Skip links
رسم ثلاثي الأبعاد للرئتين بين يدي طبيب

القلاء التنفسي والاستقلابي

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » القلاء التنفسي والاستقلابي

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعرف القلاء (Alkalosis) بأنه انخفاض درجة حموضة الجسم، وذلك نتيجة خللٍ في توازن الشوارد المسؤولة عن المحافظة على القيمة الطبيعية لدرجة PH، وهي 7.4، فيختل التوازن في كثيرٍ من الحالات المرضية.

كيف يحدث القلاء التنفسي والاستقلابي؟

تكون شوارد الهيدروجين والبيكربونات ذات مستوياتٍ متقاربةٍ في الجسم، للحفاظ على درجة حموضته الطبيعية، وتنتج هاتين الشاردتين بآلياتٍ مختلفة تنظمها عدة أعضاء من الجسم، مثل: الكليتين، والرئتين بشكلٍ أساسي، وذلك بفضل اتحاد غاز ثنائي أوكسيد الكربون CO2 مع الماء H2O، فعند زيادة مستوى شاردة الهدروجين H+ الموجبة في الجسم يصبح الدم حامضياً، وتنخفض درجة الحموضة لتصبح أقل من 7.4، ويمكن أن تصل للقيمة 0، وتدعى الحالة بالحمّاض (Acidosis).

وتزيد هذه الشوارد في حالات الأمراض التنفسية والكلوية نتيجة زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون، وفي حالات القلاء التنفسي أو الاستقلابي تكون الزيادة في درجة الحموضة PH على حساب شوارد البيكربونات السالبة HCO3-، وقد تصل إلى القيمة 14 في الدم، وهي ناتجةٌ عن بعض الأمراض الهضمية والتنفسية أو الأدوية المؤثرة على مستوى الشوارد. [1]

ما هي أسباب القلاء التنفسي والاستقلابي؟

عند إصابة الشخص بالأمراض التنفسية والاستقلابية التي تؤدي لفرط التهوية (Hyperventilation) تزيد نسبة الأوكسجين، وتنقص نسبة ثاني أوكسيد الكربون، كما في حالات مرضى العناية الموصولين على أجهزة التنفس الصناعية، ويمكن زيادة نسبة البيكربونات لدى الأشخاص المصابين بالوذمات الذين توصف لهم المدرات الثيازيدية، مثل: كلورثاليدون (Chlorthalidone) أو مدرات العروة (loop diuretics)، مثل: فورسميد (Furosemide) المعروف بالاسم التجاري لازكس (Lasix).

وهذه المدرات تمنع عودة امتصاص الصوديوم والكلور، فتطرحهما مع البول، وتزيد من امتصاص البيكربونات، فينقص إطراحها، ويزيد تركيزها في الدم، مما يُسبّب القلاء. إن الشخص المصاب ببعض المتلازمات الاستقلابية، مثل: داء كوشينغ، ومتلازمة جيلبرت هم أكثر عرضةً للإصابة بالقلاء الاستقلابي أو التنفسي، وأيضاً لدى الأشخاص المصابين بانخفاض الضغط المزمن، وهبوط نسبة البوتاسيوم والكالسيوم في الدم.

ومرضى نقص التروية الكلوية، وذلك بآليةٍ غير مباشرة بسبب إطلاق الكلية لهرمون الرينين الذي يفعل الأنجيوتنسين 1 وصولاً للأنجيوتنسين 2 الذي يزيد من نسبة الألدوستيرون في الجسم، وهذا الأخير يزيد من نسبة امتصاص البيكربونات المقلونة في الدم، ولعلّ السبب الأهمّ وراء الإصابة بالقلاء الاستقلابي والتنفسي هو الإقياء المتكرر، ولفترةٍ طويلة نتيجة أي سببٍ يصيب جهاز الهضم، فإن كثرة الإقياء، أو الإسهال، أو طرح السوائل ينقص من شوارد الهيدروجين، فيختل التوازن على حساب البيكربونات. [1] [2]

ما هي أعراض مريض القلاء التنفسي والاستقلابي؟

تتشابه الأعراض بين مريضي القلاء التنفسي والاستقلابي، فقد يبدو المريض بحالةٍ خطيرةٍ من التخليط الذهني وصولاً للسُّبات المُهدّد للحياة، ويمكن أن يزور المريض العيادة العصبية بشكاية خدرٍ وتنميل مع رعاشٍ ورجفانٍ واضح في الأطراف، وضعفٍ في العضلات يترافق مع تعبٍ عام عند القيام بجهدٍ بسيط، وقد يطال تأثير القلاء التنفسي والاستقلابي الجهاز القلبي الوعائي متظاهراً باضطرابٍ في النظم كالتسرُّعات، والرجفانات، وارتفاع التوتر الشرياني، ويظهر أحياناً مع القلاء التنفسي زلةٌ تنفسية، وألمٌ الصدري. [3]

كيف يُقيّم مريض القلاء التنفسي والاستقلابي؟

يشمل تقييم المريض المصاب بالقلاء الاستقلابي أو التنفسي الفحص السريري الدقيق مع أخذ القصة السريرية مع التدقيق على الأدوية المتناولة والسوابق المرضية، ويكون تركيز الطبيب على الفحوصات المخبرية إذ يطلب من المريض إجراء اختبار غازات الدم الشرياني.

