Published in: الطب

وحدة الكوبالت 60 العلاجية – استخداماته، ما هي مخاطره وميزاته؟

Author د. هالة وتار

Published on: 1 أكتوبر، 2023

د. هالة وتار

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو الكوبالت 60؟

يوجد الكوبالت الطبيعي (غير المُشِع) في الكثير من المعادن، فيُعتبر الكوبالت 60 مادةً معدنيةً صلبة، ويمكن إنتاجه في المُسرّعات، ويمكن أن يكون أحد النواتج الثانوية في المفاعلات النووية، وهو يمتلك خصائص مغناطيسية، ويصدر إشعاعات بيتا بطاقة (0.32) MeV وإشعاعات غاما بطاقة (1.17,1.33) MeV، عمره النصفي 5.27 سنة.

ما هي استخدامات الكوبالت 60؟

يستخدم في مجالاتٍ كثيرة منها:

– تشعيع الأطعمة.

– تعقيم المعدات الطبية.

– ويُستخدم طبياً في العلاج الإشعاعي من الأورام السرطانية.

ما المخاطر التي يُسبّبها التعرُّض الإشعاعي للكوبالت 60 المُصدّر لإشعاع غاما؟

– حروق الجلد.

– التعرُّض لجرعاتٍ إشعاعيةٍ عالية منه قد يُسبّب الوفاة.

–  إذا ما دخل الجسم عن طريق الطعام، فإن إشعاع غاما الصادر عنه، قد يُسبّب سرطان الكبد والكلى بسبب تركزه وامتصاصه فيهما نظرًا لأنه يتحلل بسبب إشعاع غاما. ^[1]

تاريخ العلاج الإشعاعي بالكوبالت 60

في عام 1895 تمَّ اكتشاف الأشعة السينية من قبل العالم رونتجن، وفي عام 1896 اكتُشف النشاط الإشعاعي من قبل هنري بيكرل، أما في عام 1936 أنتج العالم Sampson الكوبالت 60 من قذف الكوبالت المستقر 59 بالنيترونات، وبعدها انصبَّ اهتمام العلماء على استخدام الإشعاع في التطبيقات الطبية، ولاسيما العلاج الإشعاعي.

وقد تركزت الأبحاث على المخاطر والآثار الضارة للإشعاع، ودعت إلى إهمال استخدام الإشعاع في العلاج من الأورام السرطانية، ولاسيما أن الإشعاع يمكن أن يكون أحد مُسبّبات الإصابة بالسرطان. في عام 2009 نجح Schreiner في الاستخدام التجريبي للكوبالت 60 في علاج أورام السرطان عن طريق جهازٍ يُعرف بوحدة الكوبالت العلاجية، وتوالت الأبحاث والتطبيقات العملية لتطوير آلية استخدامه في العلاج الإشعاعي. ^{[2] [3]}

وحدة الكوبالت 60 العلاجية

يُستخدم العلاج الإشعاعي لمعالجة العديد من الأمراض، وأهمّها الأورام السرطانية، عن طريق تسليط الإشعاع على المكان المصاب بالمرض، وتستخدم تقنيات مختلفة في هذا المجال، وأهمّها وحدة الكوبالت 60 العلاجية. هي جهازٌ يستخدم عن بُعد لمعالجة الأورام السرطانية، كسرطان الدماغ، والرقبة، والمري، والثدي. صُمّمت لعلاج الأورام غير المنتظمة، حيث يُرسل إشعاع غاما على شكل كرةٍ لينتشر على كامل المنطقة المصابة، فيعمل الإشعاع على تدمير الخلايا السرطانية أو تقليل حجم الورم. ^[4]

في هذه الوحدة يوضع المصدر المُشِع الكوبالت 60 في كبسولةٍ أسطوانية الشكل محكمة الإغلاق، وتحتوي على مئات الثقوب المعدنية عالية النشاط الإشعاعي بشكلٍ يودع في مكان الورم جرعةً إشعاعيةً في حدود 1-2Gy بالدقيقة على مسافة 80 cm من المصدر، ورأس المعالجة الدوار يسمح للإشعاع بالدوران حول المريض.

في حالة عدم تشغيل وحدة الكوبالت يُخزّن مصدر الكوبالت في حجرةٍ في رأس المعالجة، وتكون محميةً حتى لا ينتقل الإشعاع إلى خارج الحجرة، ويتمُّ إعادة تنشيط الحزمة الإشعاعية بتحريك المصدر المُشِع الكوبالت 60 إلى موضع المعالجة لضمان السلامة للمرضى والعاملين في مجال الإشعاع.

الجراحة الإشعاعية والكوبالت 60

بعض وحدات الكوبالت 60 مثل سكين غاما (Gamma Knife) تُوجّه حزماً إشعاعيةً من خلال 190 ثقباً دائرياً إلى مكان الورم، فيرتدي المريض قناعاً مكان الورم بحيث يودع الإشعاع بشكلٍ دقيق جرعةً إشعاعيةً عاليةً في موقع الورم، بينما تتلقى المناطق السليمة المحيطة بالورم جرعةً إشعاعيةً بسيطة، وتستخدم هذه التقنية في علاج أورام الدماغ، والنقائل الدماغية. ^[5]

ما هي إجراءات العلاج الإشعاعي عن بعد بالكوبالت 60؟

1- يتمُّ تقييم مواصفات الورم عن طريق أخذ خزعةٍ من مكان الورم، وتقييم صور المريض بالرنين المغناطيسي، وأجهزة التصوير المقطعي المحوسب.

2- تخطيط مكان الورم.

3- تحديد مقدار الجرعة الإشعاعية المفترض إعطاؤها للمريض الذي يتلقى العلاج، والجدول الزمني للجرعات، وعادةً تُجرى خمس جلساتٍ في الأسبوع، ولمدة 30 دقيقة لكل جلسة.

ما هي ميزات العلاج بوحدة الكوبالت 60؟

تمتاز وحدة العلاج بما يلي: ^[6]

1- تُصدر إشعاع غاما بطاقة عالية (1.25) MeV.

2- يمتاز المصدر المُشِع الكوبالت 60 بعمرٍ نصف طويلٍ نسبياً 5.27 سنة.

3- نشاطه الإشعاعي مرتفع.

4- بساطة التصميم، وسهولة التركيب، والصيانة.

5- سهولة التشغيل.

ما هي التأثيرات الجانبية للعلاج الإشعاعي عن بعد بوحدة الكوبالت 60؟

1- تهيُّج الجلد واحمراره في المنطقة المُعرَّضة للإشعاع.

2- التعب والإرهاق أثناء جلسة العلاج.

3- تساقط الشعر في المنطقة المُعرَّضة للإشعاع.

4- إقياءٌ، وإسهالٌ في حالة علاج سرطان المعدة.

5- قد يُسبّب فقر الدم.

أغلب هذه التأثيرات تزول بعد العلاج بفترةٍ قصيرة.