Skip links
رسم توضيحي للغدة الصنوبرية ضمن الدماغ

الغدة الصنوبرية – الوظائف، الاضطرابات وطريقة علاجها

الرئيسية » المقالات » الطب » الغدة الصنوبرية – الوظائف، الاضطرابات وطريقة علاجها

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعريف الغدة الصنوبرية

هي غدةٌ صغيرة تقع في منتصف الدماغ بين نصفي الكرة المخية في أسفل الجزء الخلفي من الجسم الثفني، وداخل سقف البطين الثالث، تشبه مخروط الصنوبر، لذا سمّيت بهذا الاسم كما تسمّى أحياناً بالمشاش المخي، طولها حوالي 0,8 سنتيميتر، ووزنها عند البالغ 0,1 غرام، تعتبر جزءاً من نظام الغدد الصم، وتفرز هرمون الميلاتونين.

وتتكون من خلايا عصبية، وخلايا دبقية عصبية، وخلايا تخصصية تدعى الخلايا الصنوبرية التي تقوم بإنتاج الميلاتونين، وإفرازه مباشرةً في السائل النخاعي الشوكي، الذي يتدفق بدوره داخل وحول المساحات المجوفة في الدماغ والحبل الشوكي ثم ينقله إلى المجرى الدموي. تدعى الغدة الصنوبرية (Pineal Gland) بالعين الثالثة كونها تغير إنتاجها من الميلاتونين بناءً على كمية الضوء التي تراها العينين، وقدرتها على الاستجابة لإدراك الضوء. [1] [2] [3] [4]

هرمون الميلاتونين

الميلاتونين (Melatonin) هرمون يتمُّ إنتاجه من قبل الغدة الصنوبرية، يساعد في التحكم في الساعة البيولوجية لدورة النوم واليقظة، يتمُّ إفرازه في الظلام، ويقلُّ إفرازه عند وجود الضوء أي ترتفع مستوياته في الليل، وتنخفض في النهار. بينت بعض الدراسات أن الميلاتونين يساعد في الحماية من مشاكل القلب والأوعية الدموية، كتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم.

توجد مكملاتٌ غذائية للميلاتونين تتراوح جرعاتها ما بين 0,2 إلى 20 ميلي غرام، ولكنها تملك بعض الآثار الجانبية، كالنعاس، والترنُّح، وانخفاضٍ طفيفٍ في درجة حرارة الجسم، كما تتداخل مع عدة مركباتٍ دوائية، مثل: الفلوفوكسامين (Fluvoxamine)، ونيفيديبين (Nifedipine)، وحبوب منع الحمل، ومضادات التخثر، وبعض مثبطات المناعة. [1] [2] [3]

وظائف الغدة الصنوبرية

تملك عدة وظائف أهمها: [2] [3] [4] [5]

1- إنتاج هرمون الميلاتونين، وتنظيم دورة النوم واليقظة.

2- دعم صحة القلب والأوعية الدموية.

3- لها دور في تنظيم الهرمونات الجنسية الأنثوية، والتأثير على الدورة الشهرية.

4- تبين أنه عند الثدييات تقلّل من إفراز الهرمون الموجه للغدد التناسلية، مما يؤدي لإبطاء نضوج الحيوانات المنوية، والبويضات، وتقليل وظيفة الغدد التناسلية.

5- تثبيت المزاج، حيث بينت بعض الدراسات أن انخفاض حجم الغدة الصنوبرية يزيد خطر الإصابة بالفصام، واضطرابات المزاج الأخرى.

6- لها أهمية في استقلاب العظام، حيث تشير الأبحاث التي أجريت على الفئران إلى أن التغيرات التي تحدث في وظيفتها تؤثر على استقلاب العظام، وأنه عندما تعطى مكملات الميلاتونين، فإنها تساهم في زيادة كتلة العظام، لذا قد تستخدم مستقبلاً للحماية من هشاشة العظام، خاصةً عند النساء بعد سن اليأس، ولكن هذا الاستخدام يحتاج إلى المزيد من الدراسات والاستقصاء.

7- التأثير على وظائف الإنجاب الموسمية عند الحيوانات حيث إنه في ليالي الشتاء الطويلة، والظلام المتزايد تحدث زيادةً في مستويات الميلاتونين، مما يسبّب انخفاض الخصوبة.

