Skip links
فتاة صغيرة ترتدي كنزة زرقاء وتقف بعصبية مكتوفة اليدين

الطفل العنيد

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ فترة الطفولة من أصعب المراحل التي تواجه الأهل والمربين، حيث يمكن أن تنشأ العديد من التحديات، والصعوبات في التعامل مع سلوك الطفل، وخاصةً الطفل العنيد الذي يظهر سلوكاً متمرّداً وعناداً، كما يمتنع عن اتباع القواعد والتعليمات التي يتلقاها من الأهل أو المربين. قد يظهر العناد على شكل رفضٍ مستمر للأوامر، وعصبية وغضب، وانتقام، وعدم الاكتراث للقواعد والقوانين. [1]

ما هي أسباب السلوك العنيد عند الأطفال؟

يمكن أن تكون هناك عدة أسباب، ومن بينها: [1]

1- التطور العاطفي

في فترة الطفولة المبكرة، يكتسب الطفل استقلاليةً أكبر، ويبدأ في اكتشاف ذاته ورغباته الخاصة، لذلك يستخدم العناد كوسيلةٍ للتعبير عن رغباته، والحصول على الاهتمام، والتفاعل من الآخرين.

2- الرغبة في السلطة

يمكن أن يكون العناد طريقةً للطفل لاختبار حدود السلطة، وتأكيد هويته الفردية، فيرغب في التحكم، والسيطرة على الأمور المحيطة به، وقد يستخدم العناد كوسيلةٍ لتحقيق ذلك.

3- التأثير البيئي

قد يكون للبيئة المحيطة بالطفل تأثيراً كبيراً على ظهور العناد، على سبيل المثال: إذا كانت الأوامر المفروضة على الطفل صارمةً جداً أو غير عادلة، فقد يشعر الطفل بالإحباط والغضب، ويُظهر سلوك العناد كردّ فعلٍ على ذلك.

4- الاحتياجات الأساسية

من الممكن أن يكون العناد عند الأطفال نتيجةً لعدم تلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل: الطعام، أو النوم، أو الراحة، فعندما يشعر الطفل بالجوع، أو النعاس، أو الانزعاج، فإنه قد يظهر سلوك العناد كوسيلةٍ لجذب الاهتمام، وتلبية احتياجاته.

متى يكون العناد عند الطفل مشكلةً حقيقية؟

العناد عند الطفل قد يكون طبيعياً في بعض الحالات، ومرحلة طبيعية من التطور العاطفي والاجتماعي. ومع ذلك، يمكن أن يكون العناد مشكلةً حقيقيةً عندما يتحول إلى سلوكٍ متكررٍ ومستمر يؤثر على حياة الطفل وحياة العائلة بشكلٍ سلبي، ويكون مشكلةً حقيقيةً في الحالات الآتية: [1]

1- عندما يكون العناد متواصلاً

إذا كان العناد يحدث بشكلٍ متكررٍ ومستمر دون تحسُّن، ويؤثر على مختلف جوانب حياة الطفل.

2- يؤثر على حياة الطفل اليومية

إذا كان العناد يؤثر على قدرة الطفل على الالتزام بالقواعد والتوجيهات، ويؤدي إلى صعوباتٍ في الحصول على احتياجاته الأساسية، مثل: النوم، والتغذية، والنظافة.

3- يؤثر على العلاقات الاجتماعية

إذا كان العناد يؤدي إلى صعوبةٍ في التفاعل مع الآخرين، والتعاون معهم، ويؤثر على الصداقات، والعلاقات الاجتماعية للطفل.

4- يترافق مع سلوكٍ غاضبٍ أو عدواني

إذا كان العناد يصاحبه سلوكٌ غاضبٌ أو عدوانيٌّ متكرر، مثل: الصراخ، أو الضرب، فقد يكون هناك حاجة للتدخل والمساعدة.

5- يؤثر على الحياة العائلية

 يمكن أن يؤدي العناد المستمر إلى صراعاتٍ وتوتراتٍ في الأسرة، وقد يؤثر على العلاقة بين الطفل وأفراد العائلة الآخرين.

