تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو الطب الوقائي؟

هو قسمٌ من أقسام الطب المتُنوّعة يرتكز دوره الأساسي على مبدأ “درهم وقايةٍ خير من قنطار علاج”، ويعمل بصورةٍ أساسيةٍ على الحماية من الأمراض المختلفة المُعدية وغير المُعدية عوضاً عن العلاج بعد الإصابة، ويشمل العديد من التوصيات أو التداخلات الطبية التي تهدف إلى تحسين الصحة المُجتمعية العامة، وبالتالي تحسين صحة الأفراد.

يساعد الطب الوقائي في الكشف المبكر عن الأمراض، مما يزيد من نسبة البقيا ومعدلات الشفاء، وكذلك يساعد في تحديد عوامل خطر الإصابات المختلفة، وبالتالي تجنُّبها، كما يشمل نشر الوعي الصحي، وكذلك التطعيمات واللقاحات. ^[1]

ما هي مجالات الطب الوقائي؟

تشمل أقسام الطب الوقائي فروعاً متنوّعةً على رأسها: ^[2]

 – اللقاحات والتطعيمات: للوقاية من الأمراض المعدية، مثل: لقاح الحصبة، والكورونا.

–  نشر الوعي الصحي، كالتشديد على أهمية التغذية الصحية، وتوضيح أخطار التدخين والمخدرات.

– تعزيز الصحة العامة.

– الوقاية من انتشار الأمراض المُعدية بالإجراءات المنظمة، كاستخدام الكمامات وإجراءات العزل.

 – السيطرة على الأمراض المزمنة، كضبط أرقام سكر الدم، ومراقبة أرقام الضغط الشرياني.

– الفحص الدوري لمختلف الأمراض والأورام الأكثر انتشاراً، كالفحص الدوري لسرطان الثدي وأمراض البروستات.

فوائد الفحص الدوري لصحة المجتمع وصحة الأفراد؟

للفحص الدوري دورٌ كبيرٌ في المحافظة على صحة الإنسان وزيادة إنتاجيته، وبالتالي صحة المجتمع، بالإضافة إلى دوره في تقليل التكلفة العلاجية، وتقليل نسب الوفيات من الأمراض الخطيرة، وذلك من خلال الكشف المبكر عن الأورام أو الحالات ما قبل الورمية، وغيرها ويمكن تلخيص هذه الفوائد فيما يلي: ^[3]

1- تحديد عوامل الخطر لدى الأفراد: أي تحديد الأشخاص أصحاب الخطورة العالية للإصابة بالأمراض المختلفة، ومثال على ذلك: احتمال إصابة الأشخاص أصحاب الوزن الزائد مثلاً بالداء السكري، وخاصةً بوجود قصةٍ عائليةٍ للداء، فيتمُّ نُصح هؤلاء بإجراء الفحوصات المناسبة أو احتمال إصابة الفتيات بسرطان الثدي من أمهاتٍ مصاباتٍ به، فهؤلاء عليهن إجراء الفحص الدوري لسرطان الثدي.

2- يساعد الفحص الدوري والطب الوقائي في اكتشاف الأمراض بمراحلها الباكرة، فقد قلّل المسح الدوري باستخدام المامو غرام للسيدات فوق سن الأربعين من نسبة الوفيات العالية التي كان يسبّبها سابقاً نوع من السرطان، وأصبحت نسب الشفاء تصل إلى 98 بالمئة في المراكز المتقدّمة المختصّة.

3- يجب ألا ننسى دور الطب الوقائي في الوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض من خلال اللقاحات، فأصبحت الإصابة بهذه الأمراض شبه معدومة في الدول التي تتبع البرامج المحددة والحازمة من اللقاحات، كاختفاء الإصابة بالدفتريا تقريباً في الدول المتقدّمة.

4- الكشف المبكر إضافةً لدوره في نسب الشفاء يُقلّل من تكاليف العلاجات الباهظة في حال الإصابة.

