزحف للأمام أو الخلف، ويمكن أن تكون هذه المرحلة إشارةً إلى أنه يعمل على تطوير القوة والتوازن اللازمين للمشي.
3- عندما يتمكن الطفل من الوقوف لفتراتٍ قصيرة دون الحاجة إلى دعم أو تثبيت، فهذا يشير إلى أنه اقترب من البدء للمشي المستقل.
4- قد يلاحظ الآباء أن الطفل يبدأ بتكرار محاولاته للمشي، فيحاول الوقوف والسير بخطواتٍ صغيرة قبل الوقوع، وهذا يعكس الرغبة لديه في تطوير المهارات المطلوبة للمشي.
5- قد يرى الآباء تحسناً في التنسيق الحركي للطفل، حيث يتمكن من تنسيق حركات الجسم بشكلٍ أفضل أثناء محاولاته في الوقوف والتحرك.
العوامل الفردية التي تؤثر على بدء المشي لدى الطفل
يجب أن نذكر أن الدلالات السابقة هي مجرد مؤشرات عامة، وقد يختلف الوقت الذي يبدأ فيه الطفل بالمشي بناءً على عوامل فردية، ومن أبرزها: [1]
1- التطور العضوي
إن بدء الطفل بالمشي يتطلب تنمية العضلات، والجهاز العصبي، والعظام، فقد يتأثر بدء المشي بعوامل مثل التأخر في نمو العضلات، حيث يمكن أن يكون لدى الطفل عضلات ضعيفة أو غير قوية بما يكفي لدعم الحركة المستقلة، كما يمكن أن يؤثر ضعف القوة العضلية على قدرة الطفل على الوقوف والتحكم في حركاته. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر التأخر في النمو العظمي على بدء الطفل بالمشي، فإذا كان نمو العظام بطيئاً سيعاني الطفل من صعوبةٍ في دعم وزن جسمه، والحفاظ على التوازن أثناء المشي.
2- العامل الوراثي
قد يكون هناك عوامل وراثية تؤثر على بدء الطفل بالمشي، فقد تلاحظ بعض العائلات أن الأطفال يبدؤون في المشي في نفس العمر الذي بدأ فيه أفراد العائلة الأكبر سناً.
3- النشاط الحركي
يمكن أن يؤثر مستوى النشاط الحركي الذي يقوم به الطفل على بدء المشي، فإذا كان الطفل يتحرك بكثافة، ويتدحرج، ويزحف، ويستكشف بيئته بنشاط، فقد يكون أكثر استعداداً للمشي.
4- الدعم العاطفي والمحفزات
يمكن أن يؤثر الدعم العاطفي والتشجيع المستمر من الأهل والمحفزات المحيطة على بدء الطفل بالمشي، فعندما يشعر الطفل بالأمان، والثقة، والتشجيع لاستكشاف العالم من حوله سيشجعه ذلك على تجاوز خطواته الأولى، والبدء في المشي.
5- البيئة المحيطة
إن البيئة التي يعيش فيها الطفل يمكن أن تلعب دوراً في بدء المشي، على سبيل المثال: إذا كانت البيئة آمنةً ومحفزة مع وجود مساحةٍ للتحرك، والتجوال، والاستكشاف، فهذا سيجعل الطفل أكثر استعداداً للمشي.
هل تأخر المشي عند الطفل يدل على وجود مشكلة، ومتى يجب على الأهل القلق حيال هذا الأمر؟
إن تأخر المشي عند الطفل لا يعني بالضرورة وجود مشكلة، حيث يوجد نطاق طبيعي واسع لبدء الأطفال بالمشي، وبعض الأطفال قد يبدؤون في المشي في سن مبكرة بينما يحتاج البعض الآخر إلى وقتٍ أطول قبل أن يتمكنوا من المشي بشكلٍ مستقل، وبالتالي لا يوجد توقيت محدد يعدُّ قاعدةً صارمة، لكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار التطور العام للطفل، فإذا كان لا يُظهر أي تقدّمٍ في الحركة أو لا يبدو أنه يحاول المشي بعد سن 18 شهراً، فسيكون من المناسب استشارة المختصين، وهنا بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى وجود مشكلةٍ تتطلب زيارة الطبيب: [2]
1- عدم وجود أي محاولات للطفل للوقوف أو الحفاظ على التوازن.
2- عدم تطور العضلات والحركة العامة للطفل.
3- وجود صعوبةٍ في الحركات، حتى لو كانت بسيطةً أو تأخراً عاماً في التطور.
فزيارة الطبيب في هذه الحالة تكون لتقييم التطور العام للطفل، واستبعاد أي مشاكل صحية محتملة.
دور الأم في تهيئة طفلها للمشي
هنا بعض النصائح التي يمكن للأم تطبيقها لتهيئة طفلها لمرحلة المشي:
1- وقت البطن
إن قضاء وقتٍ منتظم على البطن يمكن أن يساعد في تقوية عضلات الجسم العلوية والتوازن العام، فمن المفيد وضع الطفل على بطنه لبضع دقائق عدة مرات في اليوم تحت إشراف ومراقبة الأم.
2- تشجيع الحركة
يجب تشجيع الطفل على الاستكشاف والحركة النشطة عن طريق إتاحة الفرص له للزحف والتحرك بحريةٍ على الأرض، كما يمكن وضع الألعاب المناسبة والمحفزة في متناول يديه لتشجيعه على الحركة، مثل: العربات، والدمى ذات العجلات، وهذا يحفزه على المشي، ومحاولة مطابقة حركة الألعاب.
3- الدعم والثبات
تقديم الدعم والثبات للطفل أثناء التدريب على المشي، حيث يمكن جلب الألعاب المصممة خصيصاً لدعم الطفل أثناء بداية المشي، كما يمكن أيضاً استخدام أيدي الأم لتقديم الدعم بلطف عندما يحاول طفلها المشي.
4- التشجيع والثناء
وذلك بتشجيع الطفل ومدحه عندما يقوم بأي محاولة للمشي أو التحرك، فالثناء والتشجيع يعززان الثقة والرغبة في تجربة المزيد من الحركات، والاعتماد على النفس.
5- الأحذية المناسبة
يجب أن يرتدي الطفل أحذيةً مناسبةً ومريحةً عندما يكون جاهزاً للمشي، فمن الضروري التأكد أن الأحذية توفر دعماً جيداً وخفةً في الحركة، وإلا سيعوق الحذاء حركة الطفل، ويجعله يمتنع عن المشي لعدم شعوره بالارتياح.
في النهاية نودُّ أن نذكرك عزيزتي الأم أن كل طفل فريد ومميز، والوقت الذي يستغرقه طفلك للمشي ليس مقياساً لنجاحه أو قدراته العامة، إنما ما يهمّ حقاً هو رعايتك، وحبك، وتشجيعك لهفي كل مرحلةٍ من مراحل نموه، لذا استمتعي برحلة الأمومة، وشاهدي طفلك ينمو ويتطور بثقةٍ وسعادة. [2]
المراجع البحثية
1- Murkoff, H. (2011). What to Expect the Second Year: From 12 to 24 months (1st ed.). Workman Publishing. Retrieved July 25, 2024
2- Kruger, M. B. (2015). Walking with God in the Season of Motherhood: An eleven-week devotional Bible study. WaterBrook. Retrieved July 25, 2024