Skip links

الكلوزانتيل – آلية تأثيره، الجرعة الآمنة ومضادات الاستطباب

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُصاب الحيوانات المُجْترّة بمجموعةٍ واسعةٍ من الطفيليات الداخلية سنوياً، خاصةً في فصل الربيع، مما يشكل خطراً على سلامة صحتها، وسوء نوعية اللحوم المُنتجَة، وكمية الألبان أيضاً، وهذا ما دفع الباحثون إلى إيجاد عقاراتٍ نوعيةٍ للقضاء على هذه الديدان، والتي تعدُّ أشهرها: الديدان الكبدية، وديدان النغف.

وقد أثبت الكلوزانتيل جدارته منذ 1970 في الحدّ من انتشار العدوى، والقضاء عليها، وذلك بسبب انتمائه إلى زمرة الساليسيلانيدات، والتي تضمُّ أيضاً الرافوكسانيد، والأوكسي كلوزانيد، وهي زمرةٌ تتميز بقضائها على الطفيليات الداخلية الأكثر ضراوة، وما يميز الكلوزانتيل أيضاً أنه يمتلك نصف عمر طويل يصل حتى أسبوعين، ويقضي على الديدان الكبدية بكافة أطوراها، ويرتبط ارتباطاً شديداً مع بروتين الدم، ويصل تأثيره المديد حتى 7 أسابيع.

كما يعدُّ آمناً ضمن جرعاته المحدّدة والموصى بها، ويمكن إعطاؤه عبر الفم أو حقناً تحت الجلد، كما أظهرت الدراسات العلمية الحديثة بقوة فعاليته عند مؤازرته مع عقار الإيفرمكتين للقضاء على مجموعةٍ واسعة الطيف من الطفيليات بشقّيها الداخلية والخارجية، ما يحقّق لكلٍّ من المربين ومحطات الإنتاج الحيواني بشقّيها اللاحم والحلوب الحماية الدورية من الأمراض الطفيلية.

ما هو الكلوزانتيل؟

هو مضادٌّ حيويٌّ طفيليٌّ فعّالٌ بشكلٍ كبيرٍ ضدّ الديدان الماصّة للدم، كالديدان الأسطوانية، والديدان الكبدية، كما يقضي على ديدان النغف التي تصيب الأغنام، ولا يعدُّ فعّالاً ضدّ الديدان الشريطية، والعديد من الديدان الطفيليات الخارجية، كما يوصى باستعماله حصراً للمُجْترّات دون باقي الفصائل الحيوانية، فهو يعدُّ أميداً عطرياً يُنتج عن طريق تكثيف مجموعة الكاربوكسيلية مع مجموعةٍ أمينيةٍ بواسطة مجموعة الميثيل. [1]

آلية تأثير الكلوزانتيل

تعتمد آلية تأثيره على دوره في فك ارتباط الفسفرة التأكسدية ضمن الميتاكوندريا ليحرم الطفيلي من توفير مركب الطاقة العالية ATP، مما يؤثر على الطفيليات عبر إضعاف حركتها، كما يعمل الكلوزانتيل على صعوبة نقل السوائل والأيونات ضمن وعبر أغشية الطفيلي، ويُطرح ويُستقلب عبر الكبد لتكون الديدان الكبدية أكثر الطفيليات تأثراً به، كونها تتغذّى على النسيج الكبدي والدم المرتبط بالكوزانتيل بشكلٍ وثيق. [2]

امتصاصه واستقلابه

بعد إعطاء الكلوزانتيل عبر الفم أو حقناً تحت الجلد يصل إلى الدم بعد فترةٍ قصيرة، وخلال الأربعة أيام الأولى من العلاج يمتصُّ الجسم 60 بالمئة من كمية الكلوزانتيل المُعطى، ويرتبط ببروتين الدم (الألبومين) بشكلٍ شديدٍ بنسبة 99 بالمئة منه، كما يبلغ نصف عمره الحيوي مدةً تتراوح بين 3 – 4 أسابيع، ويتمُّ إطراحه مع البراز بنسبةٍ كبيرةٍ تصل حتى 80 بالمئة.

أما بالنسبة للأبقار الحلوب، فإن قسماً منه يُطرح مع الحليب بنسبةٍ ضئيلةٍ تصل حتى 1 بالمئة، لكنها تشكل خطراً على صحة الإنسان من الجرعة المتناولة، وقد أبدى فعاليته بشكلٍ خاص تجاه الديدان الكبدية، كالمتورقة الكبدية، والمتورقة العملاقة، ومتفرّعة المعي المغصنة.

