Published in: طب الأطفال

العناية بالطفل حديث الولادة

Author د. نور شرابه

Published on: 25 يونيو، 2023

د. نور شرابه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعدُّ ولادة الطفل أمراً مليئاً بالحب، والأمل، والعاطفة، ومصدراً كبيراً للفرح والسعادة في العائلة، ولكن قد يشعر الأبوان بالخوف، والقلق، والتوتر من التعامل مع الطفل خلال الأيام الأولى التالية للولادة، وخاصةً في حال كان الطفل هو المولود الأول لهما، وقد يجدان صعوبةً في تغذية، وحمام الطفل، والعناية بالحبل السري. ^[1]

لذلك من المهمّ أن يكون لديهما المعلومات الكافية حول العناية بالطفل حديث الولادة، وأن تتمَّ مساعدتهم من قبل طبيب الأطفال، والعائلة، والأصدقاء، وذلك لمنح الطفل الدعم، والاهتمام، والعناية إضافةً إلى الحب، والعاطفة، والحنان. ^[2]

كيف يجب التعامل مع الطفل حديث الولادة؟

1- غسل اليدين أو استخدام معقّم اليدين قبل التعامل مع الطفل، فالجهاز المناعي عند الأطفال حديثي الولادة يكون لا يزال ضعيفاً، وبالتالي هم معرضون لخطر الإصابة بالعدوى.

2- إسناد رأس الطفل حديث الولادة ورقبته عند حمله، فهو غير قادرٍ على تثبيت رأسه بمفرده.

3- يجب عدم هزّ المولود الجديد أبداً سواءً بقصد ملاعبته أو لإيقافه عن البكاء لأن ذلك يُسبّب له نزيفاً في الدماغ، وقد تصل للإعاقة الدائمة أو الشلل.

4- من المهمّ جداً أن يقوم الوالدان باحتضان الطفل الرضيع وضمّه، وتقديم الحب غير المشروط له، فالنمو العاطفي مهمّ بقدر النمو الجسدي، فالطفل لا ينمو بتأمين الغذاء فقط، وإنما يحتاج إلى الحب، والحنان، والأمان، والاهتمام.

5- عادةً يحب الأطفال الرضَّع الإنصات إلى الأصوات مثل: (الكلام، الغناء، الموسيقى)، ففي حال كان الرضيع يشعر بالضيق وعدم الارتياح، فيمكن الغناء له، أو الهدهدة، أو القراءة. ^[1]

كيف تتمُّ تغذية الطفل حديث الولادة؟

1- الرضاعة الطبيعية (الإرضاع الوالدي)

1- يعدُّ الإرضاع الوالدي الأفضل للرضيع من الناحية الغذائية، والمناعية، والعاطفية، والنفسية، ولا يجب أن يُعطى بديلاً عنه إلا في حال وجود موانع للرضاعة الطبيعية.

2- يجب إرضاع المولود الجديد حوالي 8 إلى 12 مرةً في اليوم كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، ويجب ألا يبقى أكثر من أربع ساعات دون رضاعة، وفي حال كان نائماً خلالها يتمّ إيقاظه بلطف وإرضاعه.

3- من علامات جوع الطفل (القيام بحركات بالشفاه، والبحث عن ثدي الأم والبكاء).

4- ومن علامات أن الطفل يأخذ كفايته من الحليب (يزيد وزنه بشكل ثابت، ينام جيداً، ويُبلل حفاضاته حوالي 6 إلى 8 مرات باليوم).

5- يجب على الأم أن تتناول نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً للحفاظ على صحتها وصحة طفلها، ويجب أن تأخذ وارداً كافياً من السوائل، وتخفف من الكافيين، وتبتعد عن التدخين والكحول. ^[2]

2- الإرضاع الصناعي

1- يجب تعقيم زجاجة الحليب جيداً قبل الاستخدام، كما يجب إتباع تعليمات إعداد الحليب المكتوبة على العلبة بدقة دون زيادة، أو إنقاص في عدد المكاييل، أو تغيير في كمية الماء.

2- ينبغي إطعام الطفل كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.

3- بعد إعداد وجبة الحليب تبقى صالحةً في درجة حرارة الغرفة لمدة ساعة ولمدة 24 ساعة في الثلاجة إذا لم يأخذ منها الطفل شيئاً، أما في حال أخذ منها ولو كمية قليلة، فينبغي التخلص من الباقي.

متى يتمُّ القيام بأول استحمام للطفل حديث الولادة، وكيف يتمّ؟

توصي الجمعية الأمريكية لطب الأطفال American Academy of Pediatrics (AAP) بأن يتمّ الانتظار حتى مرور 24 ساعة على الولادة للقيام بالحمام الأول للطفل، وذلك للأسباب التالية:

1- للحفاظ على طبقة الطلاء الدهني المُغطِّية للطفل (مادة شمعية بيضاء تغطي جسم الطفل من قبل الولادة، وتعمل كمرطب طبيعي للبشرة، وتمنع الجفاف، وتوفر له الدفء، وتمنع مرور البكتريا).

2- للحفاظ على درجة حرارة الجسم ومنع انخفاض سكر الدم، فالمولود الجديد عرضة بشدة لانخفاض درجة الحرارة، ونقص السكر.

يتمُّ إجراء الحمام بدايةً بواسطة إسفنجة مبللة دون وضع الطفل في حوض استحمام، وهذا ما يُعرف باسم حمام الإسفنج (Sponge Bath)، ويتمُّ الاستمرار به حتى سقوط الحبل السري، وذلك باتباع الخطوات التالية:

1- تجهيز كل أغراض الطفل قبل البدء بالاستحمام (منشفة مبللة بالماء الدافئ دون صابون، منشفة جافة، ملابس الطفل النظيفة، حفاضات الطفل).