ما هي الاستراتيجيات التي يجب اتباعها من الأهل للتعامل مع الطفل العنيد؟

هنالك بعض الاستراتيجيات التي يمكن للآباء اتباعها للتعامل مع الطفل العنيد: [2]

1- البقاء هادئين وصبورين

الهدوء والصبر مهمّان جداً أثناء التعامل مع الطفل العنيد، والانتباه إلى أن الردَّ بالغضب أو الانفعال قد يزيد من سلوك العناد لديه.

2- عرض الخيارات

أي تقديم خياراتٍ محدودةٍ للطفل لإعطائه شعوراً بالتحكم، مثلاً: “هل تريد أن ترتدي القميص الأزرق أو الأحمر؟”، بهذا الأسلوب يمكن للطفل أن يشعر بأن لديه السيطرة على القرار النهائي، وهذا يُقلّل من عناده، ويُعزّز تعاونه.

3- الحفاظ على التواصل الإيجابي

أي استخدام الإشادة والتشجيع عندما يتصرف الطفل بطريقةٍ إيجابية، وتجنُّب الانتقادات القاسية أو العقاب الجسدي.

4- تحديد القواعد والتوجيهات

يجب تحديد قواعد وتوجيهاتٍ واضحة للطفل، وشرح الأسباب وراء هذه القواعد بطريقةٍ تناسب عمره.

5- استخدام الوقت المحدود للتفكير

عندما يرفض الطفل العنيد الامتثال لتعليمات الأهل، فعليهم أن يقدموا له وقتاً محدوداً للتفكير، واتخاذ القرار قبل تدخُّلهم، فإن وقت التفكير المحدود يساعد الطفل على تهدئة عواطفه، وتقدير الوقت الذي يُتاح له لاتخاذ القرار. قد يشعر الطفل بالضغط عندما يتمُّ تحميله بالتعليمات على الفور، وبالتالي فإن إعطاءه وقتاً للتفكير يمنحه الفرصة للتعبير عن نفسه، واختيار السلوك الذي يرغب في اتخاذه.

6- تقديم الدعم والتوجيه

وذلك لمساعدة الطفل في تنظيم أفكاره ومشاعره، والشعور بالأمان والحب، ومساعدته في التعبير عن مشاعره بطريقةٍ هادئة.

7- احتضان الاحتياجات الأساسية

التأكد من تلبية احتياجات الطفل الأساسية، مثل: النوم، والتغذية، والراحة، حيث يمكن أن تساهم هذه الاحتياجات في تقليل سلوك العناد.

8- اللجوء إلى الأخصائيين التربويين

إذا استمرت مشكلة العناد، وأثرت بشكلٍ كبيرٍ على حياة الطفل والعائلة، فقد يكون من الضروري البحث عن المساعدة من الخبراء في التربية أو العلاج النفسي للأطفال.

يمكننا أن نستنتج أن العناد عند الطفل مشكلةٌ شائعةٌ تواجه العديد من الأهل، وقد يكون العناد نتيجةً للغضب، أو الاستفزاز، أو حتى العجز اللفظي للطفل. ومع ذلك، يجب على الأهل أن يتعاملوا مع العناد بحكمةٍ وصبر، من خلال تقديم الاهتمام، والتوجيه الإيجابي، وتعزيز السلوك الصحيح للطفل، وتقديم بيئةٍ محببةٍ ومستقرة له، وبالتالي يمكن تحسين سلوكه، وتقليل حالات العناد لديه. ومع الوقت والممارسة المستمرة، سيكتسب الطفل مهارات التحكم في العناد، وسيكون قادراً على التعامل بشكلٍ أفضل مع التحديات والمواقف الصعبة في المستقبل.

المراجع البحثية

1- Kazdin, A. E., & Rotella, C. (2009). The Kazdin method for parenting the defiant child: With no pills, no therapy, no contest of wills (Illustrated edition). Houghton Mifflin Harcourt. Retrieved October 22, 2023

2- Greene, R. W. (2010). The explosive child: A new approach for understanding and parenting easily frustrated, chronically inflexible children (Revised Updated edition). HarperPaperbacks. Retrieved October 22, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.