Published in: الصحة النفسية

القلق عند المراهقين

Author أ. بتول ندة

Published on: 21 سبتمبر، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي أعراض القلق عند المراهقين؟

1- الإحساس بالتوتُّر والانزعاج من تفاصيل صغيرة، وعدم الوعي لما يحصل حولهم بشكل تامّ، والمشاعر المتنوّعة بين حزنٍ، وفرحٍ، وخوفٍ، ووحدة.

2- الحساسية المُفرطة تجاه أي انتقادٍ بسيطٍ يُوجّه لهم.

3- التفكير بالمستقبل البعيد والقلق بشأن أمور قد لا تحصل أو من المُحتمل حدوثها.

4- الابتعاد عن محيط العلاقات الاجتماعية، وتجنُّب المواقف والمشكلات كبيرةً كانت أم صغيرة.

5- أرقٌ وصعوبةٌ في النوم، وعدم الشعور بالانتعاش والنشاط عند الاستيقاظ بسبب التفكير الزائد، وتغيّراتٌ في مواعيد تناول الطعام، ومشكلاتٌ في الجهاز الهضمي والشكوى الدائمة بعدم الشعور بالرضا دون سببٍ طبيٍّ واضح، ونوبات صداعٍ نصفي.

6- مشكلاتٌ في الدراسة، وصعوبةٌ التركيز، أو المماطلة في حلّ الوظائف المدرسية، والانشغال الدائم بالتحصيل والعلامات، والخوف من الفشل الذي لا يشجعهم على الإكمال، وبذل الطاقة، ويصفون أنفسهم بالمُتعبين والمُرهقين دائماً من عبء الانشغالات اليومية. ^{[1] [2]}

اختلاف القلق عند المراهقين

يختلف المراهقون عن الأطفال في مراحل التطوّر ودرجات تعرضّهم للقلق ومدى مخاوفهم تجاهه حيث يميل الطفل الصغير في السن إلى الخوف من المحيط الخارجي بما فيه الظلام، أو الحيوانات، أو الحشرات الطّيارة، وأيّ حدثٍ يصيبهم سواءً مرض هو أو أي أحدٍ من أفراد العائلة.

أما المراهقون فيشغل تفكيرهم أمور مختلفة من ناحية قلقهم على أدائهم في المدرسة، أو التغيُّرات الهرمونية التي تصيب أجسامهم، وكيف ينظر المجتمع إليهم، وما هي نسبة حبهم لأنفسهم وتقبّلهم لها تحت أي ظرف، وضمن دائرة الأسرة يكون وضع المراهقين محلولاً نظراً لمرورهم في سن المراهقة، وبعدها يُحسم الأمر.

ولكن الطفل الذي يتعرَّض للقلق يخضع للعلاج من قبل أخصائي نفسي، أما بعض المراهقين من الذين لم يتعرضوا للقلق عند طفولتهم يصابون بأنواع معينة منه عند وصولهم لسن المراهقة، مثل: القلق الاجتماعي، ونوبات الخوف والهلع. ^[3]

هل القلق عند المراهقين طبيعي؟

القلق أمرٌ منتشرٌ بين المراهقين والمراهقات بشكلٍ كبير حيث تتراوح أعمارهم بين 12 حتى 22، استجابةً لحاجة الجسم والتغييرات التي تحصل في حياة المراهق، ولكن إذا شعر أحد الوالدين بأن القلق يؤثر على حياته اليومية، وعلى علاقاته مع أصدقائه ومع أخوته في المنزل وعلى دراسته، فمن المهمّ مساعدته لفهم نفسه، والحصول على دعمٍ من أخصائيّ نفسي.

