Published in: الطب

القيلة المائية عند البالغين – الأسباب، الأعراض وخيارات العلاج

Author أ. بتول ندة

Published on: 27 أبريل، 2024

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي القيلة المائية؟

هي عبارةٌ عن كيسٍ مملوءٍ بسائلٍ مصلي موجودٌ في الصفن يسبّب التورم؛ وكيس الصفن هو عبارةٌ عن كيسٍ من الجلد موجودٌ خلف القضيب يحمل الخصيتين، وقد تؤثر هذه القيلة على جانبٍ واحدٍ أو على الجانبين معاً من كيس الصفن. تحدث عند وجود خللٍ في انغلاق القناة الواصلة بين جوف البطن والصفن، تعتبر هذه القناة هي طريق هجرة الخصيتين نحو كيس الصفن أثناء الفترة الجنينية.

وبالتالي يمتلئ كيس الصفن بكميةٍ من السائل الخاص بالتجويف البطني، مما يؤدي للتورم والألم، بالتالي يشعر المريض بعدم الراحة والانزعاج. هي غالباً ما تختفي من تلقاء نفسها أو قد تحتاج إلى إجراء عمليةٍ جراحيةٍ لاستئصالها في حال لم تختف، وهي شائعةٌ عند الأطفال الذكور أكثر من البالغين الذكور.

ويمكن أن تصبح القيلة المائية مثيرةً للقلق، لأنها تؤدي إلى تورم الجزء الحساس من الجسم، ويمكن أن تحدث بشكلٍ مفاجئ، ودون سابق إنذار، وتكون مزعجةً تبعاً لحجمها، إضافةً إلى أنها تسبّب إزعاجاً في المشي والحركة. ومع ذلك بالنسبة لبعض الأشخاص قد لا تكون القيلة المائية مزعجةً أو خطيرة ومؤلمة. ^[1]

ما هي أعراض القيلة المائية لدى البالغين؟

1- قد يلاحظ الفرد أن لديه جانب واحد من كيس الصفن أكبر من حجمه الطبيعي.

2- شعور الفرد بوجودٍ شيء ما داخل كيس الصفن لديه، كما يلاحظ انتفاخاً في الخصيتين على غير المعتاد.

3- الشعور بالألم عند لمس كيس الصفن.

4- عدم القدرة على الجلوس أو التحرك، ويشعر الفرد كأن شيئاً مربوطاً بالخصية، مما يجعل عملية المشي ثقيلةً وصعبةً بسبب أن الجاذبية والحجم تسحب كيس الصفن إلى الأسفل.

5- استمرار كيس الصفن بالانتفاخ، بالتالي ازدياد الألم، والصعوبة في ارتداء البنطلون العادي، قد يختار الفرد هنا ارتداء ملابس واسعة كي يتجنّب الضغط على كيس الصفن، مما يُحدث فتقاً، ويتأزم الوضع أكثر.

6- من الضروري أن ينتبه الفرد لأي ألمٍ يحدث أثناء التبول، لأن القيلة المائية لا تسبّب ألماً ووجعاً إلا في حال كانت ناتجةً عن عدوى في الخصية والبربخ، ويسمّى ذلك بالتهاب الخصية البربخي، ومن المرجح جداً أن يحدث الألم عند الدخول للحمام. ^[2]

ما هي أنواع القيلة المائية؟

هنالك نوعان من القيلة المائية: ^[3]

1- القيلة المائية المتصلة

تحدث القيلة المائية المتصلة أثناء نمو الجنين، حيث يتشكل غشاءٌ رقيقٌ جداً بين أنسجة بطانة الجنين الأدمة الباطنة، والتي تتطور فيما بعد إلى المعدة، والجهاز الهضمي، وكيس الصفن، وهذا الغشاء هو نتوءٌ غمدي يشكل لاحقاً ما يسمّى القناة الأربية، والتي كما أسلفنا سابقاً تنزلق خلالها الخصية من البطن إلى كيس الصفن ثم بعدها تنغلق وفق التطور الطبيعي للجنين.

في حال حدوث خللٍ ما أثناء التطور الجنيني قد تبقى هذه القناة مفتوحة، ويبقى الاتصال مفتوحاً بين جوف البطن وكيس الصفن الذي يمتلئ بسائلٍ مصلي نتيجةً لذلك. تكون هذه القيلة على اتصالٍ مع السوائل الموجودة في تجويف البطن، وتجويف البطن هو عبارةٌ عن المساحة الموجودة داخل البطن، والتي تحتوي على الكبد، الكليتين، المعدة، الأمعاء الدقيقة والغليظة.