اضطرابات الغدة الصنوبرية

توجد ثلاث اضطرابات تصيب الغدة الصنوبرية هي: [1] [4] [5]

1- أورام الغدة الصنوبرية

وهي نادرة جداً، ولكنها تملك عدة أنواعٍ بعضها حميد والآخر خبيث، تسبّب مشاكل أثناء نموها، لأنها تضغط على عدة أجزاءٍ من الدماغ، وقد يسبّب بعضها منع التدفق الطبيعي للسائل النخاعي الشوكي المحيط بالدماغ، مما يسبّب ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة، وهي حالة خطيرة تتطلب علاجاً فورياً. أما بالنسبة لأنواع أورام الغدة الصنوبرية، فهي ثلاثة:

ورم الصنوبرية

ورم بطيء النمو، ويصنّف على أنه من الدرجة الثانية.

الورم الأرومي الصنوبري

أكثر خطورةً وشدةً من السابق.

الورم الصنوبري المختلط

ورم خبيث يحتوي على مجموعةٍ عديدة من الخلايا التي أصيبت به.

أهمُّ أعراض أورام الغدة الصنوبرية

1- النوبات والصداع.

2- مشاكل في الذاكرة.

3- الغثيان والتقيؤ.

4- تغيرات في الرؤية.

5- النوم والنعاس.

6- صعوبة المشي، واختلال التوازن. [1] [2] [5]

2- تلف الغدة الصنوبرية

يمكن أن ينتج تلف الغدة الصنوبرية عن التعرض لإصاباتٍ دماغيةٍ بالغة ومؤلمة تسبّب مشاكل في الغدة النخامية أو الصنوبرية أو كلاهما، مما يؤدي لفقدانها عملها بالشكل السليم، ومن هذه الإصابات: ضربة الرأس، الطلق الناري في الرأس، الحوادث، الارتجاجات.

3- تكلس الغدة الصنوبرية

وهو اضطرابٌ شائعٌ بشكلٍ كبير يحدث عند تراكم الكالسيوم في أنسجتها، مما يسبّب التصلب، تميل الغدة الصنوبرية للإصابة بالتكلس مع التقدم بالعمر، لذا يعتبر أمراً طبيعياً، إلا أن التكلس المفرط يمنعها من القيام بعملها بشكلٍ سليمٍ وصحيح، وتكون درجة التكلس أعلى عند المرضى المصابين بمرض الزهايمر.

اختبارات التأكد من صحة الغدة الصنوبرية

يمكن إجراء عدة اختبارات: [1] [4]

1- قياس مستويات هرمون الميلاتونين في الدم، وأحيانا في البول.

2- التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب للمساعدة في تحديد وجود الأورام.

3- الأشعة السينية لتحديد وجود تكلس الغدة الصنوبرية.

علاج اضطرابات الغدة الصنوبرية

يكون العلاج عادةً موجهاً نحو نوعٍ واحدٍ من اضطرابات الغدة الصنوبرية، وهو الأورام، حيث يمكن اللجوء بدايةً للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية ومنعها من النمو، وقد يتمُّ اللجوء أحياناً إلى الجراحة لاستئصال الورم الصنوبري، ولكن وجوده ضمن منتصف الدماغ يجعل من الاستئصال الجراحي إجراءً صعباً وخطيراً، لذا يتمُّ عادة وعند الحاجة فقط استئصالها بالكامل. [1] [4]

هل يمكن العيش دون وجود الغدة الصنوبرية؟

يمكن ذلك، ولكن قد يواجه الجسم اضطراباتٍ في أنماط النوم، والوظائف المتعلقة بالساعة البيولوجية، والسبب في ذلك نقص هرمون الميلاتونين، ويحدث عادةً في حالاتٍ نادرة عند مرضى الورم الصنوبري، والذي يحتاج إجراءً جراحياً لإزالة الغدة الصنوبرية. [1]

المراجع البحثية

1- Professional, C. C. M. (n.d). Pineal Gland. Cleveland Clinic. Retrieved June 4, 2024

2- Duggal, N. (2022, December 20). 5 Functions of the Pineal gland. Healthline. Retrieved June 4, 2024

3- Villines, Z. (2023, February 16). What Is the pineal gland?. Retrieved June 4, 2024

 4- Peters, B., MD. (2022, February 23). The anatomy of the Pineal gland. Verywell Health. Retrieved June 4, 2024

5- Healthdirect Australia. (n.d). Pineal gland. Healthdirect. Retrieved June 4, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.