Published in: أمراض

الصُّداع الرعدي المفاجئ

Author د. عبد الرحمن الدخيل

Published on: 28 نوفمبر، 2023

د. عبد الرحمن الدخيل

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تختلف الأنواع المُسبّبة للصُّداع الرأسي، منها ما ينتج بسبب عوامل بيئية، وغالباً ما تكون هذه الأنواع من الصُّداع بسيطةً وسهلة التدبير، بينما قد يعاني بعض المرضى من أنواع صداعٍ رأسي شديدةٍ جداً، والتي قد تشير لوجود مشاكل عصبية خطيرة، وتحتاج إلى إحالةٍ فوريةٍ إلى الإسعاف لمنع حدوث أضرارٍ عصبيةٍ أكبر، مما يجعل هذه الأنواع من الصُّداع على الرغم من ندرتها مهمةً جداً، منها الصُّداع الرعدي (Thunderclap Headache).

ما هو الصُّداع الرعدي؟

هو صداعٌ مفاجئٌ وشديدٌ جداً يصيب الرأس كضربة الرعد، ويكون الألم في أشدّه في البداية، ويزول خلال ساعات، وعادةً ما يتمُّ وصفه من قبل المريض كأشدّ صداعٍ يمكن وصفه على الإطلاق، ولم يعاني المريض من أي صداعٍ كهذا الصُّداع من قبل.

يظهر الألم بسرعة وخلال 60 ثانية، وعادةً ما يصل الألم إلى أشدّه دون سوابق أو عوامل إنذارٍ للمريض، كما يكون الألم غير مرتبطٍ بأذياتٍ عصبية مهمة أو خطيرة، لكن من الممكن أن يشير وجود الألم الرعدي إلى وجود نزوفٍ دماغيةٍ خطيرةٍ مهددةٍ للحياة، وتتطلب تدخلاً طبياً مباشراً وسريعاً.

لا يعدُّ الصُّداع الرعدي من الأسباب الشائعة للصداع الرأسي، ونسبة انتشاره حوالي 50 إصابة لكل 100000 شخص، وعلى الرغم من ذلك، فإن حدوثه يتطلب متابعةً طبيةً سريعةً ومباشرة. ^{[1] [2]}

ما هي أعراض الصُّداع الرعدي؟

العرض الأساسي هو الصُّداع الشديد، لكنه يكون مصحوباً بعددٍ من الأعراض الأخرى، وهي:

1- الخدر.

2- صعوبةٌ في النطق.

3- الغثيان والإقياء.

4- تخليطٌ ذهني.

5- اضطراباتٌ في الرؤية.

6- كما قد يلاحظ ترافق الأعراض بارتفاع الحرارة.

تتشابه أعراض الصُّداع الرعدي مع نوعٍ آخر من الصُّداع، وهو صداعٌ حول العين الدوري (Ophthalmodynia periodica)، ويختلف الصُّداع الرعدي عن الصُّداع حول العين بأنه لا يحدث ضمن مجموعة عناقيد (هجماتٍ متتابعة)، مثل: ألم العين الدوري، وكما أن الألم في الصُّداع الرعدي يكون أشد. ^{[1] [2]}

ما هي مُسبّبات الألم الرعدي؟

يمكن تقسيم الصُّداع الرعدي إلى صنفين رئيسين: ^{[1] [2]}

1- الصُّداع الأولي

المرضى المصابين بالصداع الرعدي الأولي لا يعانون من إصابةٍ عصبيةٍ عضوية، ويكون الفحص العصبي لديهم طبيعياً، ويمكن للألم أن يظهر أثناء القيام ببعض الأنشطة الرياضية الشديدة، وحتى عند بعض الأنشطة البسيطة، كالسعال الذي يُسبّب ظهور الألم.

2- الصُّداع الثانوي

يكون الألم في هذا النمط ناتجاً عن إصابةٍ عصبيةٍ خطيرة، وغالباً ما تكون مرتبطةً بحدوث اضطراباتٍ في التروية الدموية العصبية، مثل:

1- النزف في المسافة تحت العنكبوتية وهي تشكُّل جزءاً من الطبقات المغلفة للدماغ والجملة العصبية، والتي تعدُّ السبب الأشيع للصُّداع الرعدي الثانوي.

2- متلازمة تضيُّق الأوعية الدماغية القابلة للعكس، وهي السبب الثاني الأكثر شيوعاً.

3- الصدمة الدماغية.

4- الارتفاع الشديد في الضغط الدموي.

5- الإصابة الرضّية الدماغية.

6- الاختلاطات المتأخرة في الحمل والتي ينتج عنها عادةً ارتفاعٌ مفاجئٌ في الضغط الدموي.

7- أمهات الدم الدماغية.

كيف يُشخَّص الصُّداع الرعدي؟

يعتمد التشخيص على القصة المرضية، وكيفية وصف المريض للألم، بالإضافة إلى الصور الشعاعية، والتي تهدف إلى نفي وجود الاضطرابات التروية الدموية للجهاز العصبي، وتشمل: ^[3]

1- التصوير الطبقي المحوري، والتصوير بالرنين المغناطيسي.

2- التصوير الوعائي بالرنين المغناطيسي.

3- البزل القطني: والذي يمكن بالاعتماد عليه تحري وجود تسريبٍ دموي ضمن الطبقات المحيطة بالدماغ.

ما هو تدبير الصُّداع الرعدي؟

تبعاً لنمط الصُّداع الرعدي يتحدَّد التدبير السليم لمرضى الصُّداع الرعدي، النمط الأولي (غير المصحوب بأذياتٍ عصبية) يتمُّ تدبيره بمسكنات الألم، ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDS)، بينما في حال تأكيد الإصابة بالنمط الثانوي تكون الحالة خطيرة، وتتطلب تدخلاً جراحياً فورياً لتدبير حالة المريض، وإصلاح الاضطراب الدموي الحاصل، وعلاج الصُّداع الرعدي الناتج عن هذا الاضطراب. ^{[1] [3]}