2- القيلة المائية غير المتصلة

في هذا النوع من القيلة يُغلق النتوء الغمدي، ولكن قد تبقى بعض السوائل الزائدة في البطن حول الخصية الموجودة في كيس الصفن، وقد تكون هذه القيلة موجودةٌ عند الولادة أو تتطور، وتظهر بعد سنوات دون وجود سببٍ واضح، وتبقى هذه القيلة لدى المصابين بها بنفس الحجم أو تنمو بشكلٍ بطيءٍ جداً.

ما هي أسباب الإصابة بالقيلة المائية لدى البالغين؟

عندما ينمو الطفل الذكر في رحم أمه تبدأ الخصيتين لديه بالتشكل في البطن ثم تهاجر عبر النفق الذي يسمّى بالقناة الأربية إلى المنطقة التناسلية، وتشكل البطانة كيساً حول الخصيتين يدعى كيس الصفن، ويُغلق الجزء العلوي من كيس الصفن.

في بعض الأحيان، وقبل الولادة، يؤدي تحرك الخصية والبطانة معاً في كيس الصفن (حيث يبقى بعض السائل في كيس الصفن) لتشكيل القيلة المائية، إضافةً إلى أنها يمكن أن تحدث بسبب مجموعةٍ من العوامل بما فيها التهاب الخصيتين، أو العدوى، أو بسبب انسدادٍ في الجهاز اللمفاوي، وفي بعض الحالات قد تكون القيلة موجودةً عند الولادة، وقد تختفي كذلك من تلقاء نفسها خلال السنة الأولى من الحياة. ^[3]

ما هي مضاعفات القيلة المائية؟

القيلة المائية ليست خطيرةً في معظم الأحيان، ولا تؤثر في الغالب على عملية الإنجاب لدى الفرد، لكنها قد تكون مرتبطةً بمشكلاتٍ صحية، مما يؤدي لنتائج خطيرة: ^[3]

1- العدوى والإنتان، وأهمّها الإنتانات المنتقلة جنسياً STD، مما ينجم عنه نقص في إنتاج النطاف أو إصابة النطاف باضطرابات الحركة المختلفة.

2- الفتق الأربي حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلاتٍ صحيةٍ مهدّدةٍ للحياة.

3- حدوث إصابةٍ أو التهابٍ في كيس الصفن.

4- ضمور الخصية.

5- القيلة الدموية.

6- تمزق القيلة.

كيف يتمُّ تشخيص القيلة المائية؟

يمكن للطبيب أن يصل إلى تشخيص القلية المائية للأطفال والبالغين عن طريق أسئلةٍ متنوعة حول الأعراض ثم القيام بالفحص البدني، وعند الفحص البدني قد يضغط المعالج على منطقة القناة الإربية، والنفق الفخذي أو يطلب من المريض السعال لمعرفة كيف يتغير التورم، وقد يقوم بتسليط الضوء على كيس الصفن لاكتشاف وجود أي سائل، ومن أجل تأكيد التشخيص قد يطلب الطبيب إجراء اختباراتٍ صوتية، وتتضمن ما يلي: ^[4]

1- الحوض بالموجات فوق الصوتية

تستخدم تقنية الموجات فوق الصوتية للحوض موجاتٍ عالية التردّد بهدف إنشاء صورٍ للأنسجة الرخوة في الحوض ليشمل أيضاً الخصيتين، ويتمُّ بعدها التأكد من القيلة.

2- التصوير المقطعي المحوسب

إن التصوير المقطعي هو نوعٌ من الأشعة السينية التي تلتقط صوراً مقطعية للجسم، مثل: الشرائح بهدف إنشاء صور ثلاثية الأبعاد للخصية، ويعدُّ هذا النوع من التصوير هو الأكثر دقةً من الأشعة السينية القياسية.

ما هو علاج القيلة المائية؟

في الغالب هي لا تحتاج لعلاج، ومن الممكن أن تشفى من تلقاء نفسها دون معالجة، في حال لم تختف لوحدها، فإن الطريقة الوحيدة لإزالتها هي العملية الجراحية، حيث لا توجد أدوية قادرة على القيام بتخفيف حجمها، وأثناء عملية الاستئصال سيقوم الجراح بإزالتها، وبشكلٍ نهائي، وسوف يقوم بعدها بإغلاق الفتحة بين الناتئ وكيس الصفن. ^[5]

هل يمكن الوقاية من القيلة المائية؟

إن أفضل طريقةٍ للوقاية هي حماية الخصيتين وكيس الصفن من الإصابة التي قد تكون ناتجةً عن عدوى، أو جروح، أو حدوث الفتق الإربي، كالانتباه أثناء حمل الأشياء الثقيلة، أو ممارسة رياضة حمل الأثقال. ^[5]