العواصف الشمسية – ما هي؟ وما أخطارها؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما المقصود بالعواصف الشمسية؟
تعدُّ العواصف الشمسية من الظواهر الجميلة التي تحدث في السماء في أجمل الأجرام السماوية، وتشبه النجوم في لمعانها، وانتشارها في أنحاء السماء. تعرف علمياً على أنها تكتلاتٌ من الموجات الكهرومغناطيسية، تقوم بنقل كمياتٍ إلكترونيةٍ هائلة تحافظ على التوازن الكهرومغناطيسي للكوكب، وتقوم هذه الموجات بتعطيل التواصلات اللاسلكية، كالأقمار الاصطناعية، وشبكات الهاتف. كما تستطيع أن تثير نتائج كارثية على قطاعاتٍ مهمة، كالاتصالات العسكرية، والمدنية، والتجارية، وحركة النقل، والتجارة، وشبكة الأنترنت. [1]
من أين تأتي العاصفة الشمسية؟
تنتج العاصفة الشمسية عن الانفجار الشمسي الذي يتمثل في ازدياد وحركة فجائية في الأشعة الشمسية ذات التردد الراديوي التي تبثها الشمس، ويرافق هذه الحركة الفجائية على العموم لهبٌ شمسي مرئي، وحين يحدث انفجارٌ شمسي تنطلق من الشمس أنواع مختلفة من الأشعة في الفضاء الخارجي: [2]
1- ضوء الشمس، وهو الأسرع، ويصل إلى كوكبنا خلال ثماني دقائق.
2- أما الجسيمات المشحونة، فتحتاج إلى نصف ساعة كي تقطع المسافة بيننا وبين الشمس، وهذه المسافة تبلغ 150مليون كيلو متراً.
3- أما العاصفة الجيو مغناطيسية، فتحتاج إلى زمنٍ أطول، وتصلنا بعد 46 ساعة من حدوث الانفجار الشمسي.
ما هو الوهج الشمسي وكم عدد مرات حدوثه؟
هو مجموعة أحداثٍ انفجارية ترافق البقع الشمسية، وتستمر هذه الانفجارات القصيرة مدة ساعة أو ما يعادلها، وتظهر كتألقٍ فجائي فوق عنقود البقع الشمسية خلال فترة وجودها مطلقةً كميةً هائلة من الطاقة، وتتكون معظمها من إشعاعاتٍ سينية، وفوق بنفسجية، وراديوية.
تتحرك جزيئاتها الذرية مباشرةً مسببةً الرياح الشمسية، وبالرغم من تشكيل الوهج الشمسي خطورة على ملاحة الإنسان في الفضاء، فإنها نادراً ما تحدث، وتصل جزيئات الانفجار الضخم مجال الأرض بعد يومٍ واحدٍ من حدوث الانفجار.
تحدث التوهجات الشمسية في أوقات مختلفة بناءً على المرحلة التي وصل إليها النشاط الشمسي في (الدورة الشمسية) التي تدوم 11 عام تقريباً، علماً أنها تتحرك بشكلٍ دوري من السكون إلى الحركة ثم تعود إلى الهدوء. [3]
ماذا يحدث للأرض عند اصطدام الرياح الشمسية بالمجال المغناطيسي؟
عندما يحدث انفجارٌ على الشمس، فإن أول ما يحصل على الأرض هو ازدياد في الطيف الكهرومغناطيسي للشمس، وهذا الطيف يشمل: الأشعة الراديوية، وتحت الحمراء، وفوق البنفسجية، وأشعة إكس، وأشعة غاما، والأخطر هي أشعة إكس (الأشعة السينية) التي تعتبر اختباراً سريعاً لتصوير الهياكل الداخلية للجسم، وخاصةً العظام.
تصل هذه الأشعة إلى الأرض عند حدوث الانفجار، وينحصر تأثيرها على الاتصالات الراديوية في بعض النطاقات المستخدمة في الملاحة، وهو الناتج الأول، فعندها إذا كانت العاصفة شديدة، فإن الطائرات والبواخر التي تستخدم هذه الأمواج قد تفقد الاتصال لمدةٍ قد تصل إلى عدة ساعات.
