الطفل ذو الاحتياجات الخاصة – نصائح لكيفية تعامل الأسرة معه
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
من هو الطفل ذو الاحتياجات الخاصة؟
هو طفلٌ لديه احتياجاتٌ تختلف عن الأطفال الآخرين بسبب حالةٍ جسدية، أو عقلية، أو نفسيةٍ خاصة، تؤثّر على قدرته في التعلُّم، أو التفاعل الاجتماعي، أو الأداء اليومي، وهناك فئات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تتضمن: [1]
1- الإعاقات الجسدية
مثل: الشلل الدماغي، ضمور العضلات، أو إصابات العمود الفقري.
2- الإعاقات الحسّية
مثل: ضعف البصر، الصّمم، أو مشاكل النطق.
3- الإعاقات الذهنية
مثل: التأخُّر العقلي.
4- اضطرابات طيف التوحُّد
والتي تشمل صعوباتٍ في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
5- الحالات الصحية المزمنة
مثل: أمراض القلب، السكري، أو الصرع، وغيرها من الفئات أو الاحتياجات الإضافية، حيث إن مجال تعريف ذوي الاحتياجات الخاصة يتطور باستمرارٍ مع تقدُّم البحوث والدراسات.
ما هي الاحتياجات الخاصة لهؤلاء الأطفال؟
هؤلاء الأطفال لديهم مجموعةٌ متنوعةٌ من الاحتياجات الفريدة التي تختلف باختلاف حالتهم، وفيما يلي نبذةٌ عن بعض هذه الاحتياجات: [1]
1- احتياجات تعليمية
أي برامج تعليمية فردية مُصمّمةٌ خصيصاً لكل طفل، واستراتيجيات تدريسٍ مُتخصّصة تناسب أسلوب تعلُّمهم، أيضاً مواد تعليمية مُعدّلة، مثل: الكتب بطريقة برايل للمكفوفين، ودعم تعليمي إضافي، مثل: معلمين مساعدين أو جلسات تعليمية فردية.
2- احتياجات طبية وعلاجية
ويعني هذا الرعاية الطبية المُنتظمة والمُتخصّصة، كالعلاج الطبيعي للأطفال ذوي الإعاقات الحركية، والعلاج الوظيفي لتحسين المهارات الحياتية اليومية، وعلاج النطق واللغة لذوي صعوبات التواصل، والأهمُّ من هذا كله الرعاية النفسية والعلاج السلوكي.
3- احتياجات اجتماعية وعاطفية
أي الحاجة إلى برامج لتنمية المهارات الاجتماعية، والتفاعل مع الأقران، بالإضافة إلى الحاجة لأنشطةٍ ترفيهيةٍ للتكيُّف، وتعزيز الاندماج الاجتماعي، والدعم للتعامل مع التحدّيات العاطفية.
4- احتياجات بيئية
على سبيل المثال: الفصول الدراسية المُجهّزة بشكلٍ خاص لهؤلاء الأطفال، ومساحاتٍ هادئة للراحة أو الاسترخاء عند الحاجة.
5- احتياجات تكنولوجية
وتشمل الأجهزة المساعدة، مثل: الكراسي المتحركة، أجهزة السمع، وغيرها، بالإضافة إلى البرمجيات والتطبيقات التعليمية المُتخصّصة تبعاً لحالة كل طفل.
كيف يجب أن تتعامل الأسرة مع الطفل ذو الاحتياجات الخاصة؟
يُعدُّ تعامل الأسرة مع الطفل ذو الاحتياجات الخاصة أمراً بالغ الأهمية لنموُّه وتطورُّه، وهنا بعض النصائح والإرشادات حول كيفية التعامل معه: [1]
1- التقبُّل والدعم العاطفي
يعني ذلك تقبُّل الطفل كما هو دون شروط، وتوفير بيئةٍ آمنةٍ ومحبةٍ لتعزيز ثقته بنفسه، وبالطبع التعبير عن الحب، والدعم له بشكلٍ دائم.
2- التعلُّم وفهم حالة الطفل
أي يجب تعلُّم كل ما يمكن عن حالة الطفل واحتياجاته الخاصة، ومشاركة المعلومات مع أفراد الأسرة الآخرين لضمان احتواء حالته وفهمها.
3- التواصل الفعّال
استخدام طرق تواصلٍ مناسبةٍ لقدرات الطفل، وتشجيعه على التعبير عن نفسه باستخدام طريقةٍ إيجابيةٍ وبنّاءة.
4- تعزيز الاستقلالية
من خلال تشجيع الطفل على القيام بالمهام التي يستطيع إنجازها بنفسه مع توفير الدعم عند الحاجة دون الإفراط في الحماية.
5- التركيز على نقاط القوة
وذلك باكتشاف وتنمية مواهب الطفل واهتماماته، والاحتفال بإنجازاته مهما كانت صغيرة.
