الأسنان المنطمرة -الأسباب، التشخيص والعلاج التقويمي
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
من الأهداف الرئيسية لتقويم الأسنان تحسين جمالية الوجه والابتسامة، وكذلك تحسين وظيفة المضغ، ولتحقيق هذه الأهداف يجب أن تكون الأسنان مرتبةً وفقًا للتسلسل الطبيعي، وبالتالي فإن وجود أسنان منطمرة يشكل عائقاً لتحقيق الترتيب الطبيعي للأسنان ضمن القوس السنية.
يعتبر علاج الأسنان المنطمرة في تقويم الأسنان بالغ الأهمية، حيث من المتوقع أن يتعامل أخصائي التقويم مع هذه الحالات في ممارسته اليومية. ومع ذلك، يمكن أن تكون حالات الانطمار معقدةً للغاية خاصةً عندما تتداخل عوامل أخرى في العلاج، مثل: المواقع التشريحية للأسنان المنطمرة، الاعتبارات الجراحية، وصعوبات الجرّ التقويمي.
من المنظور التقني تعتبر السن منطمرةً عندما تبقى تحت العظم بعد مرور فترة بزوغها المتوقعة، وعندما يكون موضعها ضمن العظم بعيدًا عن محور بزوغها الطبيعي فإنها تعتبر أيضًا منحرفة. إن أكثر الأسنان تعرضاً للانطمار هي الأرحاء الثالثة التي تحتل المرتبة الأولى بينما تأتي الأنياب في المرتبة الثانية، وتتراوح نسبة انتشارها بين 1 إلى 4 بالمئة. تؤثر الأنياب العلوية المنطمرة على حوالي 2 بالمئة من الأشخاص، وتكون هذه الحالات أكثر شيوعاً لدى الإناث مقارنةً بالذكور.
تكون نسبة انطمار الأنياب في الفك العلوي ضعف ما هي عليه في الفك السفلي. من بين جميع المرضى الذين يعانون من الأنياب العلوية المنطمرة يعاني 8 بالمئة منهم من انطمارٍ ثنائي الجوانب. بالإضافة إلى ذلك، فإن ثلثي الأنياب العلوية المنطمرة تؤثر على الجانب الحنكي، بينما يؤثر الثلث الآخر فقط على الصفيحة الدهليزية.
ونظراً لأهمية الأنياب العلوية الكبيرة في تحقيق جماليةٍ جيدة للوجه والابتسامة، حيث تحتل موقعًا استراتيجيًا في الفم. بالإضافة إلى أن بروز الأنياب يدعم قاعدة الأنف والشفة العليا، يعتبر الجر التقويمي لها ومحاذاتها بشكلٍ صحيح ضمن القوس السنية أمراً أساسياً لنجاح المعالجة التقويمية، والحصول على ابتسامةٍ مثالية. [1] [2]
العوامل المسبّبة لانطمار الأنياب
1- العوامل الموضعية
– نقص مساحة القوس السنية.
– عدم كفاية امتصاص جذر الناب المؤقت.
– الفقدان المبكر للناب المؤقت أو تأخر تبديله.
– الأكياس أو الأورام.
– التواء الجذور.
– غياب الرباعية العلوية.
– الرباعية العلوية على شكل وتد (رباعية وتدية).
– العوامل العلاجية الطبية.
– العوامل مجهولة السبب.
2- العوامل الجهازية
– النقص الهرموني.
– حالات الحمى.
– العلاج الإشعاعي.
3- العوامل الوراثية
– الوراثة.
– انحراف برعم السن.
– حالات شق الشفة الممتدة إلى العظم السنخي. [2]
القواطع العلوية كذلك يمكن أن تكون منطمرة، والسبب الأكثر شيوعًا لعدم بزوغ القواطع العلوية هو وجود سن زائد، وغالبًا ما تكون هذه الأسنان الزائدة مخروطيةً أو درنية الشكل، بعض هذه الحالات لها أساس وراثي، حيث تُلاحظ الأسنان المنطمرة بشكلٍ أكثر تكرارًا، وتشمل هذه الحالات خلل التنسُّج الترقوي القحفي، شق الشفة وقبة الحنك، تليف اللثة، ومتلازمة داون.
معظم القواطع المركزية (الثنايا) يجب أن تكون قد بزغت بحلول سن 7 سنوات، والقواطع الجانبية (الرباعيات) بحلول سن 8 سنوات. التأخير في التشخيص يمكن أن يؤثر على النتيجة، ومن المهمّ الانتباه أنه عندما يبزغ القاطع المقابل قبل 6 أشهر، فمن المحتمل أن يكون هناك مشكلة، وأيضاً إذا بزغت الثنايا قبل الرباعيات.