2-  وضع الطفل على سطح مستوٍ مريح للأم والطفل، كالسرير، أو طاولة تغيير الحفاضات.

3- البدء بغسل الوجه أولاً بمنشفة مبللة بالماء الدافئ مع الانتباه لعدم دخول الماء في العينين ثم تبليل المنشفة بالماء مرة أخرى، ومتابعة تنظيف باقي أنحاء الجسم، وإبقاء منطقة الحفاض حتى النهاية.

4- تجفيف الطفل جيداً بعد الاستحمام مع الانتباه إلى مناطق الثنيات (تحت الإبط وخلف الأذن)، والمناطق التناسلية خاصةً عند الفتيات. ^{[2] [3]}

متى يكون الطفل حديث الولادة جاهزاً للاستحمام المنتظم، وكيف يتمّ؟

يتمُّ الحمام المُنتظم للرضيع بالماء والصابون في حوض الاستحمام بعد سقوط الحبل السري، والتئام السرّة، وذلك باتباع الخطوات التالية: ^{[2] [3]}

1- يجب توفير جميع مستلزمات الطفل قبل البدء بالاستحمام من (الملابس النظيفة، المناشف، ليفة إسفنجية رقيقة خاصة بالرضع، الصابون، الحفاضات النظيفة).

2- في حال كانت الأم تشعر بالخوف أو كانت لأول مرة تقوم بتحميم الطفل، فيمكن الاستعانة بأحد أفراد العائلة لمساعدتها، بحيث أن هناك شخص يحمل الطفل بينما يقوم الآخر بتحميمه.

3- يجب خلع ملابس الطفل بعناية ثم يتمُّ وضع قدميه في حوض الاستحمام الخاص بالطفل مع استخدام إحدى اليدين لدعم رقبته ويديه.

4- لفُّ الطفل بمنشفة بعد الاستحمام مباشرةً كي يبقى دافئاً، وتجفيفه جيداً.

5- استخدام شامبو وصابون خاص بالطفل خالٍ من المُعطِّرات، والبدء بتدليك فروة الرأس بلطف بواسطة ليفة ناعمة خاصة بالرأس والوجه أو قطعة قماش ثم وضع الماء الدافئ، والانتباه كي لا يدخل الشامبو في عين الطفل (يمكن وضع اليد على جبهة الطفل لمنع دخول الماء)، وفي حال دخوله يمكن مسح العين بمنشفة رقيقة مبللة بالماء الدافئ، ثم متابعة حمام جسم الطفل من الأعلى إلى الأسفل مع تنظيف الثنيات والمناطق التناسلية.

مع الانتباه بأنه خلال السنة الأولى من العمر يكفي الطفل الاستحمام ثلاث مرات في الأسبوع كي لا يحدث جفاف في البشرة لديه.

كيف يجب العناية بسرّة الطفل حديث الولادة؟

1- يجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل التعامل مع سرّة الطفل حديث الولادة، ويتمُّ تعقيم السرّة بواسطة مُعقِّمات (توصف من قبل الطبيب فقط) عدة مرات في اليوم، ويتمُّ التعقيم في جميع الاتجاهات كي لا تحدث إنتانات عند الطفل.

2- يجب إبقاء السرّة جافةً، وفي حال تعرضها للبلل يتمُّ تجفيفها برفق بواسطة قطعة قماش نظيفة.

3- طيُّ الجزء العلوي من الحفاض كي لا تتلوث السرّة بالبول والبراز (يمكن أن يُسبّبا إنتاناً في السرّة).

4- استخدام ملابس داخلية قطنية خفيفة، وتجنُّب الألبسة الضيقة.

5- تسقط السرّة خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد الولادة في الحالة الطبيعية.

6- في حال تأخر سقوط السرّة، أو تورمها واحمرارها، أو وجود قيح، أو نزف دموي يخرج منها يجب مراجعة الطبيب مباشرة.

7- يجب عدم استخدام الموروثات الشعبية، مثل: وضع الكحل، أو الحناء على السرّة، فهي قد تُسبّب إنتان سرّة، ولاحقاً إنتان دم عند الطفل. ^[4]

ما هي أهم التعليمات التي يجب اتباعها عند تبديل حفاضات المولود الجديد؟

قد يستهلك الرضيع حوالي 10 حفاضات في اليوم، ويجب تبديل الحفاضات مباشرةً في حال تلوثها بالبول أو البراز كي لا يحدث التهاب جلد حفاضي عند الطفل، وذلك باتباع الخطوات التالية: ^[5]

1- قبل القيام بتحفيض الطفل ينبغي التأكد من وجود جميع المستلزمات (الحفاضات، الماء الدافئ، المناديل، منشفة نظيفة).

2- يجب وضع الطفل على ظهره أثناء تبديل الحفاضات المُتّسخة، والانتباه أن الطفل يمكن أن يتبول في هذه الأثناء.

3- يتمُّ تنظيف الطفل من الأمام إلى الخلف (وخاصةً الفتيات كي لا تحدث إنتانات مجاري بولية) باستعمال قطعة قماش مبللة بالماء الدافئ أو بالماء والصابون والتجفيف جيداً بعد الانتهاء.

4- لا يُنصح باستخدام البودرة والمحارم المُعطّرة أبداً للطفل.

5- في حال كان لدى الطفل التهاب جلد حفاضي (طفح الحفاض) يتمُّ وصف الأيوزين المائي (Eosin in water)، وكريمات أوكسيد الزنك (Zinc oxide)، أو مضادات الفطور من قبل الطبيب حسب حالة كل طفل.