6- توفير الفرص الاجتماعية
أي تشجيع تفاعل الطفل مع الأقران والمجتمع، وحثّه على المشاركة في الأنشطة المُجتمعية المناسبة له.
7- الاهتمام بالصحة البدنية والنفسية
ويعني هذا ضمان حصول الطفل على الرعاية الطبية اللازمة بالتعاون مع الأطباء والمعالجين، وتنفيذ الخطط العلاجية في المنزل، بالإضافة إلى الانتباه للصحة النفسية والعاطفية للطفل ومتابعتها.
8- تكييف البيئة المنزلية
تُعدُّ هذه النقطة مهمةً جداً لأنها تُشعر الطفل بأهميته في المنزل، وتتمّ من خلال إجراء التعديلات اللازمة في الأثاث، وغيرها بما يتماشى مع احتياجات الطفل، بالإضافة إلى توفير الأدوات والتكنولوجيا المناسبة، والمساعدة عند الحاجة.
9- التخطيط للمستقبل
من الضروري أن يضع الأهل خططاً طويلة المدى لرعاية الطفل، واستكشاف الخيارات التي يمكن أن تضمن مستقبله سواءً من الناحية المادية، أو التعليمية، أو الحياتية، على سبيل المثال: استكشاف خيارات العمل والتوظيف المستقبلية للطفل.
10- الاهتمام بباقي أفراد الأسرة
من الضروري الإشارة إلى هذه النقطة لضمان عدم إهمال الأشقاء الآخرين، أي يجب تحقيق توازنٍ في التعامل مع جميع أفراد الأسرة كي ينال كل فردٍ منهم الرعاية والحب اللازمين، إضافةً إلى أهمية العناية بالذات، وعدم إهمالها للحفاظ على النشاط والحيوية، أخيراً لا ضرر أبداً في طلب المساعدة والدعم من الأقارب أو المختصين عند الحاجة.
كيف يمكن للأسرة أن تحمي طفلها ذو الاحتياجات الخاصة من المجتمع؟
إن حماية الطفل ذو الاحتياجات الخاصة من التحديّات المجتمعية هي مسؤوليةٌ مهمة تقع على عاتق الأسرة، وهنا بعض الطرق التي يمكن للأسرة من خلالها حماية طفلها: [2]
1- تثقيف الطفل
أي إحاطة الطفل بكافة المعلومات عن حالته، وتعليمه كيفية التعبير عن احتياجاته بطريقته المناسبة لقدراته.
2- بناء الثقة بالنفس
وذلك بتعزيز نقاط القوة في شخصية الطفل، والتركيز عليها، وتشجيعه على المشاركة في أنشطةٍ يستمتع ويبرع فيها.
3- توفير بيئةٍ آمنة
باختيار الأماكن العامة التي تكون صديقةً لذوي الاحتياجات الخاصة.
4- التواصل مع المدرسة
يجب العمل عن كثب مع المعلمين لضمان فهم احتياجات الطفل، والمشاركة في وضع خطةٍ تعليميةٍ فرديةٍ له.
5- تعليم مهاراتٍ اجتماعية
وذلك بمساعدة الطفل على تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لديه، وتدريبه على كيفية التعامل مع المواقف الصعبة.
6- توعية المجتمع
من المهمّ المشاركة في حملات التوعية حول طريقة التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والتحدُّث بصراحةٍ مع الجيران والأصدقاء عن حالة الطفل من أجل دعمه ومساندته، بالإضافة إلى التقرُّب والتواصل مع أسرٍ أخرى لديها أطفال ذوي احتياجات خاصة، والمشاركة في مجموعات دعمٍ للحصول على نصائح مفيدة.
7- توفير الدعم العاطفي
الاستماع لمخاوف الطفل، وتقديم الدعم العاطفي له، ومساعدته على التعامل مع مشاعر الإحباط والحزن التي قد يشعر بها في بعض الأحيان والمواقف.
8- تعزيز التسامح عند الطفل
تعليمه قيمة التنوُّع والاختلاف لمساعدته على تقبُّل نفسه، وتقبُّل الآخرين، وهذا يُمكّنه من كسب صداقاتٍ وعلاقاتٍ بشكلٍ أفضل، ويعزّز ثقته بقدراته.
في الختام يُعدُّ التعامل مع طفلٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة مسؤوليةً كبيرةً تتطلب من الأسرة تقديم الدعم والرعاية اللازمة لضمان نموُّه وتطورُّه بشكلٍ سليم، فمن خلال توفير بيئةٍ مليئةٍ بالحب والتفاهم، والعمل على تعزيز ثقته بنفسه يمكن للأسرة أن تكون مصدر قوةٍ وإلهامٍ للطفل.
المراجع البحثية
1- Bradley, L. (2015). Special Needs Parenting: From Coping to Thriving. HPA. Retrieved September 11, 2024
2- Baskin, A., & Fawcett, H. (2014). More Than a Mom: Living a fair and balanced life when your child has special needs. Mtam Publishing. Retrieved September 11, 2024