كيف يمكن مساعدة المراهق الذي يعاني من القلق؟

في الخطوة الأولى سيكون على الطفل التعرُّف على قلقه كبدايةٍ للتأقلم مع وضعه، وطرح بعض الأسئلة عليه، وهي:

1- هل هنالك أمورٌ محددةٌ تجعله يقلق أم أنها أشياءٌ تحدث بشكلٍ عام مع الجميع؟

2- ما هي حالته الجسدية وكيف يشعر؟

3- بماذا يفكر عندما يصيبه القلق؟

4- كيفية تأثير القلق عليه وكيف يجعله يفكر، وهل يمنعه من ممارسة بعض الأمور أم يتصرف بطريقةٍ طبيعية؟

من الجيد أن تجعل الولد على علمٍ بحالة القلق التي يشعر بها، وأن تعلّمه كيف يدير موقفه، ويتعامل معه، وأيضاً يلعب الأخصائي دوراً في تعليمه بعض فنّيات إدارة القلق والتحكّم فيه، مثل: الاسترخاء التخيُّلي، والتفريغ الانفعالي.

ما هو دور وسائل التواصل الاجتماعي في حدوث القلق عند الأطفال والمراهقين؟

يستمتع المراهق في قضاء وقتٍ ممتعٍ على وسائل التواصل، ومشاركة الأحاديث المختلفة مع الأصدقاء على الفيس بوك، إنستغرام، واتساب حيث يؤثر الردُّ على الرسائل طوال اليوم، وتلقّي الإشعارات على نفسية المراهق من كل النواحي، وعلى مشاعرهم بما أنها تزيد من الوحدة والابتعاد عن جوّ الأسرة.

لأن معظم الوقت يقضيه على الأنترنت والتطبيقات، ولا يجد وقتاً للترفيه عن نفسه، أو الذهاب في رحلة، والاستمتاع بحياته اليومية، ويصبح العالم الافتراضي هو كل شيء لديه، وإذا تمَّ استغلاله بشيءٍ غير مفيد، فمن المؤكَّد أنه سيزيد القلق عند المراهق والاكتئاب، فمن الجميل الحفاظ على العلاقات والصداقات، وإبقاء التواصل معهم لكن الأثر السلبي أنه يشجّع على التنمُّر، وتشويه صورة الذات واحترامها. ^[4]

ما هي استراتيجيات إدارة القلق؟

1- التنفُّس بعمقٍ وبطء: عندما يشعر المراهق بالقلق يصبح التنفُّس سريعاً ونبضات القلب تزيد بشكل مفاجئ لذلك عليه في هذا التمرين إبطاء عملية التنفُّس، وذلك بالعدّ إلى ثلاثة مع عملية الشهيق والزفير ببطء.

2- استرخاء عضلات الجسم بشكلٍ تدريجي: إن ممارسة الاسترخاء تُقلّل من الإحساس بالتوتر الذي أحياناً ما يزيد من مستوى القلق، ولممارسته عليه أن يبحث عن مكانٍ هادئٍ، وأن يقوم بالتنفُّس ببطء، ويغمض عينيه، ويتخيَّل نفسه في عالمٍ جميلٍ يحبه ثم يرخي جميع عضلات الجسم من الرأس حتى أصابع القدمين، ويُنصح باستشارة أخصائي لممارسة هذا التمرين.

3- يحافظ على أسلوب حياةٍ صحي مما يفيد في تفادي وتقليل القلق، وتحسين الصحة النفسية من خلال القيام بالأعمال الصحية.

ما الأعمال الصحية المفيدة في التقليل من القلق؟

1- المحافظة على النشاط وممارسة الرياضة.

2- الابتعاد عن الأمور التي تؤدي للتوتُّر وأن يفعل ما يحب للحفاظ على صحة نفسيةٍ سويّة.

3- التنزُّه في الهواء النقي والاستمتاع بالطبيعة.

4- تخصيص وقتٍ لقضائه مع العائلة، والأقارب، والأصدقاء.

5- الأكل الصحي والغذاء الجيد، والابتعاد عن المشروبات التي تحوي مواد مُنبّهة، مثال: الإكثار من القهوة والشاي، وأيضاً السكر لما له من أثرٍ ضارٍّ على الصحة لضمان بقاء الجسم في توازنٍ وحالةٍ جيدة.