الضواحك أيضاً قد تكون منطمرةً عندما يكون هناك ازدحام أو فقدان مبكر للأرحاء اللبنية، وفي كثيرٍ من الأحيان يؤدي تخفيف الازدحام (عادةً عن طريق قلع الضواحك الأولى) إلى بزوغ الضواحك الثانية المنطمرة. من الانطمارات الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار الأرحاء الأولى، والتي قد تنطمر في الأنسجة الرخوة، ويحدث هذا عادةً في الفك العلوي، وغالبًا ما تُصحح الأرحاء المنطمرة من هذا النوع تلقائيًا قبل أو أثناء بزوغ الرحى الثانية. [3]
تشخيص الأسنان المنطمرة
يعدُّ الكشف المبكر عن وجود الأسنان المنطمرة من العوامل التي تسهل عملية العلاج، يجب أن يتضمن فحص الأسنان العام لمريض يبلغ من العمر 10 سنوات أو أكثر جس منطقة الأنياب الدائمة من الجانب الدهليزي. من الممكن تحديد موقع الأنياب عن طريق الجس، وهذه الطريقة غير دقيقة، على سبيل المثال: يمكن أن يبدو جذر الناب اللبني غير الممتص وكأنه تاج السن الدائم، لذا من المهمّ دعم الفحص السريري بالأشعة السينية.
تُستخدم الصور الشعاعية ثنائية الأبعاد، مثل: الصور البانورامية، وحول الذروية والإطباقية الجانبية في كشف وتقييم الأسنان المنطمرة، كما تمّ التأكيد على أهمية الصور السيفالومترية في إجراءات التشخيص. حديثاً تساعد تقنيات التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة المخروطية (CBCT)، في تحديد مواقع الأسنان المنطمرة بدقة ثلاثية الأبعاد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصور الشعاعية ثنائية الأبعاد تفتقر إلى القدرة على الكشف عن امتصاص الجذور للأسنان المجاورة أو الانحناء المحتمل لجذر السن مقارنةً بتقنية CBCT. يتيح تحديد الموقع الدقيق للأسنان المنطمرة في الصور ثلاثية الأبعاد (أي في الاتجاهات السهمية، الإكليلية، والمحورية) ومعرفة اتصالها بالأسنان الأخرى للأطباء تحديد اتجاه الجر لتجنب إصابة الأسنان المجاورة، بالإضافة إلى ضمان الوصول الجراحي الأفضل للسن المنطمر. [3] [4]
علاج الأسنان المنطمرة
عادةً ما يفكر الأخصائي إما في الجر التقويمي أو قلع الأسنان عند اكتشاف أسنان منطمرة أثناء وضع خطة العلاج.
1- القلع
يستطب القلع عندما تكون الأسنان المنطمرة:
– غير قابلة للوصول.
– غير قابلة للجرّ التقويمي.
– عندما تكون السن زائدة.
– أثناء خطة العلاج لتجنُّب نقص المساحة.
– عندما تكون الأسنان المنطمرة مشوّهةً (أو ملتوية).
2- الجرّ التقويمي
له طريقتان:
– الجرّ المفتوح عن طريق عمل شريحة، وترك نافذةٍ مفتوحةٍ للسن للسماح بالجرّ أو التبزيغ.
– الجرّ المغلق عن طريق عمل شريحة، تركيب مكونات الجر التقويمي، ثم إغلاق الشريحة.
الآلية الميكانيكية للجرّ التقويمي هي نفسها بغضّ النظر عما إذا كان مفتوحًا أو مغلقًا، حيث يكمن الاختلاف في الإجراءات الجراحية، ويتمّ اتخاذ القرار بخصوص التقنية المناسبة بالتشاور مع جراح الفم، الذي يحتاج إلى تقييم الوصول للسن المنطمر، وشكل الشريحة وعمقها. كما يوجد نهجان للجرّ التقويمي:
– الجرّ التقويمي المباشر عندما يبرز السن المنطمر ليجد طريقه إلى موقعه المفترض في القوس السني.
– الجرّ التقويمي غير المباشر (ذو الخطوتين)، والذي يحدث عندما يكون السن المنطمر مائلًا أفقيًا (و/ أو نحو الداخل)، ويحتاج إلى تصحيح اتجاهه أولاً ثم يجد طريقه إلى موقعه ضمن القوس السنية.