حيث يساهم في القضاء عليها قبل وصولها إلى مرحلة النُّضج وطور التكاثر، فهي ديدان خنثوية، وذلك بسبب ثباتيته في بلازما الدم، وإطراحه مع البراز عبر القنوات الصفراوية، وهو المكان المُفضّل لدى الديدان الكبدية، حيث تتغذّى الديدان الكبدية عند نموُّها، وهجرتها على الخلايا الكبدية الحاوية على الكلوزانتيل، مما يساهم في القضاء عليها بكفاءةٍ عالية. [3]

الجرعة الآمنة وأعراض التسمُّم

تختلف الجرعات حسب تركيز المادة الفعّالة للشركة المُصنّعة، ووزن الحيوان أيضاً، حيث يتمُّ تصنيعه بعدة تراكيز ابتداءً من 5 بالمئة، و10 بالمئة، إلى 12 بالمئة، ويُفضّل استخدامه للحيوانات المُجْترّة فقط، ولا يُعطى للفصيلة الخيلية، أو الحيوانات الأليفة، كالكلاب، والقطط، أو الدواجن.

وتتراوح جرعته الآمنة بكميةٍ تتراوح بين 3 _ 10 ميلي غرام لكل 1 كيلو غرام وزنٍ حي، وتعدُّ الجرعة المُميتة لفئران التجارب عبر الفم بكمية 342 ميلي غرام لكل 1 كيلو غرام وزنٍ حي. أما حقناً تحت الجلد، فتصل الجرعة المُميتة الى 67 ميلي غرام لكل 1 كيلوغرام وزنٍ حي. أما بالنسبة للمُجْترّات، فيعطى بتركيز 10 بالمئة حقناً تحت الجلد ضمن الجرعات التالية:

● الأبقار والجمال: 1 ميلي لتر لكل 20 كيلو غرام وزن حي.

● الأغنام والماعز: 1–2 ميلي لتر لكل 20 كيلو غرام وزنٍ حي، كما لا يُفضّل إعطاء أكثر من 20 ميلي لتر حقناً تحت الجلد في موضعٍ واحد.

أما الجرعات عبر الفم، فيتمُّ إعطاء 10 ميلي غرام لكل 1 كيلو غرام وزنٍ حي، وتظهر حالات التسمُّم به تشريحياً على شكل أعراض عصبية وعينية عبر تأثيره على الجهاز العصبي المركزي وشبكية العين، حيث نلاحظ تشريحياً بأن التغيرات النسيجية للمادة البيضاء ذات شكلٍ إسفنجي.

أما الأعراض السريرية، فهي فقدان الشهية، والدوران مع حركاتٍ لا إرادية غير منتظمة، وصعوبةٍ في الرؤية مع زيادةٍ في حركة الأمعاء، واحمرار الجلد وحساسيته، والرجفان.

مضادات الاستطباب

لا يُستعمل لدى الحيوانات التي تُبدي حساسيةً تجاه الكلوزانتيل، كما أنه لا يُعطى عبر الوريد أو في العضل، كما لا يُفضّل استخدامه للمُجْترّات المُنتجة للحليب، بما في ذلك مرحلة تجفيف الضرع، ولا يُفضّل إعطاؤه للأبقار الحامل في الأشهر الثلاث الأخيرة، خاصةً لدى البكاكير كونها أهمُّ فئةٍ منتجةٍ للحليب.

أما بالنسبة للحيوانات المُنتجة للحوم، فيتمُّ استعماله بهامش أمان، حيث يمنع استهلاك لحوم الحيوانات المُعالجة بالكلوزانتيل قبل 49 يوماً من الذبح، وهي فترة خروج الكلوزانتيل من جسم الحيوان لكي يكون صالحاً للاستهلاك البشري.

أنواع الديدان التي يساهم الكلوزانتيل في القضاء عليها

يعدُّ الكلوزانتيل دواءً نوعياً في القضاء على الأنواع التالية من الطفيليات المنتشرة بكثرةٍ حول العالم، وهي:

1- الديدان الكبدية

مثل: المتورقة الكبدية، والمتورقة العملاقة، وتسمّى أيضاً (Fashiola) ومتفرعة المعي المغصنة، حيث يؤثر عليها الكلوزانتيل بشكلٍ فعّالٍ ضدّ أطوارها البالغة، واليرقات أيضاً التي يبلغ عمرها 6 أسابيع، ويُفضّل إعادة الجرعة بعد أسبوع.

2 – الديدان الأسطوانية المعوية

ويساهم في القضاء عليها بأطوارها البالغة والنامية، وهي عدة أنواع من الديدان، مثل: (Teadorsagi ،Ostertagi ،Oesophagostomum ،Haemonchus ،Bunostomum)

3- الديدان الحلزونية

هي من الديدان التي تصيب البشر أيضاً، مثل: داء الشعريات (Trichostrongylus)، و(strongylodes) سترونجايلويدس.

4- طفيليات الأغنام

 مثل: ديدان النغف عند الأغنام. [4]

المراجع البحثية

1- PubChem. (n.d.). Closantel. Nih.gov. Retrieved October 20, 2024

2- Themes, U. F. O. (2017, June 11). Antiparasitics. Veterian Key. Retrieved October 20, 2024

3- Venkatesh, R., Pereira, A., Aseem, A., & Yadav, N. (2019). Commentary: Closantel – A lesser-known evil. Indian Journal of Ophthalmology, 67(10), 1771. Retrieved October 20, 2024

4- NCATS inxight drugs — CLOSANTEL. (n.d.). Ncats.Io. Retrieved October 20, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.