5- الطب الوقائي يساعد الفرد في معرفة أخطار بعض العادات السيئة، والأمراض التي تسبّبها، كالتدخين، والإفراط في الطعام ،والنهم، وكذلك الإدمان الكحولي، والمخدرات، وغيرها.

6- يساعد الطب الوقائي في الحدّ من انتشار الأمراض المعدية، كما حدث في السنوات التي انتشر فيها فيروس كورونا، فكان الطب الوقائي يدعم التباعد، وكذلك لبس الكمامات، وتقليل معدلات التجمُّعات البشرية.

ما هي أهمُّ التطبيقات العملية للفحص الدوري في المجال الصحي؟

يمكن أن يشغل الفحص الدوري حيزاً شديد الأهمية من الناحية العملية، ويشمل ذلك مختلف الأعمار، وكذلك الذكور والإناث، وسنجري تصنيفاً بسيطاً للفحوص الدورية، فمثلاً: بالنسبة للأطفال هناك مجموعة فحوصاتٍ هامة مسحية لكشف أي خلل خلقي، وتضمُّ فحوصاً بسيطةً وفحوصاً اختصاصيةً بصورةٍ أكبر من ضمنها: ^{[4] [5]}

1- الأطفال

– فحص السمع والبصر عند الوليد.

– قياس قطر الرأس عند الوليد

– قياس الطول والوزن عند الوليد.

– فحص الجملة العصبية والمُنعكسات، واختبار مورو.

– فحص القلب عند الولدان المؤهّبين وراثياً.

– تحليل سكر الدم عند أبناء الأمهات اللواتي تعانين من الداء السكري.

– مسح الأطفال من أجل قصور الدرق بإجراء تحليل TSH الهرمون المُحرّض للدرق، وذلك في الأماكن الإقليمية التي يعاني السكان فيها من نقص اليود وقصور الدرق.

– يُضاف إلى ذلك الفحوص والدراسة الوراثية عند الأطفال ذوي التاريخ العائلي للأمراض الاستقلابية الوراثية.

– علينا ألا ننس أيضاً دور الطب الوقائي في اللقاحات.

– يجب حساب مشعر كتلة الجسم، وكذلك تقييم الحالة النفسية عند الأطفال الأكبر سناً (سن المدرسة والمراهقة).

2- النساء

– الفحوص السريرية العامة: قياس ضغط الدم ، فحص سكر الدم، فحص معدلات الكولسترول في الدم من أجل تحديد وجود أي اضطرابٍ استقلابي بصورةٍ مبكرة.

– فحص الثدي الدوري باستخدام الماموغرام للنساء بعد عمر 45.

– فحص عنق الرحم باستخدام لطاخة بابانيكولا لتحديد أي تبدُّلاتٍ نسيجيةٍ مؤهّبةٍ للإصابة بسرطان عنق الرحم.

– تحديد قياس مشعر كتلة الجسم.

– تحديد وكشف والتوعية حول الأمراض المنقولة جنسياً STDs.

– فحص الكثافة العظمية عند النساء بعد عمر 65 أو بعمر فوق الخمسين عند النساء اللاتي يعانين من عوامل خطورة متعددة، مثل: الاضطرابات الهرمونية أو اللواتي يستخدمن أدوية، مثل: الستروئيدات.

3- الرجال

– الفحوص العامة الوقائية، وتشمل قياس ضغط الدم، ومشعر كتلة الجسم، وقياس الخصر.

– قياس سكر الدم ومستويات الكولسترول ومستوي شحوم الدم الثلاثية، بالإضافة إلى تقييم وظائف الكلية.

– الفحص الدوري لمسح سرطان القولون باستخدام التنظير الهضمي السفلي عند الرجال بعد عمر الخمسين.

– الفحص الدوري لأمراض البروستات باستخدام الفحص السريري والمخبري عند الرجال بعد عمر الخمسين.

– فحص الأسنان واللثة، وخاصةً عند المدخنين.

كما لاحظنا أهمية الفحص الدوري للصحة العامة والفردية، لذلك لا تتردّد بسؤال طبيبك عن الفحوص الدورية المناسبة لعمرك، وجنسك، وتاريخك المرضي والعائلي.