Skip links
رجل وامرأة يجلسون بجانب بعضهم البعض ويحملون بين أيديهم اطفال صغار

المباعدة بين الولادات – ما تأثيرها على أفراد العائلة؟ وهل هي أفضل من التقارب؟

الرئيسية » الصحة النفسية » المباعدة بين الولادات – ما تأثيرها على أفراد العائلة؟ وهل هي أفضل من التقارب؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يشير مصطلح المباعدة بين الولادات إلى الفترة الزمنية بين ولادة طفلٍ وآخر في العائلة، ويكون قصيراً لا يتجاوز السنتين أو تباعد طويل أكثر من سنتين، وسنناقش هذا الموضوع وتأثيراته في المقال التالي.

ما تأثير المباعدة بين الولادات على الأم؟

إن تأثير المباعدة بين الولادات على الأم يمكن أن يكون متنوعاً، ويعتمد على العوامل الشخصية، والظروف الفردية الخاصة بها، ومن التأثيرات المحتملة: [1]

1- الاستعداد الجسماني والنفسي

إن تباعد الولادات يمنح الأم فترةً إضافيةً كافيةً للتعافي من الحمل والولادة السابقة، ويتمكن الجسم من إعادة موازنة الهرمونات من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية التي تحدث خلال الحمل والولادة، ويسمح للأم بالتأقلم مع الأمومة، وتلبية احتياجات الطفل الأول قبل الاستعداد لتجربةٍ أخرى.

2- الراحة والتوازن الشخصي

إن تباعد الولادات يمنح الأم فرصةً للراحة والاسترخاء، ويمكنها أن تستعيد نشاطها، وتستكشف اهتماماتها الشخصية، وتولي اهتماماً لنفسها قبل الاستعداد لرعاية طفلٍ جديد.

3- الثقة في قدراتها كأم

يساعد التباعد بين الولادات الأم على بناء الثقة في قدرتها على رعاية الأطفال من خلال تجربة الأمومة الأولى، والتعلم منها، وهذا يكسبها المهارات والمعرفة التي تجعلها تشعر بالثقة في قدراتها لتستعد للتحديات الجديدة التي ستواجهها مع ولادة طفلٍ جديد.

ما هو تأثير تباعد الولادات على الأب؟

1- توفير الوقت والموارد

تباعد الولادات يمنح الآباء الوقت اللازم للتعامل مع كل طفلٍ بشكلٍ منفصل، وتلبية احتياجاته، ويساعد هذا في تقليل الضغط النفسي والعاطفي على الآباء، ويمكّنهم من تأمين المزيد من الموارد، والاهتمام لكل طفلٍ على حدة.

2- تعزيز الرغبة في الأبوة

يمكن أن يشعر الآباء برغبةٍ أكبر في الأبوة مع تباعد الولادات، حيث يمكن للفترة الزمنية بين الأطفال أن تمنح الآباء الوقت الكافي للاسترخاء، واستعادة الطاقة قبل الاستعداد للتعامل مع متطلبات الطفل الجديد.

3- توازن الحياة الشخصية والمهنية

تباعد الولادات يساعد الآباء في إيجاد التوازن بين الحياة الأسرية والمهنية من خلال الحصول على فترة من الوقت، واستغلالها لتحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية قبل أن ينضم فردٌ جديد إلى العائلة.

4- فرصة للتعلم والتطور

يتيح تباعد الولادات الفرصة للآباء للاستفادة من تجاربهم السابقة، وتحسين مهاراتهم التربوية، مما يكسبهم المزيد من الثقة والحكمة في التعامل مع الأطفال، وتلبية احتياجاتهم، وهذا ما يساهم في بناء أسرةٍ أكثر متانة. [1]

ما تأثير التباعد بين الولادات على الأطفال؟

التباعد بين الولادات يمكن أن يؤثر على الأطفال بعدة طرق: [2]

1- تلقي اهتمام أفضل

تباعد الولادات يعطي الأطفال الفرصة لتلقي اهتمامٍ فرديٍ أكثر من قبل الوالدين، حيث يتمُّ توزيع الوقت والموارد بشكلٍ أفضل على كل طفل على حدة، وهذا يعزز شعور الطفل بأهميته، ويساهم في نموه العاطفي.

2- التفاعل الاجتماعي

من الممكن أن يؤثر تباعد الولادات على التفاعل الاجتماعي للأطفال، حيث يكون لدى الطفل الفرصة لتطوير مهارات التواصل والاجتماع مع الأشقاء والأفراد الأكبر سناً بشكلٍ أكبر، بالتالي يمكن أن يساهم ذلك في تعزيز قدراتهم الاجتماعية، وعلاقاتهم العائلية.