هذا الانفجار الحاصل على الشمس يؤدي إلى تسريع جسيمات (بروتونات- إلكترونات) بحيث تصبح الطاقة عالية جداً، وتصل إلى الأرض بعد ساعة أو ساعتين من حدوث الانفجار، وهذا هو الناتج الثاني من الانفجار، ويتمثل خطرها بشكلٍ أساسي على الأقمار الصناعية فقط، فاصطدام هذه الجسيمات بالأقمار الصناعية يتسبّب في تعطليها بشكلٍ مؤقت أو بشكل دائم، ويستمر هذا التدفق من الجسيمات المشحونة ذات الطاقة العالية لعدة ساعات بعد حدوث الانفجار.
كما إن هذه الجسيمات تشكل خطراً صحياً على رواد الفضاء والمسافرين في الطائرات، إلا أن شركات الطيران تحاول إبعاد طائراتها عند التنبؤ بحدوث أي خطر أو حدوث العاصفة الشمسية. أما الناتج الثالث من الانفجار يصل بعد حوالي يومين من الانفجار، وهو عبارةٌ عن مادة الشمس نفسها بحيث تقذف كمياتٍ هائلة من مادتها.
وهي عبارة عن (غاز مؤين، ويحتوي على مجالاتٍ مغناطيسية)، وعندما تصطدم هذه الكتلة بالأرض، فإنها تسبّب اضطراباً في المجال المغناطيسي الأرضي، وبالتالي تتأثر البوصلة بذلك، مما قد يزيد الحمل الكهربائي على الشبكة، وتؤدي إلى انقطاع التيار، وقد تتسبّب في احتراق المحول الرئيسي للشبكة. [2]
ما هي أخطار العواصف الشمسية؟
1- على الإنسان
تعرض الإنسان لكمياتٍ وجرعاتٍ أكبر من الإشعاعات الضارة، والتي تؤدي بدورها إلى ظهور أمراض، مثل: السرطان، وإبطاء تدفق الدم في الشعيرات الدموية، وزيادة الضغط داخل المفاصل، والعينين، والجمجمة، ويقدر العلماء أن نحو 70 بالمئة من الأشخاص معرضون للإصابة بالجلطة الدماغية، والنوبات القلبية، وخاصةً أثناء العواصف الجيومغناطيسية.
2- على الكائنات الحية الأخرى
كما هو تأثيرها على الإنسان، لكن يضاف إليه بالنسبة للكائنات الحية الأخرى اختلال في أجهزتها الفسيولوجية، وخاصةً الطيور والحيوانات المهاجرة.
3- على الأرض
تسبّب العواصف الشمسية نشاطاً زائداً في الطاقة الشمسية، وهي عواصف جيومغناطيسية، أي لها تأثير على الأرض من الناحية الجيولوجية، والناحية المغناطيسية نتيجة تداخل انفجارات الشمس في المجال الكهرومغناطيسي للأرض.
4- أنظمة الملاحة والاتصالات والبث الإعلامي
معظم أنظمة الاتصالات والملاحة تعتمد على طبقات الجو العليا، لتعكس موجات الرادار في نقل موجاتها وتردداتها المختلفة نتيجة تأثر الطبقات العليا بهذه الانفجارات الشمسية، إضافةً إلى أنظمة الملاحة وغيرها من الأجهزة.
5- الأقمار الصناعية
تؤدي العواصف الشمسية إلى ارتفاع درجات الحرارة في الطبقات العليا، مما يؤدي إلى ازديادٍ في مدارات الأقمار الصناعية يجعلها تنحرف عن مسارها بمسافاتٍ تقدر بآلاف الكيلومترات، وقد تؤدي أيضاً إلى تعطيل البث اللاسلكي على الموجات القصيرة الضرورية للاتصال بين السفن والطائرات. أيضاً تؤدي إلى حدوث خللٍ في حواسيب الأقمار الصناعية، مما يحدث خللاً في وظائفها أو خروجها عن الخدمة. [4]
المراجع البحثية
1- عمران,ن. (n.d.). ماهي العاصفة الشمسية؟. موقع سيدتي. Retrieved May 15, 2024
2- د.فواز أحمد الموسى. جغرافية المخاطر والكوارث الطبيعية. عام (2017-2018). Retrieved May 15, 2024
3- سميث, آ. (2021, November 12). عن التوهجات الشمسية وماهيتها وأسبابها ومدى خطورتها علينا. اندبندنت عربية. Retrieved May 15, 2024
4- Malayyan, & Malayyan. (2021, November 8). ما هي آثار العاصفة الشمسية الحالية على الصحة والإتصالات؟. Retrieved May 15, 2024
Comments are closed.