وفي هذا الاختبار يتمُّ أخذ الدم من الشريان الكعبري أو الفخذي للمريض من خلال الجس العميق، ووضع الإبرة المزودة بالهيبارين ليمنع تخثُّر الدم داخلها بشكلٍ عمودي لتصل إلى الشريان، وبعدها يسحب الدم القاني، ويتمُّ وضعه في جهازٍ مخصّصٍ لقراءة غازات الدم، وخاصةً الأوكسجين، وثاني أوكسيد الكربون، فتكون نسبة الأخير منخفضةً في حالة هذا المريض. [4]

كيف يُعالج مريض القلاء التنفسي والاستقلابي؟

من الطبيعي أن تعتمد معالجة حالة القلاء التنفسي أو الاستقلابي بمعالجة السبب الأساسي ابتداءً من: [5] [6]

1- إيقاف الإقياء بإعطاء أدويةٍ مضادة، مثل: ديفوميد (Devomit)، أو ميتوكلوبراميد (Metoclopramide).

2- تزويد مريض القلاء الاستقلابي بالسوائل والأملاح، وتزويد الأوكسجين لمرضى القلاء التنفسي.

3- الدعم النفسي مهمّ، لأن أغلب الحالات تحدث نتيجة التوتر والقلق، وخاصةً لدى المرضى الذين يعانون من سوابق اضطراباتٍ تنفسية.

4- في الحالات المستعصية يقترح تنفس غاز ثاني أوكسيد الكربون لرفع نسبته في القلاء التنفسي، وهذا لا ينصح به كثيراً، لأن له تأثيراتٍ جانبيةٍ، وخاصةً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرئتين.

5- يمكن إعطاء شوارد الهدروجين جهازياً.

6- تنصح بعض الدراسات إعطاء أسيتازولاميد (Acetazolamide) في حالات القلاء التنفسي أو الاستقلابي الذي يعمل على تثبيط عمل إنزيم كاربونيك أنهيدراز، وهو إنزيم يعمل على تحفيز تميّه ثاني أوكسيد الكربون، وإزالة الماء من حمض الكربون، لذلك تثبيطه يعمل على خفض نسبة شوارد البيكربونات، وزيادة شوارد الهدروجين، وبالتالي إنقاص نسبة حموضة الدم.

7- عند وجود استطبابٍ لإعطاء المدرات، يتمُّ استبدال المدرات الثيازيدية أو مدرات العروة بأصنافٍ تحافظ على نسبة البوتاسيوم في الدم مكوّناً له ارتباط قوي بوجود شوارد الهدروجين، ومن الأسماء المعروفة في هذا الصنف سبيرنولاكتون (Spironolactone)، وينصح بعض الأطباء بإعطاء مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، مثل: كابتوبريل (Captopril)، أو مضادات الألدوستيرون لدى مرضى ارتفاع الألدوستيرون.

8- يقترح تزويد المرضى بمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs)، مثل: بروفين، وإندوميتاسين (Indomethacin) التي تعمل على تثبيط اصطناع البروستاغلاندينات التي أثبت دورها في الإصابة بالقلاء التنفسي والاستقلابي.

9- في الحالات التي لا تنجح فيها العلاجات السابقة يتمُّ إعطاء المريض حمض كلور الماء HCL، وخاصةً في حال وجود مضاد استطباب لإعطاء كلوريد الصوديوم أو كلوريد البوتاسيوم، مثل: حالات قصور الكلية الشديد، أو فرط الحجم على حساب بلاسما الدم، أو سوائل الجسم بشكلٍ عام.

10- عند ملاحظة القلاء المترافق مع نقصان شوارد الكلور ينصح بوصف كلوريد الأمونيوم للمريض، ويفضل تجنُّب الأطعمة الحاوية على المواد القلوية، مثل: الحليب، والجبنة حتى يستقر حال المريض.

وأخيراً إن حالات القلاء التنفسي والاستقلابي تقبل في المستشفيات مع وجود مراقبةٍ حثيثةٍ لهم عن طريق قياس غازات الدم الشرياني بشكلٍ متكرر، والحفاظ على النسب الطبيعية للعلامات الحيوية للمريض، للوقاية من حدوث الاختلاطات، وتدهور الحالة.

المراجع البحثية

1- Sur, M., & Hashmi, M. F. (2023). Alkalosis. StatPearls Publishing Retrieved January 25, 2024

2- Alkalosis. (n.d.). Medlineplus.gov. Retrieved January 25, 2024

3- Kahn, A. (2012, July 18). Alkalosis. Healthline. Retrieved January 25, 2024

4- Hecht, M. (2023, May 31). Metabolic alkalosis. Healthline. Retrieved January 25, 2024

5- Metabolic alkalosis treatment & management. (2023, March 30). Medscape.com. Retrieved January 25, 2024

6- Zia Sherrell, M. P. H. (2022, September 21). Metabolic alkalosis: Causes, symptoms, and treatment. Medicalnewstoday.com. Retrieved January 25, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.