3- الاستقلالية

تباعد الولادات يمكن أن يساهم في تنمية الشخصية والاستقلالية للأطفال، فعندما يكون لديهم المزيد من الوقت والمساحة الشخصية يتاح لهم الفرصة لاكتشاف إمكاناتهم الخاصة، وتطوير مهاراتهم بشكلٍ فردي.

4- المشاركة والتعاون

يمكن أن يعزز تباعد الولادات المشاركة والتعاون بين الأطفال، حيث يتعلم الأطفال كيفية التفاعل والتعاون مع أشقائهم، وكيفية تبادل المسؤوليات والمصالح المشتركة، ولهذا تأثير إيجابي على مهارات التعاون، والعمل الجماعي في المستقبل.

5- الدعم الأسري

يمكن أن يعزز الدعم الأسري والعلاقات العائلية، فهو يمكن الأشقاء الكبار من أن يكونوا رفاقاً وداعمين لأخوتهم الصغار حين قدومهم، حيث يساهم هذا الدعم الأسري في تعزيز الشعور بالأمان، والمحبة، والانتماء.

هل التباعد بين الولادات أفضل أم التقارب بينها؟

إن الإجابة عن هذا السؤال مرتبط باحتياجات كل عائلة تبعاً لظروفها، بالتالي لا يوجد إجابة واحدة تناسب الجميع، فكلا الاختيارين لهما فوائدهم وتحدياتهم الخاصة، لذلك يتوجب على الأسرة أن تأخذ في الاعتبار ما يتناسب معها ومع متطلباتها وقدراتها. [2]

هل هناك عوامل أخرى يجب أخذها في الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن التباعد أو التقارب بين الولادات؟

نعم، هناك عوامل أخرى يجب أخذها في الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن التباعد أو التقارب بين الولادات بعض هذه العوامل تشمل:

رسم توضيحي لرجل مُسن وامرأة تقف بجانبه ويبدوان بصحة جيدة، ورجل مُسن وامرأة مسنة معاً ضمن قلب أحمر

1- العمر والصحة

يمكن أن يكون العمر والحالة الصحية للأبوين عاملان يؤثران على القرار، فبعض الآباء يعتقدون بأنه من الأسهل تحمل المسؤولية، والتعامل مع أكثر من طفلٍ في فترةٍ زمنيةٍ محددة، بينما قد يفضل آخرون التركيز على رعاية طفلٍ واحدٍ في الفترة ذاتها.

2- الدعم الاجتماعي

يجب أن يتمّ التفكير في مدى توافر الدعم الاجتماعي للأسرة، فقد يكون لدى الأبوان أفراد عائلة أو أصدقاء يمكنهم تقديم المساعدة، والدعم العاطفي والعملي في رعاية الأطفال مما يسهل المهمة عليهما.

3- المستوى المعيشي للأسرة

يجب أن يتمّ النظر في الوضع المالي للأسرة، فرعاية الأطفال تتطلب تكاليف كبيرة، مثل: الرعاية الصحية، والتعليم، والملابس، والغذاء، وغيرها، لذا يجب أن تكون الأسرة قادرةً على توفير الاحتياجات الأساسية لكل طفلٍ بشكلٍ مستدام.

4- الاستقرار العاطفي في العلاقات الزوجية

يجب أن يتمّ التفكير في مدى استقرار العلاقة الزوجية، والاستعداد العاطفي للوالدين لتحمل المسؤولية الإضافية للأطفال، حيث يمكن أن يؤثر التقارب الزمني بين الولادات على الوقت والاهتمام المخصص لكل طفل، وقد يسبّب ضغطاً على العلاقة الزوجية.

في النهاية، يجب أن يكون قرار التباعد بين الولادات أو التقارب بينها قراراً مستنيراً ومبنياً على احتياجات الأسرة وظروفها الفريدة، فلا يوجد اختيار صحيح أو خاطئ، بل هناك اختيارٌ يتناسب مع قيم وأهداف الأسرة، وآخر لا يتناسب. وسواءً اختارت الأسرة المباعدة بين الولادات لتوفير الوقت والاهتمام الفردي لكل طفل أو اختارت التقارب بينها لتعزيز العلاقة والتواصل بين الأشقاء، فإن الأهمّ هو أن تتخذ القرار بناءً على الحب والرغبة في توفير بيئةٍ صحيةٍ وسعيدةٍ للأطفال. [2]

المراجع البحثية

1- the birth order book. Dr. Leman, K. Amazon.com. (n.d). Retrieved May 22, 2024

2- the birth order effect. Amazon.com. (n.d.). Retrieved May 22, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.