خطوات أو مراحل الجرّ التقويمي للأسنان
1- تأمين مدخلٍ إلى السن المنطمر عن طريق كشف اللثة والعظم المغطي للسن، حيث يُعدُّ الوصول إلى السن المنطمر جزءًا أساسيًا في عملية الجرّ التقويمي، يجب على الطبيب تحديد موقع وعمق السن المنطمر بدقة، ويُنصح أطباء التقويم بالتشاور مع الجراح بهذا الشأن.
2- تركيب حاصرةٍ معدنية على السن المنطمر.
3- سحب السن المنطمر بواسطة (سلاسل مطاطية، سلك ربط) توصل إلى أجهزة تقويمية ثابتة يمكن أن تكون بأشكال متعددة.
4- اكتمال بزوغ السن، وإزالة الأقواس.
يوجد أجهزة مختلفة لتطبيق قوة السحب على الأسنان المنطمرة تشمل هذه الأجهزة:
1- نابض باليستا (Ballista Spring) يستخدم سلكًا دائريًا بقطر 0.014 أو 0.016 أو 0.018 بوصة، ويخزن الطاقة عن طريق لفه حول محوره الطويل.
2- نابض السحب للأنياب المنطمرة في الجانب الحنكي يستخدم سلكًا فولاذيًا مقاومًا للصدأ بقطر 0.018 بوصة.
3- نوابض كيلروي المسماة “كيلروي I وكيلروي II” للأنياب المنطمرة في الجانب الحنكي والدهليزي على التوالي.
4- السحب باستخدام القوة المرنة من الحلقات المرتبطة بتاج السن المنطمر.
5- البراغي الدقيقة تستخدم كمرتكزاتٍ لتطبيق القوة المرنة لتوجيه السن المنطمر إلى مكانه.
6- دعامة إضافية ملحومة على قوس لساني مع حلقةٍ ملفوفة تشكل دليلاً في نهايته، لتطبيق الضغط على مستوى بيولوجي فعال للسن المنطمر، مع ميكانيكا قابلة للتعديل في جميع الاتجاهات.
7- استخدام المغناطيسات لتوصيل قوة فعالة لسحب الأنياب المنطمرة.
8- القوس الحنكي المعدل الذي يتضمن ذراعًا ممدودًا على جانب الجرّ يستخدم لعلاج الأنياب المنطمرة في الجانب الحنكي.
المستوى المثالي الموصى به للقوة المطبقة في الجرّ التقويمي هو من 0.3 إلى 0.4 نيوتن، تعتبر القوى المستمرة والثابتة مهمةً لتحقيق الاستجابة البيولوجية القصوى وتقليل تلف الأنسجة، وبالتالي فإن استخدام جهاز مع معرفة جيدة بنظام القوة يعد خطوة مهمة في العلاج، وهو ضروريٌّ لتحقيق نتائج أفضل.
حالياً ومع توفر الصورة الرقمية والطباعة ثلاثية الأبعاد، وسهولة استخدامها يمكن تقديم جهازٍ معدني مصمّمٍ رقمياً بمساعدة CBCT، ومسح الفم الداخلي تتمُّ طباعته بتقنية ثلاثية الأبعاد يساعد بسهولة في الكشف عن تاج الأسنان المنطمرة أثناء الجراحة. بالإضافة إلى أنه يحقق الاتجاه المطلوب للشد في المرحلة الأولية بهدف وضع السن بشكلٍ مناسبٍ للسحب لموقعه ضمن القوس السنية. [1] [4]
المراجع البحثية
1- Kharsa، Azhar. (2021). Management of Impacted Teeth in Orthodontics. Journal of Dental Science Research Reviews & Reports. 1-6. Retrieved August 1، 2024
2- Cruz، R. M. (2019). Orthodontic traction of impacted canines: Concepts and clinical application. Dental Press Journal of Orthodontics، 24(1)، 74–87. Retrieved August 1، 2024
3- Roberts-Harry، D.، & Sandy، J. (2004d). Orthodontics. Part 10: Impacted teeth. BDJ، 196(6)، 319–327. Retrieved August 1، 2024
4- Vasoglou، Georgios & Lyros، Ioannis & Patatou، Athanasia & Vasoglou، Michail. (2023). Orthodontic Treatment of Palatally Impacted Maxillary Canines with the Use of a Digitally Designed and 3D-Printed Metal Device. Dentistry Journal. Retrieved August 1، 2024